الحمدلله شفيت من الوسواس القهري
كانت تجربتي مُثمرة ومؤلمة حتى الحمدلله شفيت من الوسواس القهري بعد أن عانيت كثيرًا، حيث تسبب في التأثير بصورة سلبية على كافة نواحي الحياة فقد أثر على علاقاتي الاجتماعية والعملية والشخصية وأصبح الأمر ينعكس سلبًا على نفسيتي نتيجة الأعراض التي كنت أعاني منها ولكن في النهاية استطعت التغلب على هذا المرض، ومن خلال منصة وميض سأشارككم تجربتي مع الوسواس القهري في السطور القادمة.
الحمدلله شفيت من الوسواس القهري
الوسواس القهري من الأمراض النفسية التي تتسبب ألم نفسي وجسدي، فقد كنت أعاني من اضطرابات وخلل شديد في حياتي، الأمر الذي أثر بصورة سلبية على حالتي النفسية، هذا المرض كنت أعاني منه منذ الصغر، كنت دائمًا أقوم بتكرار فعل الشيء أكثر من 3 مرات في فترة قليلة.
ازداد الأمر سوءً عندما دخلت في سن 30، فقد زادت حدة الأعراض لديَ وأصبحتُ أشعُر بالخوف من كل شيء يحيط بي، ففي كثير من الأحيان كنت أشعر أنني لست على قيد الحياة ولا يمكنني التركيز في الأمور التي تدور حولي من حدة شعوري بالقلق والتوتر من كل شيء.
أصبحت لا أستطيع الشعور بالراحة والسعادة، ولا يمكنني التوقف عن تناول الطعام لأن عقلي يصور لي أنني سوف أشعر بالجوع والألم في المعدة إذا توقفت عن تناول الطعام، بعد مرور فترة أصبحت أعاني من ألم شديد في المعدة يشبه أعراض القرحة ولكن الأطباء أكدوا أنني لا أعاني من أي مرض.
بل يمكن يكون ناتج عن اضطرابات في القولون العصبي، ومع ازدياد شدة الأعراض قررت الذهاب إلى الطبيب النفسي بعد أن نصحني أحد الأطباء بذلك، وبالفعل قام بالفحوصات اللازمة التي أوضحت أنني أعاني من الوسواس القهري في مراحل متقدمة منه.
نصحني الطبيب بتناول بعض من أدوية التي تعمل على التقليل من حدة الأعراض، وكان من ضمن تلك الأدوية حبوب مضادة للاكتئاب، انتظمت على الجلسات المباشرة مع الطبيب، والذي أوضح لي أنه سوف يتبع نوع العلاج المعرفي السلوكي القائم على تعديل السلوكيات والأفكار الغير صحيحة التي كنت أعاني منها.
فقد تخطيت مشكلة الأفكار الغير منطقية، وساعدني الطبيب على مواجهة المواقف التي أتعرض لها بصورة مختلفة وكيفية تحديد الاستجابة الصحيحة لها، وساهم بشكل كبير في التقليل من الأفعال القهرية التي كنت أعاني منها، بالرغم أن فترة العلاج استغرقت وقت طويل ولكنني استطعت التغلب في النهاية على هذا المرض.
اقرأ أيضًا: الوسواس القهري عند الفتاة
ما هو اضطراب الوسواس القهري؟
أحد الاضطرابات الصحية التي تتسبب في معاناة المريض من مشكلة الهواجس أي الأفكار الغير منطقية، والقيام ببعض الأفعال بصورة متكررة وعدم القدرة على التحكم في هذا الأمر (الأفعال القهرية)، هذا الاضطراب قد ينتج عنه العديد من المشاكل النفسية مثل الاكتئاب والقلق والتوتر الحاد والإحباط.
أسباب الوسواس القهري
بالرغم أنني الحمدلله شفيت من الوسواس القهري إلا أنني تعرفت على بعض من الأسباب التي تتسبب في زيادة فرصة الإصابة بهذا المرض وهذه الأسباب تتمثل في:
- العوامل الوراثية تلعب دور بارز في الإصابة، فقد يكون ناتج عن إصابة أحد الأقارب بهذا المرض، أو قيامك بالكثير من الأفعال بصورة قهرية منذ الصغر مما جعل الأمر راسخ في عقلك.
- سمات الشخصية التي يتحلى بها الشخص مثل رغبته في الوصول إلى درجة المثالية والكمال، أو رغبته في عدم الوقوع في الخطأ وتحقيق العديد من الأهداف والأعمال التي تفوق قدراته، شعوره بالمسئولية تجاه المحيطين كل هذه الأمور تؤثر سلبًا على حياة هذا الشخص.
- إذا كان المريض يعاني بالفعل من بعض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق الحاد كل هذه الأمور تزيد من فرص إصابة المريض بالوسواس.
- النوع البشري له دور بارز في الإصابة، أكدت دراسات عديدة أن الذكور أكثر عُرضة للإصابة بالهواجس وأعراض الوسواس، بينما الإناث هم أكثر عرضة للإصابة بمشكلة الأفعال القهرية.
- الأحداث الحياتية التي يمُر بها الشخص في حياته مثل التجارب المؤلمة التي قد تتمثل في التعرض للتنمر أو الاعتداء الجنسي أو موت أحد المُقربين إلى المريض كل هذه الأحداث تتسبب في تفاقم الأعراض وزيادة حدتها.
- ناتج عن بعض السلوكيات والأعراض المكتسبة من البيئة التي يعيش فيها الشخص.
- وجود خلل في مُعدل مادة السيروتونين المتواجدة في الدماغ، فإن انخفاض هذه المادة يتسبب في ظهور أعراض هذا المرض، فأكدت الدراسات أن المرضى الذين يأخذون أدوية تزيد من نسبة هذه المادة في الدماغ تكون الأعراض أقل شدة لديهم عن باقي المرضى.
- قد يصاب به الأطفال الذين يعانون من الجراثيم العقدية التي يترتب عنها الإصابة بالالتهابات في الحنجرة، فقد أكدت الدراسات العلاقة القوية بين كل من الوسواس القهري والجراثيم العقدية.
أعراض الوسواس القهري
أثناء تجربتي بعد أن الحمدلله شفيت من الوسواس القهري تعرضت لأعراض كثيرة بالإضافة أن الطبيب ساعدني على التعرف على الأعراض الأخرى الذي يعاني منها المرضى وسوف أقوم بطرحها في السطور التالية:
- القيام بنتف الشعر الذي يتسبب في الإصابة بالصلع.
- عدم القيام بالأمور التي تزيد حدة الوسواس مثل الامتناع عن المصافحة أو تبادل الأحضان حتى بين المقربين والمرضى.
- الخوف الشديد من الإصابة بالعدوى خاصة عند الاضطرار إلى لمس أدوات الآخرين أو المصافحة.
- رغبة المريض المستمرة في الصراخ بصوت مرتفع في أحيانًا كثيرة غير مناسبة.
- الإصابة بالتهابات في الجلد بسبب تكرار عدد مرات غسل اليدين في فترة قليلة.
- التعرض لحدوث ندوب على الجلد بسبب الاهتمام المفرط من قِبل المريض لتجنب الإصابة بالعدوى.
- قد يعاني المريض من تخيلات عديدة مثل إلحاق الأذى بالآخرين أو وجود تخيلات إباحية وعدم قدرة المريض في التحكم في هذه التخيلات.
- شعور المريض بالضيق في حال عدم قدرته على التعرف على مصدر الشيء الذي يحصل عليه.
- يراوده العديد من الشكوك حول قيامه بقفل الباب أو إطفاء النار والفرن، حيث يقوم بفحص الغاز والفرن وقفل الباب وغيرها من الأمور بصورة مستمرة بشكل مبالغ فيه.
اقرأ أيضًا: الفرق بين الوسواس القهري والوسواس الشيطاني
مضاعفات الوسواس القهري
قد أشار لي الطبيب ببعض المضاعفات التي قد يتسبب بها هذا المرض، من خلال حديثي عن تجربتي بعد أن الحمدلله شفيت من الوسواس القهري، سوف أعرض لكم هذه المضاعفات التي تتمثل في:
- اتجاه المريض إلى إدمان الكحول أو المخدرات حتى يتجنب مشكلة الأفكار العديدة والهواجس التي تسيطر عليه.
- المعاناة من بعض الاضطرابات في الجهاز الهضمي وهو الأمر الذي يؤثر سلبًا على شهية المريض، فقد تلاحظ أن المريض يأكل بصورة مستمرة ومتكررة وفي أحيانًا أخرى قد تلاحظ أنه لا يرغب في تناول الطعام والاستمرار على هذا الوضع فترة طويلة.
- عدم الرغبة في القيام بالعمل.
- انعدام القدرة على التركيز والانتباه.
- الإصابة بالتقرحات والالتهابات في الجلد بسبب زيادة عدد مرات غسل اليدين.
- زيادة فرص الإصابة بالاكتئاب.
- المعاناة من الاضطرابات الناتجة عن زيادة حدة الشعور بالقلق والتوتر.
- وجود خلل في العلاقات الاجتماعية التي توجد في حياة المريض.
- سيطرة الأفكار الانتحارية على المريض.
تشخيص مرض الوسواس القهري
عندما كنت أعاني خلال تجربتي من الأعراض السابقة وقمت بالذهاب إلى الطبيب، وعندما عرضت عليه الأعراض التي أعاني منها قام ببعض من الفحوصات وطرح العلاج حتى الحمدلله شفيت من الوسواس القهري، وتتمثل الفحوصات في:
- يقوم الطبيب بالفحص الجسدي السريري للتأكد من عدم وجود أي أمراض عضوية تتسبب في هذه الأعراض، ولفحص الآثار الجسدية التي يمكن أن تنتج عن المرض لكي يحدد مرحلة المرض.
- إجراء بعض الفحوصات المخبرية.
- بعد ذلك يلجأ الطبيب إلى التقييم النفسي الذي يتم من خلال اللجوء إلى استخدام بعض المعايير الخاصة بتقييم الاضطراب النفسي وحالة المريض النفسية.
اقرأ أيضًا: أعراض الوسواس القهري الجسدية
كيفية علاج مرض الوسواس القهري
بعدما يتم إجراء كافة الفحوصات السابقة، يقوم الطبيب بتحديد خطة العلاج التي تتناسب مع حالة المريض، بعد أن الحمدلله شفيت من الوسواس القهري سوف أعرض لكم أنواع طرق العلاج المستخدمة التي يلجأ إليها الطبيب وهي:
1- العلاج النفسي
بشكل عام يلجأ الطبيب لهذا النوع من العلاج ليعمل على محاربة الأفعال القهرية والهواجس والتقليل من الأعراض التي يعاني منها المريض، ويعد العلاج المعرفي السلوك هو أكثر أنواع العلاج النفسي استخدامًا وفاعلية، فهو يعمل على تعديل سلوكيات المريض ويساعده على التخلص من الأفكار الغير منطقية التي تسيطر عليه.
بينما علاج (التعرض ومنع الاستجابة) يتم استخدامه في مواقف محددة، فمثلًا في حال كان المريض يعاني من أزمات خلال فترة الطفولة تسببت له في الإصابة أو التعرض لبعض الظروف والحوادث الأليمة.
حيث يقوم الطبيب بجعل المريض يواجه هذه الأمور مرة أخرى من خلال إعداد هذه المواقف مرة أخرى أمامه ولكن وفقًا لترتيب الطبيب لظروف المثير، وهذا النوع لا يتم تطبيقه لتغيير هذه الظروف أو لكي يمنع المريض حدوثها بل لكي يؤهله إلى مواجهة هذا المثير مرة أخرى.
فيحاول إظهار ردة فعل طبيعية لكي يتعامل مع الأمر بصورة طبيعية، ولكن هذ النوع من العلاج لا يمكن تطبيقه مع كل المرضى لأنه يحتاج إلى ظروف محددة.
2- العلاج الدوائي
هذا النوع من العلاج يلجأ له الطبيب ولكن ليس مع كل الحالات لكن مع الحالات التي توجد في المراحل المتأخرة من المرض، ويكون بغرض التقليل من الأعراض المصاحبة للمرض، قد يضطر الطبيب إلى وصف بعض المهدئات للمريض في حال كان يعاني من القلق والتوتر الحاد من كل شيء يوجد حوله.
بالإضافة إلى وصف مضادات الاكتئاب للتخفيف من حدة الأعراض، ولكن يجب معرفة أن المريض لا يمكنه للتوقف عن تناول الدواء من تلقاء نفسه بل يجب استشارة الطبيب المختص بحالته أولًا حتى وإن لاحظ المريض ان حالته تتحسن حتى يتجنب حدوث انتكاسة في حالته.
اقرأ أيضًا: علاج الوسواس القهري نهائيًا
3- إرشادات علاجية
هذا في حال لم يحدث تحسن في حالة المريض بعد استخدام الطرق السابقة يحتاج الطبيب إلى اللجوء لبعض الطرق الأخرى التي تتمثل في:
- القيام بتنشيط وتحفيز الدماغ من الأعماق.
- قد يتطلب الأمر حجز المريض في قسم الأمراض العقلية لكي يتلقى المتابعة المستمرة لحالته باستمرار.
- القيام بتنشيط الجمجمة من خلال القيام بعملية التنشيط المغناطيسي لها.
- اللجوء إلى العلاج بالصدمات الكهربائية.
نصائح للتعامل مع مريض الوسواس القهري
هناك بعض الإرشادات التي يرجى الالتزام بها لكي تتعرف على الطريقة الصحيحة للتعامل مع هؤلاء المرضى، وفي سياق حديثنا عن تجربتي بعد أن الحمدلله شفيت من الوسواس القهري سوف أطرح لكم هذه الإرشادات فيما يلي:
- محاولة التقرب إلى المريض والتحدث معه باستمرار للتعرف على الأعراض التي يعاني منها والمشاعر التي تسيطر عليه.
- حاول أن تتحلى بالصبر عند التعامل معه فقد تكون مخاوفه غير منطقية بالنسبة لك ولكنها مهمة له لذا يجب أن تأخذ هذا الأمر في عين الاعتبار.
- مساعدة المريض على الأفعال التي يقوم بها مثل الحرص على تنظيم الأشياء التي توجد حوله.
- الحرص على بث روح الطمأنينة داخل المريض ومحاولة توصيل له أنك بجانبه وأنه ليس بمفرده، وأن الأخطاء التي تحدث هو ليس السبب فيها بل هو أمر طبيعي يحدث لجميع البشر.
- الحرص على محاولة إيصال له فكرة أن الوسواس ليس له معنى ولكن بطريقة يستطيع المريض تفهمها.
- عندما يضطر المريض على القيام بالأفعال القهرية مثل غسل يديه باستمرار أسأله عن سبب قيامه بهذا الأمر والهدف الذي سوف يعود له من تكرار هذا الفعل، مع محاولة توضيح أنه من الطبيعي أن تتعرض اليد للتلوث وأن الإصابة لا يمكن تجنبها من تكرار هذا الفعل.
- أذكُر له الأضرار التي يمكن أن تتسبب بها تصرفاته مثل أن غسل اليدين باستمرار يزيد من فرص الإصابة بالالتهابات والندبات على الجلد.
- أعرض على المريض المساعدة والتعرف على الأمور التي يحتاج إليها لكي يسهل الأمر من حياته.
- حاول أن تكون مصدر تشجيع ودعم للمريض، وحاول أن تحرص على دفعه للاستمرار في متابعة الجلسات مع الطبيب وتلقي العلاج وقلل من شعور اليأس لديه.
- احرص على سرد بعض من القصص الواقعية لبعض المرضى الذين استطاعوا التغلب على المرض بعد اتباعهم العلاج المناسب.
اقرأ أيضًا: قصص المتعافين من الوسواس القهري
نصائح للوقاية من الوسواس القهري
بعد أن الحمدلله شفيت من الوسواس القهري نصحني الطبيب ببعض النصائح التي تساعدني على تجنب الإصابة بهذا المرض مرة أخرى، وسوف أعرضها لكم فيما يأتي:
- بالرغم أنه لا يوجد طريقة محددة يمكنك من خلالها تجنب الإصابة بصورة مباشرة، ولكن يجب التعامل مع المواقف والظروف التي تتعرض لها ولا يجب تجنبها.
- عندما تلاحظ الأعراض السابقة يجب زيارة الطبيب بصورة سريعة حتى يتم علاج المرض في مراحله الأولى قبل تفاقم الأعراض.
- يفضل عند التعرض للمواقف المؤلمة يجب التعبير عن المشاعر التي تعبر عنها من خلال التحدث مع أحد الأشخاص المقربين لك أو اللجوء للكتابة هذه الأمور تساعد في التخلص من المشاعر السلبية والتقليل من تراكمها.
- التحدث مع أفراد عائلتك عن الأفكار التي تجول في خاطرك سواء كانت أفكار عادية أو وسواسية فقد يساعدونك على التعامل معنا بصورة صحيحة.
- قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة والابتعاد عن العزلة، ومحاولة القضاء على أوقات الفراغ لأنها السبب الأساسي في تفاقم الأعراض لدى المريض.
- حاول أن تتوقع الأمور التي لا يمكن توقعها.
- الابتعاد عن جلد ذاتك وإلقاء على نفسك دائمًا.
- لا تقوم بالتركيز والتفكير في نتائج الأمور التي لم تحدث بعد.
- الابتعاد عن الأشخاص السلبيين الذين يزيدون من شعورك بالاكتئاب.
- حاول أن تكون شخص إيجابي ينظر على الأمور بمنظور مختلف.
هذه الإرشادات والنصائح ساعدتني الحمدلله وشفيت من الوسواس القهري، فقد ساهمت في التقليل من حدة الأعراض بالإضافة أن العلاج قد ساعدني كثيرًا على تخطي المرض وأعراضه.