التربية السليمة واثرها على الأبناء
التربية السليمة واثرها على الأبناء من العوامل المهمة التي يجب التعرف عليها لمن يهمه الأمر، منذ أن يولد الطفل و يعتبر الوالدين هم المصدر الوحيد والأساسي الذي يقدم الإلهام للطفل، فأنها تساعده كثيرًا في القدرة على فهم ما يدور حوله، وعندما يكون الوالدين متفاعلين مع طفلهم يكسبه هذا المهارات المختلفة، ولذلك سوف نقوم من خلال منصة وميض بالتحدث عن التربية السليمة واثرها على الأبناء.
التربية السليمة واثرها على الأبناء
يتأثر الأطفال بالسلوكيات التي تصدر عن الوالدين، وذلك ما يجعلهم يكتسبون الكثير من الأساليب والمهارات منهم، حيث إن الأبحاث العلمية قد أثبتت بجدارة أن هناك رابط قوي بين سلوك الطفل وبين سلوك الوالدين.
كما أن البيئة التي ينشأ بها الطفل تؤثر على تطور شخصيته مختلفة أو مشابهه للآباء والأمهات، ولذلك نجد أن الأساليب المتبعة من أجل تربية الطفل يجب أن تكون متنوعة ومختلفة وإيجابية، حيث إنها تؤثر عليه بقوة وذلك الأثر يكون على شكل:
1ـ القدرة على تحديد الأهداف
يقوم التربة الإيجابية بلعب دور كبير وفعال في تنمية قدرة الطفل على تحديد الأهداف التي يرغب بها والتي يستطيع أن يقوم بتطبيقها على المدى البعيد.
حتى يستطيع أن يقوم ببناء حياته بشكل سليم وفقًا لتلك الأهداف، حيث إنه يستطيع من خلالها أن يقوم بعيش حياة جميلة مليئة بالسعادة، كما أنها تساعده بشكل كبير في توسيع وعيه من أجل أن يكون لديه القدرة الكافية في مواجهه الظروف الصعبة التي توجد في الحياة.
اقرأ أيضًا: كيف أتعامل مع ابني عمره 13 سنة
2ـ التعامل مع الآخرين
يجب أن يتم تعليم الطفل كيفية التعامل بشكل محترم مع الأشخاص الآخرين، كما يجب أن يتم تعليمه أن هناك العديد من العواقب التي سوف تلحق تلك الأخطاء، ويعتبر هذا الأثر من أهم الآثار التي سوف تجعلهم أشخاص مساهمين ومسالمين قادرين على تنمية المجتمع.
3ـ التطور الجسدي
تلعب التربية السليمة دور كبير في غرس النظام الجيد والسليم لأسلوب الحياة الخاصة بالطفل، حيث إنها تساهم في تطور النمو بشكل مثالي، ويتم هذا الأمر من خلال حثهم على ضرورة ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
ضرورة الاشتراك في الفرق الرياضية، ونجد أنه يجب أن يقوم الوالدين في تلك الحالة بتنظيم النظام الغذائي الخاص بالطفل من أجل أن يتمتع بالصحة الجيدة الخالية من المشاكل، ولذلك يجب أن يكون الوالدين قدوة لأبنائهم.
4ـ التطور الروحي
تتمثل التربية السليمة في جعل الأطفال يتعرفون على العادات والتقاليد والمبادئ، كما أنها تجعلهم يقومون بتقدير الوالدين، فهي توضح لهم الأمور الصحيحة والأمور الخاطئة.
فهي تلعب دور كبير في منحهم القدرة على السعي من أجل تصحيح الأخطاء، ولكن لا يتم هذا الأمر بدون الوالدين فهم يجب عليهم أن يقومون بتوجيه الطفل منذ الصغر للإيمان الصحيح وضرورة المحافظة عليه.
اقرأ أيضًا: علاج الكذب عند الأطفال في علم النفس
5ـ الشعور بالثقة والتحكم في المشاعر
من أهم الأهداف التي تقوم التربية السليمة هو أن تجعل الطفل قادر على الشعور بالرضا وأيضًا الثقة بالنفس، وبذلك يكون قادر على تنمية الشغف الذي يشعر به بشكل كبير.
مما يجعل الطفل قادرًا على وضع خطط للأهداف التي يرغب بها قبل الذهاب إلى المدرسة، كما أنها تساهم في تحسين عملية الأداء العلمي الأكاديمي.
وذلك من خلال القيام بتعليم الطفل القدرة على الصبر والتريث، وتلك الأمور تم تحديدها على أساس الدراسات العلمية والأبحاث العلمية التي قدمتها خبيرة التربية الملقبة باسم ميشيل بوربا، والتي أكدت أنها تعلم الطفل كيف يتحكم في مشاعره عندما يتعرض للحظات الصعبة واللحظات السعيدة.
6ـ التطور العقلي
تجعل التربية السليمة الطفل يمتلك عقل ثقيل ومرتب منذ الصغر، وذلك الأمر يتم من خلال القيام بزيادة القدرات المتعلقة بالتحكم في الاستجابة لجميع الأوامر والتوجيهات المتعددة.
وينتج عنها أن الطفل يصبح لديه طابع ابداعي يستطيع من خلاله تقبل الإخفاقات التي يتعرض لها والتغلب عليها بقوة، كما أنها تمنحه القدرة على فهم الأساليب الخاصة بالانضباط وطرق ممارسته، وأيضًا القدرة على قبول الانتقادات الموجه له من قبل الآخرين.
أنماط تربية الأطفال
بعد أن ذكرنا التربية السليمة وأثرها على الأبناء، يجب أن نقوم بالتحدث عن الأنماط الخاصة والتي تلعب دور كبير وفعال في التأثر على الطفل وجعله قادر على مواجه جميع الأمور التي تطرأ عليه.
وذلك وفقًا لما قدم قدمته الأبحاث الخاصة بعالمة النفس الملقبة باسم ديانا بومريند والتي قامت بإجرائها على أكثر من 100 طفل قبل أن يتوجهوا إلى المدرسة، وتلك الأنماط تكون عبارة عن:
1ـ التربية الدكتاتورية والتربية التسلطية
نجد أن في هذا النمط يقوم الوالدين بوضع العديد من القواعد الصارمة والتي تلعب دور كبير في التأثير على الطفل حيث أنه إذا لم يقم باتباع تلك القواعد سوف يتعرض للعقاب، ولذلك يجب أن يتم وضع التفسيرات المقنعة لتلك القواعد والتي تجعل الطفل يقوم باتباعها بكل رضا.
2ـ التربية المهملة
في تلك المرحلة يقوم الوالدين بإظهار عدة مطالب مختلفة تدل على عدم استجابتهم لأطفالهم وعدم تواصلهم معهم، حيث إنهم يقومون بتلبية الاحتياجات الأساسية المهمة لطفل من المأكل والمشرب ولكن لا يقومون بعمل أي أمر آخر قادر على تنمية الطفل بشكل سليم.
اقرأ أيضًا: طرق معاقبة الطفل على السلوك السيئ
3ـ التربية الحازمة
هي عبارة عن تربية يقوم فيها الوالدين بوضع بعض التوجيهات والإرشادات التي يجب أن يقوم الطفل باتباعها، حيث إنهم هنا يتوقعون أمور كثيرة من طفلهم.
ولكن بالرغم من ذلك الأمر إلا أنهم يكونوا على أتم استعداد للاستماع لهم ومناقشتهم والإجابة على جميع الأسئلة التي يطرحها الطفل بشكل مقنع، كما نجد أنهم عندما لا يرون أن الطفل يستجيب لتلك الأوامر يقومون بتقديم التسامح له دون استعمال وسائل معاقبة.
4ـ التربية المتساهلة
يقوم الوالدين هناك بوضع عدة متطلبات قليلة، كما أنهم لا يقومون بتوبيخ الطفل عند الخطأ وذلك لأنهم يروا أن الأطفال لديهم نسب منخفضة من ضبط النفس والنضج.
ونجد أنهم لا يتواصلون بشكل قوى مع الطفل بل يأخذون موضع الصديق لأبنائهم من أجل أن يشاركهم جميع أمور حياتهم بدون خجل.
طرق توجيه الطفل بطريقة صحيحة
بعد أن تحدثنا عن التربية السليمة وأثرها على الأبناء، يجب ألا ننسى أن هناك بعض الطرق التوجيه الضرورية التي يجب أن يتم فعلها من قبل الوالدين من أجل تربية طفل لديه تربية سليمة، ومن أبرز وأهم تلك الطرق ما يلي:
- القيام بإنشاء قواعد واضحة وذلك حتى يستطيع الطفل من خلالها معرفة التصرفات الصحيحة والتصرفات الخاطئة.
- متابعة نتائج التوجيهات حتى يشعر الطفل بأن تلك التوجيهات لها جدية.
- مناقشة العواقب السلبية وذلك قبل أن يتم التجاوز، وذلك لكي يكون الطفل لديه دراية كافية وواضحة للأمور التي سوف يتعرض لها في حالة كسره لتلك التوجيهات.
- توفير التعزيز الإيجابي وذلك من خلال القيام بتحفيز الطفل من أجل اتباع التعليمات المحددة، وتتم تلك العملية من خلال مدح القواعد الموضوعة وكم هي جميلة وصحيحة.
اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين قصير عن الاحترام
نصائح التربية الصحيحة للأطفال
في سياق حديثنا عن التربية السليمة واثرها على الأبناء، نجد أن هناك العديد من الإرشادات والتعليمات التي يجب أن يقوم بها الوالدين و التي لها دور كبير وفعال في جعل الطفل سليم، و تلك النصائح عبارة عن:
- القيام بالاستماع إلى الطفل.
- تقديم المساعدة الكافية له من أجل تنظيم عواطفه.
- عدم القيام بقطع حديث الطفل.
- تخصيص وقت كبير للإجابة على جميع الأسئلة التي يطرحها.
- عدم القيام بتصرفات خاطئة أمام الطفل.
- إظهار الحب والاعتناء بالطفل بصور جسدية مثل القيام بتقبيله أو من خلال العناق.
- منح الطفل مساحة كبير من أجل القيام بعمل فوضى وبعض الأخطاء حيث إن تلك الخطوة تساهم في تعليمة.
- تعليم الطفل قواعد الرحمة والتعاطف مع الأشخاص الآخرين.
- تعليمهم أن الحيوانات مخلوقات ضعيفة لا يجب تقديم الإساءة لها بل يجب القيام برعايتها.
- قضاء وقت كافي مع الطفل في الخارج وذلك من أجل تحسين مزاج الطفل.
- مشاركة الطفل في جميع النشاطات التي يقوم بها.
- تقديم الدعم للطفل.
- منع الأخرين من التنمر عليه وتقديم الإساءة له.
- اللعب مع الطفل لفترات طويلة لتعزيز سعادته.
- عدم القيام بتوبيخ الطفل أمام الآخرين.
- تعزيز ثقة الطفل بنفسه.
- مساعدة الطفل في تكوين صداقات.
بعد أن تعرفنا على التربية السليمة واثرها على الأبناء، يجب أن نعلم أن التربية الخاطئة تولد طفل عنيف و خجول وغيور، وذلك ما يجعله يواجه عدة صعوبات و عدم القدرة على التأقلم مع المجتمع و الأشخاص الذين حوله.