معلومات عن العقل الباطن في علم النفس
معلومات عن العقل الباطن في علم النفس من شأنها أن تخلق بداخلك الفضول حول ذلك الجزء اللاواعي بداخلك، فبالرغم من كونه مختبئ وغير ظاهر ماديًا إلا أن أثره الفعلي على الإنسان ليس بقليل، وهو ما استحق وبجدارة أن يذكره علم النفس ويبدأ في التساؤل عنه لمعرفة كل ما يخصه، من هنا واستكمالًا لما بدأناه فها نحن من خلال منصة وميض نعرض فيما يلي معلومات عن العقل الباطن في علم النفس.
معلومات عن العقل الباطن في علم النفس
لا بد وأن ورد على مسامعك ذات يوم تلك الكلمات عن العقل الباطن، ومن ثم يليها مجموعة من المصطلحات المعقدة التي يعجز حتى العقل الواعي على استيعابها، وهو ما جعلنا نتجه للبحث حول معلومات عن العقل الباطن في علم النفس.
قد لا يهوى جميعنا تفاصيل علم النفس، ولكن هذا لا يمنع مدى دقته في وصف الطبيعة البشرية حتى النخاع، فذلك العلم البشري الذي ابتكره البشر لتحليل الطبيعة النفسية للإنسان ومن ثم التعامل معه على الوجه الأمثل هو الوسيلة المثلى لمعرفة مثل تلك التفاصيل الدقيقة مثل ما نتحدث عنه اليوم كالعقل الباطن.
فقد أبدى العلماء تعريفات عدة للعقل الباطن، ولعل أشهرها كونه المنطقة الدماغية المسؤولة عن تخزين كل ما هو ليس بالعقل الواعي، فهو بمثابة مخزن بدون معدات معالجة أو حتى عمال تنظيم، حيث يتم إلقاء كل ما هو غير مرتب وغير ضروري للظهور على السطح به، حتى أنه لا يكاد يعالج المعلومات أو يصنفها إلى معسكر الخير أو معسكر الشر.
هو فقط بمثابة كالوس المسرح، يتم إخفاء كل ما لا يجب إظهاره على السطح، وهو ما يفسر تلك الأحلام التي نراها ونفعل بها ما لا نقدر على فعله أثناء استيقاظنا، فالمتحكم الأول والأخير المسؤول عن الأحلام هو العقل الباطن وهو ما يتيح لك فعل كل المحرمات والمخالفات التي تكاد لا تجرؤ على فعلها نهارًا.
على جانب آخر يعتبره العلماء هو الكالوس المترسب به كل ما عاناه الإنسان من قمع داخلي لغرائزه نواياه الداخلية، وعادةً ما تكون تلك الترسبات هي المتسببة في السلوك الغريب أو العدواني أو العاطفي الظاهر بشكل مفاجئ والذي لا يكاد العقل الواعي معالجته على الوجه الأمثل.
اقرأ أيضًا: علاج العقل الباطن من الخوف
كيفية عمل العقل الباطن
ما زلنا في خضم شرح معلومات عن العقل الباطن في علم النفس، واستمرارًا لما ذكرنا مسبقًا فإن العقل الباطن يكاد يعمل على مدار اليوم وحتى في ساعات النوم والراحة، لذلك فقد اعتبره العلماء العامل أو المحفز الأول والمسؤول عن السلوكيات الظاهرة للشخص.
فسواء إن كان يحتوي على معلومات سلبية أو إيجابية فسيكون هو المسؤول عن طرح تلك الأفكار عن طريق سلوكيات ظاهرة، وذلك ما يحدده الشخص نفسه أو عقله الواعي من أهداف، فكلما كانت تلك الأهداف واضحة ساهم ذلك في عمل العقل الباطن بطريقة سهلة وأداء المطلوب بشكل صحيح، وتتمثل طريقة عمله في الآتي:
1- العقل الباطن هو مخزنك الأساسي
يبدأ الأمر بتخزين ذكريات الشخص وخبراته الحياتية في منطقة بعيدة في الدماغ تسمى بالعقل اللاواعي أو العقل الباطن، والذي هو كما ذكرنا القائم بتحريك العواطف والمشاعر الإنسانية بناءً على تلك الذكريات.
2- ما ينتج عن العقل الباطن هو ترجمة لطبيعتك
الخطوة الثانية تعتمد بشكل كبير على العقل الواعي أو الشخصية نفسها صاحبة تلك الأحداث المخزنة، فإذا كانت الشخصية نفسها عدوانية أو تفكر بشكل سلبي فسيتم استخدام تلك الذكريات المخزنة بطريقة سلبية لتحقيق الأهداف الغير مشروعة لصاحبه.
3- عاداتك اليومية محض ترجمة لطباعك الإدراكية
هل لديك عادات سيئة تقوم بها بشكل يومي؟ هل تعلم من المسؤول عن إبداء مثل تلك العادات؟ نعم إنه هو، عقلك اللاواعي الذي يحرص على ترجمة ما تم تخزينه بداخلك على الطريقة الأكثر تناسبًا مع شخصيتك.
فعلى سبيل المثال إذا تعرضت لقهر أو معاملة سيئة في صغرك وتم تخزينها على هيئة ذكريات سلبية، فإن كان عقلك اللاواعي سيترجم ذلك عن طريق إيذاء شخص ما بشكل دوري بنفس الطريقة التي تم إيذاءك بها، وهو ما يتحول لعادة سيئة بعدما مهد لك عقلك بتكرارها لعدة مرات متتالية.
4- الاستنتاج بناءً على الذكريات
العقل اللاواعي أخطر بكثير مما تتخيل، فهو لديه القدرة على استنباط نتيجة تلك الأفعال التي تصدر عنك حتى قبل أن تعلمها، وهو من خلال مجموعة من العمليات التطويرية الاستنباطية القائمة على مرجع الذكريات المخزنة.
والتي يمكنه من خلالها تخير الطريقة الأمثل للوصول لأهدافه عن طريق ابتكار طرق جديدة بعيدًا عن تلك التي أثبتت فشلها فيما سبق.
5- المسؤول الأول والأخير عن الكسل
العقل اللاواعي هو المسؤول الأول على عدم رغبتك في فعل أي شيء جديد أو ما يسمى دارجًا بالكسل، فإنه يرغب دائمًا في إجبار العقل الواعي بأن يبقى مسترخيًا دون الحاجة إلى الإبداع أو القيام بأي شيء يرهقه.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع العقل الباطن
6- عقلك على ما يعتاد عليه
على الرغم من كون جميع ما سبق ذكره قد يكون مؤشر على أنه مسيطر بشكل كبير على الإنسان، إلا أنه وفي حقيقة الأمر يعمل بقدر ما يستخدمه صاحبه، فقد يكون صاحبه لا يعمل عقله الواعي من الأساس ليجبر اللاواعي على القيام من مكانه لأخذ دوره في التفكير.
7- الشق الإيجابي للعقل الباطن
كما ذكرنا فإن اللاواعي هو محض ترجمة لشخصية صاحبه، فإن كنت شخصية مثابرة إيجابية تسعى للنجاح فبالطبع سيكون عقلك اللاواعي هو داعمك الأول للصبر للوصول لغايتك النهائية.
قوانين العقل الباطن
بمجرد بحثك حول معلومات عن العقل الباطن في علم النفس فاعلم أنك قد دخلت في دوامة من المعلومات قد لا تنتهي، ولكننا نسعى جاهدين لتجميع كل ما هو ضروري ومفيد معرفته حول ذلك الأمر، والذي يعد من أهمهم هي مجموعة من القوانين التي لا بد أن تعرفها عن العقل الباطن.
فإن أردت حقًا السيطرة عليه والتعامل معه على الوجه الأمثل فذلك يحتم عليك فهمه وفهم طبيعة عمله وقوانينه الخاصة، وذلك حتى يتثنى لك التعامل معه من منطلقه وطبقًا للقوانين التي تنظم أفكاره، والتي تتمثل في الآتي:
1- قانون الانعكاس
يعد ذلك القانون هو خير ما يجب أن تستهل به معلومات عن العقل الباطن في علم النفس، ففي حقيقة الأمر هو أصل أشياء كثيرة قد تغير حياتك إذا ما استوعبتها بشكل صحيح.
ينص القانون على أن جميع ما يدور حولك في العالم الخارجي ما هو إلا انعكاس لما يدور داخلك في تلك البؤرة الدفينة في الواقع الداخلي، فإن كانت تلك الذكريات المخزنة إيجابية ويتم ترجمتها بطريقة إيجابية وإذا كان عقلك الواعي إيجابيًا فهنيئًا لك بتفاعل العالم الخارجي بمزيد من الإيجابية المنعكسة في الأصل عما تشعر به في داخلك.
2- قانون الاعتقاد
أما عن ذلك الاعتقاد فهو واقعي إلى حد كبير، فهو ينص على أن كل ما تعتقده وتؤمن به هو صحيح بالنسبة لك وحقيقي، وهو ما يحدد سلوكياتك تجاه الأشياء، بمعنى أنك إذا آمنت أن شفاءك من مرض ما سيكون إذا ما جاورتك زوجتك أو أحد أبناءك فإن تحقيق ذلك الشيء سينعكس عليك ويعتمده الجسم بشكل واقعي وهو ما قد يؤدي لشفائك أخيرًا.
فاعتقادك هو قوتك الراسخة التي تكاد تحرك الحجر من مكانه إذا ما آمنت بذلك، فكن حسن الاعتقاد ولا تجعل الأفكار السلبية تؤثر عليك.
3- قانون التراكم
سبحانه الخلاق أبدع فيما صنع، تقول إحدى أهم معلومات عن العقل الباطن في علم النفس أن في حال ما حدث لك موقف مع أحد الأشخاص فإن عقلك وبطريقة تلقائية يبدأ في فتح شيء بمثابة ملف خاص في المنطقة الغير واعية، وفي حال ما تم تكرار نفس الفعل أو شيء يمت له بصلة فسيتم تخزينها في الملف ذاته.
بصراحة شديدة قد تعد أغلب التصرفات البشرية ناتجة عن ذلك القانون، فمن منا يذكر ذلك الموقف الطفيف الذي نتج عنه رد فعل الكبير الذي أفسد كل شيء، أهو حقًا ذلك الموقف ما تسبب في ذلك الانعكاس؟ لا إنه قانون التراكم، ففي حقيقة الأمر إن ذلك الموقف الصغير كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير.
فهمك لقانون التراكم وكيفية عمله قد يجنبك الكثير والكثير من المشكلات التي تواجهك يوميًا، وذلك عن طريق محاولة تصفية المواقف الحادثة لك بشكل دوري لتجنب تراكمها بشكل سلبي ووصولك لمرحلة الانفجار في آخر المطاف.
4- قانون التوقع والانجذاب
يشير ذلك القانون إلى أن أيًا كانت تلك الطريقة التي تفكر بها والتي تتوقع بها الأحداث أو حتى تنجذب إليها وترغب في حدوثها فهي التي ستحدث لك في النهاية، كذلك وينص على أن أي شيء تفكر به وتنجذب إليه وهو من نفس نوع أفكارك فغالبًا ما سيحدث لك بنفس الطريقة.
5- قانون التركيز
ينص ذلك القانون على أن كل ما تعطيه مقدار كبير من التركيز يحوز على القدر الأكبر سواء من تفكير اللاواعي أو الواعي حتى، مما يتسبب في عملية إلغاء أو إفساح عشوائي للمجال لتعطي ذلك الشيء حقه، ومن ثم يبدأ عقلك اللاواعي برسم خطط مستقبلية تخيلية لذلك الشيء في المستقبل مع وضع مسارات تخيلية لتنفيذ تلك الخطط.
اقرأ أيضًا: كيف تبرمج عقلك الباطن لتحصل على ماتريد
6- قانون التفكير المتساوي
لقد وجدنا لذلك القانون طبيعة خاصة بينما نبحث حول معلومات عن العقل الباطن في علم النفس، إذ إنه يشير إلى أن كل ما يفكر به العقل الواعي يجذب حوله كل ما يتشابه مع وعلى نفس وتيرته، بمعنى إذا كان تفكيرك بالنجاح دائمًا فسيعمل اللاواعي على تخزين كل ما يمت للأمر بصلة ومن ثم رسم الخطط وتمهيدها للوصول للهدف.
برمجة العقل الباطن
لعلك بعد ما أحطت من معلومات عن العقل الباطن في علم النفس ترغب في التحكم به أو برمجته بشكل أكثر حرفية، وهو ما نعرضه لك من خلال الفقرات التالية:
1- قواعد برمجة العقل الباطن
توجد مجموعة من القواعد التي يجب الالتزام بها تتمثل في الآتي:
- حاول أن تكون أكثر تحديدًا في تلك الرسائل التي ترسلها لعقلك الباطن.
- نقي تلك الرسائل لتكون ذات طابع إيجابي، فكما ذكرنا هو لا يستطيع التفرقة بين طبيعة تلك المعلومات المخزنة.
- ضمن كيفية إرسال رسائل محددة حاول أن تتصف رسائلك بكونها محددة الفترة الزمنية والمدة، بمعنى أن عليك وضع خطة واعية بالوقت الذي ترغب في تنفيذها في خلاله.
- التكرار هو كلمة السر لبرمجة العقل الواعي، فحاول إعادة هيكلة طباعك بالعادات الإيجابية وعقلك الباطن سيتولى المهمة.
اقرأ أيضًا: مقارنة بين المذهب العقلاني والمذهب التجريبي
2- البرمجة عن طريق الأسئلة
أشار العلماء بينما يجمعون معلومات عن العقل الباطن في علم النفس بأن خير وسيلة لبرمجة العقل اللاواعي هي تكرار الأسئلة الإيجابية التي تجعله يبتكر ويتطور ليرسم لك الخطة المثلى لتحقيق غايتك.
فالأمر أشبه بتلك الصفة التي نكرهها في الأطفال والنساء وهي التكرار والزن، فتعامل مع نفسك ومع عقلك على تلك الوتيرة، اكثِر من الأسئلة الإيجابية التي ترسل بها رسائل أنك بحاجة لتجميع شتات أفكارك للإجابة عنها أو الخروج من تلك الأزمة.
السيطرة على العقل الباطن ليست بالشيء الهين، فهي تحتاج قدر لا بأس به من الإدراك لحقيقتك الداخلية وإدراك ما يدور حولك، فإن كنت حقًا ترغب في السيطرة عليه فما عليك سوى توسيع أفقك لاستيعاب مدى قدرته على قلب حياتك رأسًا على عقب.