الفرق بين تبييض الأموال وغسيل الأموال
ما الفرق بين تبييض الأموال وغسيل الأموال؟ وما مراحل غسيل الأموال؟ كثيرًا ما نرى بعض المصطلحات التي لا نعلم معناها بشكل واضح ويختلط علينا الأمر ونقوم بتشبيهها بأمور أخرى ولكن هناك بعض الأمور يجب العلم بها جيدًا لأن من يقوم بها يعد مرتكب لجريمة يعاقب عليها القانون، لذا من خلال منصة وميض سنتناول الحديث عن الفرق بين كلًا من تبييض الأموال وغسيل الأموال.
الفرق بين تبييض الأموال وغسيل الأموال
تبييض الأموال أو غسيل الأموال هما مصطلحان لواجهة واحدة قد يختلف فقط المسمى ولكن هم يشيرون إلى نفس المعنى والدلالة ولا يوجد أي اختلافات، حيث تُعد عملية غسيل الأموال من الجرائم الأمنية الاقتصادية التي يُعاقب مرتكبها لأنها تُشكل خطورة كبيرة على المجتمع ولا يتم التهاون بها نهائيًا.
هذا لأنها ترتبط اِرتباط وثيق بجرائم أخرى أكثر خطورة مثل: الاتجار بالمخدرات، الدعارة، جرائم التزوير، جرائم الإرهاب، الاتجار بالأسلحة والعديد من الجرائم الأخرى.
من خلال ما سبق يتضح أن غسيل أو تبيض الأموال هو حيازة أموال تم الحصول عليها بشكل غير مشروع يتم تدويرها بعد ذلك للاستثمار بها في المجتمع بشكل قانوني حتى يتم إخفاء مصدرها الحقيقي، وبالتالي من الصعب اكتشاف الحكومة هذا الأمر لذلك القانون يعاقب مرتكبها وكل من ساعد أو ساهم من قريب أو بعيد في إيداعها أو حفظها أو التلاعب بها.
اقرأ أيضًا: كم عدد البنوك والمصارف في السعودية
أسباب ارتكاب غسيل الأموال
في ظل الحديث عن الفرق بين تبييض الأموال وغسيل الأموال نجد أن هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى اِرتكاب هذه الجريمة، وجاءت على النحو التالي:
- كثرة الأشخاص الذين يدعمون الفساد ويرغبون في انتشاره في كافة أنحاء العالم.
- عدم التزام الأفراد بالقانون والعادات والتقاليد ويلجؤون فقط إلى الطريق السهل.
- العولمة والانفتاح الاقتصادي في الدول والذي يتيح فرصة استثمار الأموال دون رقابة.
- الدول النامية تلجأ إلى الموافقة على عمليات غسيل الأموال حتى تطور من أوضاعها الاقتصادية.
- الكثير من الأشخاص يمتنعون عن الضرائب التي يجب دفعها للدولة لذلك يتم اللجوء إلى عمليات غسيل الأموال.
- وجود الكثير من الطرق الخداعية التي تجعل الشخص يرتكب هذه العملية بسهولة.
- استغلال الأفراد قوانين البلاد المختلفة وذلك ما يسهل عليهم تنفيذ عملية غسيل الأموال بشكل أسهل.
اقرأ أيضًا: سؤال البنك عن مصدر الفلوس
مراحل غسيل الأموال
في ضوء الحديث عن الفرق بين تبييض الأموال وغسيل الأموال يجب العلم أنه يمر بثلاث مراحل تتم بشكل متتابع حتى يتم الوصول إلى المرحلة النهائية، وهي المتمثلة في النقاط التالية:
- التوظيف والإيداع: في تلك المرحلة يتم إيداع الأموال التي تم الحصول عليها بطريقة غير مشروعة في حساب بنكي سواء داخل البلد أو خارجها بشكل يبدو طبيعي قدر الإمكان حتى لا يتم لفت الانتباه أو الشكوك، وذلك من خلال إيداع الأموال على دفعات صغيرة متفرقة وهي من المراحل الخطيرة فيمكن كشفهم بسهولة.
- التجميع: الهدف من هذه المرحلة هو التغطية بأكبر قدر وعدم إثارة الانتباه على الأموال التي سيتم تبييضها ويتم ذلك من خلال تنفيذ بعض العمليات المصرفية المترابطة تتشابه بشكل كبير مع العمليات المشروعة لأن أصحاب هذه الأموال يقومون بإنشاء مصدر دخل أو شركة وهمية تكون واجهة لهم ويستخدموها للتمويه عن الأموال الغير المشروعة.
- الدمج: هي المرحلة الأخيرة يتم فيها دمج الأموال المشروعة للشركة الوهمية مع الأموال الأخرى الغير مشروعة وتظهر في النهاية للقانون بشكل طبيعي ويتم تداولها بعد ذلك بسهولة.
أساليب غسيل الأموال
من خلال الحديث عن الفرق بين تبييض الأموال وغسيل الأموال نلاحظ وجود الكثير من الأساليب المتنوعة تتم عملية تبييض أو غسيل الأموال من خلالها، وتختلف باختلاف طبيعة المال ومصدرة ولكن سنذكر البعض منها فيما يلي:
1- الشركات الوهمية
دخلت هذه الفكرة في عالم تبييض الأموال بعد أن قامت بعض الدول بوضع حد لعمليات تحويل الأموال التي تحدث يوميًا بحيث لا تتخطى 10000 دولار، مثال على ذلك تجارة الأسلحة التي تعتبر غير قانونية وتستطيع الجمعيات الإرهابية الحصول على الكثير من الأسلحة دون قيود.
لذلك تجار الأسلحة يكون لديهم شركة وهمية تخفي ما يقومون به وتظهر بأنها تلتزم بكافة الشروط القانونية ويكون لديها الكثير من الفروع في مختلف الأماكن وذلك يجعلها لا تُثير الشكوك.
اقرأ أيضًا: مشاريع مربحة في الجزائر
2- شراء الأراضي والعقارات
عندما يريد الشخص غسيل أموال وإزالة الشكوك من حوله يلجأ إلى شراء الأراضي والعقارات وبسعر مرتفع يكون أعلى من قيمتها في الأسواق وذلك حتى يقوم بغسيل أموال وبعد ذلك بيعها بسعر أقل، في تلك الحالة يستطيع التخلص من الأموال الغير مشروعها بشكل قانوني.
3- مواقع الإنترنت
هناك الكثير من المواقع المتاحة على الإنترنت تساعد على تحويل الأموال دون التأكد من مصدرها ومن خلالها يتم استثمار هذه الأموال في الأسواق المالية مثل: السندات والأسهم وهذه المواقع تكون في هيئة وسيط مالي.
اقرأ أيضًا: مشاريع ناجحة في السعودية بأفكار صغيرة مربحة
4- القروض البنكية
حيث يقوم الشخص بإيداع أمواله في البنوك ويجعلها تحصل على فائدة أكبر ومع الوقت تصبح هذه الأموال في ازدياد بشكل قانوني وشرعي.
الآثار السلبية لعمليات غسيل الأموال
أثناء تناول الحديث عن الفرق بين تبييض الأموال وغسيل الأموال نجد أن هناك الكثير من الآثار السلبية تترتب على عملية غسيل الأموال حتى إذا لم يتم ملاحظة ذلك لأن بعض الأشخاص يرون أن هذه الأموال تساعد على تنمية المجتمع، ولكن هذا أمر غير صحيح على الإطلاق وهي ما جاءت على النحو التالي:
- عدم استقرار البورصة وقد يصل الأمر إلى انهيارها.
- الأموال المغسولة تساعد على تمويل العمليات الإرهابية مما يشكل خطورة على المجتمع.
- انتشار الفساد الإداري والسياسي ويصبح كل شخص يستغل نفوذه للتهرب من الجرائم.
- حدوث خلل في توزيع الثروة والموارد داخل الاقتصاد في المجتمع.
- يصبح الاستقرار المالي والمصرفي غير مستقر ويمكن أن يتعرض إلى الانهيار وذلك نتيجة إيداع الأموال وسحبها بشكل مفاجئ.
- الأسواق المالية تفقد مصداقيتها مع الوقت وتصبح غير شفافية على الإطلاق.
- يحدث ارتفاع في معدل التضخم فتصبح بعض الطبقات لديها سيولة مرتفعة وطبقات أخرى ليس لديها هذا القدر.
- يتأثر قانون العرض والطلب نتيجة ملء الأسواق بالسيولة المحلية بمعدل أكثر من الزيادة الطبيعية في إنتاج السلع والخدمات.
- ينتشر الفساد والجرائم داخل المجتمع ويتم جذب الشباب إلى هذه العمليات وإغرائهم بالأموال وقد يوافق الكثير على الأمر خاصةً العاطلين ويهدد ذلك الآمن.
- المصدر الذي تم الحصول على الأموال الغير مشروعة منه ينتشر مع الوقت بنسبة كبيرة ويشكل ذلك خطورة على الشباب مثل: الأسلحة، المخدرات، الدعارة.
- يتسبب ذلك في حدوث فجوة ضخمة بين معدلات الادخار والاستثمارات.
- يحدث خلل مع الوقت في اقتصاد الدولة لأنه سيختفي عنصر الربح والمنافسة بالشكل القانوني من السوق وهو العامل الرئيسي له.
- عندما يتم تهريب الأموال الغير مشروعة إلى خارج البلاد يتسبب ذلك في تعرض ميزانية مدفوعات الدولة إلى عجز كبير ويتأثر من ذلك سعر الصرف والفائدة.
- تنتشر الرشوة في الدولة لأن أصحاب الأموال الغير مشروعة حتى يغطوا عن أمرهم يحاولون دائمًا شراء المسؤولين في الجهات المختصة بمكافحة غسيل الأموال للتهرب من العقوبة مثل: أفراد الشرطة، القضاة، المسؤولين.
- عدم توافر فرص عمل حقيقة للشباب وبالتالي يرتفع معدل البطالة وتنخفض الأجور ويحدث تدهور في المعيشة.
- تصبح الموارد التي يحتاجها المجتمع تنتقل إلى الاستثمارات الغير نافعة على حساب الاستثمارات النافعة التي تساعد فعليًا على تنمية المجتمع.
- سوق الصرف الأجنبي يصبح غير مستقر.
- تصبح السلطات المختصة غير قادرة على تنفيذ السياسات الاقتصادية بالشكل المطلوب.
اقرأ أيضًا: كيفية عمل وكالة إلكترونية لشخص
كيفية مكافحة عمليات غسيل وتبييض الأموال
في نطاق الحديث عن الفرق بين تبييض الأموال وغسيل الأموال نلاحظ أنه يمكن القضاء على هذا الأمر وحماية المجتمع من المشاكل التي سيتعرض لها في أي وقت وتتسبب في تدهور الاقتصاد مع الوقت من خلال الآتي:
- البنوك عليها أن تهتم جيدًا من هوية العميل والتدقيق من مصدر الأموال وتحصل على كافة الأوراق اللازمة لهذا الأمر والاحتفاظ بهذه البيانات وفي حالة الشك في صاحب الأموال يجب تبليغ السلطات على الفور حتى يتم التأكد من مصدر الأموال بشكل أكثر دقة.
- في حالة العثور على مرتكب الجريمة يجب تسليمُه إلى العدالة على الفور حتى يعاقب وذلك في جميع الدول، لذا يفضل توفير فرصة اتصال بين البنوك حتى يتم الوصول إلى كافة معلومات العميل بسهولة للحد من عملية غسيل الأموال في الدول المنتشرة بها بكثرة.
- يجب وضع قوانين رادعة يتم تنفيذها على جميع المجرمين المشاركين في هذه العملية على الفور حتى يكونوا عبرة للآخرين.
- يشترط أن يتم التعامل بشكل صحيح في مبدأ سرية الأموال المصرفية لأن يمكن أن يشعر العميل بالأمان وأن معلوماته لا يمكن أن تتسرب على الإطلاق ويساعده ذلك على الاستمرار في عمليات غسيل الأموال.
عملية غسيل أو تبيض الأموال تشكل خطورة كبيرة وتهدد أمن المجتمع واقتصاده وقد يصل الأمر إلى الانهيار لذلك يجب مكافحتها بكافة الطرق الممكنة ووضع عقوبات رادعة.