الفرق بين المدين والدائن
الفرق بين المدين والدائن يتجلى في معرفة حقوق وواجبات كلٍ منهما تجاه الآخر، ففي علم الاقتصاد والمحاسبة يتم توضيح الفرق بينهما تبعًا لحالة الدّين، أيهما مالكه الأصلي، على أن هناك قيود وضوابط تحدد العلاقة بين الطرفين، وهذا ما سنشير إليه تفصيلًا من خلال منصة وميض بتوضيح ماهية كلٍ من الدائن والمدين.
الفرق بين المدين والدائن
إن الدّين هو ما يمتلكه الفرد أو مجموعة أفراد ويكون بحوزة شخص آخر مقابل مؤجل أو يقوم باستلافه لمدة محددة فيما بين الشخصين، من هنا يتسنى لنا معرفة من هو الدائن، ومن المدين؟ على أن هذا الدّين من الممكن أن يكون ماديًا أو ملموسًا، أما عن الفرق بين المدين والدائن فيُمكن أن يتضح من خلال ما يلي:
أولًا: الدائن: المُقرض
في إطار توضيح الفرق بين المدين والدائن نرى أن الأخير هو المالك، وهو من يوافق على إعطاء الطرف الآخر ما يرغب في الحصول عليه، ويقوم بالتوقيع على وثيقة هو والطرف الآخر في ظل وجود مجموعة من الشهود لضمان حقوق كلٍ من الدائن والمدين.
يتسنى للدائن أن يطلب الدّين وفق التاريخ الموضوع في الوثيقة والمتفق عليه بين الطرفين، أما في حالة المراوغة يُمكن للدائن أن يقدم كافة المستندات للنيابة حتى يطالب بالدين المستحق له في إطار رسمي قانوني، فيكون الطرف الآخر مجبرًا على الدفع.
أما عن حقوق الدائن التي يحفظها له القانون في إطار العقد المبرم فيما بينهما، تأتي كما يلي:
- يحميه القانون لضمان الحصول على حقه، وفق شروط العلاقة بين الدائن والمدين.
- المطالبة بدينه حتى في حالة تعثر المدين من السداد.
نشير إلى أن النيابة لها دور بارز في هذا الصدد، حيث بإمكانها أن تثبت حالة التعثر التي يعاني منها المدين، فمن الممكن أن يدعي التعثر حتى يتمكن من الهروب من السداد، إلا أنه في حالة ثبوته بالفعل، تقوم بمصادرة أملاكه وتتصرف بها لتتمكن من إعطاء الدائن حقوقه، وهنا لا يحق للدائن أن يطالب المدين إلا عند زوال تعثره.
الدائن نوعان: منهما ما يكون مميزًا، وهو له الحق في الدين الذي يأخذه المدين في حال أعلن إفلاسه، أما عن الدائن المضمون، فهو ما يُمكن أن يمتلك إحدى ممتلكات المدين حال إفلاسه، فيكون له الحق في ذلك.
اقرأ أيضًا: قائمة شروط البيع بالمزاد العلني
ثانيًا: المدين: المُقترض
الشق الثاني في الفرق بين المدين والدائن نذكر أن المدين هو الطرف الذي يقع عليه سداد الدين، ومن الممكن ألا يكون فردًا فقط، بل مجموعة من الأفراد، أو مؤسسة ما، والذي من شأنه أن يلتزم بالاتفاق المبرم بينه وبين الدائن، والمكتوب فيما بينهما، حتى لا يقع تحت طائلة القانون.
حيث يتسنى للمدين أن يسدد دينه من خلال نظام الدفعات أو ما نعني بها الأقساط الشهرية أو وفقًا للمدة التي تم تحديدها فيما بينهما سلفًا، أو أن يقوم بالسداد على دفعة واحدة، وفي تلك الحالة يختلف الأمر وفقًا لوضعه المادي.
على أن المدين ملزم بالدفع في الوقت المحدد في العقد فيما بينه وبين الدائن، ولا يتخلف عنه أو يراوغ للتأجيل، حتى لا يضعه الدائن تحت المسائلة القانونية، فيوقع العقوبة عليه، ومن الجدير بالذكر أن هناك حالات لا يعد فيها المدين مذنبًا، لكون عدم سداد الدين خارجًا عن إرادته، ومنها:
- أن يتعرض إلى الإفلاس، فيتم إعطاؤه فرصة حتى يقوم بتجميع الدين المستحق وسداده.
- في حالة موت المدين، وهنا يتم تأجيل السداد لحين النظر في الأمر، فربما يتم التراضي مع الدائن ويتنازل عن الدين برضا وقناعة، أو من الممكن أن يتحمل ورثة الدائن أمر سداد الدين قبل تقسيم الإرث.
اقرأ أيضًا: شروط الاستثمار الأجنبي في السعودية
تصنيف الحسابات بين الدائن والمدين
ربما يتضح الفرق بين المدين والدائن من خلال ما يتم تصفيته من حسابات في المؤسسات الاقتصادية التجارية، حيث يعمل المحاسبون على تدوين كافة المعاملات المالية، حتى يُحدد كلًا من الدائن والمدين، وذلك كما يلي:
تصفية الحساب | في حالة الازدياد | في حالة النقصان |
الحساب من حقوق الملكية | دائن | مدين |
الحساب من الأصول | مدين | دائن |
الحساب من الالتزامات | دائن | مدين |
الحساب من الإيرادات | دائن | مدين |
فهناك حسابات ذات طبيعة دائنة، والتي تتضح في: حسابات الالتزامات ورأس المال والإيرادات أما عن الحسابات ذات الطبيعة المدينة فتلك هي: حسابات الأصول والمصروفات، على أن الرصيد يكون دائنًا عندما يزداد جانب الدائن عن المدين، وعلى العكس في حالة زيادة جانب المدين عن الدائن.
من هنا كانت أي زيادة في أصول الشركة من (آلات أو أراضي أو مباني أو حتى أصول نقدية) تقع في إطار المدين، وكذلك أي نقص في خصوم الشركة، من القروض قصيرة أو طويلة الأجل.
بيد أن الدائن فهو على عكس المدين في تلك الحالة، حيث يعبر عن أي نقص في أصول وممتلكات الشركة، كذلك أي زيادة في الالتزامات التي تقع على عاتق الشركة، وهنا يتضح الفرق بين المدين والدائن.
اقرأ أيضًا: نسبة الربح في صناديق الاستثمار
أنواع الديون بين الدائن والمدين
إنَّ الدّين من الممكن أن يكون:
- دين بسيط: بين طرفين، واحد منهما الدائن والآخر المدين، بينهما اتفاق على قيمة الدين والشروط المحددة في العقد بما فيها ميعاد السداد.
- دين مركب: بطبيعة الحال نجده يتكون من عدة أطراف، غالبًا ما يكون في إطار المؤسسات والشركات التي تعقد معاملات تجارية كبيرة.
على أن هناك الكثير من أشكال الديون التي تتجلى فيها علاقة المدين مع الدائن، وهي:
- دين بطاقة ائتمانية.
- قرض الحساب البنكي.
- القرض التجاري.
- دين مجلس الديون.
- دين عقاري.
- ديون فائدة.
- قرض شخصي.
- دين محكمة قانوني.
- قرض السيارة.
فالدين لا يقتصر فقط على الأشخاص بل يوجد في مجال العمل ديون الشركات كما رأينا.
من الناحية الاجتماعية كلًا منا يمر بمرحلة يكون فيها دائنًا أو مدينًا حسب وضعه المالي، فكان لزامًا علينا معرفة الفارق بينهما للعلم بحقوق وواجبات كلًا منهما تجاه الآخر.