كيفية الصبر على البلاء
ما هي كيفية الصبر على البلاء؟ وما الفوائد التي تدر على المؤمن في ذلك؟ فيعد البلاء اختبار كبير من الله عز وجل يختبر به المؤمن، كما من الممكن أن يصيب البلاء أي أمر من أموره مثل: أبنائه وزوجته أو عمله وغيره وعلى كل مؤمن التحلي بالصبر من خلال اتباع بعض الأمور التي تعينه على ذلك والتي سوف نذكرها ونذكر أنواع الصبر وفوائد وغيره من خلال منصة وميض.
كيفية الصبر على البلاء
يواجه الإنسان في حياته الكثير من الأمور التي تزعجه وتؤرق عليه حياته كما أنها من الممكن أن تتشكل في خسارته الكثير من الأموال أو أحد أفراد عائلته وغيرها من الأمور التي تعتبر كبلاء يصيبه، ولكن الصبر على البلاء من أكثر الأمور يجزى عليها الإنسان حيث إن البلاء هو أمر الله في الأرض هو فقط من يستطيع إصابة الشخص به.
كما انه كذلك من يستطيع رفعه عنه ويعد الصبر على البلاء من الأمور التي يحبها الله أيضًا ويأمر الإنسان بها كما أعطاه الله سبحانه الأمور التي تعيينه على الصبر مثل الصلاة والصيام وغيرها من الطاعات التي تعتبر من الوسائل التي تهدأ النفس وتجعل الإنسان أكثر حكمة وصبر على تحمل كل الأمور الصعبة التي تواجه في حياته.
اقرأ أيضًا: قصص الصبر على تأخر الزواج
أنواع الصبر في الحياة
من خلال الحديث عن كيفية الصبر على البلاء، توجد الكثير من الأنواع من المصائب التي يمكن أن تصيب الإنسان والتي تختلف من كل شخص عن آخر بحسب قدرته على التحمل حيث إن الله سبحانه لا يصيب الإنسان بشيء إلا وهو على علم بأنه قادر على تحمله والصبر عليه.
بعد ذلك جزيه على صبره هذا استنادًا للآية 286 (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ) سورة الكافرون، وسوف نتعرف على بعض الأنواع التي تصيب الإنسان في حياته من خلال الفقرات التالية:
1- الصبر في تبليغ الدعوة
لا يقتصر تبليغ الدعوة على الأنبياء فقط بل يوجد العديد من الأشخاص الذين يسخرهم الله سبحانه حتى يبلغون الناس الدعوة التي أنزلها على الأنبياء من قبل مثل: الشيخ الشعراوي في مصر فقد سخره الله وأعطاه القدرة على تفسير القرآن وتوضيحه للناس من حوله.
كما أعطاهم الله القوة على تحمل الكثير من الصعاب والمشاكل التي واجهتهم في حياتهم مثل: الاضطهاد من بعض الناس أو غيرها من المشاكل التي من دورها تضعف الشخص وتجعله غير قادر على تحمل المزيد ولكن بمعرفة الكيفية التي صبر بها الأنبياء بالإضافة إلى إلى القرب من الله وأداء الطاعات.
2- الصبر على المواظبة على الطاعة
في إطار كيفية الصبر على البلاء، تعتبر العبادات والمواظبة عليها من أكثر الأمور التي تحتاج إلى الصبر كما أنه من الصعب الاستمرار في أدائها دائمًا بنفس العزيمة التي كان بها الشخص في حين حاول أول مرة المواظبة عليها.
لذلك يجب أن يستعين بالصبر والمجاهدة حتى يستطيع التحمل، ويجب معرفة أن هناك الكثير من الطاعات التي يقوم بها الإنسان في حياته تمت تسميتها بالجهاد لأنها تحتاج الكثير من القوة في التحمل والصبر مثل: الجهاد في سبيل الله.
3- الصبر على ظلم الحاكم
لا يعني الصبر على ظلم الحاكم أن يسمح الإنسان لأحد أن يهينه أو أن قلل منه بل يعني التمسك بالرأي الصحيح والصبر على كل الأفعال التي يقوم بها الحاكم الغير معينة كما من اللازم محاولة توضيح وجه النظر والتمسك بقول وألا يخاف الشخص لومة لائم.
4- الصبر على عدم فعل معصية
في سياق كيفية الصبر على البلاء، يعتبر هذا الصبر من أكثر الأنواع صعوبة في حياة الإنسان حيث إن الرجل حين يتعرض لمعصية ما يغويه الشيطان بفعلها كما يحاول أن يحببه فيها فيعتبر الصبر على عدم فعلها والتمسك بالرأي من أكثر الأمور صعوبة في هذا الحالة.
لكن الله سبحانه يحمي عبده الصابر ويعينه على الصبر، كما يعطيه القوة على مواجهتها مثال على ذلك قصة سيدنا يوسف عليه السلام حين حاول المرأة التي كان يعيش في بيتها أن تغويه وتحاول أن تستميله نحوها ولكن الله سبحانه حماه من هذا كما أن النبي يوسف صبر على بلاء آخر.
هو حبسه في السجن لأعوام كثيرة ولكن جاءه الفرج وأصبح عزيز مصر في ذلك الحين وهذه الأحداث من أكثر الأمور التي تعين الإنسان على الصبر على كل المعاصي التي تواجهه وتعرض عليه مهما كانت صعوبتها مستعينًا بالله، متخذًا النبي يوسف وغيره من الأنبياء قدوة له.
اقرأ أيضًا: الفرق بين المر والصبر
5- الصبر على المرض
في صدد عرضنا كيفية الصبر على البلاء، توجد الكثير من الفوائد في المرض على عكس ما يتوقعه كما يتواجد العديد من الآيات الذي ذكرها الله في كتابه والأحاديث القدسية والأحاديث النبوية التي تدل على فائدة المرض الكبيرة وهي تتمثل في النقاط التالية:
- من المهم أن يعرف الشخص أن المرض من أسباب رفعته عند الله كما أن يزيد من حسناته بشكل كبيرة كما قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) (ما يُصِيبُ المُؤْمِنَ مِن شَوْكَةٍ فَما فَوْقَها إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بها دَرَجَةً، أوْ حَطَّ عنْه بها خَطِيئَةً) فيدل هذا الحديث النبوي على أن الله يجازي الشخص على كل المصائب التي تواجهه من أصغر مصيبة إلى أكبرها.
- وعد الله سبحان المرضى بالجنة في حال مات المريض على ألمه كما وعوده بمغفرة كل الذنوب التي ارتكبها في حياته وقال النبي (إذا مرض العبدُ بعث اللهُ إليه ملَكينِ فقال: انظُروا ما يقول لعُوَّادِه؟ فإن هو إذا جاؤوه حمد اللهَ وأثنى عليه، رَفعا ذلك إلى اللهِ، وهو أعلمُ.
فيقول: لعبدي عليَّ إن توفَّيتُه أن أُدخِلَه الجنَّةَ وإن أنا شَفيتُه أن أُبدِلَه لحمًا خيرًا من لحمِه، ودمًا خيرًا من دمِه، وأن أُكفِّرَ عنه سيِّئاتِه).
- إذا كان العبد يواظب على فعل الأعمال الصالحة في حياته ومرض مرضًا شديد منعه من أداء تلك الأعمال فإن الله يقول للملائكة أن تكتب كل الأجر الذي كان سيأخذه في حال قام بها وكأنه قام بفعلها كلها (ليس مِن عمَلِ يَومٍ إلَّا وهو يُختَمُ عليه، فإذا مَرِضَ المؤْمِنُ قالتِ المَلائكةُ: يا رَبَّنا، عبْدُك فُلانٌ قد حَبَسْتَه، فيقولُ الرَّبُّ عزَّ وجلَّ: اختِموا له على مِثلِ عَمَلِه حتى يَبرأَ أو يَموتَ).
- يعد المرض في بعض الأماكن من الجسم وموت صاحبه من الأمور التي تجعل الشخص المريض بمثابة الشهيد عند الله كما قال الرسول (الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُونُ، وَالْمَبْطُونُ، وَالْغَرِيقُ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ).
الأمور التي تساعد على الصبر
من خلال الحديث كيفية الصبر على البلاء، هناك العديد من الوسائل التي أهداها الله للإنسان حتى يستطيع الصبر على كل المصائب التي تواجه بالإضافة إلى الكثير من الثواب والأجر في حال كان صابرًا وقادر على التحمل وتتمثل تلك الطاعات في النقاط التالية:
- الله سبحانه ووعد الإنسان الصابر بالثواب العظيم في كثير من آياته مثل:
(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) سورة البقرة من الآية 155 إلى 157.
لذلك إذا شعر الإنسان بهذا الآية وفهمها سوف يستطيع معرفة الثواب الذي ينتظره في حال صبر على البلاء ويصبح لديه الدافع الكافي للصبر بشكل أكبر.
- يجب على الإنسان معرفة أنه هناك فرج كبير يأتي بعد البلاء والكرب فقد قال الله في الآية 5 في سورة الشرح (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) كما اكدها الله سبحانه في نفس الآية مرة أخرى مما يؤكد أن بعد كل عسير على النفس صعب في التحمل هناك فرج كبير ورحمة تأتي من عند الله إذا أستطاع الإنسان أن يصبر عليه.
- إن كل شيء يصيب الإنسان مقدر حتى من قبل أن يخلقه الله (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) الآية 51 سورة التوبة، كما أنه هي من عند الله اللطيف الخبير بعبادة القادر على معرفة كل شيء في الأرض وفي السماء لذلك على الإنسان معرفة أنه كما قدر الله له هذا البلاء في الوقت الحال فقد قدر له الفرج كذلك من قبل بدء الخليقة كلها.
- الله سبحانه يحب الإنسان الذي يدعوه كما أنه يحب الإلحاح في الدعاء بالإضافة إلى أنه سبحانه يحب سماع صوت عبده يناجيه لذلك من الممكن أن يعطيه البلاء حتى يسمع صوته يناجيه.
- كما يجب معرفة أن الله لا يحتاج العبد ولكن العبد هم من يحتاج الله في كل لحظة من عمره لذلك من المهم التقرب إلى الله والإكثار من الدعاء وأداء العبادات التي تقرب منه سبحانه حتى ينفرج البلاء.
- يجب على كل شخص يقوم بارتكاب الكثير من الذنوب والمعاصي في حياته أن يعرف أن الله سبحانه مطلع على كل الأمور التي يفعلها.
- كما أنه سبحانه يعلم بكل الخير الذي يفعله كذلك ومن الممكن أن يصيبه الله بالبلاء حتى يبتعد عن فعل كل تلك المعاصي التي تضره هو أولًا وأخرًا كما أن الاستمرار في فعلها والموت عليها يؤدي إلى تعذيب الإنسان في حياته كما سيعذب في مماته في النار بسببها.
- من المهم جدًا أن يعرف الإنسان ويقدر النعم التي أنعمها الله سبحانه عليه كما يجب أن يحمده عليها في كل حين لأن ذلك الامر يعطيه القوة والصبر على تحمل كل المصائب التي تواجهه في حياته لمعرفة أن هناك رب قادر على رفع هذا البلاء كما كان قادر على الإنعام عليه بكل النعم التي يمتلكها في حياته كما أن هذا يجعله يكثر من الطاعات والحمد والشكر لله سبحانه.
- تعد الصلاة من أكثر الأمور التي تعين العبد على كل المصائب التي تقابله في حياته كما أنها تعتبر الصلة بين العبد وربه فمن خلالها هي والدعاء يستطيع العبد أن يناجي ربه ويطلب منه الكثير من الأمور في حياته وليس فقط رفع البلاء من حياته.
- من اللازم أن يتذكر الإنسان أن الدنيا التي يعيش فيها زائلة كما أنها تعد أهم اختبار في حياته حيث فيها يؤجر على الخير ويأخذ الحسنات كما تكتب السيئات على كل المعاصي والذنوب التي يرتكبها بالإضافة إلى أن هناك الجنة وملذاتها التي أعدها الله سبحانه لعباده الصالحين.
- القراءة في قصص الأنبياء من الأمور التي تعين الإنسان وتعلمه كيفية الصبر على البلاء حيث يعرف كيف صبر النبي نوح مثلًا على عدم سمع قومه له لسنين طويلة كما أنه ظل عليه السلام يحاول دائمًا ان يتكلم معهم ويهديهم حتى أمره الله سبحانه بصنع السفينة بالإضافة إلى النبي أيوب الذي صبر على المرض الشديد هو وأهل بيته.
- بعد أن كان أكثر الناس غناء وكيف جزاه الله على صبر ورزقه بالكثير من الخير والمكانة العظيمة كذلك الأنبياء الأخرين الذي يعد الصبر على كل المصاعب التي واجهتهم في حياته هو أكثر الأمور التي جعلتهم يتحملونها كما أعطاهم الله المكنة الكبيرة على هذا الصبر.
- كثرة الاستغفار حيث إن الاستغفار من الأمور التي ترفع البلاء وتمحيه كما ذكر الله في آيته (وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) سورة الأنفال الآية 33.
أفضل الأوقات للصبر
في إطار كيفية الصبر على البلاء، يوجد وقت من الأوقات التي يصبر فيها الإنسان على بلائه يعد أفضل الأوقات التي يصبر فيها على كل البلاء الذي يواجه وهذا الوقت هو أول المصيبة أو البلاء.
حيث يكون أصعب وقت على الإنسان في التحمل كما من الممكن أن يتشتت بشكل كبير في البداية ولكن مع صبره يفرجها الله عليه كما يعينه على الصبر وأخذ الثواب كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) حين قابل امرأة لا تعرفه ونصحها بالصبر (إنَّما الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى).
اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الطفل العنيد
جزاء الصبر في الدين
يعد الصبر على البلاء من الأمور التي تفيد الإنسان في حياته كما أنها تعلمه الكثير من الأمور وهي تتمثل في النقاط الآتية:
- يرتبط الفلاح في الدنيا والتوفيق فيها بالصبر حيث قال الله سبحانه في الآية الكريمة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) الآية 200 سورة آل عمران.
- يحمي المؤمن الصادق من الوقوع في المكائد كما أنه يعمل على إعانته على كل المصائب التي تواجهه (وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا) سورة آل عمران الآية 120.
- يخفف من وقع المصيبة على المؤمن حيث إن معرفة أن الله معه وسيعينه على كل الأمور التي تواجهه من أكثر الأمور التي تخفف من أثر المصيبة عليه.
- يعتبر من الأمور التي تغفر الكثير من الذنوب التي يرتكبها الإنسان في حياته كما وعد الله سبحانه وتعالى (إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) سورة هود الآية 11.
- يحصل الصابر على محبة الله في الدنيا كما قال الله سبحانه (وَاللَّـهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) سورة النحل الآية 146.
- يعد الصبر من أسباب الطمأنينة التي تحل على الإنسان والراحة والسكينة.
- يعتبر سبب في وجوع العاصي إلى الله من خلال استعانته به وأدائه الطاعات.
مواقف على الصبر على البلاء
في سياق كيفية الصبر على البلاء، قام الصحابة وغيرهم من الصالحين بالصبر على كثير من المصائب التي واجهتهم في حياتهم التي يستطيع الإنسان تعلم كيفية الصبر على البلاء منهم كما من الممكن أن يأخذهم قدوة وسبب للتحمل والتحلي بالصبر وسوف نستشهد ببعض هذه المواقف في الفقرات التالية:
1- موقف الخنساء
الخنساء هي امرأة كانت تمتلك من الأبناء أربعة كانت تشجعهم دائمًا على الجهاد في سبيل الله حتى جاءت معركة القادسية وقامت بتشجيعهم كلهم على المشاركة في المعركة والجهاد حتى يرتفع أسم الإسلام وشاء الله أن يستشهد أبنائها الأربعة كلهم.
فلم تفعل أي شيء غير أنها دعت الله أن جمعها بهم في الجنة وحمدته على إعطاء كل أبنائها الشهادة (الحمد لله الذي شرّفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته).
2- موقف أبي عبيدة بن الجراح
قد أصاب مرض الطاعون الكثير من البلاد في عصر الخليفة عمر بن الخطاب وكان هناك جيش في بلاد الشام برأسه أبي عبيدة الجراح الذي رفض رسالة عمر بن الخطاب التي كان يأمره فيها بالرجوع إلى البلاد وترك المعركة وقام بثبوت في أرض المعركة المعركة حتى أصابه المرض ومات به.
3- موقف علي بن أبي طالب
في إطار كيفية الصبر على البلاء، قال على بن أبي طالب (بُني الإسلام على أربع دعائم: اليقين، والصبر، والجهاد، والعدل) فيعتبر هذا أكبر دليل على صبره وإيمانه كما يوجد موقف لعلي بن أبي طالب في معركة خبير التي قام فيها بخلع باب خبير بمفرده وصبر على هذا بالرغم من أنه كان صائم في هذا الوقت من العام.
اقرأ أيضًا: آيات قرآنية عن الصبر عند الموت
الفرق بين البلاء والابتلاء
من خلال تحدثنا عن كيفية الصبر على البلاء، يوجد فرق غير كبير بين لفظ الباء والابتلاء كما فسره الكثير من العلماء الأجلاء المتخصصين في اللغة العربية ومعانيها مثل الإمام البخاري أو الإمام أبو هلال العسكري وغيرهم من العلماء وسوف نتعرف على الفرق من خلال النقاط التالية:
- قال الإمام أبو هلال العسكري أن الفرق بين البلاء والابتلاء هو أن الابتلاء يعني الاستخراج حيث إنه يخرج كل ما في المؤمن من معاصي وذنوب كما أنه يخرج ما فيه من طاعات ومواظبة على الأعمال الخيرية أما البلاء يعتبر اختبار صعب يعطيه الله للمؤمن حتى يختبر قدرته على التحمل والصبر ومدى حبه له.
- (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) سورة محمد الآية 31 ومثال على ذلك النبي أبراهيم حين أمره الله بذبح أبنه إسماعيل وكان هذا من أصعب الأمور التي من الممكن أن يقوم بها النبي.
- لكنه قام بالامتثال لأمر الله وحضر أبنه حتى يقوم بذبحه وقد كافأه الله على ذلك من خلال إهدائه خروف مقابل أبنه ليقوم ببحه مكان أبنه والكثير من الأمور الأخرى التي ذكرناها سلفًا.
- بالإضافة إلى الأمام الطاهر بن عاشور الذي قال إن الابتلاء أشد من البلاء في القوة على المؤمن كما أتفق مع الإمام أبو هلال العسكري غفي أن البلاء اختبار من عند الله صعب على المؤمن تحمله ولكن الله يعطيه القوة والأجر لذلك.
يجب عليك دائمًا أن تعرف أن الله لا يُدخل الإنسان في تجربة لا يكون قادر على تجاوزها، فعليك التحلي بالصبر لأن الله لا يفعل شيء سيء.