قصائد مدح قوية مكتوبة
قصائد مدح قوية مكتوبة متعددة وتتواجد منذ قديم الزمان، فيحتاج الكثير من الأشخاص إلى تلك القصائد عند الرغبة في الافتخار بشخص قريب منه مثل الأب أو الأم أو الأصدقاء أو الأحباب، وما إلى ذلك، لذا ومن خلال منصة وميض سوف نتعرف على أجمل قصائد مدح قوية مكتوبة.
قصائد مدح قوية مكتوبة
في بعض الأحيان يحتاج الأشخاص إلى انتقاء بعض الكلمات التي تعبر عن حبهم وفخرهم بمن يحبون، كما يوجد بعض الشعراء قاموا بمدح الزعماء والحاكمين، كما أنه قام الكثيرون بكتابة قصائد في مدح النبي –صلى الله عليه وسلم-، وهذه القصائد مميزة وقد أبدع الكثير من الشعراء فيها، وسوف على أفضل قصائد مدح قوية مكتوبة من خلال السطور التالية:
1- قصيدة إني عشقت وهل في العشق من باس
من أهم قصائد المدح قصائد التي قيلت في مدح الحبيبة التي قام بكتابتها الكثير من الشعراء، وسوف نسرد لكم الآن أجمل وأشهر قصيدة من بينهم وهي قصيدة إني عشقت وهل في العشق من باس للشاعر أبو نواس الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكمي بالولاء، إليكم أبيات القصيدة من خلال الآتي:
“إني عشقت وهل في العشق من باس
ما مر مثل الهوى شيء على راسي
مالي والناس، كم يلحونني سفهاً.
ديني لنفسي ودين الناس للناس
ما للعداة إذا ما زرت مالكتي
كأن أوجههم تطلى بأنقاس.
الله يعلم ما تركي زيارتكم
إلا مخافة أعدائي وحراسي
ولو قدرنا على الإتيان جئتكم
سعياً على الوجه أو مشياً على الراس
وقد قرأت كتاباً من صحائفكم
لا يرحم الله إلا راحم الناس“
إن مدح الحبيبة من أكثر الأمور التي تساعد على زيادة المحبة وإدخال السعادة على قلبها بشكل كبير، والقصيدة السابقة تعتبر من ضمن قصائد مدح قوية مكتوبة، حيث يمتاز الشاعر أبو نواس الحسن بأسلوبه المميز الذي يخطف القلوب، ومن الممكن استخدام الأبيات السابقة لإهدائها للحبيبة.
اقرأ أيضًا: شعر المتنبي في مدح الرجال
2- قصيدة مدح الرسول لأحمد شوقي
تعتبر قصيدة ولد الهدى فالكائنات ضياء من ضمن أجمل قصائد مدح قوية مكتوبة، وهي للشاعر الكبير أحمد شوقي الذي برع في مدح سيد الخلق والمرسلين سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم-، ومن خلال هذه القصيدة نجد أن الشاعر قام بذكر الصفات الخُلقية والخَلقية للرسول (ص)، وهي من القصائد الجميلة التي توضح شوق الشاعر إلى رؤية حبيبنا ورسولنا سيدنا محمد (ص).
كما أنه يبدأ الأبيات بقول إن ولادة النبي –صلى الله عليه وسلم- كانت نورًا لكل البشر ولجميع الكائنات الحية، ويمدح النبي (ص) بقول أن الكون كله كان يبتسم له عند مولده، وهذه القصيدة تشير إلى مدى الحب والود الذي يكنه الشاعر داخله لنبينا الحبيب –عليه الصلاة والسلام-، وسوف نسرد لكم أبيات القصيدة من خلال الآتي:
“وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ
وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ
الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ
لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ
وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي
وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
وَحَـديـقَـةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا
بِـالـتُـرجُـمـ انِ شَـذِيَّةٌ غَنّاءُ
وَالـوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلاً مِن سَلسَلٍ
وَالـلَـوحُ وَالـقَـلَـمُ البَديعُ رُواءُ
نُـظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ
فـي الـلَـوحِ وَاِسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ
اِسـمُ الـجَـلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ
أَلِـفٌ هُـنـالِـكَ وَاِسمُ طَهَ الباءُ
يـا خَـيـرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً
مِـن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا
بَـيـتُ الـنَـبِـيّينَ الَّذي لا يَلتَقي
إِلّا الـحَـنـائِـفُ فـيهِ وَالحُنَفاءُ
خَـيـرُ الأُبُـوَّةِ حـازَهُـم لَكَ آدَمٌ
دونَ الأَنــامِ وَأَحــرَزَت حَـوّاءُ
هُـم أَدرَكـوا عِـزَّ النُبُوَّةِ وَاِنتَهَت
فـيـهـا إِلَـيـكَ الـعِزَّةُ القَعساءُ
خُـلِـقَـت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها
إِنَّ الـعَـظـائِـمَ كُفؤُها العُظَماءُ
بِـكَ بَـشَّـرَ الـلَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت
وَتَـضَـوَّعَـت مِـسكاً بِكَ الغَبراءُ
وَبَـدا مُـحَـيّـاكَ الَّـذي قَسَماتُهُ
حَـقٌّ وَغُـرَّتُـهُ هُـدىً وَحَـيـاءُ
وَعَـلَـيـهِ مِـن نورِ النُبُوَّةِ رَونَقٌ
وَمِـنَ الـخَـلـيلِ وَهَديِهِ سيماءُ
أَثـنـى المَسيحُ عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ
وَتَـهَـلَّـلَـت وَاِهـتَـزَّتِ العَذراءُ
يَـومٌ يَـتـيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ
وَمَـسـاؤُهُ بِـمُـحَـمَّـدٍ وَضّاءُ
الـحَـقُّ عـالي الرُكنِ فيهِ مُظَفَّرٌ
فـي الـمُـلـكِ لا يَعلو عَلَيهِ لِواءُ
ذُعِـرَت عُروشُ الظالِمينَ فَزُلزِلَت
وَعَـلَـت عَـلـى تيجانِهِم أَصداءُ
وَالـنـارُ خـاوِيَةُ الجَوانِبِ حَولَهُم
خَـمَـدَت ذَوائِـبُها وَغاضَ الماءُ
وَالآيُ تَـتـرى وَالـخَـوارِقُ جَمَّةٌ
جِــبـريـلُ رَوّاحٌ بِـهـا غَـدّاءُ
نِـعـمَ الـيَـتيمُ بَدَت مَخايِلُ فَضلِهِ
وَالـيُـتـمُ رِزقٌ بَـعـضُهُ وَذَكاءُ
فـي الـمَهدِ يُستَسقى الحَيا بِرَجائِهِ
وَبِـقَـصـدِهِ تُـسـتَـدفَعُ البَأساءُ
بِسِوى الأَمانَةِ في الصِبا وَالصِدقِ لَم
يَـعـرِفـهُ أَهـلُ الصِدقِ وَالأُمَناءُ
يـا مَن لَهُ الأَخلاقُ ما تَهوى العُلا
مِـنـهـا وَمـا يَـتَعَشَّقُ الكُبَراءُ
لَـو لَـم تُـقِـم ديناً لَقامَت وَحدَها
ديـنـاً تُـضـيءُ بِـنـورِهِ الآناءُ
زانَـتـكَ في الخُلُقِ العَظيمِ شَمائِلٌ
يُـغـرى بِـهِـنَّ وَيـولَعُ الكُرَماءُ
أَمّـا الـجَمالُ فَأَنتَ شَمسُ سَمائِهِ
وَمَـلاحَـةُ الـصِـدّيـقِ مِنكَ أَياءُ
وَالـحُـسنُ مِن كَرَمِ الوُجوهِ وَخَيرُهُ
مـا أوتِـيَ الـقُـوّادُ وَالـزُعَماءُ
فَـإِذا سَـخَوتَ بَلَغتَ بِالجودِ المَدى
وَفَـعَـلـتَ مـا لا تَـفعَلُ الأَنواءُ
وَإِذا عَـفَـوتَ فَـقـادِراً وَمُـقَدَّراً
لا يَـسـتَـهـيـنُ بِعَفوِكَ الجُهَلاءُ
وَإِذا رَحِــمـتَ فَـأَنـتَ أُمٌّ أَو أَبٌ
هَـذانِ فـي الـدُنيا هُما الرُحَماءُ
وَإِذا غَـضِـبـتَ فَإِنَّما هِيَ غَضبَةٌ
فـي الـحَـقِّ لا ضِغنٌ وَلا بَغضاءُ
وَإِذا رَضـيـتَ فَـذاكَ في مَرضاتِهِ
وَرِضـى الـكَـثـيـرِ تَحَلُّمٌ وَرِياءُ
وَإِذا خَـطَـبـتَ فَـلِـلمَنابِرِ هِزَّةٌ
تَـعـرو الـنَـدِيَّ وَلِـلقُلوبِ بُكاءُ
وَإِذا قَـضَـيـتَ فَـلا اِرتِيابَ كَأَنَّما
جـاءَ الـخُصومَ مِنَ السَماءِ قَضاءُ
وَإِذا حَـمَـيـتَ الماءَ لَم يورَد وَلَو
أَنَّ الـقَـيـاصِـرَ وَالمُلوكَ ظِماءُ
وَإِذا أَجَـرتَ فَـأَنـتَ بَـيتُ اللَهِ لَم
يَـدخُـل عَـلَـيهِ المُستَجيرَ عَداءُ
وَإِذا مَـلَـكـتَ النَفسَ قُمتَ بِبِرِّها
وَلَـوَ اَنَّ مـا مَـلَكَت يَداكَ الشاءُ
وَإِذا بَـنَـيـتَ فَـخَيرُ زَوجٍ عِشرَةً
وَإِذا اِبـتَـنَـيـتَ فَـدونَـكَ الآباءُ
وَإِذا صَـحِـبتَ رَأى الوَفاءَ مُجَسَّماً
فـي بُـردِكَ الأَصـحابُ وَالخُلَطاءُ
وَإِذا أَخَـذتَ الـعَـهـدَ أَو أَعطَيتَهُ
فَـجَـمـيـعُ عَـهدِكَ ذِمَّةٌ وَوَفاءُ
وَإِذا مَـشَـيـتَ إِلى العِدا فَغَضَنفَرٌ
وَإِذا جَـرَيـتَ فَـإِنَّـكَ الـنَـكباءُ
وَتَـمُـدُّ حِـلـمَـكَ لِلسَفيهِ مُدارِياً
حَـتّـى يَـضيقَ بِعَرضِكَ السُفَهاءُ
فـي كُـلِّ نَـفسٍ مِن سُطاكَ مَهابَةٌ
وَلِـكُـلِّ نَـفـسٍ فـي نَداكَ رَجاءُ”.
كما سبق وتعرفنا على أبيات قصيدة من ضمن أجمل قصائد مدح قوية مكتوبة عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- وهي برع الشاعر في توضيح صفاته السامية التي لم يختلف عليها اثنين، ولقد صنفت هذه القصيدة من ضمن أفضل قصائد مدح النبي (ص)، وذلك لأن الشاعر هنا امتاز بأسلوب بسيط وواضح، وسرد الأبيات بطريقه تصل إلى القلوب.
كما أننا نجد أن النبي الكريم به صفات طيبة لو تغنى بها الشعراء أجمع لن يقدروا على أن يستوفها أو يشرحوا كم هو شخص نبيل وعظيم حتى لو سردوا ملايين الأشعار والقصائد، ولكن نجد أن أحمد شوقي برع في الوصف وأوصل لنا مشاعر الفخر التي يشعر بها تجاه نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم.
3- قصيدة مدح من العصر الجاهلي
تعتبر قصيدة يا أيها الملك الذي راحات لعنترة بن شداد الذي امتاز على براعته في كتابة الشعر، وخاصةً شعر المديح، فقد كان يسبق الشعراء في عصره، وهو من ضمن أحد أشهر شعراء العرب الذي ظهر في الفترة التي تسبق ظهور الإسلام، كما أنه من الشعراء الذي اشتهر بالفروسية منذ قديم الزمان.
كما أننا سبق وتعرفنا على أن هذه عنترة من ضمن الشعراء الذين برعوا في كتابة قصائد المديح، وسوف نتعرف الآن على أبيات قصيدة يا أيها الملك الذي راحاته من خلال السطور التالية:
“يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي راحاتُهُ
قامَت مَقامَ الغَيثِ في أَزمانِهِ
يا قِبلَةَ القُصّادِ يا تاجَ العُلا
يا بَدرَ هَذا العَصرِ في كيوانِهِ
يا مُخجِلاً نَوءَ السَماءِ بِجودِهِ
يا مُنقِذَ المَحزونِ مِن أَحزانِهِ
يا ساكِنينَ دِيارَ عَبسٍ إِنَّني
لاقَيتُ مِن كِسرى وَمِن إِحسانِهِ
ما لَيسَ يوصَفُ أَو يُقَدَّرُ أَو يَفي
أَوصافَهُ أَحَدٌ بِوَصفِ لِسانِهِ
مَلِكٌ حَوى رُتَبَ المَعالي كُلَّها
بِسُمُوِّ مَجدٍ حَلَّ في إيوانِهِ
مَولىً بِهِ شَرُفَ الزَمانُ وَأَهلُهُ
وَالدَهرُ نالَ الفَخرَ مِن تيجانِهِ
وَإِذا سَطا خافَ الأَنامَ جَميعُهُم
مِن بَأسِهِ وَاللَيثُ عِندَ عِيانِهِ
المُظهِرُ الإِنصافَ في أَيّامِهِ
بِخِصالِهِ وَالعَدلَ في بُلدانِهِ
أَمسَيتُ في رَبعٍ خَصيبٍ عِندَهُ
مُتَنَزِّهاً فيهِ وَفي بُستانِهِ
وَنَظَرتُ بِركَتَهُ تَفيضُ وَماؤُه
يَحكي مَواهِبَهُ وَجودَ بَنانِهِ
في مَربَعٍ جَمَعَ الرَبيعَ بِرَبعِهِ
مِن كُلِّ فَنٍّ لاحَ في أَفنانِهِ
وَطُيورُهُ مِن كُلِّ نَوعٍ أَنشَدَت
جَهراً بِأَنَّ الدَهرَ طَوعُ عِنانِهِ
مَلِكٌ إِذا ما جالَ في يَومِ اللِقا
وَقَفَ العَدُوُّ مُحَيَّراً في شانِهِ
وَالنَصرُ مِن جُلَسائِهِ دونَ الوَرى
وَالسَعدُ وَالإِقبالُ مِن أَعوانِهِ
فَلَأَشكُرَنَّ صَنيعَهُ بَينَ المَلا
وَأُطاعِنُ الفُرسانَ في مَيدانِهِ“.
اقرأ أيضًا: أجمل قصائد الغزل قصيرة
أجمل قصائد المدح الشهيرة
إن شعر المدح ترجع نشأة إلى زمن بعيد جدًا، أي أنه تم اكتسابه منذ أو وجد الإنسان على الأرض، حيث إن هذه النوعية من الشعر من الفنون العريقة التي يتم الاعتقاد أنه من الفنون المتصلة بالعاطفة البشرية بشكل كبير، لذا يقال أم هذا الفن ولد مع ولادة الإنسان، وهذا النوع من الشعر يعتبر من أشعار التراث العربي القديم.
كما أن هذا الشعر من الأنواع التي امتزجت بشعر الغزل، وكان يتم تقديمه في العديد من المناسبات المختلفة، وسوف نتعرف على أجمل القصائد الشعرية القصيرة التي تتمثل فيما يلي:
1- قصيدة أرق على أرق ومثلي يأرق
من ضمن أشهر قصائد مدح قوية مكتوبة التي تغنى بها الشاعر أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي أبو الطيب المتنبي، وهي من الأشعار التي يتم من خلالها مدح الحب، حيث قام الشاعر هنا بمدح الحب مثل أسلوب الشعراء في العصر الجاهلي، وبعد ذلك استرسل الشاعر في مدح بني أوس، وسوف نقم الآن بتوضيح أبيات هذه القصيدة من خلال الآتي:
“أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ
وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ
جُهدُ الصَبابَةِ أَن تَكونَ كَما أَرى
عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ يَخفِقُ
ما لاحَ بَرقٌ أَو تَرَنَّمَ طائِرٌ
إِلّا اِنثَنَيتُ وَلي فُؤادٌ شَيِّقُ
جَرَّبتُ مِن نارِ الهَوى ما تَنطَفي
نارُ الغَضى وَتَكِلُّ عَمّا تُحرِقُ
وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ
فَعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ
وَعَذَرتُهُم وَعَرَفتُ ذَنبِيَ أَنَّني
عَيَّرتُهُم فَلَقيتُ فيهِ ما لَقوا
أَبَني أَبينا نَحنُ أَهلُ مَنازِلٍ
أَبَداً غُرابُ البَينِ فيها يَنعَقُ
نَبكي عَلى الدُنيا وَما مِن مَعشَرٍ
جَمَعَتهُمُ الدُنيا فَلَم يَتَفَرَّقوا
أَينَ الأَكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى
كَنَزوا الكُنوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا
مِن كُلِّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بِجَيشِهِ
حَتّى ثَوى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيِّقُ
خُرسٌ إِذا نودوا كَأَن لَم يَعلَموا
أَنَّ الكَلامَ لَهُم حَلالٌ مُطلَقُ
وَالمَوتُ آتٍ وَالنُفوسُ نَفائِسٌ
وَالمُستَغِرُّ بِما لَدَيهِ الأَحمَقُ
وَالمَرءُ يَأمُلُ وَالحَياةُ شَهِيَّةٌ
وَالشَيبُ أَوقَرُ وَالشَبيبَةُ أَنزَقُ
وَلَقَد بَكَيتُ عَلى الشَبابِ وَلِمَّتي
مُسوَدَّةٌ وَلِماءِ وَجهِيَ رَونَقُ
حَذَراً عَلَيهِ قَبلَ يَومِ فِراقِهِ
حَتّى لَكِدتُ بِماءِ جَفنِيَ أَشرَقُ
أَمّا بَنو أَوسِ اِبنِ مَعنِ اِبنِ الرِضا
فَأَعَزُّ مَن تُحدى إِلَيهِ الأَينُقُ
كَبَّرتُ حَولَ دِيارِهِم لَمّا بَدَت
مِنها الشُموسُ وَلَيسَ فيها المَشرِقُ
وَعَجِبتُ مِن أَرضٍ سَحابُ أَكُفِّهِم
مِن فَوقِها وَصُخورُها لا تورِقُ
وَتَفوحُ مِن طيبِ الثَناءِ رَوائِحٌ
لَهُمُ بِكُلِّ مَكانَةٍ تُستَنشَقُ
مِسكِيَّةُ النَفَحاتِ إِلّا أَنَّها
وَحشِيَّةٌ بِسِواهُمُ لا تَعبَقُ
أَمُريدَ مِثلِ مُحَمَّدٍ في عَصرِنا
لا تَبلُنا بِطِلابِ ما لا يُلحَقُ
لَم يَخلُقِ الرَحمَنُ مِثلَ مُحَمَّدٍ
أَبَداً وَظَنّي أَنَّهُ لا يَخلُقُ
يا ذا الَّذي يَهَبُ الجَزيلَ وَعِندَهُ
أَنّي عَلَيهِ بِأَخذِهِ أَتَصَدَّقُ
أَمطِر عَلَيَّ سَحابَ جودِكَ ثَرَّةً
وَاِنظُر إِلَيَّ بِرَحمَةٍ لا أَغرَقُ
كَذَبَ اِبنُ فاعِلَةٍ يَقولُ بِجَهلِهِ
ماتَ الكِرامُ وَأَنتَ حَيٌّ تُرزَقُ“.
لقد أسلوب الشاعر العظيم الشهير الذي أوضح تمكنه من اللغة العربية، حيث كان من أعظم شعراء العرب، وذلك لعلمه الكبير بقواعد اللغة ومفرداتها، ولقد كان له مكانة راقية بين الشعراء العرب، حيث إنه تم وصفه أنه أعجوبة زمانه، بسبب ذكائه الشديد منذ الصغر، ولقد ظل المتنبي مصدر إلهام للكثير من الشعراء من عصره وحتى عصرنا الحالي.
2- مدح ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال
على الرغم من أن هذا النوع من الشعر كان منتشرًا بين القبائل منذ القدم، وكان مقتصرًا على ذلك، وعلى الرغم من هذا إلا أنه يعتبر من الأشعار المميزة التي اعتبرت بوابة واسعة في اللغة العربية، حيث ارتبط الشعر في البداية بالمدح بشكل كبير، وهناك عدد كبير من الشعراء برعوا في مدح الحكام والملوك والأمراء، وسوف نتعرف على أجمل قصيدة من قصائد مدح قوية مكتوبة من خلال الفقرة التالية:
“يا سيّدي أَسْعِفْ فَمِي لِيَقُولا
في عيدِ مولدِكَ الجميلِ جميلا
أَسْعِفْ فَمِي يُطْلِعْكَ حُرّاً ناطِفَاً
عَسَلاً، وليسَ مُدَاهِنَاً مَعْسُولا
يا أيّها المَلِكُ الأَجَلُّ مكانةً
بين الملوكِ، ويا أَعَزُّ قَبِيلا
يا ابنَ الهواشِمِ من قُرَيشٍ أَسْلَفُوا
جِيلاً بِمَدْرَجَةِ الفَخَارِ، فَجِيلا
نَسَلُوكَ فَحْلاً عَنْ فُحُولٍ قَدَّموا
أَبَدَاً شَهِيدَ كَرَامَةٍ وقَتِيلا
للهِ دَرُّكَ من مَهِيبٍ وَادِعٍ
نَسْرٍ يُطَارِحُهُ الحَمَامُ هَدِيلا
يُدْنِي البعيدَ إلى القريبِ سَمَاحَةً
ويُؤلِّفُ الميئوسَ والمأمُولا
يا مُلْهَمَاً جَابَ الحياةَ مُسَائِلاً
عَنْها، وعَمَّا أَلْهَمَتْ مَسْؤُولا
يُهْدِيهِ ضَوْءُ العبقريِّ كأنَّهُ
يَسْتَلُّ منها سِرَّهَا المجهولا
يَرْقَى الجبالَ مَصَاعِبَاً تَرْقَى بهِ
ويَعَافُ للمُتَحَدِّرينَ سُهولا
ويُقَلِّبُ الدُّنيا الغَرُورَ فلا يَرَى
فيها الذي يُجْدِي الغُرُورَ فَتِيلا
يا مُبْرِئَ العِلَلَ الجِسَامَ بطِبّهِ
تَأْبَى المروءةُ أنْ تَكُونَ عَلِيلا
أنا في صَمِيمِ الضَّارِعينَ لربِّهِمْ
ألاّ يُرِيكَ كَرِيهةً، وجَفِيلا
والضَّارِعَاتُ مَعِي، مَصَائِرُ أُمَّةٍ
ألاّ يَعُودَ بها العَزِيزُ ذَلِيلا
فلقد أَنَرْتَ طريقَهَا وضَرَبْتَهُ
مَثَلاً شَرُودَاً يُرْشِدُ الضلِّيلا
وأَشَعْتَ فيها الرأيَ لا مُتَهَيِّبَاً
حَرَجَاً، ولا مُتَرَجِّيَاً تَهْلِيلا
يا سَيِّدي ومِنَ الضَّمِيرِ رِسَالَةٌ
يَمْشِي إليكَ بها الضَّمِيرُ عَجُولا
حُجَجٌ مَضَتْ، وأُعِيدُهُ في هَاشِمٍ
قَوْلاً نَبِيلاً، يَسْتَمِيحُ نَبِيلا
يا ابنَ الذينَ تَنَزَّلَتْ بِبُيُوتِهِمْ
سُوَرُ الكِتَابِ، ورُتّلَتْ تَرْتِيلا
الحَامِلِينَ مِنَ الأَمَانَةِ ثِقْلَهَا
لا مُصْعِرِينَ ولا أَصَاغِرَ مِيلا
والطَّامِسِينَ من الجهالَةِ غَيْهَبَاً
والمُطْلِعِينَ مِنَ النُّهَى قِنْدِيلا
والجَاعِلينَ بُيوتَهُمْ وقُبورَهُمْ
للسَّائِلينَ عَنِ الكِرَامِ دِلِيلا
شَدَّتْ عُرُوقَكَ من كَرَائِمِ هاشِمٍ
بِيضٌ نَمَيْنَ خَديجةً وبَتُولا
وحَنَتْ عَلَيْكَ من الجُدُودِ ذُؤابَةٌ
رَعَتِ الحُسَيْنَ وجَعْفَراً وعَقِيلا
هذي قُبُورُ بَنِي أَبِيكَ ودُورُهُمْ
يَمْلأنَ عُرْضَاً في الحِجَازِ وطُولا
مَا كَانَ حَجُّ الشَّافِعِينَ إليهِمُ
في المَشْرِقَيْنِ طَفَالَةً وفُضُولا
حُبُّ الأُلَى سَكَنُوا الدِّيَارَ يَشُفُّهُمْ
فَيُعَاوِدُونَ طُلُولَها تَقْبِيلا
يا ابنَ النَبِيّ، وللمُلُوكِ رِسَالَةٌ،
مَنْ حَقَّهَا بالعَدْلِ كَانَ رَسُولا
قَسَمَاً بِمَنْ أَوْلاكَ أوْفَى نِعْمَةٍ
مِنْ شَعْبِكَ التَّمْجِيدَ والتأهِيلا
أَني شَفَيْتُ بِقُرْبِ مَجْدِكَ سَاعَةً
من لَهْفَةِ القَلْبِ المَشُوقِ غَلِيلا
وأَبَيْتَ شَأْنَ ذَوِيكَ إلاّ مِنَّةً
لَيْسَتْ تُبَارِحُ رَبْعَكَ المَأْهُولا
فوَسَمْتَني شَرَفَاً وكَيْدَ حَوَاسِدٍ
بِهِمَا أَعَزَّ الفَاضِلُ المَفْضُولا
ولسوفَ تَعْرِفُ بعدَها يا سيّدي
أَنِّي أُجَازِي بالجَمِيلِ جَمِيلا“.
لقد قام الشاعر محمد مهدي الجواهري بكتابة قصيدة مدح جميلة تعبر من أقوى قصائد مدح الحكام، حيث قام بمدح ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال في عيد مولده، حيث أبدع في مدحه وذكر أفضل صفاته، وسرد كم هو عادل وحكيم في حكمه بين للدولة، كما أنه تحدث عن أحسن المميزات التي يمتاز، وذكر كم أنه يشعر بالفخر عند الحديث عنه.
اقرأ أيضًا: شعر مدح الزوجة لزوجها
3- قصيدة أتاني كتاب الصديق العزيز
تعتبر الصداقة من أكثر العلاقات الإنسانية الراقية، وخاصةً إذا كانت مبينة على الرحمة والصدق والإخلاص، فإن الصداقة تعتبر من أنبل العلاقات بين البشر على الإطلاق، فهي تبقى عالقة في القلب مدى الحياة، فهمها طالت السنين، لذا نجد أن الكثير من الشعراء يقومون بالتغني ببراعة في مدح أصدقائهم بشكل متميز.
كما أن الكثير من الشعراء قاموا بسرد أبيات شعر خاصة مدح الصديق، ومن بين هؤلاء الشعراء الشاعر أحمد زكي أبو شادي الذي برع في وصف محاسن صديقه ومدح والافتخار به بشكل متمكن، وهو من أفضل الشعراء المصريين بروعة أسلوبه وبساطته، وسوف نسرد الآن أبيات قصيدة من قصائد مدح قوية مكتوبة من خلال الفقرة التالية:
“أتاني كتاب الصديق العزيز
عزيزاً كصاحبه المعلمِ
وليس التواضع إلا اعتزازاً
كما هبط اللحن للملهمِ
تنزه عن نزوةٍ للغرور
تَنُّزهَ باسمةِ الأنجم
وأشرق اخلاصُه بالحبورِ
حُبوري الذي صاغه عن فمي
فيا نعمةُ الحاج هذا وفائي
وفاؤك أحفظه في دمي
أبادلك الحب والعيدُ زاهٍ
ألسنا إلى نوره ننتمي
وأقدر ما صُغتهُ للجمال
قرابينَ تسبح بالمغرم
ويُصغي إليها الآلهُ الطروب
فَيجبلها الروح في الآدمى“.
لقد قام الشاعر في الأبيات السابقة بوصف حبه لصديقه ومدحه له بشكل دقيق، كما أنه وصف مشاعره الطيبة العرفان الذي يحمله في قلبه لصديقه، وحاول شكره على أنه صديق من أوفى الأصدقاء، ومدحه بشكل مؤثر للغاية، لذا تعتبر هذه القصيدة ضمن قصائد مدح قوية مكتوبة.
يعتبر شعر المديح باب من أبواب الشعر الواسعة في الأدب العربي واللغة العربية، كما أنه يساعد على نشر المشاعر الطيبة من خلال مشاركة قصائد مدح قوية مكتوبة.