علاج الوسواس القهري نهائيًا
كثرت الاعتقادات بكون الوصول إلى علاج الوسواس القهري نهائيًا يُعتبر من الأمور المُستحيلة، فما صحة هذا الأمر؟ ففي الواقع هُناك الآلاف وربما الملايين من الحالات التي عانت لسنين طوال من هذه الحالة الذهنية المرضية ولكنها اليوم أفضل ما يكون، فلا صحة لقول إن العلاج غير مُمكن، وعبر منصة وميض سنُعرفكم على وسائل علاج الوسواس القهري نهائيًا.
علاج الوسواس القهري نهائيًا
يُمكننا وصف الوسواس القهري OCD بكونه من الحالات المرضية التي ترتبط في المقام الأول بالصحة العقلية، وهي من الحالات التي كثيرًا ما يتم إدراجها ضمن الأمراض العُضال أو الحالات الصحية المُزمنة، والجدير بالذكر أنه من الأمراض ذات الشيوع النسبي.
فوفقًا لجمعية الطب النفسي والصحة العقلية الأمريكية يُعاني ما يتراوح من 2 وحتى 3% من إجمالي عدد سُكان العالم من هذه الحالة المرضية، وعلى عكس المُعتقد الشائع بكونها من الأمراض التي تُرافق المرء مُنذ نعومة أظافره، الغالبية العُظمى من الحالات التي تُعاني من الوسواس القهري لم تولد به.
بل أُصيبت بهذا المرض العقلي أو الذهني جراء كثرة المخاوف والهواجس، فتكرار الأفكار غير المرغوب فيها يُعتبر السبب الأبرز لظهور هذه الحالة، وكُلما راودت المرء هذه الأفكار بمُعدل دوري كُلما لجأ الجسم إلى القيام بسلوكٍ مُعين بشكل دوري أيضًا في سبيل جعل العقل يصل إلى الاستقرار والسكينة.
بعدها يُصبح الأمر أشبه بالعادة، ويبدأ مرضى الوسواس القهري في نهج سلوكٍ مُعين وتكراره بشكل مُتكرر، ويكون هذا السلوك الدافع الأول للمُساعدة في التقليل من حِدة التفكير الوسواسي على العقل وخلايا الدماغ، ما يعني أن العقل يعمل على التقليل مما يشعر به عن طريق جعل المرء يتصرف بشكل مُعين.
قد يبدو الكلام مُعقدًا بعض الشيء، ولكن يُمكن تفسيره ببعض الأمور التي تحدث في الحياة الواقعية بشكل يومي مع الملايين حولنا ومعنا نحن شخصيًا، فالتفكير بكون المرء قد قام بترك الباب مفتوحًا وخرج يُعتبر من أبرز الأمثلة على هذا الأمر.
ذلك ما يدفع المرء إلى العودة للمنزل والتأكد من كونه أغلب الباب فعلًا، وفي الكثير من الأحيان يكون الباب مُغلقًا، والأمثلة على هذا الأمر لا نهاية لها في واقع الأمر، لكن ليس كُل تأكد وسواس، أما في حال ما ثبتت إصابتك بهذا المرض وجب عليك البحث عن علاج الوسواس القهري نهائياً، ومن أبرز هذه العلاجات ما يلي:
1- التواصل مع مُعالج لديه الخبرة
في سبيل الوصول إلى طريقة لعلاج الوسواس القهري نهائيًا لا بُد من اللجوء إلى مُختصٍ يمتلك قدر كافي من الخبرة في هذه الحالة المرضية دونًا عن غيرها على وجه الخصوص، وفي واقع الأمر قد لا يكون هذا الأمر سهلًا فسيتعين عليك بذل قصارى جُهدك حتى تصل إلى الطبيب النفسي المُناسب.
يُعتبر التواصل مع الطبيب المُعالج أولى الخطوات التي لا يُمكن الاستغناء عنها أو تخطيها في رحلة علاج الوسواس القهري نهائياً، وبعدها سيقوم الطبيب بوضع البرنامج العلاجي لبدء الرحلة التي ستُكلل بعون الله وفضله بالنجاح في نهاية المطاف.
عادةً ما يقوم الأطباء بوضع هذا البرنامج العلاجي بالاستناد على وجود عِدة مُركبات دوائية في المقام الأول، بالإضافة إلى بعض وسائل العلاج النفسي الأُخرى.
اقرأ أيضًا: أسباب الخوف والقلق بدون سبب
2- استخدام الأدوية
بعد التواصل مع الطبيب النفسي والتأكد عن طريق التشخيص المُناسب من كونك تُعاني من هذه الحالة المرضية الاضطرابية، للعقل فيتم وصف بعض العقاقير الطبية والعلاجية كإعلان انطلاق رحلة علاج الوسواس القهري نهائياً، فهُناك بعض الأدوية العقلية المحدودة التي بإمكانها أن تُقلل من الوسواس القهري وأعراضه بشكل فعال، ومن أكثر العلاجات التي يتم وصفها من قبل الأطباء شيوعًا ما يلي:
1- مُضادات الذُهان
تعمل مُضادات الذهان على تعزيز دور مُثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، وهو ما يلعب دورًا ملحوظًا في التقليل من أعراض الوسواس القهري، ومن أبرز هذه العلاجات أريبيبرازول وريسبيريدون وما يُشتق منهما من صور علاجية.
2- مُضادات الاكتئاب ثُلاثية الحلقات
على الرغم من عدم كون هذا العلاج من صور العلاجات التي يتم وصفها بشكل رئيسي في سبيل علاج الوسواس القهري نهائياً، إلا أنه علاج مُساعد يُساهم بشكل كبير في تخليص المرء من هذه الحالة، ومن أبرز أنواع هذه المُضادات الأنافرانيل.
3- مُثبطات امتصاص الجسم للسيروتونين
دائمًا ما تتربع هذه الأنواع من العلاجات على رأس قائمة الأدوية التي تُساهم في التقليل من أعراض الوسواس القهري والشفاء منه مع مرور الوقت بشكل نهائي، ومن أكثر الأنواع التي يوصى باستخدامها من هذه المُثبطات فلوكستين، سيرترالين، وما يرتبط بهما من أنواع مثل البروزاك والزولوفت.
4- ميمانتين
يُعتبر ميمانتين من صور مُضادات المُستقبلات التي تُساهم بشكل كبير في الحد من التفاقُمات المرضية والأعراض التي تُرافق الإصابة بالوسواس القهري.
الجدير بالذكر أن هذه المُثبطات غالبًا ما تحتاج فترة تتراوح من 8 أسابيع وحتى 12 أسبوعًا وهو ما يُقدر بفترة زمنية من شهرين وحتى ثلاثة أشهر لبدء المفعول ومُلاحظة التحسينات، ومن الضروري الالتزام بتوجيهات الطبيب المُختص وما يُقدمه للمرضى من نصائح.
3- العلاج النفسي للوسواس
كثيرًا ما يوصي أخصائي الصحة العقلية بالخضوع إلى نهج مُحدد ونمط مُعين من العلاجات النفسية والذهنية، وهي جُزء أساسي لا يتجزأ من رحلة العلاج في المقام الأول، فعلى الرغم من كون العلاجات فعّالة في الكثير من الأحيان إلا أن العمل مع الأخصائي والحديث معه حول الأعراض، الحالة الصحية وغيرها من أمور له العديد من الفوائد من أبرزها:
- سُبل إدارة الأفكار غير المرغوب فيها ومُحاولة تغيير الأنماط السلوكية والفكرية غير المُفيدة أو التي لا يُمكن التحكم فيها.
- وضع بعض الاستراتيجيات التي تعمل على تحسين الوضع العقلي وجعل المرء يسترخي بشكل كبير، كما يُمكنه الحديث مع الأخصائي واتباع النصائح التي يقولها من التعامل مع الضيق النفسي الذي يرتبط بالوسواس القهري.
يلجأ الطبيب النفسي إلى بعض المناهج والأساليب العلاجية خلال برنامج علاج الوسواس القهري نهائيًا، وفي الكثير من الأحيان يتم التبديل بين هذه النماذج والأساليب بشكل مُتغير ومُتجدد في سبيل الوصول إلى الاختيار الأمثل منها، وبشكل عام هُناك ثلاثة أساليب تشتمل على ما يلي:
- العلاج المعرفي السلوكي CBT من سُبل العلاج التي تعمل على مُساعدة العقل في التعرف على الأنماط الفكرية المُختلفة والوصول إلى مناطق ذهنية لم يكن المرء قد بلغها من قبل.
- العلاج القائم على اليقظة المعرفية من الوسائل التي تتضمن تعلم بعض المهارات الذهنية والعقلية التي تُساهم بشكل كبير في التعامل الاضطرابات العقلية والذهنية وما يرتبط بالحالة النفسية للمريض بسبب الأفكار الوسوسية.
- منع الاستجابة للأوامر العقلية يُعتبر هذا الأسلوب من أكثر وسائل برنامج علاج الوسواس القهري نهائياً فاعلية، فيتم فيه تعريض المرء للمواقف التي تُخفيه في سبيل ترسيخ فكرة كونها غير مُخفية، ما يعمل على إدراك المخاوف والانخراط في التعامل معها بعيدًا عن الأفكار الوسوسية.
اقرأ أيضًا: أقصى مدة لعلاج الوسواس القهري
4- مناهج علاجية مُتقدمة
بشكل طبيعي هُناك العديد من الآثار الجانبية مُحتملة الحدوث عن تطبيق برنامج علاج الوسواس القهري نهائيًا، وعند الوصول إلى مرحلة تكون فيها مخاطر الدواء أكبر من فوائده يوصي الطبيب باختبار علاج آخر وانتهاج نهج مُختلف في العلاج، ومن أبرز البدائل لهذه الحالة ما يلي من أساليب:
1- التحفيز المغناطيسي للعقل
هذا النوع يُعتبر علاج مُتقدم بعض الشيء، ففي الكثير من الأحيان لا يلجأ له الأطباء كخطوة أولى ضمن خطوات برنامج علاج الوسواس القهري نهائياً، وفيه يقوم الطبيب المُختص بتعريض الجمجمة لبعض النبضات المغناطيسية التي لها دور كبير في تخفيف أعراض الوسواس القهري، ويتم ذلك عن طريق تسليط ملف مغناطيسي.
يرتكز هذا التحفيز على بعض مناطق الدماغ التي تكون مسؤولة في المقام الأول عن الأفكار الوسوسية، وهو من صور الوسائل العلاجية التي تُخيف البعض على الرغم من كونه آمن لا يتسبب في الآلام أو الجروح الجراحية، وفي الكثير من الأحيان يصفه الطبيب كضلع ثالث لأضلاع مُثلث العلاج بجانب الأدوية والعلاج النفسي.
اقرأ أيضًا: هل يشفى المريض النفسي تماما
2- التحفيز العميق للمخ
يتضمن علاج الوسواس القهري باستخدام التحفيز العميق للمخ توصيل بعض النبضات الكهربائية بشكل مُباشر إلى بعض المناطق المُحددة في الدماغ، وهي المناطق التي يُعتقد بكونها المُتسببة في المقام الأول للإصابة بالوسواس.
يتم هذا الإجراء عن طريق استخدام الطبيب المُعالج لقطب كهربائي رفيع، وعلى عكس التحفيز المغناطيسي يحتاج هذا النوع من أنواع العلاج إلى إجراء جراحي لتسليط الكهرباء بشكل مُركز على المناطق المُستهدفة والمعنية بالأمر.
بسبب احتياج إجراء الجراحات لا يتم اللجوء إلى هذا العلاج إلا في بعض الحالات المُتقدمة بشكل كبير، ويكون هذا الخيار هو الأمثل عند ظهور بعض الأعراض الحادة التي تتطلب العلاج بشكل طارئ، كما أن عدم إبداء تحسن أو تطور للحالة المرضية إثر العلاج بالأدوية والطب النفسي يجعل اللجوء إلى الكهرباء الحل الوحيد.
على الرغم من كثرة الوسائل والسبل التي يشتمل عليها برنامج علاج الوسواس القهري نهائيًا، إلا أنه في بعض الأحيان لا يحتاج مريض الوسواس القهري إلى العلاج من الأساس، فقد ظهرت بعض الحالات التي شُفيت تمامًا من الوسواس دون أدوية، ويكثر ذلك بين الفئات الأصغر سنًا.