فضل الدعوة إلى التوحيد
فضل الدعوة إلى التوحيد لا يعتبر مجرد تأكيد من داخل المسلم أن الله هو خالق الكون كله ولا شيء يمكن أن يسير إلا بتوفيق من الله سبحانه وتعالى، لكن التوحيد أن يحب العبد ربه وأن يخضع له ويتذلل له ويلح في طلب الأشياء منه وأن يظهر على العبد التقرب من الله في كل أقواله وأفعاله، لذا من خلال منصة وميض يمكن التعرف على كافة التفاصيل عن فضل الدعوة إلى التوحيد.
فضل الدعوة إلى التوحيد
التوحيد من وظائف الأنبياء المرسلين من الله عز وجل حيث هدف إرسالهم هو توحيد البشر على دين الله والتأكد أن الخالق هو الله وحده لا شريك له وأن الله عز وجل وحده من بيده الأقدار والطرق المختلفة التي يسلكها الإنسان وكل شيء بأمر الله سبحانه وتعالى ولا يتم أيًا من أمور الإنسان إلا بتوفيق الله.
لا يقتصر فضل الدعوة إلى التوحيد على أن يشهد الإنسان أنه لا إله إلا الله لكنه يجب أن يحب الله ويعمل على إرضائه والتقرب إليه حيث قال الله تعالى:
(الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)، كما قال أيضًا سبحانه وتعالى (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).
كما روى أبي هريرة أنه قال:
قلت: يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال: «لقد ظننت، يا أبا هريرة، أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله، خالصا من قبل نفسه».
لذلك يعتبر فضل الدعوة إلى التوحيد هو أساس دخول الجنة وأفضل الأعمال التي يحبها الله ويتقرب بها المسلم إلى الله، حيث يمكن التأكيد أن التوحيد يعتبر مفتاح دخول الجنة لأنه عند الله تعالى أثقل من السماوات والأرض في الميزان.
اقرأ أيضًا: هل يجوز قراءة سورة الكهف ليلة الجمعة
أهمية التوحيد
أمر الله عباده بالتوحيد في آيات كتابه الكريم وجاءت الرسل تدعو الخلق إلى ذلك واستمر ذلك إلى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا الخلق إلى توحيد الله والإيمان به والقيام بالعبادات التي أمرنا بها لمدة أعوام طويلة، لذا على البشر أن يقوموا بالتوحيد كاملًا والدعاء والاستغفار وطلب العفو والاستغاثة وكل العبادات التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بها في سنته.
لذلك خلق الله العباد من أجل أن يقوموا بتلك العبادة وفي حين تعرف العبد على ربه سبحانه وتعالى أصبحت عبادته تقترب إلى الكمال، حيث لا يعتبر المسلم يعبد ربه إلا إن كان موحدًا بالله لأن التوحيد هي الفطرة التي تكون بداخل كل مسلم يدخل الجنة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك:
(كلُّ مولودٍ يُولَدُ على الفطرةِ، فأبواه يُهَوِّدانِه، أو يُنَصِّرانِه، أو يُمَجِّسانِه، كمثلِ البَهِيمَةِ تُنْتِجُ البَهِيمَةَ، هل ترى فيها جَدْعَاءَ).
لذا يجب أن يطيع الإنسان فطرته ويعمل على تطويرها والقيام بالأعمال التي ترضي ربه وتوافق هذه الفطرة ولا يتبع أهواء الشيطان لأن الشيطان يحاول باستمرار على غواية العبد المسلم لتحريك الفطرة الداخلية التي ولد بها وهي التوحيد بالله عز وجل.
أقسام التوحيد
قام العلماء وأشهر المفسرين بتقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام وذلك من خلال البحث والتمعن في آيات الله سبحانه وتعالى التي أنزلها في القرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما روى منها بسند صحيح، وتشمل هذه الأقسام الآتي:
1- توحيد الربوبية
كلمة الربوبية هي اشتقاق لكلمة رب وهي تدل على الاتفاق أنه لا خالق إلا الله سبحانه وتعالى وأن الكون كله بما فيه باطنه وظاهره مسخر له سبحانه وتعالى، لا أحد يمكنه تصرف أمر الخلق إلا رب العالمين سبحانه وتعالى لأن الله سبحانه وتعالى هي مقسم الأرزاق وموزع الأقدار وكل البشر متأكدين من ذلك وذلك لما ورد في قوله تعالى:
(وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ).
فيه تلك الآية يؤكد سبحانه وتعالى أن الكافر يعترف أن الله هو من خلق الخلق وهو من بيده أمور البشر كلها، لكن ذلك لا يكفي لدخول الجنة والعتق من النار لأن الإقرار يجب أن يتبعه خطوات وأولها الإيمان بأن محمدًا صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولًا ويلحق بذلك القيام بالعديد من الأمور والسلوكيات.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة الرعد
2- توحيد الألوهية
الألوهية هي اشتقاق لكلمة إله وفيه تخصيص لكل العبادات الخاصة بالتوكل والدعاء والطلب والتمني بالله سبحانه وتعالى فقط، والتأكد أن الله من بيده كل شيء، وذلك ما جاء به كافة الرسل الذين أُرسلوا من الله عز وجل ولكن الكفار أنكروا ذلك، وفي ذلك قال تعالى:
(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ).
3- توحيد الأسماء والصفات
فيه ذلك النوع من التوحيد يشهد الإنسان بكل ما أوتي في كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسماء الله الحسنى وكل الصفات التي داء القرآن الكريم واصفًا لرسول الله فيها، حيث أكد كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفات العزة والقوة والكرم.
اقرأ أيضًا: فضل سورة يس المغامسي وبعض الحقائق الخاصة بسورة يس
اتصال أقسام التوحيد الثلاثة
هناك ثلاثة أقسام للتوحيد والأقسام الثلاثة يشيرون إلى الإيمان بالله والتأكيد على حبه والخضوع له ويجب أن يكون المسلم متفق على الثلاثة أقسام من التوحيد ومقتنع بهم من أعماقه لأن العلاقة بينهم تكاملية، فلا يجب أن يعتقد المؤمن في قسم ويترك القسم الآخر لأن بذلك لا يكون الإنسان موحد بالله.
إن أصاب المؤمن خلل في قسم من الأقسام الثلاثة يؤثر على توحيده حيث من يأمن بتوحيد بأن الله هو مالك الكون وهو من بيده كل الأقدار والأرزاق لابد أن يأمن بأنه لا يجب الخضوع إلى الله سبحانه وتعالى والإلحاح والرزق منه بالإضافة إلى التأكد من صفات القوة التي تشير إلى الله والعزة والكرم والعظمة وكل الصفات التي جاءت في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لا يعتبر الإنسان الذي يعرف أن لا إله إلا الله موحدًا بالله، بل يجب أن يقوم بالأعمال التي تشير إلى حب الله والرغبة في التقرب إليه وإرضائه والتذلل إليه بالدعاء والطلب والاستغاثة به.