تجربتي مع المتة للتنحيف
تُعد تجربتي مع المتة للتنحيف واحدةً من أنجح التجارب التي عهدتها وسمعت عنها فيما يخص خسارة الوزن، ولا أُخفيكم سرًا هذه التجربة قلبت حياتي رأسًا على عقب، وأدين لها بالفضل إلى يومنا هذا بسبب ما طرأ على حياتي من تغيراتٍ لم تكن لتحدث بغيرها، ولإفادتكم قررت أن أُشارككم تجربتي مع المتة للتنحيف عبر منصة وميض.
تجربتي مع المتة للتنحيف
قبل أن أبدأ الحديث حول المرحلة التي مررت بها وما اشتملت عليه من خطوات علاجية وجب عليَّ في المقال الأول التعريف بالمتة، فأنا أعلم علم اليقين أن هُناك نسبة كبيرة يجهلونها ولا يعلمون ما هي، وفي الواقع هذا طبيعي، فهي تختص بعادات وتقاليد أهل الشام فقط وبالتحديد سوريا في وطننا العربي.
تُعتبر المتة من أنواع النباتات التي يتم شُربها وهي ساخنة، وتندرج في المقام الأول ضمن فئة المُنبهات من المشروبات، والجدير بالذكر أن موطنها الأصلي أمريكا اللاتينية وخاصة الدول الغربية منها مثل الأرجنتين وباراغواي.
من المؤكد أن البعض منكم لاحظ حمل بعض المشاهير من هذه الدول لأكوابٍ خشبية عبر الاطلاع على ما قاموا بنشره من صور ومقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، والجدير بالذكر أن سبب تسميتها بالمتة يعود إلى اللفظ اللاتيني لكلمة جوزة أو قرع، وهو الكوب الذي يتم شُرب هذا النبات فيه.
يُعد أشهر مُحبي هذا المشروب من المشاهير الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي لاعب نادي باريس سان جيرمان الحالي وبرشلونة السابق.
على الرغم من كون أصل هذا المشروب لاتيني إلا أنني بالاطلاع على بعض الأبحاث والمقالات علمت أن هُناك بعض المُهاجرين قاموا بإحضار هذه النبتة معهم فور عودتهم إلى بلادهم العربية، وبالتحديد سوريا، لبنان والأُردن على حدٍ سواء.
عُذرًا انهمكت في الحديث عن سر نجاح تجربتي مع المتة للتنحيف ونسيت تعريفكم بنفسي، أنا مازن، أبلغ من العُمر في يومنا هذا اثنين وأربعين عامًا، وقد رزقني الله بثلاثةٍ من الأبناء من زوجتي، ولا أُخفيكم سرًا، أعيش أنا وأُسرتي حياةً سعيدة في الآونة الأخيرة.
لم تكن الحياة دائمًا كما هو الحال عليه في يومنا هذا، فمنذ فترة ليست بالبعيدة كُنت أُعاني كثيرًا من حالتي المرضية، فمُنذ خمس أعوامٍ تقريبًا كُنت أُعاني من سمنة يُمكن وصفها بكونها مُفرطة.
اقرأ أيضًا: متى يبدأ مفعول إبر التنحيف
رحلة مُبكرة مع البدانة
مُنذ نُعومة أظفاري لم أكن مثل زُملائي وأصدقائي في المدرسة، فأنا أُعاني مُنذ المرحلة الابتدائية من زيادة الوزن، وهو ما كان ظاهرًا بشكلٍ واضح، ولم يكن الأمر غريبًا في واقع الأمر، فقد عُرف عني الشراهة وحُب الأكل، وخاصة ما يشتمل على سُكرياتٍ ودهون كثيرة.
قد ينظر البعض إلى السمنة بكونها حالة مرضية بسيطة، وهذا أبعد ما يكون عن الصحة، فالسمنة والبدانة من الأمراض المُعقدة التي ينتج عنها زيادة ملحوظة في كمية الدهون داخل الجسم، وفي واقع الأمر لا يُعتبر العناء الذي يتكبده مرضى السمنة عناءً جماليًا أو شكليًا فحسب.
فالأمراض التي ترتبط بالسمنة لا تُعد ولا تُحصى، كما أن الأعراض التي تظهر على المرضى مهولة، وعن نفسي قبل بداية تجربتي مع المتة للتنحيف عانيت كثيرًا من بعض الحالات المرضية والصحية التي اشتملت على كُل ما يلي:
- أمراض السُكر.
- اضطرابات نبض القلب.
- ارتفاع الكوليسترول في الدم.
- آلام الظهر.
- أوجاع في الرُكبة.
ما يزيد من صعوبة الأمر هو فكرة العلاج، فعلى الرغم من كون السمنة حالة صحية مرضية في المقام الأول إلا أن علاجها يتطلب جُهدًا ووقتًا وحتى صبرًا كبيرًا، وهو ما زاد فكرة التخلص من الوزن الزائد صعوبة، فهُناك عِدة عوامل اجتمعت حتى أصل إلى هذا الوزن خلال المراحل المُبكرة من عُمري.
والدي كان يُعاني من نفسي المُشكلة تقريبًا، كما أن نظامي الغذائي السيئ والامتناع عن الحركة والقيام بالتمارين الرياضية كان لهم عامل كبير في تطور ما مررت به من أزمات، ولكن من أكثر الأمور التي كانت تُزعجني خلال هذه المرحلة هو اعتقاد الناس بأن التغيير سهل وأنني لا أُحاول بالقدر الكافي، هذا الشعور كان يقتلني.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع ابر التنحيف ساكسيندا saxenda
السعي للتغيير
كُنت أعتقد أنه في مرحلة زمنية ما سأتخلص من هذا الوزن الزائد، بالنسبة لي كُنت أخال أن الأمر مسألة وقت ليس إلا، وعلى عكس ما توقعت أو تمنيت إن صح التعبير لم يتحقق ذلك، واستمر وزني في الزيادة بمُعدل مُتصاعد حتى أصبح الأمر لا يُطاق.
في يومٍ من الأيام استيقظت من النوم بسبب ضيق التنفس الذي اعتدت عليه نتيجة ثقل وزن الدهون على قفصي الصدري، وأذكر أن الأرق تلبسني حينها ولم أقوى على النوم مرة أُخرى، لذا قررت الوقوف في شُرفة منزلي.
أتذكر كما لو كان الأمس أنني رأيت حينها في تمام الساعة السابعة صباحًا تقريبًا بعد ساعاتٍ طوال كان عنوانها الأول عدم القُدرة على النوم رجُلًا يهرول، بكل تأكيد لم تكن هذه المرة الأولى التي أرى فيها أحدًا يقوم بمُمارسة الرياضة.
لكن ما أثار فضولي حينها فعلًا هو كون هذا الرجل بدينًا على عكس الفئة التي اعتدت رؤيتها، كان يُقاربني في الوزن أو يزيد في واقع الأمر، كما أن علامات الإنهاك التي بدت على وجهه المليء بالعرق تدل على كونه يجري مُنذ ساعات.
كُل ما كان يدور في ذهني حينها هو التفكير بكونه شُجاع ويمتلك عزيمة لم تكن عندي في أحسن فترات حياتي وأكثر مراحل إصراري، ذهبت إلى عملي بعدها، ومر يومي بشكل طبيعي حتى خلدت إلى النوم.
لكن الوجه المُتعرق لهذا الرجل البدين لم يُفارق مُحياي وناظري، لذا في صباح اليوم التالي قررت أن انتظره، وفي حال ما كان يقوم بنفس التمارين بشكل يومي سأبدأ الجري معه، ولا أُخفيكم سرًا كان جُزءٌ في داخلي يتمنى ألا يأتي الرجل، لكن من حُسن ظني قد جاء بنفس ملامحه المُتعرقة، فيا لها من عزيمة.
رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة
في بداية الأمر كان ينتابني شعور غريب بالتحدث مع الرجل، فكيف لي أن أبدأ بالكلام معه وهو لا يعرفني حتى، فعلى الرغم من ارتدائي لملابسي الرياضية الضيقة التي لم أرتديها مُنذ سنين ونزولي لرؤية الرجل واعتراض طريقه فكرت عشرات المرات في العودة أدراجي.
قبل لحظة على مروره من أمامي والابتعاد سريعًا أنهيت فترة السكوت التي طالت كثيرًا بمُناداتي له، وفي واقع الأمر إلى يومنا هذا أعتقد أنه كان رد فعل غير مقصود على الإطلاق، لكنه كان القدر.
تعرفت على هذا الرجل المُثابر، وعلمت أن اسمه هو كريم، وفي واقع الأمر كُنت سأندم أشد الندم في حال ما لم أقم بالتعرف على هذا الرجل الرائع، ولا أعتقد أنني أُبالغ في حال ما قُلت إنه غير حياتي، فتجربتي مع المتة للتنحيف لم تبدأ إلا به.
فبعد أن تعرفت عليه واتفقنا على الجري في السادسة من صباح كُل يوم أصبح هذا الأمر خلال فترة زمنية صغيرة على الرغم من صعوبته واحدًا من العادات التي لازمتني حتى يومنا هذا، وأذكر في مرةٍ من المرات أنه كان يُمسك بزجاجةٍ ويشرب منها مشروبًا ما، لم أُعر الأمر اهتمامًا في بداية الأمر.
لكن مع تكرار قيامه بذلك أُثير فضولي بشكل جنوني، وحينها قررت سؤاله، وكُل ما كان يدور في ذهني أنه يشرب الماء، المُكملات الغذائية أو حتى الشاي الأخضر، ولكن قال لي إن هذا المشروب يُسمى متة.
كانت المرة الأولى التي أسمع فيها عن هذا المشروب، والمرة الأولى التي أُجرب شُربه فيها، ولكنها لم ولن تكون الأخيرة، فعند سؤالي له عن السبب قال لي إنها تُساهم بشكلٍ كبير في إنقاص الوزن وحرق دهون منطقة البطن، وفي بداية الأمر لم أُصدق، واعتبرتها واحدةً من آلاف المشروبات التي يُقال إنها فعالة في إنقاص الوزن.
اقرأ أيضًا: أضرار بذرة الكتان جابر القحطاني
نهاية المُعاناة تعني بداية الحياة
على الرغم من اعتقادي إلا أن الموضوع أثار فضولي في الواقع، فقررت إجراء بعض عمليات البحث في سبيل التأكد من قُدرة هذا المشروب الذي وصفه لي كريم بكونه سحري، وفي واقع الأمر كانت النتيجة على عكس ما توقعت، فأنا لم أقم بالبحث إلا لأتأكد من كوني مُحقًا ليس إلا.
وجدت العديد من الأبحاث التي جاء فيها أن المتة تعمل بشكل كبير على تقليل الشهية، وهو ما يُعزز من قُدرة الجسم على إجراء عملية التمثيل الغذائي والأيض، وأجمعت الأبحاث التي تم إجراؤها على البشر والحيوانات على حدٍ سواء بكون المتة تعمل على زيادة لجوء الجسم إلى استخدام الدهون كمصدر للطاقة.
كما أن هُناك بحث علمي موسع قام بعض الخُبراء من العُلماء بإجرائه وتطبيقه على مدار فترة زمنية بلغت اثني عشر أسبوعًا أو ما يُعادل الثلاثة أشهر، وجاء كنتيجةٍ لهذا البحث أن الخاضعين للتجربة انخفضت نسبة دهون الخصر والورك لديهم بنسبة 2%.
قد تبدو لك هذه النسبة ضئيلة، ولكن تجربتي مع المتة للتنحيف لم تقتصر على دور المتة في المقام الأول، بل قُمت بمُمارسة الرياضة لفترة طويلة، ناهيك عن كون لجوئي لهذا المشروب قلل من شعوري بالجوع.
بالإضافة إلى انخفاض اعتمادي على الشاي والقهوة اللذان كانا سببان رئيسيان في تدهور حالتي الصحية بسبب المُنبهات وكمية السُكر التي كُنت أضعها في الأكواب اليومية منها، وها أنا ذا بعد أكثر من أربعة أعوام على بدء تجربتي مع المتة للتنحيف خسرت من الوزن ما يُقارب الأربعين كيلو جرام.
خسارة الوزن تُعتبر من الأمور التي على المرء أن يبذل في سبيلها مجهودًا كبيرًا، فزمن المُعجزات انتهى، لذا عليك أن تتحلى بالصبر، المُثابرة ولا تقف على الإطلاق عن المُحاولة، فلن تبلغ المجد حتى تلعق الصَّبِرا.