هل بذور القاطونة هي بذور الكتان
هل بذور القاطونة هي بذور الكتان؟ وما هو الفرق بينهما إن لم يكونوا سواء؟ ففي واقع الأمر تُعتبر هذه الأسئلة نتاج حيرة كبيرة لشريحة ليست بالقليلة من النساء على وجه الخصوص، وفي واقع الأمر حدث هذا التشتت والاضطراب بسبب كثرة الأقاويل حول الموضوع، لذا جاءكم اليوم منصة وميض ليقطع الشك باليقين ويُجيب عن سؤال هل بذور القاطونة هي بذور الكتان.
هل بذور القاطونة هي بذور الكتان
هُناك العشرات ورُبما المئات من الوصفات التجميلية التي يكثر فيها استخدام هذا النوع من أنواع البذور، فيُقال إن لها خصائص تعمل على سد الشهية وتُقلل من القابلية على تناول الطعام، كما أن هُناك العديد من الدراسات والأقاويل التي أثبت بعضها صحة هذا الأمر ونفاه غيرها.
لكن قبل التطرق إلى جانب الفوائد ومدى فعالية هذه البذور علينا أن نُجيب عن سؤال هل بذور القاطونة هي بذور الكتان؟ وهل الكتان والقاطونة مُجرد مُسميات لنفس النوع من أنواع البذور؟ في واقع الأمر لا علاقة لبذور الكتان ببذور القاطونة، والفارق بينهما شاسع من حيث الفوائد، الشكل وحتى الاستخدامات والخصائص على حدٍ سواء، وهذا الخلط يحدث بسبب تشابههما بعض الشيء في الشكل الخارجي والظاهري.
في واقع الأمر يُعتبر عدم التمييز بينهما أمرًا شائعًا حتى بالنسبة للخُبراء في هذا المجال، فمعرفة أيٍ من هذه الحبوب كتان وأيٌ منها قاطونة من النظرة الأولى ليس بالأمر الهين السهل، لكن هُناك بعض الأمور التي تُميزها ويُمكن استخدامها في التفرقة بين النوعين، فما هو أكثر ما يُميز هذه البذور؟
في واقع الأمر يُعتبر كُلًا من هذه البذور من صور الألياف الغذائية، وكلاهما يعملان على تعزيز عملية الهضم، صحة الأمعاء وسهولة حركتها من انقباضاتٍ وانبساطات، كما أنها تعمل على تقليل خطر الإصابة بالأمراض الصحية المُزمنة.
يرجع ذلك إلى ما فيها من بكتيريا نافعة تُساهم في صحة الجسم ككل، لكن ما هو الفرق بين الكتان والقاطونة أو ما يُعرف باسم قشور السيلليوم؟ تجدون في سطورنا الآتية ضالتكم للإجابة عن كافة هذه الأسئلة.
اقرأ أيضًا: ماذا يأكل مريض الضغط المرتفع
بذور الكتان
تُعتبر بذور الكتان من صور النباتات الحولية، ما يعني أن دورة حياة النبات تبدأ وتنتهي خلال فترة الموسم الزراعي على مدار العام، فلا تُصبح بعد الحصاد قابلة على النمو مرة أُخرى ويتعين على المُزارعين زراعة بذور وشتلات جديدة منها.
الجدير بالذكر أن الكتان يُعتبر من صور النباتات المُعمرة التي تنتمي في الأساس إلى فصيلة النباتات الكتانية، ولا يتم استخدام أوراق هذا النبات أو سيقانه، ولكن يتم التركيز على الزيوت والبذور لما لها من فوائد كبيرة واستخدامات عديدة في واقع الأمر.
عند زراعة هذا النبات قد يصل طوله إلى حوالي متر كامل تقريبًا، وله ساق نحيلة وأوراق دقيقة، كما يمتاز بظهور بعض الزهور زرقاء اللون عند زراعته، أما البذور نفسها فهي بنية اللون وتتفاوت درجاتها بين الذهبي والبُني الداكن، وقد تم استخدام هذه البذور مُنذ آلاف السنين في واقع الأمر.
لبذور الكتان ما لا يُعد ولا يُحصى من الفوائد الطبية، ويرجع ذلك إلى ما تحتوي عليه هذه البذور من فيتامينات وعناصر غذائية كبيرة، والجدير بالذكر أن البابليون هُم أول من توصل إلى هذه النباتات وعملوا على زراعتها.
منذ ذلك الحين شاع استخدامها ولم ينقطع حتى يومنا هذا، والجدير بالذكر أن هذا الاستخدام بلغ ذروته في القرن الثامن عشر بشكل جنوني وهستيري، مما أدى إلى إصدار ملك فرنسا شارلمان قانونًا يحد من استهلاك الفرنسيين لهذه البذور.
بذور القاطونة أو ما يُعرف بقشور السيلليوم
بذور القاطونة تُعتبر المكون الرئيسي للسيليوم، ففي الأساس لا يتم تناول تلك البذور كما هي، بل يتم طحنها وسحقها للحصول على محصول أبيض اللون على عكس لون البذور البُني، وهي من صور البذور التي تتشابه مع السمسم بشكل كبير، وليس لها في حالتها الطبيعية أيةُّ رائحة.
تمتاز القاطونة بصغر حجمها مُقارنة ببذر الكتان، وهي من الميزات التي يُمكنها أن تُجيب بنفي قاطع عن سؤال هل بذور القاطونة هي بذور الكتان، كما أنها تمتاز بلون بُني قاتم أكثر مُقارنةً مع البذور الأخرى.
على الرغم من هذه الاختلافات إلا أن هُناك أوجه بسيطة للتشابه في الشكل واللون بينهما قبل سحق القاطونة، ولكن ما يُمثل أكبر أوجه التشابه هو أن هذا النبات يُعتبر من صور النباتات الحولية أيضًا، وكُل نبتة من القاطونة تستطيع حمل ما لا يقل عن 15 ألف بذرة.
على عكس بذور الكتان تُعتبر بذور القاطونة أكثر شيوعًا في دول أوروبا والجانب الغربي للهند، كما أنها من المُنتجات المحلية في باكستان وبعض دول أفريقيا، وكانت تُستخدم مُنذ القدم من قبل اليونانيين.
كما أظهرت بعض الأبحاث العلمية والدراسات أن نسبة الألياف في القاطونة تُعتبر أكبر نسبيًا من نسبتها في الكتان، وهو ما يُمكنه جزم الإجابة بالنفي عن سؤال هل بذور القاطونة هي بذور الكتان.
يشيع تناول بذور الكتان بصورتها كحبوب كاملة دون التهشيم والطحن فيما يخص الأنظمة الصحية للحميات وغيرها من البرامج الغذائية، ولكن في موطنها الأصلي والمحلي هذه البذور يتم تحويلها إلى قشور بعد حصادها من نباتاتها، ومن ثم يتم سحقها وطحنها، والمسحوق الجاهز من هذه البذور ينتشر بشكل أكبر في الأسواق العالمية التي تستورد القاطونة.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع جل بذرة الكتان للشعر
الفرق في النكهة والرائحة بين نوعي البذور
بعد الإجابة بالنفي عن سؤال هل بذور القاطونة هي بذور الكتان وجب علينا توضيح الفارق من ناحية الطعم بين نوعي البذور، وذلك في حال ما قام أحدهم بشراء النوعين ولم يستطع الوصول إلى الفارق الظاهري والشكلي بينهما، ونبدأ بطعم بذور الكتان.
فبذور الكتان تميل إلى كون طعمها أشبه بالمُكسرات بعض الشيء، فهُناك إجماع من مُستخدميها على كونها تُشبه الجوز في نكهتها، ونتيجةً لمرارة طعمها فيتم في الكثير من الأحيان تحميص هذه البذور، وبسبب اشتمالها على قشور صلبة بعض الشيء يجب التأكد من مضغها جيدًا قبل البلع.
الجدير بالذكر أن رائحته مُميزة وعطرة، وفي زيت الكتان على وجه الخصوص تزداد هذه الرائحة تميزًا مع التعتيق والتخزين لفترات أطول، ولكن حذارِ من تغير الرائحة بشكل مُريب للزيوت والبذور، فذلك قد يعني أنها فاسدة ويجب التخلص منها.
أما عن بذور القاطونة ففي أغلب الأحيان تكون عديمة الطعم والرائحة على حدٍ سواء، وعلى الرغم من كون هذه الخصال والصفات غريبة بعض الشيء إلا أنها تجعل من هذه البذور إضافة رائعة لكافة المأكولات والمشروبات خلال الحميات الغذائية، فعلى عكس الكتان لن تؤثر القاطونة على نكهة غذائك بأي شكلٍ كان.
الكتان والقاطونة.. بين فوائد الاستخدامات وأعراضها الجانبية
بشكل عام تُعد كل من بذور الكتان والقاطونة من صور البذور الغنية والمُفيدة للجسم والعمليات الحيوية له وخاصةً ما يخص الجهاز الهضمي، ولكن بعد أن عرفنا أن الإجابة على سؤال هل بذور القاطونة هي بذور الكتان فلا يُعد من الطبيعي وجود فوارق جوهرية بين هذين النوعين من ناحية الاستخدام، الفوائد والأضرار على حدٍ سواء، وفيما يلي نتناول كل منهما بالتفصيل:
1- بذور الكتان بين الفوائد والأضرار
بذور الكتان غنية بالبوليفينول، وهو من الصور النباتية لمُضادات الأكسدة القوية التي يحتاج إليها المرء بسبب كثرة منافعها وفوائدها، وتشتمل فوائد تناول بذور الكتان على كُل ما يلي:
- المُساعدة في التقليل من الكوليسترول الضار في الدم، بالإضافة إلى التقليل من ضغطه والمُساهمة بشكل كبير في تجنب السكتات الدماغية، وذلك بسبب الدهون الصحية للكتان.
- تعمل بذور الكتان ومسحوقها على المُساهمة في عملية الهضم والتعزيز من كمية الألياف القابلة لذوبان في الأمعاء، وهو ما يجعل البُراز والفضلات أكثر ليونة، ما يُقلل بدوره من خطر الإصابة بالإسهال وتحريك المسالك الهضمية.
- يُقلل من خطر الإصابة بالأورام السرطانية بسبب ما فيه من مواد كيميائية نباتية تُساهم في تجديد الخلايا والأوعية الدموية، وتُكافح في الوقت عينه تكون الأوعية السرطانية والخلايا الضارة.
- تعمل هذه البذور على التقليل من خطر الإصابة بأمراض السُكر بكافة الدرجات والحالات، وهُناك دراسات أوضحت أن قشور بذر الكتان تُساهم بشكل كبير في انخفاض مُعدل السكر في الدم في خلال فترة زمنية قصيرة تبلغ ثلاثة أشهر، وتزيد من حساسية الأنسولين، مما يُقلل من مستويات الجلوكوز في الدم.
- تعمل بذور الكتان على المُساهمة في الحصول على بشرة أكثر نعومة ورقة، وذلك عن طريق استخدام زيوت هذه البذور بشكل موضعي على الجلد.
- تعمل بذور الكتان على زيادة الشعور بامتلاء المعدة، وذلك عن طريق المادة الصمغية التي تُفرزها الألياف القابلة للذوبان، ما يجعل إفراغ المعدة يتم بشكل أبطأ، وهو ما يعمل بدوره على تقليل الشهية.
يتم تناول الكتان بكمية لا يجب أن تزيد عن ثلاث ملاعق يوميًا، فذلك قد يتسبب في إصابة الجهاز الهضمي بمشاكل كبيرة تشتمل على الآلام والزيادة المُفرطة في حركة المعدة وهو ما ينتج عنه الإسهال في المقام الأول، كما أن الإصابة بالغازات والانتفاخ يُعتبر من السيناريوهات واردة الحدوث.
الجدير بالذكر أن البعض يُعاني من حساسية تجاه هذه البذور، ففي حال ما أظهر جسدك أي رد فعل تحسسي مثل الحكة، التورم والاحمرار عليك التوقف بشكل فوري عن تناول هذه البذور.
اقرأ أيضًا: علاج الضغط المرتفع بالأعشاب نهائيًا
2- بذور القاطونة.. بين الفوائد والأضرار
بعد أن عرفنا أن هُناك فرق بين بذور الكتان وبذور القاطونة عبر الإجابة عن سؤال هل بذور القاطونة هي بذور الكتان أم لا، وجب علينا أن نتطرق إلى الحديث عما يُميز القاطونة، فما هي مُميزاتها ومتى تُصبح ضارة؟ فنستعرض لكم المُميزات في بداية الأمر، ومن أبرزها:
- المُساعدة والمُساهمة في حل مشاكل الهضم وتعزيز قُدرة الجسم على التمثيل الغذائي، ويرجع السبب في ذلك إلى قُدرة القاطونة على تخزين الماء، مما يعمل على إنتاج طبقة هُلامية كثيفة تُغلف هذه البذور وتتسبب في زيادة حركة الأمعاء عند فرز هذه السوائل داخلها.
- علاج الإمساك والتقليل من آلام وأعراض الالتهاب التقرحي للقولون، مما يعمل على تعزيز الجهاز المناعي ويزيد من كمية البكتيريا النافعة الموجودة في المعدة.
- تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، الأوعية الدموية والكوليسترول، وذلك بسبب احتواء هذه البذور على الألياف القابلة للذوبان، ما يعمل على اعتدال ضغط الدم لمن يُعانون من السمنة ويُساهم في تثبيط إنتاج الكوليسترول الضار في الجسم، ويُساهم في السيطرة على السُكر ونسبته في الدم.
- التحكم في الشهية، فتُعتبر بذور القاطونة من الأسرار وراء خسارة الوزن، فالشعور الذي يلي تناول القاطونة بالامتلاء يُعتبر فعالًا للغاية في التقليل من الوزن ومُكافحة السمنة.
على عكس بذور الكتان تُعتبر القاطونة أقل ضررًا، فالحالات التي تتسبب لها هذه البذور بالحساسية قليلة، لكن من الضروري الالتزام بكمية لا تزيد عن 15 جرام من هذه البذور، فلها القُدرة على زيادة حجمها عشرة أضعاف عند تناولها مع الماء، والكمية المُستخدمة إن زادت عن هذا الحد ينتج عنها إمساك قد يصل إلى حد الانسداد المعوي في أسوأ الحالات.
لا يعني اشتمال بذور الكتان والقاطونة على فوائد أن يتم استخدام النوعين في سبيل خسارة بعض الوزن مثلًا، فمن الضروري الاعتدال في استهلاك هذه البذور، والرجوع إلى أخصائي التغذية أو الطبيب المُختص لا غنى عنه فيما يخص الحالات التي تُعاني من أمراض على وجه الخصوص.