أبيات شعر غزل بدوي
أبيات شعر غزل بدوي تسر قلب حبيبتك، فشعر الغزل للمحبوب ظهر منذ العصر الجاهلي، فهو الكلام الموزون ذو القافية، ويتضمن عدة ألوان إبداعية للتعبير عن النفس الإنسانية فيما يخص الانفعالات والتجارب الخاصة، خاصة وصف النساء وتعريف مدى التشبث بهن، لذلك نعرض أبيات شعر غزل بدوي عبر منصة وميض.
أبيات شعر غزل بدوي
الشعر البدوي له المكانة المرموقة بالشعر العربي، ففيه يجتمع الشعراء من كافة العصور، ويعد الأقرب إلى مسامع الكثيرين، فهو يصف عادات وتقاليد المجتمع البدوي، ووصف معاناة الصحراء، كذلك وأفضل الأخلاق والقيم التي يتصف بها أهلها.
فاشتهر الشعر الغزل البدوي بأيام الجاهلية؛ بسبب تعبيره عن الأحاسيس الرقيقة والمرهفة، حيث وصف محاسن المحبوبة، وذكر أماكنها ورحيلها ليكون بمثابة الحزن عليها.
كما يعرف ذلك الشعر بالشعر النبطي الذي تمكن فيه الشعراء ارتجال الأبيات وحفظها إلى أن تمكنوا من ممارسة الإلقاء والإبداع، لذلك نعرض أبيات شعر غزل بدوي عبر الفقرات الآتية:
1- قصيدة ودي بيك وأبيك وأباك وأبغاك
تم نظم تلك الأبيات من قبل الشاعر محمد بن فطيس المري، ويقول فيها أنه يريد محبوبته بشكل شديد، ويفرح عند الحديث معها، فهو من الشعراء القطريين، وفاز بجائزة شاعر المليون، ونذكر الأبيات فيما يلي:
وُدِّي بِكَ وأبيك وأباك وَاِبْغاك
جَمَعْتُها لِرِضاكَ وَاِخْتارَ فِيها
شَفٌّ وِيش مِنْها يَتْبَعُ اِحْكاكَ وَرِضاكَ
وَاللِي لَكَ اِسْقِي مَسْمَعَكَ لا ضَمِيها
غَدَيْتُ اِفراحْكاي وأساير اِحْكاك
وأنا تُشَرَّفُ لكْنَتِي وَاِهْتَوَيْها
مَضْمُونُها وُدِّي بُشُوفَتِكَ وأهواك
يالِلِي دُرُوب أهل الرَدَى ما تَجِيها
إنك وَلِيُّ أمرك وَحُبُّكَ وَداراكِ
ولا قدر رَدْعَ الحُظُوظِ وَمَجِيها
نَفْسُكَ مُهَذَّبُها وَعَزَّ اللهُ رَباكَ
ما يدري أن جَيْشُ الهُيامِ يُغْزِيها
اللهُ قَسَّمَ يَبْلاكَ بِي وانت يَبلاك
بِاللِي سَواتِي فِي العَرَبِ يَرْتَجِيها
مَحَبَّةٌ نِ ذَرْبِهِ مِنْ القَلْبِ تَكْساك
اقرأ أيضًا: كلام في الحب والعشق و بعض أبيات الشعر الغزلية
2- قصيدة من عنيك ترى عيناي
تنتمي تلك القصيدة على الشاعر جريس دبيات، ويذكر فيها أنه يرى بأعين محبوبته الدنيا، وبريق الصباح والحلم، فمن عيونها يظهر الفجر والضحكات والحكايا تنشر، فهو لا يعلم متى رأته الدنيا، فكل ما يتذكره أنه جاء كسفيرًا إلى عينيها، ونعرض الأبيات فيما يلي:
فِي عَيْنَيْكَ أرى دُنْياي
فِي عَيْنَيْكَ يَصِيرُ الحُلْمُ حقيقة
يَسْتَلُّ الصُبْحُ بَرِيقَهُ
وَيَبُلُّ الظامئ رِيْقَهُ يَكْتَشِفُ الناظِرُ بَعْدَ ضَياعِ الأمس
طريقة
مِنْ عَيْنَيْكَ يُطِلُّ الفَجْرُ
تَتَوالَى ضَحِكاتُ الزَهْرِ
تَنْتَثِرُ مَعَ الصُبْحِ حَكايا
تَخْتَصِرُ الأزمنة الدَرْبَ
لِتُصْبِحَ تَحْتَ الجَفْنَيْنِ المُرْتَعِشِينَ
حَدِيثُ مِرايا
اُذْكُرْ إني أبصرت الدُنْيا؟
لا أذكر اُذْكُرْ إني جِئْتُ إلى عَيْنَيْكَ سَفِيرا
لا أذكر كَيْفَ بَدَأَتْ
لا أذكر كَيْفَ اِجْتَزَّتْ سَبِيلَ العُمْرِ
اِعْرِفْ إني فِي عَيْنَيْكَ
أظل صَغِيرًا
يا عَيْنِي وَنُورْ العَيْنِ وَعَيْنْ النُورِ
يا بِر الأمن وَبَحْرَ الأحلام المَسْحُورَ
يا سِرَّ وُجُودِي وَمَنايِ
يا فَجْرِي الناضِرَ، لَيِّنَ المَهْدِ، وَطَعْمَ الشَهْدِ
وَمُوسِيقَى الأيام السكرى
3- قصيدة تعال يا ضيف المحبة أقهويك
تنتمي تلك الأبيات إلى الشاعر علاء شهاب العبادي، ويطلب فيها من المحبوبة اللقاء في مكان يخلو من الناس، فإناء القهوة يملأ مشاعره ومشاعرها، أما القهوة نفسها راقية تتناسب مع الأذواق، ونعرض الأبيات فيما يلي:
تَعالَ يا ضَيْفَ المَحَبَّةِ أقْهَوِيك
فِي جَوٍّ خالِي مِنْ عُيُونِ المَلاقِيفِ
دَلَّةٌ غَلّاً تَرْوِي شُعُورَكَ وَتَرْوِيكَ
بَهارُها راقِي عَ الذَوْقِ وَالكَيْفَ
اقرأ أيضًا: شعر للمتنبي عن الحب
4- قصيدة بديت لي
من أفضل من قال أبيات عن الشعر البدوي في الغزل هو عوض بن خيران، فيقول في تلك الأبيات أن الشعر يظهر له جديدًا ويؤنس ضيق صدره، فلا يمكنه نسيان من كانت رموشها طويلة وتشاركه ذكرياته خلال النوم وقضى معها الأيام الجميلة، ونعرض الأبيات فيما يلي:
بديت لي بأبيات شعر جديدات
وفوق السطور أكتب بيوت جدادي
أونست يا مشكاي بالصدر ضيقات
وإن قلت راح الضيق بالصدر زادي
طرا علي اللي عيونه وسيعات
اللي مشاركني بنومي وزادي
وما ظني أنسى اللي رموشه ظليلات
5- قصيدة حقيقة الشوق
تم تأليف تلك القصيدة من قبل الشاعر حمد البريدي، ويقول أن صاحبة الشوق هي من توجد بباله دائمًا، فوضعها وحافظ عليها في روحه وجعل من صدره وطن لها، لكي تكون قريبة من أنفاسه ومن رسومات ظلاله، ونعرض البيات في التالي:
حقيقة الشوق وخوية خيالي
نصبتها روحي وصدري بلدها
أقرب من أنفاسي ورسمة ظلالي
الترفة اللي وسط قلبي وحدها
6- قصيدة أبشر بقلب
تنتمي أبيات تلك القصيدة إلى الشاعر بدر العنزي، فيقول لمحبوبته أن قلبه لا يريد سوى الخير لها، وأن عيونه لا تريد إلى النظر إليها، ففقط عليها القدوم إليه وسوف ترى تلك الروح المحبة التي تحيطها
أبشر بقلب ما يبي غير طرياك
وأبشر بعين ما تبي غير شوفك
وأبشر بحب لو قسى الوقت يرعاك
وأبشر بروح من غلاها تحوفك
اقرأ أيضًا: شعر جاهلي في مدح الزوجة
7- قصيدة استهلكتني أم العيون الذابلات
مؤلف تلك الأبيات هو الشاعر سعد علوش، ويقول بها أن حبيبته صاحبة العيون الذابلة قد استهلكت روحه، فهي غير باقي الفتيات، فهي تقوم بري النبات، فهي الشمس التي يحبها حب الحياة، فعندما تشئ له يحبن لها.
اِسْتَهْلَكَتْنِي أُمُّ العُيُونِ الذابِلاتِ
اللِّي ما تعرف دَقَّها مِـنْ جُلِّها
أُخْرَى وَلكِنْ غَيْرَ كُـلِّ الأُخْرَيـاتِ
تَعْطِشُ نَباتاتُ الدُرُوبِ لِطَلِّها
إِنْ أَقْبَلَتْ كُنَّها تَخَطّاً مِـنْ حِصـاتِ
8- قصيدة يا أبو العيون
تنتمي تلك القصيدة إلى الشاعر عبد الله بن علي التميمي، فيقول لحبيبته ذات العيون السوداء ألا تذبح عيون الآخرين، فلا يمكنه وصف لونها؛ لأن الراس فوق المتن ولونها مثل القمر.
يا أَبُو عُيُون هَدَبُها سُودٌ
لا تَذْبَحْ الناسُ بِعُيُونِكَ
تُذْبَحُ بِنَجْلٍ وَبَيْضِ خُدُودٍ
عَجَزْتُ أَوْصِفُكَ وَشْ لَوْنَكَ
الرَأْسُ فَوْقَ المَتْنِ مَوْجُودٌ
وَاللَوْنُ مِثْلُ القَمَرِ لَوْنُكَ
وَاللهِ ما عَن لَقاكِ صُدُودٍ
لا جِيت تَمْشِي عَلَى هونك
اقرأ أيضًا: التجديد في الشعر العربي في القرن الثاني للهجرة
9- قصيدة يا عين هلي
تقول الشاعرة نورة الهوشان أن العين خالية من الدموع، وأنها تريد أن ترى العين الحبيب وتحافظ عليه فهو القلب.
يا عَيْنُ هَلِي صافِي الدَمْعِ هَلِيـه
وَالَّلِي قَضَى صافية هاتِي سَرِيبَه
يا عين شُوفِي زَرَعَ خَلَّكَ وَراعِيَهِ
هٰذِي مَعاوِيـدُهُ وَهٰـذِي قَلِيبُـهُ
10- قصيدة تذكرت ليلى والسنين الخواليا
هو قيس بن الملوح يعد من أشهر المحبين قديمًا، فكان يعرف بمجنون ليلى، فكانت حبيبته ليلى العامرية، ففي الأبيات القادمة يتذكر ليلى ويبكي على أيام الولع والحب واللهو التي قضاها معها.
تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا
وَأَيّامَ لا نَخشى عَلى اللَهوِ ناهِيا وَيَومٍ كَظِلِّ الرُمحِ قَصَّرتُ ظِلَّهُ
بِلَيلى فَلَهّاني وَما كُنتُ لاهِيا
بِثَمدينَ لاحَت نارُ لَيلى وَصُحبَتي
بِذاتِ الغَضى تُزجي المَطِيَّ النَواجِيا
اقرأ أيضًا: شعر عمر بن أبي ربيعة
سمات شعر الغزل البدوي
بعد أن عرضنا أبيات شعر غزل بدوي، نذكر صفات وخصائص ذلك النوع من الشعر، وذلك في النقاط الآتية:
- البعد عن الوصف الجسدي.
- الصدق باللغة التي توجه إلى الحبيبة، والاتصاف بالعفة بشكل عام.
- توهج العواطف نتيجة هيام الشاعر وهو بعيد عن حبيبته.
- اتسام التعابير بأنها رقيقة، أما الألفاظ فتكون عذبة.
- الأسلوب المباشر، فالشعر يبدأ بالحب دون أية مقدمات.
- البعد عن الإغراء الجسدي أو الجنسي.
- يقتصر الغزل على محبوبة واحدة، مع المغالاة بحبها.
- الاشراقة والبساطة والصفاء بمعاني الحب.
إن شعر الغزل البدوي يتصف بالرقة والعذوبة، لما فيه من معاني جميلة في التعبير عن مشاعر الحب الصادقة دون التطرق إلى ذلك بشكل قبيح ينفر المحبوبة ويذمها.