مشاكل سن المراهقة للأولاد
كثيرًا ما يُعاني الآباء من مشاكل سن المراهقة للأولاد، فهذه الفترة التي تُعرف بسن البلوغ تُعتبر واحدةً من أكثر الفترات التي يُعاني فيها الأبناء بشكل عام والفتية منهم على وجه الخصوص من تخبطات وتغيرات عديدة في الشخصية، وهُناك العديد من الأسباب التي ينتج عنها ذلك، لذا في سبيل مُساعدة الآباء سنقوم عبر منصة وميض بالتطرق إلى مشاكل سن المراهقة للأولاد.
مشاكل سن المراهقة للأولاد
في واقع الأمر لا يُعد التعامل مع التغير السلوكي للأبناء خلال فترة المُراهقة أمرًا سهلًا، وحديثنا هُنا عن المُراهقين من الجنسين بشكل عام، ولكن تختلف التغيرات التي تطرأ على الفتاة عن التي تطرأ على الفتى.
ففي نفس الوقت الذي تكون فيها أغلب مشاكل الفتيات غرامية ومُرتبطة بالعلاقات نجد أن الفتى على شفى هاوية في واقع الأمر، وهو محور حديثنا اليوم، فما هي مشاكل سن المراهقة للأولاد؟
علينا في بداية الأمر أن نُقر أنه مهما كان الأبوين مثاليين فمن الطبيعي أن يمر الأبناء بهذه المشاكل خلال فترة المُراهقة، والمسؤولية في المقام الأول والأخير تقع على عاتق الآباء بشكل خاص والأهل بشكل عام في تخطي هذه المرحلة والوصول بأبنائهم إلى بر الأمان.
في الكثير من الأحيان تكون التغيرات التي تطرأ على الأبناء سلوكية في المقام الأول، وهو الدافع الذي يُحرك الفتية من المُراهقين في هذه المرحلة العمرية الحرجة، وكُلما كانت هذه التغيرات أكبر كُلما ازداد المجهود الذي على الأهل القيام به، ولكن كيف أُحدد ما إذا كان سلوك ابني طبيعي أم طرأت عليه الاختلافات المُرتبطة بالمُراهقة؟
هذه الفترة تشهد الكثير من التغيرات التي ترتبط بالعلاقات والمعارف بالنسبة للفتية، فالمؤشر الأول الذي يُنذر بحلول سحابة مشاكل سن المراهقة للأولاد هي دائرة أصدقائه، ففي حال ما لاحظت أن هُناك بعض الأصدقاء الجُدد الذين لا يُشبهون ابنك من حيث التعامل، الاحترام، السلوك وأسلوب التربية عليك أن تقلق وتُعير الأمر بعض الاهتمام.
لكن ما هي أبرز مشاكل سن المراهقة للأولاد؟ وما هو سببها وكيفية التعامل معها؟ فيما يلي من سطور تجدون ضالتكم في الإجابة عن هذه الأسئلة وأكثر.
اقرأ أيضًا: هل يتوقف نمو الشعر في سن معين
أكثر مُشكلات سن المُراهقة شيوعًا
في إطار البحث عن مشاكل سن المراهقة للأولاد وجدنا أن الأطباء النفسيون يُرجعون سلوك المُراهقين خلال هذه الفترة إلى التغيرات العقلية، الذهنية بالإضافة إلى الهرمونية التي تطرأ على الأبناء، فهذه الفترة تُعتبر المرحلة الأخيرة من سلسلة النمو قبل اكتمال أجهزة الجسم وأعضائه، وهي مرحلة لا تقل خطورة على الإطلاق عن تكون الجنين في المهد داخل رحم والدته.
يُقال عن للتغيرات التي تطرأ على الخلايا العصبية للدماغ نصيب الأسد من هذه التغيرات، وهو أمر طبيعي في واقع الأمر، فالمسارات العقلية تكون غايةً في النشاط، ونموها لا يتوقف إلا عند تخطي سنوات ما قبل الرُشد بشكل كامل.
على الرغم من كون التغيرات الجسدية التي تطرأ على الأبناء خلال هذه المرحلة العمرية كبيرة وتجعلهم يظهرون بشكل البالغين ونفس حجمهم إلا أن الأعضاء والأجهزة لا تزال بنفس الحجم الطفولي.
فالرئة مثلا تظل بنفس السعة لفترة طويلة، وهو ما يؤثر على طريقة عمل الدماغ مُتسببةً له بالكثير من المُشكلات، وهذا السبب العلمي الأول للتغيرات الظاهرية في واقع الأمر، فلك أن تتخيل أن جسدًا أصبح في نفس حجم الأب تقريبًا يستمر بالعمل بنفس المُحرك القديم الذي كان يُلائم جسده خلال فترة الطفولة.
هذا يجعل المُراهقين بشكل عام من الجنسين يتعبون بشكل سريع للغاية، ولكن يكون ذلك شائعًا بشكل أكبر في الفتية بكُل تأكيد بسبب كونهم يُحبون الحركة بشكل أكبر، العنُف واللعب، والجدير بالذكر أنه في الكثير من الأحيان يحتاج المُراهقين إلى التذكير بالأمور الروتينية الدورية كالواجب المدرسي والأعمال المنزلية البسيطة، فهُم يميلون في هذه الفترة إلى العُزلة.
قد يعتقد بعض الآباء أن ذلك من باب الإهمال، وفي واقع الأمر هذا صحيح نسبيًا فقط، فالعامل العقلي والإدراكي له نصيب لا يُمكن الاستهانة به، فبشكلٍ رئيسي يشعر الأبناء أنهم دائمًا مُحقين، ولكن الآباء يرونهم عكس ذلك، وهو ما يجعل من مشاكل سن المراهقة للأولاد أزمة بالفعل، ومن أبرز هذه المشاكل كُل ما يلي:
1- اللجوء الزائد إلى العالم الافتراضي
يجد الأبناء من المُراهقين في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من صور العالم الافتراضي عبر الانترنت ضالتهم، فيلوذون بالفرار من واقعهم وحياتهم الملموسة إلى مكانٍ يتطلب مسؤوليات أقل، يظهرون فيه بالصورة التي يُحبونها ويرسمونها لأنفسهم، وربما يختارون بعض الأسماء المُستعارة.
ففي دراسة تم إجراؤها في عام 2015م جاء فيها أن هُناك نسبة تتخطى 73% من العدد الكُلي للمُراهقين لهم إمكانية الوصول بشكل دائم إلى هواتفهم الذكية، مع العلم أن نسبة تفوق 92% من هؤلاء الفتية يستخدمون بالفعل وسائل التواصل الاجتماعي بشكل يومي عبر الهواتف الذكية، أجهزة الحاسب، أو حتى أجهزة يمتلكها أصدقائهم.
هُنا يقع المُراهق بين المطرقة والسندان، فمواقع التواصل الاجتماعي في المقام الأول ليست بالأمر السيئ، ويُعد في هذه الفترة امتلاك الأبناء للهواتف الذكية أمر ضروري حتى يتمكن الآباء من التواصل معهم.
المُشكلة هُنا تظهر عندما يبدأ المُراهقون بالتطبع بخصالٍ سيئة يرونها على هذه المواقع، فمما لا شك فيه هو كون هذا الواقع الافتراضي يجمع بين عدد مهول من الأشخاص يصل إلى المليارات.
لذا على الأقل يظهر لابنك المئات أو حتى الآلاف منهم بشكل يومي، ولكون هذه المنصات مُستنقع لإظهار ما لا تستطع إظهاره في الحياة الواقعية تكون أغلب النماذج التي يراها الأبناء سيئة.
اقرأ أيضًا: وصفة لإزالة الحبوب من الوجه نهائيًا
2- التغيُرات المزاجية
تُعد هذه المُشكلة واحدةً من أبرز مشاكل سن المراهقة للأولاد على الإطلاق إن لم تكن أبرزهم، ففي الكثير من الأحيان تجد أن ابنك سعيد، وفي لحظاتٍ بعد أن تقوم بالحديث معه حول شيءٍ ما تجد أنه تحول بشكل تام، فكُل شيء يُزعجه، وكُل الأمور تتسبب له بالضيق.
لكونهم يلجؤون إلى العالم الافتراضي بشكل كبير كما ذكرنا أعلاه ففي غالب الأمر ستجدهم يُشاركون مدى قسوتك في التعامل معهم وظُلمك لهم، وهو طبع سائد بين الأبناء يُشكل بكُل تأكيد كارثة ومُشكلة من أكبر مشاكل سن المراهقة للأولاد.
فاجتماع مجموعة من المُراهقين يرون أنهم يُعانون نفس الظلم سيجعلهم يتكاتفون للسخط على أهلهم، طريقة عيشهم والطبقة الاجتماعية والمادية الخاصة بهم، وهو ما يزيد من خطورة اجتماع الاستخدام الجائر للتواصل الاجتماعي مع التغيرات المزاجية والتقلبات الشعورية.
الجدير بالذكر أن هذه التغيرات تتسبب في الكثير من الأحيان باضطرابات مزاجية وحالات نفسية عدة، من أبرز هذه الحالات الاكتئاب واللجوء إلى الانعزال، وهُنا على الآباء التدخل للحديث مع أبنائهم، فكُلما تُرِكَ الأبناء لتفكيرهم ومُخيلتهم كانت العواقب وخيمة، الاكتئاب لن يتبعه أي تقدمات أو نجاحات على أي صعيد، وسيكون ابنك كالجسد الذي تسكنه الأشباح، لا حياة فيه.
3- العدوانية والغضب غير المُبرر
في حال ما طرحت على أحد الآباء سؤال ما هي أبرز مشاكل سن المراهقة للأولاد التي عانيت منها مع أبنائك ستكون الإجابة في أغلب الأحيان العدوانية، الغضب أو ما يُعرف باسم العصبية، وفي واقع الأمر هذه المُشكلة ذات انتشار عالمي.
فهي لا ترتبط ببيئة مُعينة، ولكن بكُل تأكيد ردود الفعل التي يقوم المُراهق باتخاذها خلال هذه الفترة تتفاوت باختلاف البيئة، والسمة السائدة خلال هذه الفترة بالنسبة لجميع المُراهقين من الذكور والإناث هي كثرة الجدل.
هُنا على الآباء أن يُدركون أن هذا الجدل والغضب قد يتحول إلى موجة تعصف بهم في حال ما لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح وتوجيه هذا الغضب في أمورٍ مُفيدة كممارسة الرياضة مثلًا، ففي حال ما تحول الغضب إلى عدوانية وعُنف سيكون المُراهقون غاية في الضرر، وسيشكلون خطرًا على أهلهم، دائرة معارفهم وأصدقائهم، المُجتمع ونفسهم في المقام الأول.
4- الكذب آفة المُراهقة
من أكثر مشاكل سن المراهقة للأولاد شيوعًا الكذب، ففي هذه الفترة والمرحلة العُمرية تجد الأبناء يخفون الحقائق بشكل يتزايد ويتصاعد يومًا بعد يوم، وهو ما يُدمر عند نُقطةٍ ما ثقة الآباء في أبنائهم كُلما اكتشفوا كونهم يكذبون عليهم، وفي واقع الأمر لا يتعامل المُراهقون بذكاء حينها، فكُلما كشف الآباء كذبهم حاولوا اكتساب مهارة أكبر في الكذب بدلًا من مُحاولة العودة إلى المسار الصحيح وطريق الرُشد والصواب.
هذا الكذب مع العدوانية والتغيرات المزاجية ينتج عنه ظهور بعض السلوكيات الأُخرى التي تؤدي إلى كوارث، مثل سرقة الأموال من الأهل مثلًا والكذب عليهم بكونهم يصرفون هذه النقود في دراستهم مثلًا أو شراء بعض الأشياء للمنزل بسعر أكبر من السعر الطبيعي لها.
من أكثر الأمور المُرعبة حول هذه العادة هي إمكانية تحول الكذب إلى عادة قهرية مُزمنة لا يستطيع المُراهق التخلص منها حين يكبر ويتخطى مرحلة كونه مُراهقًا، لذا من الضروري مُحاولة تخليص الأبناء من هذه العادة في مهدها بدلًا من التعامل بشكل عنيف، فذلك لن يعود بالسلب إلا عليك بزيادة الطين بلة.
اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
5- التمرد على القواعد والعادات والقوانين
على الرغم من كون التمرد ليس من مشاكل سن المراهقة للأولاد المؤذية أو الضارة في المقام الأول إلا أن قيام المُراهق بذلك قد ينتج عنه توتر في العلاقة الأسرية له مع والديه، وهي مُشكلة شائعة وذات انتشار كبير في واقع الأمر.
فلا تستطيع أن تتخيل إلى أي مدى يُمكن للأبناء أن يُجادلون، فرفض الانصياع إلى الأوامر والالتزام بالقواعد يُصبح بين أبناء هذه الفئة العُمرية أشبه بالمُنافسة، ولا يُزيدهم العقاب حينها إلا تشبُثًا وعنادًا.
فيُعبرون عن ذلك بالعُنف، الغضب وقد يصل في بعض الكثير من الأحيان مثلما لاحظنا من مُشاركات الآباء إلى الهرب من المنزل واللجوء إلى بعض الأصدقاء، وفي غالب الأمر لا يُجيبون على هاتفهم الجوال وهُم في الخارج مع أصدقائهم، فذلك يتسبب لهم بالإحراج لشعورهم أنهم قد كبروا على هذا الاهتمام الطفولي.
على الآباء أن يعلموا أن مشاكل سن المراهقة للأولاد من صور الاضطرابات المؤقتة، ويجب عليهم التعامل معها بحكمة، فاجعل ابنك يشعر أنك تفهمه، تُحبه كما هو، ولا تتعامل مع التغيرات التي تطرأ عليه كأنها غير موجودة، فالحرية الزائدة قد تضعه على أول طريق العلاقات الحميمة والإدمان.