ما ترتيب سورة الأعلى في المصحف الشريف
ما ترتيب سورة الأعلى في المصحف الشريف؟ وما هي أهم مقاصدها؟ وما هو سبب نزولها؟ توجد الكثير من السور القرآنية التي يمكن من خلالها التعرف على الكثير من المقاصد أو القصص التي تفيد الفرد في كل مراحل حياته، لذا يوضح منصة وميض الجواب على ما ترتيب سورة الأعلى في المصحف الشريف، بكل تفاصيله خلال هذه السطور.
ما ترتيب سورة الأعلى في المصحف الشريف
يبلغ عدد سور القرآن الكريم 144 سورة لكل منهم فضل عظيم وأثر كبير حالة الحفظ أو التلاوة على حياة المسلم، أما عن جواب سؤال ما ترتيب سورة الأعلى في المصحف الشريف؟ تكون الإجابة أنه 87 من حيث الترتيب داخل الصحف يقع قبلها سورة الغاشية وبعدها سورة الطارق.
عقب التعرف على جواب سؤال ما ترتيب سورة الأعلى في المصحف الشريف، نذكر ترتيبها من حيث النزول فقد نزلت في المرتبة الثامنة سبقها سورة التكوير وعقبها سورة الليل.
اقرأ أيضًا: لماذا سميت سورة الأعلى بهذا الاسم
سبب تسمية السورة بالأعلى
توجد الكثير من الأسماء التي وردت بها سورة الأعلى بين صفحات السنة النبوية، وهنا نتوجه بالحديث عن سبب تسميتها عبر السطور التالية:
1- سورة الأعلى
هذا الاسم هو الذي اجتمع عليه الكثير من الصحابة وكتاب المصاحف، نظرًا لتفردها بذكر صفة الأعلى لله -عز وجل- دون غيرها من السور القرآنية، كما يمكن أن يكون سبب تسميتها وجود الصفة في بداية السورة كغيرها من السور كالواقعة أو العصر أو غيرها من السور.
2- سبح اسم ربك الأعلى
هذه التسمية ذكرت على لسان النبي –صلى الله عليه وسلم- فقد ورد في حديث عن البراء بن عازب – رضي الله عنه – أنه قال: “ما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة حتى قرأت سوراً فيها: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعلى”، وهذا للدلالة على كون الاسم أحد أسمائها المشهورة.
3- سورة سبح
اختص الله -عز وجل- هذه السورة بذكر فعل الأمر من مادة التسبيح، ولهذا فقد ذكرت في السنة النبوية بهذا الاسم على لسان السيدة عائشة -رضي الله عنها- في الحديث الشريف “أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في الركعة الأولى بسبح اسم ربك الأعلى وفي الثانية قل يا أيها الكافرون وفي الثالثة قل هو الله أحد والمعوذتين” رواه ابن ماجه.
كذلك ذكر الكثير من العلماء هذه السورة بنفس الاسم المستعمل في السنة مثل (البيضاوي – ابن كثير) لكونها اختصت بالافتتاح دون غيرها.
اقرأ أيضًا: تفسير سورة الأعلى للاطفال
تصنيف سورة الأعلى
بجانب ذكر جواب ما ترتيب سورة الأعلى في المصحف الشريف، نتطرق بالحديث عن تصنيف هذه السورة الكريمة من حيث النزول وهل هي مكية أو مدنية عبر سرد النقاط التالية:
- اجتمع الجمهور على نزول سورة الأعلى في مكة، لذا فهي سورة مكية، نظرًا لنزولها في مكة قبل الهجرة.
- الدليل على هذا حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: “ما جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة حتى قَرَأْتُ: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعلى﴾ في سور مثلها”.
- هذا الحديث يوجد به دلالة واضحة على نزول السورة في مكة لكون الصحابي الجليل قد تعلمها أثناء وجوده في مكة مع سورة أخرى.
- عدد آياتها 19 آية بلا خلاف في هذا عند الجمهور.
سبب نزول سورة الأعلى
لا يوجد سبب نزول محدد لسورة الأعلى كغيرها من الكثير من سور القرآن الكريم لما فيها من فضل وبركة عظيمة، لكن يوجد بها أوامر قد تكون من أسباب نزولها، لذا نذكر سبب نزول السورة كما يلي:
- نزلت هذه الآية لحث النبي –صلى الله عليه وسلم- بتنزيه وتوحيد الله -عز وجل- عن كل ما لا يليق بذاته العليا من صفات وأقاويل ترددها قريش على الدوام.
- يعد سبب نزول هذه السورة الكريمة تذكير النبي بألا يتعجل بالقرآن، لأنه لن ينسى الوحي المنزل عليه من الله لخوفه من نسيانه، وهنا طمئنه ربه بعدم حدوث ذلك بعد نزول هذه السورة.
- أمر الرسول – صلى الله عليه وسلم- الصحابة –رضوان الله عليهم– بالصلاة بهذه السورة عقب نزولها لنشر مقاصدها ومعانيها.
اقرأ أيضًا: سبب نزول سورة الأعلى يذهل عقلك من روعته!
مقاصد سورة الأعلى
استكمالاً للحديث عن جواب سؤال ما ترتيب سورة الأعلى في المصحف الشريف، نتطرق بالحديث إلى توضيح المقاصد المرجوة من هذه السورة عبر السطور التالية:
- المعروف عن السور المكية أنها نزلت لبيان قدرة الله وإثبات وحدانية الخالق.
- سورة الأعلى جاءت لتثبت ذلك بالإضافة إلى رفع الذات الإلهية وبيان قدرته في الخلق.
- تدلل على أن الله هو الذي سوى الأنفس وهو الأعلم بسرائرها.
- أمر النبي – صلى الله عليه وسلم- بضرورة التذكير الدائم لأمته لعلها تفيد أحدهم وتهديه.
- حث محمد –صلى الله عليه وسلم- وأمته على كثرة التسبيح للوصول للمراتب العليا من الجنة.
- تنبيه أمة محمد –صلى الله عليه وسلم- أن الدار الآخرة هي الأفضل والأبقى عن الدنيا ومساعيها.
أدلة مقاصد سورة الأعلى من السنة النبوية
بعد أن أجبنا على سؤال ما ترتيب سورة الأعلى في المصحف الشريف؟ هنا نتحدث عن الأدلة التي ورد في السنة النبوية للدلالة على مقاصد هذه السورة، والتي يمكن ذكرها نبر الأحاديث التالية:
- ورد عن عمران بن الحصين -رضي الله عنه- قال: “إنَّ رَسولَ اللهِ -صلى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- صَلَّى الظُّهْرَ، فَجَعَلَ رَجُلٌ يَقْرَأُ خَلْفَهُ بسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعلى، فَلَمَّا انْصَرَفَ قالَ: أيُّكُمْ قَرَأَ، أوْ أيُّكُمُ القَارِئُ، فَقالَ رَجُلٌ أنَا، فَقالَ: قدْ ظَنَنْتُ أنَّ بَعْضَكُمْ خَالَجَنِيهَا”.
فهذا الحديث الشريف به دلالة على حب النبي لهذه السورة، لما يوجد بها من آيات كثيرة للتسبيح، وفرحه الشديد بمن قام بقراءتها.
- سُئلت السيدة عائشة – رضي الله عنها-: “بأيِّ شيءٍ كان يُوترُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالت: كان يقرأُ في الأولى بـ: {سبِّحِ اسمَ ربِّك الأعلى}، وفي الثانيةِ بـ: {قلْ يا أيُّها الكافرونَ}، وفي الثالثةِ بـ: {قلْ هو اللهُ أَحَدٌ} والمعوِّذتَينِ”.
دل هذا الحديث على أن النبي كان يقرأها ويدخلها في صلواته خاصة الوتر منها، لما فيها من فضل وبركة يصلان للعبد عند قراءتها.
- ذكر عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: “قامَ معاذٌ فصلَّى العشاءَ الآخرةَ فطوَّلَ، فقالَ النَّبيُّ – صلى الله عليه وسلم-: أفتَّانٌ يا معاذُ أفتَّانٌ يا معاذُ، أينَ كنتَ عن: {سبِّحِ اسمَ ربِّكَ الأعلى} و{الضُّحى} وَ {إذا السَّماءُ انفطرت}”
هذا الحديث به دلالة على كونها من السور التي كرمها النبي وكان يفضل أن يقوم الصحابي معاذ بن جبل بالصلاة بها، ولهذا عاتبه بعدم قراءتها.
- عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- قال: “إنَّ رسولَ اللَّهِ – صلى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- كانَ يقرأُ في العيدَينِ، ويومِ الجمعةِ بِ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعلى} وَهَلْ {أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}، وربَّما اجتمعا في يومٍ واحدٍ فيقرأُ بِهِما”.
يوجد بهذه السورة الكثير من المقاصد والتنزيه والتمجيد للخالق عز وجل، لذا كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يفضل قراءتها في أوقات اجتماع المسلمين ليلقيها على آذانهم ليتعرفوا على هذه المقاصد الحميدة.
اقرأ أيضًا: سبب نزول سورة الحاقة
فضل سورة الأعلى
نستكمل الحديث عن جواب أحد الأسئلة الهامة وهو ما هو فضل سورة الأعلى عن النبي –صلى الله عليه وسلم- عبر السطور التالية:
- كانت من السور المحببة عند النبي – صلى الله عليه وسلم- حيث كان يفضل أن يوتر بها قبل أن ينام.
- ورد عنه –صلى الله عليه وسلم- أنه كان يحب أن يقرأها هي صلاة (الجمعة – عيد الفطر – عيد الأضحى).
- روى في السنة النبوية عن عُقْبَة لما نزل “فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ” قال- صلى الله عليه وسلم “اجعلوها في ركوعكم” ولما نزل “سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعلى” قال – صلى الله عليه وسلم: “اجعلوها في سجودكم“.
- كان يفضلها النبي – صلى الله عليه وسلم- لما فيها من فضل وعلوم كثيرة يمكن من خلالها الحصول على البركة والسكينة لما فيها من تسبيح كثير.
يوجد بسورة الأعلى الكثير من الرسائل الإلهية للنبي محمد –صلى الله عليه وسلم- ولأمته وللمشركين في كل وقت وحين، فهي عبارة عن عرض لغوي بليغ عن جزء من كلام الله المنزل على نبيه الكريم.