متى نزلت سورة الفتح
متى نزلت سورة الفتح؟ وما سبب نزول تلك السورة الكريمة؟ فإن أمر موعد نزول الآيات والسور القرآنية يرتبط إلى حدٍ كبير بسبب النزول، لذا فليس من الإنصاف أن نذكر وقت نزول سورة الفتح دون أن نوضح لكم سبب نزولها، وستعلمون كل ذلك الآن من خلال منصة وميض.
متى نزلت سورة الفتح
إن إجابة سؤال متى نزلت سورة الفتح تشمل ثلاثة جوانب، ألا وهي الوقت أي التاريخ، الحدث وترتيب النزول، وذلك سيتضح لكم فيما يلي:
- إن سورة الفتح نزلت بشهر ذي القعدة من العام السادس للهجرة.
- نزلت تلك السورة ليلًا بين مكة والمدينة المنورة، وذلك عندما عاد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من صلح الحديبية.
- ترتيب نزول سورة الفتح، فهي نزلت قبل سورة التوبة وبعد سورة الصف.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة الفتح للزواج
معلومات هامة عن سورة الفتح
إن سورة الفتح إحدى السور المدنية بالإجماع، وتتألف من تسعٍ وعشرين آية وخمسمائة وثلاثين كلمة، كما أن ترتيبها في المصحف هو رقم ثمانية وأربعين أي تقع بعد سورة محمد وتأتي بعدها سورة الحجرات، معنى ذلك أنها تقع في الجزء السادس والعشرين والحزب رقم اثنين وخمسين، وذلك في المصحف العثماني.
تبدأ سورة الفتح بقوله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1]، وذكرنا فيما سبق عند الحديث عن وقت نزول سورة الفتح أنها نزلت على الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين مكة والمدينة المنورة وبالتحديد في منطقة يُطلق عليها اسم “كُراع الغميم”.
أما إن أردتم معرفة سبب تسمية سورة الفتح بهذا الاسم، فلن يخفى على أحدكم اشتمالها على لفظ “الفتح” في آياتها، والذي يشير إلى الفتح الذي ناله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمسلمون إثر فتح المناسك بعد أن منع المشركون المسلمين من أدائها.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة الفتح
سبب نزول سورة الفتح
أوضحنا لكم مُسبقًا أنه لا يمكننا أن نجيب لكم عن سؤال متى نزلت سورة الفتح؟ دون أن نكشف عن سبب نزولها، وفيما يلي من نقاط سنعرض تلك الأسباب:
- من أول وأبرز أسباب نزول سورة الفتح هو حدوث صلح الحديبية، حيث نزلت أول آية من تلك السورة ألا وهي: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}، أثناء عودة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من غزو الحديبية كما ذكر كلٍ من مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة.
- كذلك فتلك الآية نزلت عندما منع الكفار المشركون المسلمين من أداء المناسك الدينية بمكة المكرمة مما أثار الحزن الشديد في نفوسهم، وبعد أن تم صلح الحديبية، ونزلت تلك الآية الكريمة، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: “لقد أُنزِلَتْ عليَّ الليلةَ سورةٌ لهي أحَبُّ إلىُّ مما طلعت عليه الشمسُ: إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا“ [رواه عمر بن الخطاب صحيح البخاري].
- قد نزلت الآيات الأولى والثانية: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2)} [الفتح: 1 – 2] بعد إساءة اليهود للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
- كان نزول تلك الآيات إشارة إلى أن الله ـ عز وجل ـ سيغفر لصحابة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسيهديهم للصراط المستقيم.
- عندما طرح الصحابة على الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ سؤلًا ليعلموا بماذا أنعم الله عليهم، فأوضح لهم النبي قول الله تعالى: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا} [الفتح: 5].
- أما عن سبب نزول الآية الرابعة والعشرين من سورة الفتح، قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} [الفتح: 24]، فيرجع إلى حادث تعرض النبي ـ صلى الله عليه وسلم وصحابته إلى هجوم من قِبل ثمانين رجلًا من المشركين أي كفار مكة وذلك كان في جبل التنعيم، ولكن كان الانتصار للنبي الكريم وصحابته.
فضل سورة الفتح
إن سورة الفتح من المثاني، حيث قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ “ أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئِينَ، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلْتُ بالمفَصَّلِ” [رواه واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة صحيح الألباني].
كما أن تلك السورة تعد أحد أحب السور القرآنية إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد وصفها بأنها أحب إليه من الدنيا وما فيها، كذلك فآيات سورة الفتح كانت من أسباب السرور الذي استقر في قلوب المسلمين كما استقر في قلب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة النور للمس
مقاصد سورة الفتح
تعددت مقاصد سورة الفتح وأهدافها، لذلك سنوضحها لكم من خلال ما يلي:
- تعد بداية سورة الفتح تأييد عظيم أنعم به الله ـ عز وجل ـ على رسوله الكريم والمؤمنين.
- سورة الفتح إشارة تسُر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالمغفرة والفتح، كما أنها تُبشر المسلمين المؤمنين بدخول جنان النعيم.
- توضح السورة حسن عاقبة المسلمين بصلح الحديبية، حيث أزال الله الحزن الذي أصاب المؤمنين من قلوبهم الذي حلَّ عليها بسبب عدم أداء الشعائر الدينية.
- تذكر المؤمنين بأن الله ـ عز وجل ـ أنزل عليهم السكينة والطمأنينة في قلوبهم.
- مثلما كانت بشرى للمؤمنين فهي تذكرة للمنافقين الذين هم على نفاقهم مستمرين بأنهم سينالون العقاب في الآخرة بدخول الجحيم وعذابهم فيه.
- تؤكد السورة الكريمة أن تحقق الإيمان في القلوب، وكثرة الخير وتنفيذ أوامر الله وطاعته، كل ذلك يعد من نتائج بعثة النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم.
- تبين سورة الفتح وتؤكد مكانة النبي وكرامته عن الله عز وجل، وذلك لأنه بشره بعدة فتوحات ستأتي بعد صلح الحديبية.
- تم ذكر بيعة الرضوان في سورة الفتح، وهي البيعة التي ناصر فيها الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ المؤمنين.
- كشف حقيقة البيعة التي حدثت يوم الحديبية، وتوضيح أنها مبايعة لله على القتال والاستشهاد في سبيل الله ـ عز وجل ـ، حيث أيد الله تلك البيعة بنصرة المسلمين.
- تضمن السورة ذكر ذوي الأعذار الذين يُسمح لهم بترك القتال، مع رفع الإثم والحرج عليهم.
إن سورة الفتح من السورة العظيمة التي لها أثر طيب في نفس النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمؤمنين، وذلك يرجع إلى الوقت الذي نزلت فيه وسبب النزول.