إلى أين كانت رحلة الشتاء والصيف
إلى أين كانت رحلة الشتاء والصيف؟ وما السورة التي ذكرت فيها؟ فقد يكون هناك العديد من الأحداث والقصص في الدين الإسلامي التي يكون بداخلها الكثير من العبر والمواعظ، وتعتبر هذه القصة من ضمنها، لذلك فلا بد أن يكون كل مسلم على علم بهذه القصة ويستخلص منها الدروس المستفادة، وهذا سيتحقق بالاطلاع على المقال التالي عبر منصة وميض.
إلى أين كانت رحلة الشتاء والصيف
يقول الله تعالى: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} ( سورة قريش ).
ترمز السورة الكريمة إلى تلك الرحلة التي كان يقوم بها قوم قريش وهي رحلات تجارية، فإن رحلة الشتاء كانت إلى بلاد اليمن، ورحلة الصيف كانت إلى بلاد الشام، فإن الله سبحانه وتعالى يمن على أهل قريش بتسهيل التجارة لهم على الرغم من أنهم يشركون به.
ففي تلك الآيات الكريمة يقول الله تعالى أنهم يجهزون نفسهم إلى رحلات الصيف والشتاء من أجل التجارة والحصول على المأكل والمشرب، فيأمرهم بأن يعبدوه، هو الذي بيده أن يمنع عنكم الجوع وينزع من داخلهم الخوف.
اقرأ أيضًا: جماد ذكر بالقرآن الكريم مره كذبه ومره كدليل ومره كعلاج فما هو هذا الشيء
معنى كلمة لإيلاف قريش
هذه السورة الكريمة أنزلت لسبب واضح وهو أمر الكافرين بالعبادة والامتثال وطاعة الله سبحانه وتعالى، وقد جاءت اللام في تلك الكلمة كأداة للتعجب على ما كانوا يألفونه أي يحصلون عليه من هذه الرحلات.
من ثم يعودون إلى بلادهم آمنين سالمين وذلك فقط لأنهم سكان بيت الله الحرام، فإن الله عز وجل يقول تعجبوا لنعمتي عليهم ويأمرهم بعدها بأن يعبدوا رب البيت الحرام الذي كانوا في حمايته.
فإن رب هذا البيت هو الذي أطعمهم في الوقت الذي كانوا جائعين فيه، وآمنهم في الوقت الذي كانوا خائفين فيه.
من الذي سن رحلة الشتاء والصيف؟
بعد أن أجبنا إلى السؤال عن المكان الذي كان يقصده أهل قريش في رحلتي الشتاء والصيف، فعليك معرفة أن من بدأ تلك الرحلات هو هاشم بن عبد مناف جد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقد كان هو أول من جمع الناس من أجل الخروج في رحلات تجارية كل عام، وكان السبب في حدوث العديد من التغييرات في الحالة الاقتصادية لقريش.
اقرأ أيضًا: علاج الصلع الوراثي بالقرآن الكريم
ما سبب قيام رحلة الشتاء والصيف؟
إن معرفة الإجابة عن سؤال ما هو المكان الذي كانت تذهب إليه رحلتي الشتاء والصيف جعلتنا نتعمق في البحث من أجل معرفة سبب خروجهما، وكان السبب في تلك الرحلات أنه كان هناك عادة تقام بين قوم قريش أطلق عليها الاعتفار.
تلك العادة كانت عبارة عن أن رب المنزل الذي لم يستطع أن يوفر طعام لنفسه ولأهل بيته كان يأخذهم إلى مكان معروف في المدينة ويضع فيه خيمة ويبقى في مكانه حتى يموتوا جميعًا من الجوع.
فذات مرة كان هناك رجل من بني مخزوم سيقوم بتلك العادة وبدأ أن ينصب خيمة، ولكن عندما سمع بخبره هاشم بن عبد مناف خطب في القوم وقال:
“إنكم أحدثتم حدثًا تقلون فيه وتكثر العرب، وتذلون فيه وتعز العرب، وأنت أه البيت الحرام والناس لكم نبع ويكاد هذا الاعتفار يأتي عليكم”.
من بعدها بدأ يجمع قومه كل عام حتى يقوم بعمل رحلتين للتجارة وكان ما يربحه الغني عليه أن يتقاسمه مع الفقير حتى أن أصبح الفقير مثل الغني.
رحلات التجارة عند العرب
كما جاء في العديد من التفسيرات أن تلك الرحلات التي كانت تقام من أجل التجارة كانت تحت إدارة 4 من بني عبد مناف وهم:
- هاشم بن عبد مناف فكان يعتبر ملك مكة حينها.
- عبد شمس.
- المطلب.
- نوفل.
فإن هاشم كان هو الذي يدير الرحلة المتوجهة إلى الشام، أما الرحلة التي كانت متوجهة إلى الحبشة فكانت من مسؤولية عبد شمس، أما المطلب فهو الذي كان يتوجه إلى بلاد اليمن، وبلاد فارس كانت من تخصص نوفل.
كما أنهم كان يطلق عليهم أهل بيت الله الحرام، وهذا السبب الذي لم يجعل هناك أي أحد يعترض طريقهم في تلك الرحلات، ولم يكن هناك أية مضايقات من قبل التجار في مختلف البلدان، وذلك في ظل وجود قطاع الطرق.
كان لكل سكان بيت الله الحرام احترامهم وتقديرهم وهذا أدى إلى قدرتهم على تحسين الحالة الاقتصادية ومستوى المعيشة في مكة.
رحلات التجارة كانت مقسمة إلى رحلات تذهب في الصيف وأخرى في الشتاء، وتلك التي كانت في فصل الصيف كان التجار يذهبون فيها للحبشة واليمن لكي يجلبوا العطور وأنواع التوابل المختلفة.
أما بالنسبة لرحلات بلاد فارس والشام فكانوا يجلبون فيها المحاصيل الزراعية المختلفة، والكثير من المواد الغذائية التي كانت متوفرة لديهم.
استمر العرب على هذا الحال كل عام حتى أن نزل الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم، فبعد ذلك نزلت سورة قريش التي كان الله سبحانه وتعالى يأمر فيها أهل قريش بأن يعبدوه.
فهو الذي ييسر لهم رحلتي الشتاء والصيف اللتان كانتا بمثابة حماية لهم من الموت جوعًا، وحتى يثبت لهم أن ما حدث لهم من تغييرات اقتصادية، أو تحولات نحو الأفضل بأمر منه وتحت رعايته وحمايته حتى استطاعوا أن يذهبوا في تلك التجارة دون أن يتعرضوا إلى أذى من أحد.
اقرأ أيضًا: علاج الخوف من الموت بالقرآن الكريم
أسباب نجاح رحلتي الشتاء والصيف
إن هاتين الرحلتين كان لهما أثر كبير في تغير الحالة الاقتصادية في ذلك الحين، ومن الجدير بالذكر أن هناك بعض الأسباب التي كان لها دور في نجاح الرحلتين، وتتمثل هذه الأسباب في النقاط التالية:
- من أبرز الأسباب أن التجارة في حمير كانت متدهورة للغاية نتيجة حدوث غزو من الجيش الحبشي لبلاد اليمن.
- كما أن قريش قامت على تشكيل أحلاف مع القبائل الأخرى حتى تحصل على الأمن والسلامة لتجارتها.
- كذلك لأن قريش كانت متسلمة الزعامة الدينية لأنها مقصد الناس في موسم الحج.
- كما تعتبر المصاهرة والقرابة بين قريش وبعض القبائل الأخرى من العوامل التي أدت إلى نجاح هذه الرحلات.
إن الله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء فهو الذي كان له الفضل الكبير في حدوث رحلات الشتاء والصيف التجارية التي كانت السبب في منع موت الكثير من العرب في هذا الوقت، حيث إنها منعت من القيام بعادة الاعتفار لدى قريش.