دعاء عند نزول المطر للزواج من شخص معين
يرى البعض أن دعاء عند نزول المطر للزواج من شخص معين يعد سببًا من أسباب الزواج فعليًا من شخص محدد تريده الفتاة أو من بنت يريدها الرجل لنفسه، ولكن من المعروف أيضًا أن الزواج رزق ونصيب من عند الله تعالى فكيف يغيره الدعاء؟ هذا ما سوف نتعرف إليه بالتفصيل وبدقة وصحة من خلال منصة وميض.
دعاء عند نزول المطر للزواج من شخص معين
في الواقع لم يرد في السنة النبوية أو حتى في أحاديث السلف أن هناك ما يسمى دعاء عند نزول المطر للزواج من شخص معين، ولا شيء تحت تلك المسميات مثل أدعية للجلب في وقت محدد وما شابه يمل شيئًا من الصحة.
إلا أن ذلك كله لا يمنع البنت أو الشاب من اغتنام ساعة المطر والدعاء إلى الله بأن يرزقه الزوجة الصالحة أو أن يرزقها الزوج الصالح، وخاصةً إذا كان أيًا منهما يميل قلبه للشخص معين ويتمنى أن يكون من نصيبه في الحياة الدنيا ليكمل به نصف دينه.
“اللهم طهّر قلبي واشرح صدري وأسعدني وتقبل صلاتي وجميع طاعاتي، وأجب دعوتي واكشف كربتي وهمي وغمي، واغفر ذنبي وأصلح حالي واجلُ حزني وبيّض وجهي، واجعل الريان بابي والفردوس ثوابي والكوثر شرابي، واجعل لي فيما أحب نصيبا”
إن أي دعاء عند نزول المطر للزواج من شخص معين أو حتى في وقت غير وقت المطر، لا يستجيب الله له إن لم يكن فيه للعبد خيرًا فيه ولكن الإنسان لا يعلم ما يخبأ له الغد وما الذي يحمله المستقبل إليه، وحده الله يطلع على الغيب ويجعل بين الشر وبين عبده حاجزًا لكيلا يمسه سوء.
“اللهم إني عبدك وأنتظر منك فرحًا قريبًا يريح قلبي ويدمع عيني فبشرني، وأسألك الشفاء فعافني، ورحمتك فارحمني، وراحة البال والعتق من النار”
إن الحب أمر جميل جدًا ولقد خلقه الله في هذه الحياة لكي يزينها، ويكسوها بالسعادة والاستقرار والوفاق، وعندما يسيطر الحب على قلوبنا تجاه شخص معين، يصبح لسناننا لا يفتر عن ذكر الله وعن الدعاء له بأن يجمعنا بذلك الشخص على ما يحبه ويرضاه لنفسه ويرتضيه لنا.
“اللهم إني أسألك بعزتك عظمتك وجلالك أن تحقق لي أمنياتي وأمنيات كل من أحبهم، وألا تكسر لي ظهرًا، ولا تصعّب لي حاجة، ولا تعظم عليَّ أمرًا، ولا تحنِ لي قامة، ولا تجعل مصيبتي في ديني ولا تجعل الدنيا أكبر همّي، ولا تكشف لي سترًا ولا سرًا، فإن عصيتك جهرًا فاغفر لي وإن عصيتك سرًا فاسترني، ولا تجعل ابتلائي في جسدي”
اقرأ أيضًا: دعاء مستجاب لهداية الأبناء
دعاء الزواج من شخص نحبه
لا يستحسن أن نقول دعاء عند نزول المطر للزواج من شخص معين وإنما يستحب أن ندعو الله بما نريده في أي وقت، فهل إذا لم ينزل المطر لن نرفع أيدينا إلى الله صوب السماء وندعوه ونطلب منه ما تتمناه أنفسنا، وخاصةً عندما نتمنى أن يجمع الله بيننا وبين شخص نحبه على سنته وسنة رسوله.
“اللّهم إنّا نسألك باسمك العظيم الأعظم، الذي إذا دُعيت به أجبت، وإذا سُئلت به أعطيت، وبأسمائك الحُسنى كلّها ما علمنا منها، وما لم نعلم، أن تستجيب لنا دعواتنا، وتُحقّق رغباتنا، وتقضي حوائجنا، وتفرج كروبنا، وتغفر ذنوبنا وتستـر عيوبنا، وتتوب علينا، وتعافينا، وتعفو عنا وتصلح أهلنا وذرّياتنا، وتطل بعمرنا، وتحسن عاقبتنا، وترحمنا برحمتك الواسعة”
من الضروري جدًا استحضار الهدف المراد إجابته على رأس الأمنيات الكامنة في القلب، وإن الله سميع مجيب على كل حال وهذا ما على كل مؤمن أن يدركه ويقتنع به أيما اقتناع.
“اللهم اغفر لنا وارحمنا، وارضَ عنا، وسامحنا، وتقبّل منا، واعفُ عنا، واكتب لكلّ البشر أن يكونوا من أهل الجنة، وارضَ عن كل خلقك وارحمهم يا رب، وأنزل علينا رحمتك، واجعلنا من أهل الجنة، وانصرنا يا رب العالمين، وافتح علينا فتحًا عظيمًا، وارزقنا الإخلاص، وانصر الإسلام وأعز المسلمين، واسترنا، واحفظنا، واكتب لهذا العام أن يكون عام فتح لنا وخير وبركة”
إن كثرة الاستغفار والتوبة إلى الله والاعتراف بالذنوب والندم عليها أثناء ترديد أي دعاء عند نزول المطر للزواج من شخص معين، يعد أحد أسباب إجابة الدعاء حتى ولو بعد حين وأمد طويل، فإن الله يكافئ عبده التواب الأواب بما يريده قلبه شرط أن يكون فيه الخير له.
“ربِّ أعنِّي ولا تُعِنْ عليَّ، وانصُرني ولا تنصُرْ عليَّ، وامكُر لي ولا تَمكُر عليَّ، واهدِني ويسِّرِ الهدى لي، وانصُرني على من بغَى عليَّ، ربِّ اجعَلني لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مُطيعًا، إليكَ مُخبتًا، إليكَ أوَّاهًا مُنيبًا، ربِّ تقبَّل تَوبَتي، واغسِل حَوبَتي، وأجِب دعوَتي، واهدِ قلبي، وسدِّد لساني، وثبِّت حجَّتي واسلُلْ سَخيمةَ قلبي“
أدعية من القرآن للزواج
بعيدًا عن دعاء عند نزول المطر للزواج من شخص معين، توجد الكثير من الأدعية في القرآن الكريم، كان يرددها أنبياء الله عليهم السلام يمكن للشاب أو الفتاة ترديدها بنية أن يرزقهما الله بصحبة من يريده قلبهم، ومن بين تلك الأدعية القرآنية:
(وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ) [سورة الأنبياء، الآيات 87، 88]
لولا ذلك الدعاء الذي أقر فيه نبي الله يونس عليه السلام بذنبه ورجع إلى الله، لما نجاه من ظلمات البر والبر وظلمات بطن الحوت.
(وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [سورة الأنبياء، الآية 89، 90]
لقد عانى سيدنا زكريا طيلة حياته من الحرمان من نعمة الأبناء والذرية، فتضرع إلى الله بالدعاء وملؤه اليقين أن الله لن يرده خائبًا ولقد استجاب له بالفعل ورزقه بسيدنا يحيى عليه السلام.
(رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ) [سورة هود، الآية رقم 47]
إن الإنسان قبل أن يدعو دعاء عند نزول المطر للزواج من شخص معين، يجب أن يعرف أن الله بيده الخير كله وإن تأخر إجابة دعائه، فإن في ذلك التأخير خير وبركة للعبد، فلا يسأل الله ما ليس له به من علم.
(قُلِ اللَّـهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [سورة آل عمران، الآيات 26، 27]
إن الله قادر على فعل كل تلك المعجزات، فهل يعقل أن نستبعد عنه إجابة دعاء عند نزول المطر للزواج من شخص معين!
(إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) [سورة هود، الآية رقم 56]
هذا الدعاء كان دعاء سيدنا هود عليه السلام، الذي أسلم كل أمره لله تعالى، يقينًا منه بأن الله لن يهيأ له غير الخير.
اقرأ أيضًا: هل الدعاء في المنام يتحقق
شروط إجابة الدعاء
يذكرنا الحديث حول دعاء عند نزول المطر للزواج من شخص معين بآداب الدعاء وشروط إجابته، وإذا ما أراد الشاب أو الفتاة أن يرزقه الله صحبة الزوج أو الزوجة الصالحة في الحياة الدنيا، فعليهما الالتزام بالشروط التي تلزم للدعاء ليكون مجابًا عند الله، وتلك الشروط تتلخص في:
- الرزق والكسب من مصدر حلال.
- رد المظالم أو الحقوق إلى أصحابها.
- التقرب إلى الله بالدعاء في كل الأوقات وليس في توقيت محدد دون غيره.
- الاعتراف بالذنب والندم عليه والتوبة عنه توبة نصوحه أمام الله.
- كثرة الاستغفار.
- البعد عن كل ما نهى الله.
- التقرب من الله بالنوافل.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- عدم مناصرة الباطل.
- عدم تعجل إجابة الدعاء.
- عدم اليأس من رحمة الله.
- دعاء الله وحده لا شريك له بأسمائه الحسنى.
- الدعاء بإيمان وإلحاح وثبات باستخدام أدوات الجزم.
- الخشوع التام للقلب والنفس والعقل وكل ما في الجسد من جوارح أثناء الدعاء.
- عدم تزيين المنكرات وتحليل المحرمات والدعوة إلى المعصية أو الحث والتشجيع عليها أو الاستمرار فيها.
- الوضوء ثم إتيان القبلة أثناء الدعاء.
موانع إجابة الدعاء
كما توجد أسباب أو شروط لإجابة الدعاء، توجد في المقابل مجموعة من الأشياء التي تجعل من الدعاء مردودًا غير مقبول عند الله، وتلك الأمور تتمثل في:
1- أكل الحرام
إذا كان الداعي يعيش حياته على كسب الرزق والمال من أي مصدر غير شرعي أو محرم، يحرمه الله من إجابة أي دعاء له، والدلالة على ذلك هو ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا أيُّها النَّاسُ إنَّ اللَّهَ طيِّبٌ لا يقبلُ إلَّا طيِّبًا ، وإنَّ اللَّهَ أمرَ المؤمنينَ بما أمرَ بِه المرسلينَ فقالَ يَا أيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وقالَ يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ قالَ وذَكرَ الرَّجلَ يُطيلُ السَّفرَ أشعثَ أغبرَ يمدُّ يدَه إلى السَّماءِ يا ربِّ يا ربِّ ومطعمُه حرامٌ ومشربُه حرامٌ وملبسُه حرامٌ وغذِّيَ بالحرامِ فأنَّى يستجابُ لذلِك“
رواه أبو هريرة، وحدثه الألباني، المصدر: صحيح الترمذي، حكم الحديث: حسن الإسناد.
2- تعجل إجابة الدعاء
إن الاستعجال في إجابة الدعاء من قبل العبد يعد ضربًا من ضروب اليأس من رحمة الله وانعدام الثقة واليقين به، والعجل في الإجابة يعد من أبرز مسببات عدم الاستجابة والدليل على ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي”
رواه أبو هريرة، وحدثه البخاري، المصدر: صحيح البخاري، حكم الحديث: صحي الإسناد.
3- فعل المنكرات والنهي عن المعروف
لقد نهى النبي في حياته عن أن ينتهي العبد عن فعل المعروف والدنو من كل ما هو منكر، ولقد عاقب الله من يفعل ذلك بعدم إجابة أي دعاء له، والدليل على ذلك ما رواه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه حيث قال: صال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “والَّذي نفسي بيدِه لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتنهَوُنَّ عن المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللهُ يبعثُ عليكم عذابًا منه ثمَّ تدعونه فلا يستجيبُ لكم”
رواه حذيفة بن اليمان، وحدثه الإمام البخاري، المصدر: الترغيب والترهيب، حكم الحديث: صحيح الإسناد.
اقرأ أيضًا: أفضل دعاء شكر لله على الشفاء قصير مكتوب
4- الدعاء بالشر
من آداب الدعاء ألا يدعو المسلم على نفسه بالشر ولا على المال ولا على الولد، ولا يدعو بقطع الأرحام أو بالشر لغيره أو كان قاطعًا لأهله ولا يصلهم، والدلالة على ذلك هو ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“لا يَزَالُ يُسْتَجَابُ للعبدِ ما لم يَدْعُ بإثمٍ أو قَطِيعةِ رَحِمٍ، ما لم يَسْتَعْجِلْ، يقولُ: قد دَعَوْتُ وقد دَعَوْتُ فلم يُسْتَجَبْ لي، فيَسْتَحْسِرُ عند ذلك، ويَدَعُ الدعاءَ“
رواه أبو هريرة، وحدثه الألباني، المصدر: صحيح الجامع، حكم الحديث: صحيح الإسناد.
دعاء عند نزول المطر للزواج من شخص معين لا يشترط أن يكون في وقت الشتاء ولا يشترط أيضًا أن يكون الدعاء هادفًا إلى شيء محدد، فإن الله طالما كانت أمنيات عبده في تحقيقها خير له، أجابها كلها مهما كثرت.