كيفية المذاكرة الصحيحة وتنظيم الوقت
كيفية المذاكرة الصحيحة وتنظيم الوقت هي مبتغى جميع الطلاب الغير مطبق في الأغلب، فمن منَّا لم يحاول ذات مرة أو عشرات المرات لتنظيم تلك الخطة الخارقة للطبيعة لبدء المذاكرة وإنهاء المقرر الدراسي كله في ليلة واحدة، بالطبع كلنا جربنا ذلك، ولكن وللأسف تتحطم كل تلك الخطط على صخرة اللا منطقية في التنظيم والتقدير الصحيح للوقت، وهو ما نحن بصدد توضيحه اليوم من خلال منصة وميض.
كيفية المذاكرة الصحيحة وتنظيم الوقت
اقترب موعد الامتحان؟ لديك كم لا يمكن استيعابه في تلك الفترة الوجيزة؟ بالطبع تلك الحقيقة، وإلا ما كنت لتبحث لمعرفة كيفية المذاكرة الصحيحة وتنظيم الوقت لتنشئ خطتك العبقرية لإيجاز المقرر الدراسي في تلك الفترة.
على الرغم من عدم منطقيتك في طرح ذلك التساؤل في تلك الفترة ولكننا سنسير معك على نفس المنوال ونبدأ بإعطائك تلك الكبسولات السحرية التي تساعدك على تنظيم وقتك لإعداد جدول دراسي يساعدك على حفظ ماء وجهك في الامتحان ومن ثم في النتيجة النهائية وهو ما نطمح لتحقيقه رغم عدم منطقيته ولكن لنحاول.
إليك فيما يلي مجموعة من الخطوات في حال ما تم الإلمام بها على الوجه الأمثل فيوجد بصيص من الأمل في خلق جدول مذاكرة مميز والأهم من ذلك أن تسير عليه وليس فقط لرسمه وتعليقه على الحائط ليكون الشاهد الوحيد على محاولتك أو سعيك للمذاكرة، فتابع مع يلي واستحضر تركيزك معي:
1- تنظيم الوقت مفتاح كل الأبواب المغلقة
أولى خطوات معرفة كيفية المذاكرة الصحيحة وتنظيم الوقت هي أن تدرك معنى الوقت في حياة الإنسان، صدق أو لا تصدق عزيزي يمكن لتلك الساعة أن تكون فارقة في حياتك كلها بإلمامك لفصل دراسي بالكامل فيها، ويمكن كذلك أن تمضي كما مضى عمرك كله بلا فائدة وبلا هدف.
أما إذا رغبت في بدء الخطوة الأولى بفاعلية إليك الآتي:
- عليك بتجريد وقتك لمعرفة عدد الساعات الحقيقية التي يمكنك استغلالها في المذاكرة، والتي هي كل يومك ما عدا ساعات النوم والأكل ومواعيد الحصص الدراسية وبالطبع لن ننسى مواعيد أوقات الترفيه والتي كانت تأخذ وقتك كله فيما مضى.
- الآن وبعد أن تم تحديد كل ساعة لديك يوميًا خالصة للمذاكرة ابدأ بمراجعة جداول المواد الخاصة بك وتحديد كمية المتراكمات لمعرفة مساحة كل مادة دراسية في جدولك الخاص، ومن ثم ابدأ بتوزيع عدد الساعات اليومية على عدد المواد التي ترغب في مذاكرتها يوميًا مع مراعاة أن تتخلل دقائق الراحة بين كل مادة وما تليها.
- ما تمت صناعتها بالنقطة الماضية تسمى علميًا بالخطة قصيرة المدى لمدة أسبوع واحد، أما الآن أريدك أن تكمل جدولك لباقي الفصل الدراسي حتى تكون على علم بطبيعة كل يوم وما يجب عليك إنجازه به، فإن سارت أيامك بدون هدف يومي يجب عليك إنجازه فسيضع الوقت الآتي كما ضاع الفائت بدون أي إنجاز.
اقرأ أيضًا: دعاء قبل تسليم ورقة الامتحان
2- خلق ظروف ملائمة للمذاكرة
ها نحن ذا ننتقل للخطوة الثانية في طريق معرفتك كيفية المذاكرة الصحيحة وتنظيم الوقت، وهي أن تمهد الظروف المناسبة لتنفيذ ما تم تخطيطه في المرحلة السابقة.
في حقيقة الأمر في تلك المرحلة لن يسعني أن آخذ بيدك لأكثر من ذلك، فلكل منَّا طريقته وأسلوبه الخاص وطقوسه المعتادة في خلق وسط مناسب للمذاكرة، فمنَّا من يحب خلق جو من السكون لا يتخلله صوت النفس الخارج منه حتى، وآخر لا يستطيع المذاكرة إلا في حالة ما كان بجانبه أي مصدر للصوت لجعله أكثر تركيزًا فيما أمامه، فلكلٍ منَّا تركيبته النفسية المختلفة عن الآخر.
لكن ما أستطيع إرشادك له هو ضرورة تحضير كافة مستلزماتك التي تضمن ثباتك على كرسي المذاكرة أطول عدد ساعات ممكنة، ففي حقيقة الأمر أنا لا أفهم تلك الطريقة في المذاكرة التي يتبعها البعض بالقفز من على ذلك الكرسي كل خمس دقائق، وكأن الكرسي يدفعه دفعًا للأعلى لكيلا يبقى عليه أكثر من خمس دقائق.
أحضر جميع مستلزماتك من أقلام وأدوات مناسبة للمادة الدراسية مع إحضار مشروبك الخاص وزجاجة الماء الخاصة بك وحتى لو أردت إحضار بعض المسليات قم بإحضارها، بالطبع عدا وسيلة قضاء حاجتك فستضطر آسفًا أن تقوم من مكانك لقضائها بالمرحاض.
3- اختيار طريقة المذاكرة المناسبة لكل مادة
هنا كذلك سأدع لك مساحة من الحرية لتحديد الطريقة المناسبة لك لكل مادة دراسية، فللمواد الرياضية على سبيل المثال طريقة ووسائل مذاكرة تختلف عن المواد العلمية تختلف عن المواد الأدبية ولكل منها طريقته في إنجاز مهامه، ولكن دعني أعرض عليك بعض الوسائل السريعة التي ستساعدك في المجمل لإنجاز المهمة في أسرع وقت ممكن، وهي كالآتي:
1- تحديد وقت لإنجاز كل مادة
فلنفترض على سبيل المثال كونك ستبدأ بمادة علمية كالكيمياء أو الأحياء، عليك أولًا قبل أي شيء إلزام نفسك بموعد محدد لإنجاز ذلك الباب أو تلك الوحدة الدراسية، والتي لن يحيدك عن تنفيذها إلا كارثة عالمية خارجة عن التوقعات، فلن يأخذ منك ذلك الفرع أو ذلك الباب أو تلك الوحدة أكثر من ساعتين من الزمن لإنجازها على أكمل وجه.
ذلك سيجعلك أكثر تركيزًا وتحديدًا لهدفك، وهو ما سيكون داعمك الأول والأكبر، فعقارب الساعة ستكون هي رعبك الأكبر في أن تنقضي وأنت لم تنجز ما هو مطلوب منك، حينها ستكون أنت من يمنع أية مشتتات في اعتراض طريقك، وستنحيها جانبًا لإنجاز المهمة في الوقت المحدد.
اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الامتحانات
2- تحديد أهداف واقعية
أتذكر حين ذكرتها مازحًا في أول المقال حين قلت إنك ستنجز مقررك الدراسي في ليلة واحدة؟ تمامًا هذا ما أقصده بالأهداف الغير واقعية، عزيزي القارئ لتنزل معي على أرض الواقع وتضع أهداف منطقية تتناسب مع الوقت المقرر لكل منها، كذلك فيجب أن تكون متوافقة مع قدرتك على الاستيعاب التي أنت أدرى الناس بها، كذلك فيجب أن تكون متوافقة مع الطريقة المختارة لإنجاز المهمة.
بنسبة أكثر من 95% من الطلاب يصيبها الإحباط واليأس ومن ثم عدم الالتزام بخطة المذاكرة الموضوعة بسبب ذلك الخطأ الشائع، ألا وهو وضع خطط غير منطقية وفي حال عدم تنفيذها يصيبك الإحباط، وأنت لا تعلم أن العيب ليس فيك ولكن العيب كان في الخطة الموضوعة من الأساس.
3- تقسيم المهام الكبيرة
دعني أختار المصطلح الأنسب لتوضيح مدى أهمية وعظم تلك الخطوة، والتي تعد استراتيجية حقيقة مطبقة في كبرى الشركات العالمية وفي كافة المجالات، كذلك فهي ركيزة أساسية في علم إدارة الأعمال الحديثة، بدأت في استيعاب مدى خطورة تلك الخطوة؟ تعالى لأثبتها لك.
طبيعة النفس البشرية تستثقل كل ما هو كبير ومليء بالتفاصيل، مما يدفعها نفسيًا للبعد عن أداء المهمة من أساس أو تأجيلها أو تأخير تنفيذها، ولكن في حال ما تم تقسيم تلك المهمة الكبيرة ألا وهي المقرر الدراسي الكبير على مهام صغيرة ألا وهي وحدات أو أبواب ومن ثم تقسيم الأبواب إلى دروس صغيرة وفي كل جلسة درس صغير.
هنا ستجد أن المقرر الدراسي ينقضي على أجزاء ومراحل مع مرور الوقت ولن تستثقل المهمة كلها، وستنجز مهمتك بأقل تضييع وقت ممكن وأقل مجهود ممكن.
4- تحديد فترات الراحة
نعم، أسمع صوت التصفيق وأصوات التشجيع من مكاني هذا، فبالطبع هذه هي فترتك المفضلة، في حقيقة الأمر هي ليست فترتك المفضلة وحدك، فسأكون صريح معك هي الفترة المفضلة لكل من ذاق معنى التعب والعمل، سواء في المذاكرة أو العمل أو غيره.
من هنا نستشف أن حلاوة مذاق الراحة نشعر بها بعد التعب والعمل، ليست تلك الراحة التي يعتد بها البعض كأسلوب حياة، نعم أرى ابتسامتك المستترة تلك، ولكن دعني أوضح السبب، فترات الراحة التي تتخلل ساعات المذاكرة تساعدك على استعادة النشاط والتركيز مرة أخرى، فجسدك بطبيعة الحال يحتاج لفترات من الراحة بين الحين والآخر، فاحرص على إعطائه ذلك القدر.
اقرأ أيضًا: كيف أنام بسرعة من غير تفكير
5- التخلص من المشتتات
لعل آخر ما أعرضه عليك بينما أختم حديثي عن كيفية المذاكرة الصحيحة وتنظيم الوقت هي ضرورة التخلص من المشتتات، اعلم تمام العلم بكم المشتتات التي تعاني منها، فقد كنت طالبًا ذات يوم وأعلم تلك النقطة البعيدة في الفراغ الدفين التي تستحق ذلك التأمل والنظر لعدة دقائق أثناء المذاكرة.
كما أعلم ذلك المنظر الكلاسيكي العظيم المرسوم على جدران الحائط الذي يستحق أن يخلد على جدران اللوفر، كذلك أعلم مستقبلك العظيم كرجل أعمال الذي تفكر فيه الآن بينما أنت في منتصف تلك الصفحة الهامة.
بالطبع لن أذكر إشعار الفيس بوك أو الواتس آب الذي يستوجب الرد حالًا وإلا انقلبت موازين العالم وتشتت بعدها كافة علاقاتك الاجتماعية، ألم أقل لك إني مررت بتلك المرحلة من قبل.
لذلك فها أنا آتي لك من المستقبل لتأكيد أن لا شيء في هذا الكون المعقد سيتغير إن لم ترى ذلك الإشعار أو إن لم ترد على تلك الرسالة من الواتس آب، بل على العكس سيسير الكون بشكل أفضل لو أغلقت الواي فاي لمدة ساعتين بينما تنجز مهمة ذلك الفصل الدراسي.
بل على العكس قد يربح العالم طالب متفوق بكلية العلوم بسبب تركيزه لمدة ساعتين في معلومة في غاية الأهمية كانت لتشغله عنها تلك الرسالة عديمة الأهمية، فهي (نظرية تأثير الفراشة)، ابحث عنها لتعرف مدى خطورة تأثيرها فأنا لا أمزح صدقني.
قد يزعجك أسلوبي الذي يبدو متنمر ومستهزئ بينما أعرض لك كيفية المذاكرة الصحيحة وتنظيم الوقت، ولكن اعلم يا بني أن غرضي الأساسي هو أن تفوز بالمعلومة الحقيقة والمغزى مما قلته، فمهما رأيت وسمعت لن يفيدك شيء أكثر من تلك الشهادة العلمية التي يستخف بها الجميع، فهي صحيح تعلق على الحائط، لكن إن لم تعلق هي فتكون أنت من تعلق على الحائط إلى جانب مستقبلك الخالي من الأمل.
أخيرًا اعلم بني أن من سار على الدرب وصل، وأول ما يجب عليك الالتزام به هو تلك الدروس البسيطة والتي إن وضعت لها جدول مذاكرة سليم فاعلم أنك ستضع يومًا ما جدول لحياتك ومستقبلك سليم وستصل إلى مبتغاك.