السيطرة على الغضب في علم النفس
السيطرة على الغضب في علم النفس ينبغي على كل الناس تعلمها، لأن مشاعر الغضب من المشاعر الطبيعية التي يتعرض لها كل البشر.
لكن إظهار الغضب يختلف من شخص إلى آخر على حسب طبيعته وتنشئته الاجتماعية وقدرته على ضبط النفس وغيرها من العوامل الأخرى التي سوف نقدمها عبر موقع وميض.
اقرأ أيضا: طرق لفت الانتباه في علم النفس
الغضب في علم النفس
ينظر علماء النفس إلى الغضب على أنه رد فعل يحدث من الشخص عندما يتعرض لأي تهديد يؤثر على استقرار حياته.
هناك أنواع من الغضب ودرجات مختلفة تختلف على حسب الموقف الذي يؤدي إلى ظهور هذا الانفعال.
أسباب الغضب السريع في علم النفس
يرى علماء النفس أن أسباب الغضب في علم النفس كثيرة جدًا ومنها:
- التعرض للضغوط العائلية والنفسية.
- الإجهاد الزائد.
- كثرة الالتزامات المادية.
- الضغوط الكثيرة التي لا يستطيع الشخص تحملها.
- التعرض للعنف والإساءة.
- الحياة مع أسرة يكثر فيها المشاكل والخلافات.
- الشعور بالرفض أو التهديد أو الخوف من شيء معين.
- عدم الشعور بالأمان.
- الوراثة وعدم قدرة الجسم على تحمل الغضب.
- الإصابة ببعض الاضطرابات نتيجة الإدمان وغيرها.
اقرأ أيضا: حركات اليدين في علم النفس
السيطرة على الغضب في علم النفس
ينصح علماء النفس باتباع طريقة السيطرة على الغضب في علم النفس عند التعرض لأي للغضب وذلك من خلال الآتي:
- في البداية ينبغي الاستغفار والتقرب من الله، لأن العبادة والاستغفار تقلل كثيرًا من مشاعر الغضب وتدخل في النفس الشعور بالراحة والطمأنينة.
- كما ينبغي الابتعاد عن المكان أو الشخص الذي يثير في داخلك الشعور بالغضب.
- في وقت التعرض لنوبة الغضب، لا يجب التحرك بشكل زائد، لأن ذلك يزيد من شعور التوتر ويجعل الغضب يتطور، بل ينبغي محاولة الالتزام بالهدوء بقدر الإمكان.
- بعد أن تكون بمفردك، عليك بمراجعة نفسك ولومها في حالة صدور أي تصرف خاطئ منك، أو كلمات غير لائقة، لعدم تكرار ذلك مرة أخرى.
- لا تأخذ أي قرار في وقت الغضب، لأن القرارات في تلك الفترة تكون متسرعة وخاطئة وقد تعود عليك بنتائج سلبية بعد أن تهدأ.
- لو كان الغضب يحدث بسبب التحدث مع أشخاص يحاولون التقليل من شأنك أو إزعاجك، ينبغي قطع الصلة والتعامل مع هؤلاء الأشخاص وعدم الدخول معهم في نقاشات.
الآثار الإيجابية للغضب
على الرغم من الآثار السلبية الكثيرة للغضب، إلا أنه قد يكون للغضب آثار إيجابية ومنها:
- لو كان الغضب سبب في تحقيق العدالة الاجتماعية ورفع الظلم.
- أو لو كان يعزز مصير الإنسان.
- كذلك في حالة تصحيح بعض السلوكيات الخاطئة.
الآثار الجانبية للغضب
ينبغي أن يعرف كل شخص يتعرض لنوبة الغضب، بأن الغضب يحدث بعض الآثار الجانبية على الجسم وتظهر بعض الأعراض على الشخص الغاضب ومنها:
- تتأثر عضلات الوجه ويظهر شكل الوجع غاضب، حيث تتحرك عضلات الجبين إلى الداخل.
- الشعور بالقوة المفرطة بسبب زيادة مستوى هرمون الأدرينالين في الجسم.
- يتم فقدان السيطرة التفكير بتمعن وحسن تدبير الأمور.
- تدفق الدم بشكل زائد إلى كل أجزاء الجسم.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- بجانب زيادة التعرق.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم بسبب تدفق الدم بشكل زائد.
اقرأ أيضاك الشخصية الحساسة في علم النفس
أنواع الغضب في علم النفس
قسم علماء النفس الغضب إلى عدة أنواع وهي:
1- الغضب المزمن
هذا النوع من الغضب يظهر بسبب التعرض لموقف معين ويظهر على شكل نوبات متصلة من الغضب.
هذا النوع من الغضب يؤدي إلى التعرض لضغط الدم ويتسبب في ضعف الجهاز المناعي وقد يؤدي إلى الإصابة باضطرابات المزاج الحاد أو الاكتئاب.
2- الغضب المتقلب
هذا النوع من الغضب قد يأتي بشكل مفاجئ ويمكن التخلص منه سريعًا من خلال استعمال تقنيات التخلص من الغضب مثل التنفس السريع وغيرها.
3- الغضب الحكمي
هذا الغضب يكون بسبب وقوع حدث معين ويكون معتدل في الشدة ولا قلق من وجوده.
4- الغضب السلبي
هذا الغضب يكون داخل الشخص ويحاول عدم إظهاره أمام الآخرين، بل أنه قد يظهر أمام الناس مرح ومبتسم، بحيث لا يشعر الموجودين فيما إذا كان هذا الشخص يمزح بالفعل أو أنه يكتم غضب.
5- الغضب الانتقامي
هذا الغضب يكون رغبة في الانتقام من شخص معين، يعتمد هذا الغضب على تخريب الممتلكات أو إيذاء بعض الأشخاص.
6- الغضب لأسباب طاغية
هذا النوع من الغضب يظهر عندما يجد الإنسان أنه عاجز بشكل مطلق عن الوصول لهدف معين أو بسبب الشعور بالعجز والإحباط.
7- الغضب البناء
هذا الغضب يعتمد على إصلاح الشخص لعيوب نفسه، بحيث أنه يسعى للتغيير الإيجابي ويكون في الغالب بسبب رفض أفعال خاطئة ومحاولة تصحيح هذه الأخطاء.
8- الغضب اللفظي
هذا الغضب يعتمد على استعمال بعض الألفاظ والشتائم التي تقال عند الشجار، وهذا النوع من الغضب في الغالب ما يجعل صاحبه يندم.
اقرأ أيضا: أسباب الكوابيس في علم النفس
السيطرة على الغضب والانفعالات السلبية
لكل شخص يتعرض لنوبات من الغضب ورغب في السيطرة على الغضب في علم النفس عليه باتباع الآتي:
- في البداية يجب أن يحاول الشخص تهدئة نفسه وأخذ قسط من الراحة أو الاسترخاء بأي طريقة للتخلص من نوبة الغضب.
- كما يفضل عدم الجلوس مع أي شخص في وقت الغضب، حتى لا يزيد الغضب في حدته عند النقاش مع بعض الناس.
- ينبغي التحلي بصحة التسامح والصبر والتفكير بحسن نية في الآخرين، لأن الغضب قد يكون لأسباب لا أساس لها من الصحة.
- كلما كنت هادئ وحليم ومتأني في التفكير وقت الغضب والحكم في الانفعال، كلما ساعد ذلك على التخلص من الغضب بشكل أسرع.
السيطرة على الغضب في الإسلام
تناول الإسلام العديد من القضايا التي يتعرض لها البشر والتي من بينها الغضب، وعلى من يتعرض للغضب القيام بالآتي:
- في البداية ينبغي الاستعادة بالله من الشيطان الرجيم، والدليل على ذلك دلّ على ذلك ما ثبت عن سليمان بن صرد -رضي الله عنه- قال:
(اسْتَبَّ رَجلَانِ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى الله عليه وسلَّمَ ونَحْن عِنْدَه جلوسٌ، وأَحَدهما يَسب صَاحِبَه، مغْضَبًا قَدِ احْمَرَّ وجْهه، فَقالَ النبي صَلَّى الله عليه وسلَّمَ: إنِّي لَأَعْلَم كَلِمَةً، لو قالَهَا لَذَهَبَ عنْه ما يَجِد).
- كذلك قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-:
(اذا غضبَ الرجل فقال أعوذ باللهِ سكنَ غضبه).
- السكوت وعدم الكلام نهائي وقت الغضب وذلك لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
(إذا غَضِبَ أحدكم فلْيسكتْ).
- تغيير الحالة التي يكون عليها المسلم وقت الغضب وذلك لقول رسولنا الحبيب:
(إذا غضبَ أحدكم وهو قائمٌ فلْيجلسْ، فإن ذهبَ عنه الغضب وإلاَّ فلْيَضْطَجِعْ).
- لأن تغير وضعية الإنسان وقت الغضب قد تشغله عن الغضب.
- كما ينبغي تذكر وصية الرسول بعدم الغضب حيث قال:
(أنَّ رَجلًا قالَ للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: أوْصِنِي، قالَ: لا تَغْضَبْ. فَرَدَّدَ مِرَارًا، قالَ: لا تَغْضَبْ).
- تذكر الأجر العظيم الذي يناله المسلم من الله تعالى عندما يستطيع أن يتحكم في غضبه ويكتب غيظه وذلك لقول الله تعالى:
(وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّـه يحِب الْمحْسِنِينَ).
اقرأ أيضا: الاشتياق للحبيب في علم النفس
في النهاية وبعد التعرف على طرق السيطرة على الغضب في علم النفس التي يمكن اتباعها عند التعرض لنوبات الغضب، ننصح أي شخص يتعرض لنوبات الغضب الاعتماد على هذه الطرق للتخلص من نوبات الغضب، خاصة وأن الاستسلام للغضب قد يعرض الإنسان للوقوع في الخطأ ويعود عليه بنتائج وآثار سلبية.