سيرة ذاتية عن موقف مفرح أو محزن
سيرة ذاتية عن موقف مفرح أو محزن نأخذ منها العبر، حيث نواجه العديد من المواقف طوال حياتنا التي تؤثر علينا إما بالسلب أو بالإيجاب خاصةً المواقف التي يفعلها معنا الأهل فإنها تظل محفورة في الذاكرة لا تنسي أبدًا، وفي السطور التالية سوف نعرض سيرة ذاتية عن موقف مفرح أو محزن بالإضافة إلى توضيح دور هذه المواقف في حياة الفرد من خلال منصة وميض.
سيرة ذاتية عن موقف مفرح أو محزن
تتعدد المواقف التي تحدث معنا في الحياة فمنها ما هو حزين ومنها ما هو سعيد حيث إن هناك مواقف تنسي من العقل تمامًا ومواقف أخرى لا يستطيع العقل نسيانها تظل محفورة في الذاكرة مهما بلغ بنا العمر، وفي إطار التعرف على سيرة ذاتية عن موقف مفرح أو محزن فإن ذكريات الطفولة لا تنسى أبدًا.
فهي المرحلة التي عشنا فيها أجمل أيام حياتنا، كنا لا نبالي بالمسؤوليات التي تقع على عاتق والدينا والتي وقعت على عاتقنا الآن، فكان كل ما يشغل عقلنا هو عدم الاستيقاظ مبكرًا من أجل الذهاب إلى المدرسة خاصةً في فصل الشتاء.
قد كانت تعاني أمي كثيرًا مما كنت عليه أيام طفولتي فقد كنت مشاغبًا إلى أقصي حد لا أبالي لأحد، لذلك سوف أقص عليكم سيرتي الذاتية وبعض المواقف التي حدثت معي أثناء طفولتي من خلال السطور الآتية:
أنا عبد الرحمن لدى الآن سبعة وعشرون عامًا صاحب شركة مقاولات في القاهرة الكبرى، لدى أخ شقيق يدعى محمود لقد كنا سويًا في نفس المدرسة وكانت تحبنا أمي كثيرًا، ولكن كانت تحب محمود أكثر مني لأنه متفوق عني في الدراسة، وكنت أنا لا أحب الذهاب إلى المدرسة من الأساس فقد كنت أكره الاستيقاظ مبكرًا.
بالإضافة إلى المشاكل العديدة التي كنت أفعلها في المدرسة مع أقراني والتي كانت تلزم استدعاء ولي أمري على الفور، وما أدراك ما استدعاء ولي الأمر أيام الطفولة فقد كان هذا الأمر يرعبنا كثيرًا نحن الأطفال لأن التوبيخ والضرب وحده لم يكفي بل كان أبي يستخدم معي أسلوب الحبس في الغرفة وعدم اللعب في الشارع مرة أخرى.
على الرغم من عقاب أبي لي في طفولتي عندما أقوم بفعل الأخطاء إلا أن هناك موقف حدث معي حينها محزن في بدايته ولكنه مفرح في نهايته، أتذكر في مرة أثناء أنني كنت ألعب مع أصدقائي لعبة الشايب الذي كان يتم الحكم فيها على الخاسر بأحكام مهينة فقد كنت أنا وأصدقائي نتمتع بذلك الأمر ونفكر كثيرًا في أحكام نحكمها على الخاسر تجعلنا نضحك ونسخر منه في النهاية.
كان أسوأ يوم بالنسبة لي عندما كنت أنا الخاسر وتم الحكم علي بأن أمثل دور الشحات على المارة، وبالفعل قابلت هذا الأمر بمرح شديد فقد كنت أعشق المغامرة وتجربة الأشياء الجديدة مهما كلفني الأمر، ولسوء حظي عندما كنت أمثل هذا الدور رآني أبي وهو عائد من عمله.
وقفت في مكاني لا أعلم ماذا أفعل فقد تعالت دقات قلبي إثر رؤية أبي، فقد كنت أعلم أن العقاب هذه المرة سيكون شديد بالفعل وهذا ما أكده لي نظرات أبي عندما أمرني بالمجيء خلفه إلى المنزل.
وصلنا إلى المنزل وأمرني أبي بالصعود إلى غرفتي ولم يتفوه بكلمة أخرى، توقعت حينها العقاب المعتاد أنه سوف يصرخ في وجهي ويعنفني على ما فعلته ويقوم بحبسي في الغرفة، فقد كنت مجهزًا لذلك ولكني كنت خائف هذه المرة كثيرًا فإن هدوء أبي الذي حدثني به عندما أمرني بالصعود إلى الغرفة كان مريبًا للغاية.
بعد عدة دقائق دخل أبي إلى الغرفة وكان وجهه يعتليه علامات الغضب إلى حد ما ثم سألني بلطف على عكس عادته: لماذا كنت تفعل هذا يا عبد الرحمن؟ جاوبني بصراحة ولا تخف، تعجبت من حديث أبي وأسلوبه معي الكلام فقد كنت لا أتوقع هذا الحديث ولكني قلت له وأنا أرتعد من الخوف: لقد كنت ألعب مع أصدقائي يا أبي وحكيت له تفاصيل اللعبة بالضبط.
ما هي إلا ثواني ووجدت أبي انفجر في الضحك ثم قال لي: اسمع يا بني فإنني كنت أعنفك وأعاقبك عندما ترتكب الأخطاء لأنني أخشى عليك من قسوة هذا الزمان الذي يحتاج إلى الأقوياء الذين يعلمون ماذا يفعلون ويحسبون خطواتهم جيدًا، هذا العالم لا يحتاج إلى الضعفاء الذين يفشلون في أعمالهم وواجباتهم لأنهم بالتالي سيفشلون في مواجهة صعوبات الحياة.
فأنا أريدك أن تكون ناجحًا في حياتك تصل إلى ما تريده لا يصعب عليك شيء لأن النجاح يا بني طريق مليء بالأشواك لا يقوى عليه إلا الأقوياء، والحال الذي رأيتك عليه وأنت تلعب مع أصدقائك كان حال مهين لا يليق برجل قوي مثلك يتطلع لأن يكون ناجحًا ومهمًا في المستقبل، حتى لو كنت تفعل ذلك على سبيل المرح واللعب فلا يجب أن يكون هناك لعبة تُعرض الرجال إلى الإهانة تحت أي ظرف من الظروف.
كنت استمع لأبي وكُلي أذان صاغية لما يقول فإن أول مرة في حياتي أسمع منه مثل هذا الحديث الذي حُفر في قلبي قبل أن يدخل إلى مسامعي، أنهي والدي الحديث ثم قال لي برقة بالغة: أتفهم ما أقول يا بني؟ طأطأت رأسي إلى الأسفل وقلت: نعم أبي، اعتذر عما بدر مني وأعدك ألا أكرر هذا الفعل ثانيًا، أخذني بين ضلوعه ثم قال لي: المهم يا عبد الرحمن أن تكون أدركت ما قصدته.
ظل هذا الموقف الذي مر عليه أكثر من اثنتي عشر عامًا محفورًا في ذاكرتي حتى الآن لم أنسي حديث أبي حينها وحنانه في هذا الموقف على وجه الخصوص الذي علمني أشياء كثيرة في حياتي من أهمها هي عدم قبول الإهانة بأي شكل من الأشكال.
هذا ما جعلني أمتلك أكبر شركة مقاولات في القاهرة ولها عدة فروع في دول الخليج وأنا ابن العشرين، فقد صدق أبي عندما قال إن النجاح طريق ملئ بالأشواك لا يقوى عليه إلا الأقوياء، فكانت هذه سيرة ذاتية عن موقف مفرح أو محزن.
اقرأ أيضًا: قوالب سيرة ذاتية انفوجرافيك مجانية
العلاقة بين الذكريات والحالة النفسية
بعدما ذكرنا سيرة ذاتية عن موقف مفرح أو محزن سوف نذكر الآن العلاقة بين الذكريات والحالة النفسية للفرد حيث تلعب الذكريات دور كبير وهام في حياة الإنسان، فإما أن تقلب حياته رأسًا على عقب وتجعله حزين وأكثر عرضة لمرض الاكتئاب أو تعمل على تحسين الحالة المزاجية وتبعث في نفسه الأمل والتفاؤل.
في الحقيقة يتوقف هذا الأمر على نوع المواقف التي عاشها الفرد في السنوات السابقة وخاصةً في أيام طفولته، فإن الذكريات والمواقف الإيجابية تخلق منه شخص قوي قادر على مواجهة تحديات الحياة ويحقق المزيد من النجاحات في حياته.
على عكس المواقف السلبية بالطبع التي تؤثر في نفسية الفرد وبالتالي تؤثر في أسلوب حياته فتجعله هش نفسيًا متردد غير قادر على اتخاذ قرارات تخص مستقبله بل وعندما يأخذ قرارات تكون خاطئة ويندم عليها، هذه المواقف يكون أغلبها بسبب الأهل والأشخاص المقربين في حياة الفرد عندما كان صغيرًا.
هذه المواقف السلبية تؤدي إلى الأمراض النفسية التي يصاب بها الأشخاص عند كبرهم ويأتي على رأس قائمة الأمراض النفسية مرض الاكتئاب الذي يؤدي بدوره إلى مضاعفات عديدة تكون نهايته الانتحار.
حيث أثبتت الدراسات النفسية أن الأشخاص الذين يمتلكون ذكريات إيجابية في طفولتهم خاصةً من الأهل فإنهم يكونون أبعد عن مرض الاكتئاب بنسبة كبيرة وبالتالي يتلقى الدعم النفسي الذي يحتاجه في سير حياته على أكمل وجه ويكون قادرًا على تحقيق الأهداف بكل سهولة.
اقرأ أيضًا: سيرة ذاتية عن نفسي
مما لا شك فيه أن سيرة ذاتية عن موقف مفرح أو محزن أوضحت العديد من القيم المجتمعية التي ألقت النظر على دور المواقف الإيجابية في حياة الفرد عندما يكبر.