اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضا ولك الحمد إذا رضيت
يُعتبر الثناء على الله بصيغة اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضا ولك الحمد إذا رضيت من أجمل صور الأدعية، فباستخدامه أنت تُسلم أمرك كُله لله وترضى بما يقسمه الله لك حلوه ومره، فالله يعلم الغيب ويعلم ما هو أفضل لنا، فاللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضا ولك الحمد إذا رضيت، وعبر منصة وميض سنُعرفكم على صيغ أُخرى للشكر والحمد.
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضا ولك الحمد إذا رضيت
حمد الله والثناء عليه وشًكر فضله وجميل نعمه في الضراء قبل السراء من أكثر ما يُشكل الفارق بين المُسلم المؤمن حق الإيمان وبين غيره، ومن الواجب علينا كمُسلمين دوام حمد الله وشُكره في كُل الظروف.
فحتى أحلك الفترات وأكثرها ظلامًا يكون فيها الحمد والشكر مُفتاح النجاة، فكر فقط في كم الفترات السيئة التي مررت بها، وتمعن في النعم التي كانت حولك وأغشى تركيزك في المشكلات والأزمات بصرك عنها.
فعندما كُنت في ضائقةٍ مالية كانت صحتك في أفضل حال، وعندما مررت بالوعكة الصحية الأخيرة كان لديك بيتٌ يؤويك وباستطاعتك شراء العلاج الذي حسن من حالتك بفضل الله وحمده، وفي الفترة التي كُنت تُعاني منها نفسيًا وذهنيًا كان أصدقائك وأهلك من حولك وجوارك.
كما أن المرحلة التي تم رفض تقدمك فيها للعمل كُنت فيها قادرًا على السير وصعود سُلم الشركة حتى وإن نزلت حاملًا خيباتك، فأنت تعلم أن غيرك لا يقوى على الحركة، لا يستطيع التنفس دون استخدام أجهزة، ولا يتمكن حتى من الإبصار أو الإنصات، فاللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضا ولك الحمد إذا رضيت.
شُكر الله في السراء والضراء هو عبادة بكل تأكيد، كما أنها من أسمى مراحل الإيمان بالله تبارك اسمه وتعالى جده وصفاته، كما أنه تطبيقٌ لجانبك من الاتفاق الإلهي ووعد الله المشروط بشُكرك، فقد قال خالقنا وبارئنا في عظيم قوله الموجود في كتابه الحكيم:
{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [سورة إبراهيم: الآية رقم 7]، فوعد الله لنا هو زيادة الخير في حال ما كُنا راضين وشاكرين لنعمه وفضله، أما في حال ما لم نكن مؤمنين بكوننا غارقين في النعم فعذاب الله لنا شديد، وعلينا الاختيار بين سبيل الزيادة وسعير الوعيد.
اقرأ أيضًا: دعاء التوبة والرجوع إلى الله مكتوب
أحاديث نبوية عن شُكر الله وحمده
في إرث الهادي البشير محمد ابن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ العديد من الأحاديث الشريفة التي تحثنا على الحمد والرضا، ففي حال ما تمعنت في معاني دُرر المُصطفى وأعملت عقلك وقلبك ليتمكن منك الإيمان ستعلم أن الله يُنعم علينا في كُل خطوةٍ من خطوات حياتنا، ومن أجمل ما جاء من أحاديث ما يلي:
1- تحديث الألباني في صحيح الجامع
ورد على لسان محمد ناصر الدين الألباني أن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه ذكر أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “ما أنعم اللهُ تعالى على عبدٍ نعمةً فقال: الحمدُ للهِ، إلَّا كانَ الذي أعطى، أفضلَ مما أخذَ” [حديث صحيح الجامع]، وفي هذا الحديث صورة من أسمى صور فضل حمد الله وشكره على نعمه، فيقول خير البرية إن شُكر العبد لله يفوق في جماله وحُسنه النعمة التي أنعم الله على عبده بها.
اقرأ أيضًا: دعاء لفك الكرب الشديد
2- رواية النعمان لحديث الشُكر
جاء على لسان الصحابي الجليل النعمان بن البشير رضي الله عنه وأرضاه أن سيد الكونين النبي مُحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “من لم يشكرِ القليلَ لم يشكرِ الكثيرَ، ومن لم يشكرِ الناسَ، لم يشكرِ اللهَ، والتحدُّثُ بنعمةِ اللهِ شكرٌ، وتركُها كفرٌ، والجماعةُ رحمةٌ، والفُرقةُ عذابٌ” [تخريج المسند] هذا الحديث الشريف يحثنا على حمد فضل الله وشكر القليل منه قبل الكثير.
كما أن شُكر الناس من صور التعبير عن الامتنان لله عما آتانا من فضله ونعمه، فمن الضروري أن يكون دُعاء اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضا ولك الحمد إذا رضيت على لسانك بشكلٍ دائم، فالامتناع عن ذكر فضل الله عليك وشُكره سبحانه وتعالى عمن سواه على نعمه من صور الكفر بالنعمة، وحاشا لله أن نكون بالنعمة من الجاحدين.
اقرأ أيضًا: دعاء تكفير الذنوب قبل النوم
3- رواية المُغيرة بلسان البُخاري
جاء في صحيح البُخاري أن المُغيرة بن شعبة رضي الله عنه نقل حديثًا على لسان النبي العدنان خير الأنام صلى الله عليه وسلم قال فيه: “ كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي حتَّى تَرِمَ، أوْ تَنْتَفِخَ قَدَمَاهُ، فيُقَالُ له، فيَقولُ: أفلا أكُونُ عَبْدًا شَكُورًا” [تخريج المسند].
فلك أن تتخيل أن رسول الله عليه أفضل الصلوات وأسمى صور التسليم على الرغم من كونه يضمن جنات النعيم لكونه حبيب الله ونبيه للعالمين إلا أنه لا يُفوت فُرصة لشكر الله وحمده، فكان شفيعنا أعرف الناس بالله وأخشاهم لذا الجلال والإكرام، كما كان أعبدهم له دائم الدعاء ليلًا ونهارًا.
من كثرة شُكر سيدنا مُحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لله كان يُصلي حتى تتورم قدماه وتنتفخ، وعندما سُئِلَ من قِبَلِ أحد الرجال لماذا تقوم بذلك وتُكثر من الصلاة والله غفر لك ما تقدم وما تأخر من ذنبك، فأجابه النبي العدنان بإجابة فاقت في جمالها إدراك البشر، فقد قال ألا أشكر الله على نعمته علي؟
تخيل درجة خشي سيدنا مُحمد من الله العزيز الجبار الذي اصطفاه عن غيره من العالمين ليكون نبيًا ورسولًا وشفيعًا للأُمة إلى يوم الدين، فما لنا ألا نشكر الله ونحمده على جميل نعمه، ونعبده حق عبادته فهل تيقنا من دخول جنان النعيم أم علمنا أن ذنوبنا غُفرت كما أنها لم تكن؟
فاللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضا ولك الحمد إذا رضيت، اللهم إنا نحمدك ونستغفرك ونتوب إليك، اللهم إنا نشكرك ولا نكفرك، اللهم إنا لا نعبد إلا إياك ولا نسجد لسواك، الله يا ذا الجلال والإكرام نسألك أن تزدنا ولا تنقصنا، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، واجعلنا عابدين لك شاكرين فضلك أبد الدهر يا أكرم الأكرمين.
قالت أُم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحمد الله في السراء والضراء، وهو نعم قُدوة نقتدي بها سراج الأُمة المنير، فالحمد لله دائمًا وأبدًا.