من هو النبي الذي كانت معجزته إحياء الموتى
من هو النبي الذي كانت معجزته إحياء الموتى؟ وما هي قصة حياته؟ لكل نبي بعث في بني آدم معجزة خصه الله بها، إلا أن البعض يقف عند قصة وحقيقة النبي الذي كان يحيي الموتى، متسائلين كيف له ذلك والله وحده هو من يحيي ويميت، لذلك سوف نقطع الشك بهذا الأمر اليقين موضحين كل ما يتعلق بهذا الأمر بشيء من الدقة والتفصيل عبر منصة وميض.
من هو النبي الذي كانت معجزته إحياء الموتى
الإجابة عن سؤال من هو النبي الذي كانت معجزته إحياء الموتى تتلخص في السيد المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام، فلقد خصه الله دونًا عن غيره لكي تكون آيته ومن بين معجزاته إحياء الموتى بإذن وأمر من الله سبحانه وتعالى، فهو كلمة من الله وروح منه وهو من أولي العزم من الرسل.
إن الدليل القاطع على ذلك هو قوله الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز
(وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [سورة آل عمران، الآية رقم 49]
اقرأ أيضًا: من هو النبي الذي سيحرر فلسطين
السيدة العذراء عليها السلام
لا يمكن أن نجيب عن سؤال من هو النبي الذي كانت معجزته إحياء الموتى أو نتحدث عن النبي عيسى بوجه عام من دون أن نتطرق إلى الحديث عن أمه البتول، فلا ذكر للسيد المسيح من دون الحديث عن السيدة العذراء عليهما السلام.
كانت السيدة مريم ابنة عمران العذراء عليها السلام ابنة لأبوين صالحين، مات أبوها عمران وكانت أسرتها بالكامل تدين باليهودية، فنذرت والدتها الجنين الذي في رحمها لله من قبل أن تراه، ولما جاء وقت وضعها فوجئت بأنها أنثى إلا أنها أصرت على أن توفي بنذرها لله تعالى.
(إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [سورة آل عمران، الآيات 35: 37]
بعد أن ولدت السيدة مريم تنازع القوم من اليهود حول من الذي يتكفل بتربية السيدة مريم من صغرها، فاستقر الأمر على أن يلقي كل واحد من الحاضرين قلمه، ويختار أحدهم واحدًا من الأقلام بشكل عشوائي، وصاحب القلم هو من تكون له كفالتها.
ألقيت الأقلام وقُلِّبَت ثلاث مرات وكانت القرعة في كل مرة من نصيب نبي الله زكريا عليه السلام وكان زوج خالتها، وكانت الخالة عاقرًا لا تنجب وكان سيدنا زكريا يتوق لِأن يكون له ولدًا فرزقه الله بكفالة مريم لتكون مثل ابنته، وجزاءً له أكرمه فيما بعد بأن تحمل زوجته في النبي يحيى عليه السلام ليكون ابنه من صلبه.
(ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ) [سورة آل عمران، الآية رقم 44]
التبشير بقدوم المسيح
أنبت الله السيدة مريم نباتًا حسنًا وكانت شديدة التدين يحبها الجميع، وما أن أصبحت شابة حتى زارها الوحي ليبشرها بأن الله شرفها بأن تحمل في أحشائها نبيًا من أنبياء الله وكلمة منه ليكون آية للعالمين، فخافت مريم وتعجبت لأنها لم تتزوج أبدًا فكيف تواجه قومها بمسألة الحمل؟ وكيف سيعرف قومها من هو النبي الذي كانت معجزته إحياء الموتى؟
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا) [سورة مريم، الآيات 16: 21]
معجزة ميلاد السيد المسيح
في إطار الإجابة عن سؤال من هو النبي الذي كانت معجزته إحياء الموتى يجدر بنا الإشارة إلى حقيقة هامة، ألا وهي أن مولد سيدنا عيسى ابن مريم لا تختصر معجزاته على ما أتاه الله من معجزات خلال فترة وجوده على هذه الأرض فحسب.
بل كان ميلاد عيسى عليه السلام معجزة قائمة في حد ذاتها، فهو البشر الوحيد الذي حملت فيه أمه من دون أن يمسسها رجل أو تختلط بذكر بأي شكل من الأشكال، ولم ينطق رضيع غيره في مهده وأيامه الأولى في الحياة.
لقد كان حمل السيدة مريم بهذه البذرة الطيبة المباركة حملًا خفيفًا سريعًا لم يأخذ طور النساء في الحمل، وما أن اقترب موعد ولادتها حتى أوحى لها الله بأن تذهب إلى مكان بعيد ونائيٍ لكي تلد فيه كلمة الله عيسى عليه السلام.
عانت السيدة مريم في الوضع كثيرًا إلا أن الله شد من أزرها وقوى من عزيمتها ووفر لها ما تحتاج إليه من الرزق والغذاء وسط الصحراء لكي تضع نور الله وكلمته، ثم أمرها الله بأن ترجع لقومها به وأوصاها بألا تتحدث إلى أحد إذا ما سألها عن هذا الطفل وبألا ترد على اتهاماتهم المشينة في حقها، وتكتفي فقط بالإشارة إلى عيسى الرضيع.
حقق الله معجزته وصدق وعده وأنطق الرضيع في المهد لكي يبرِّأ أمه مما نسبه اليهود إليها من تهمة الزنا، (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا
يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا)
[سورة مريم، الآيات 27: 33]
اقرأ أيضًا: من هو النبي الذي قطع رأسه
حياة المسيح ومعجزاته
استكمالًا لعرض الإجابة عن سؤال من هو النبي الذي كانت معجزته إحياء الموتى، عاش السيد المسيح عليه السلام على الأرض فترة هينة لينة لم يؤذِ حتى من قبل أن ينزل عليه كتاب الإنجيل، فكان مباركًا تحفه الرحمة والنعم أينما حل أو ارتحل، أي مكان وطأته قدميه الشريفتين أحاله عامرًا عن آخره.
بدأت نبوءات السيد المسيح تظهر واحدة تلو الأخرى، ولقد سبق وبشر سيدنا موسى عليه السلام بمولد هذا النبي في بني إسرائيل من بعده لكي يكون من أولي العزم وعلى يده في أخر الزمان يمحى وجود اليهود من على الأرض.
لقد لقب عيسى بين الناس بالمسيح لأنه كان سمح الكف ولمسته شافية مباركة فكان معجزة متحركة على قدمين، كان كلما مسح على رأس طفل يبكي سكت وكلما مسح بيده على شخص مريض يشفى، وإذا مسح بيده على شخص ميت يرجع إلى الحياة مرة أخرى، وهذا هو الأساس في إجابة من هو النبي الذي كانت معجزته إحياء الموتى.
توجس اليهود خيفة من عيسى ومن التفاف الناس من حوله واتهموه بالسحر والشعوذة، ودائمًا ما كانوا يعيرونه بأن أمه حملت به من دون زواج وبأن أمه زانية ولقد أتى عن طريق غير مشروع، بالرغم من أنه نطق في مهده أمامهم إلا أنهم ينكرون ذلك عليه.
عندما أتم المسيح عامه الثلاثين أتاه الله الإنجيل وبدأ يبشر قومه بما أتاه الله به ليبلغ رسالته التي حمله الله إياها، إلا أنهم قابلوها بالسخرية والاستهزاء والسب والقذف والتعدي عليه وعلى أمه وعلى من صدقه واتبعه.
ذات مرة طلب حواريي السيد المسيح بأن يدعو الله أن ينزل عليهم مائدة مباركة من السماء، فلبى عيسى مطلبهم ولم يرده الله خائبًا وأنزل عليهم مائدة محملة بخيرات من عند الله.
(قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ ۖ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ ۖ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَّا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ) [سورة المائدة، الآيات رقم 114، 115]
اشتد التنكيل والاضطهاد من اليهود للنبي عيسى الذي كان هو الجواب الشافي لسؤال من هو النبي الذي كانت معجزته إحياء الموتى وهم يعلمون بذلك، فهرب السيد المسيح مع أمه لفترة من الوقت إلى مصر ثم عاد لفلسطين مرة أخرى.
هل السيد المسيح ميت أم حي في السماء؟
جاهد السيد المسيح كثيرًا لكونه هو الجواب عن سؤال من هو النبي الذي كانت معجزته إحياء الموتى، وحاول كثيرًا أن يهدي قومه ولكنه صدوه وآذوه واعتزموا قتله لأنه خطر عليهم ويهدد سلطانهم وما يدعونه بالباطل.
(فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) [سورة آل عمران، الآيات 52، 53]
قدر الله أقداره وشاء بأن يرفع إليه السيد المسيح لكي ينجيه من شر وخطر اليهود الذين تربصوا به لكي يقتلوه، وكان من بين تلاميذ السيد المسيح شخص يدعى يهوذا الإسخريوطي وكان من أشهر الخونة في تاريخ البشرية على الإطلاق.
لقد وشى يهوذا بالسيد المسيح وأرشد على مكان اختبائه وأصحابه لليهود مقابل دراهم معدودة، فعاقبه الله بأن أبدل شكله وجعله نسخة طبق الأصل من السيد المسيح فأخذه اليهود وصلبوه ظنًا منهم أنه هو عيسى، كذلك أنجى الله عيسى وعاقب من خانه وغدر به.
(إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [سورة آل عمران، الآيات 55: 57]
اقرأ أيضًا: من هو النبي الي قبضت روحه في السماء
السيد المسيح وقيام الساعة
بعد عرض الإجابة المفصلة عن سؤال من هو النبي الذي كانت معجزته إحياء الموتى، من المعروف أن الله رفع السيد المسيح إلى السماء لينجيه من شر وخطر اليهود لأمد طويل،
إلا أنه سوف ينزل مرة أخرى في أخر الزمان لكي يكون نزوله علامة من علامات قيام الساعة، ويحق الله الحق بكلمته عيسى ابن مريم ليمحي أثر اليهود من الأرض ويطهرها منهم، وليكون عليهم حمة وبينة في الدنيا والأخرة.
لقد وردت الأحاديث الكثيرة حول ما يخص نزول السيد المسيح مرة أخرى على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ المَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا. ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَئوا إِنْ شِئْتُمْ: (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ، وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا)
رواه أبو هريرة، وحدثه الألباني، المصدر: صحيح الترمذي، حكم الحديث: صحيح الإسناد.
مما يؤكد على حقيقة أن السيد المسيح له وقت معلوم سوف ينزل فيه لكي يثبت للعالم بأسره، بأنه لم يكن يومًا إلهًا لكي يعبدوه بل هو عبد من الله ورسوله إلى الناس، بالرغم من أنه هو سر إجابة سؤال من هو النبي الذي كانت معجزته إحياء الموتى.
من بين الأحاديث الصحيحة الأخرى التي تؤكد على أن النبي عيسى هو الجواب عن سؤال من هو النبي الذي كانت معجزته إحياء الموتى ونزوله من علامات الساعة، هو ما رواه حذيفة بن أسيد الغفاري حيث قال:
“اطَّلَع النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم علينا ونحن نتَذاكَرُ فقال ما تَذكُرونَ قالوا نَذكُرُ الساعةَ قال إنها لن تَقومَ حتى ترَوا قبلَها عشْرَ آياتٍ فذَكَر الدُّخانَ والدجَّالَ والدابَّةَ وطُلوعَ الشمسِ من مَغرِبِها ونُزولَ عيسى ابنِ مريمَ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم ويَأجوجَ ومَأجوجَ وثلاثَ خُسوفٍ خَسفٌ بالمَشرِقِ وخَسفٌ بالمَغرِبِ وخَسفٌ بجزيرةِ العربِ وآخِرُ ذلك نارٌ تَخرُجُ من اليمَنِ تَطرُدُ الناسَ إلى مَحشَرِهم”
رواه حذيفة بن أسيد الغفاري، وحدثه الإمام مسلم، المصدر: صحيح مسلم
حكم الحديث: صحيح قوي الإسناد
لكون عيسى عليه السلام هو الجواب الأوحد عن سؤال من هو النبي الذي كانت معجزته إحياء الموتى، يجدر بنا الإشارة إلى أن أحداث حياة المسيح المضطربة دارت في بيت لحم بفلسطين، ولقد رفع المسيح وهو في سن الثالثة والثلاثين.