من هو النبي الذي تمنى الموت
من هو النبي الذي تمنى الموت؟ ولماذا تمناه؟ نجد أن هناك عدد كبير من الأشخاص يهتمون بمعرفة المعلومات الدينية المختلفة وحياة الأنبياء، ولذا سنهتم اليوم من خلال منصة وميض بعرض إجابة سؤال من هو النبي الذي تمنى الموت.
من هو النبي الذي تمنى الموت؟
النبي الذي تمنى الموت هو سيدنا يوسف عليه السلام، وهذا الأمر قد تم بعد أن نجاه الله عز وجل من شر إخوته، وبعد فترة التقى بإخوته وهو حاكم لمصر ومن ثمَّ التقى بوالده، وفي هذا الوقت تمنى لو التقى بآبائه الصالحين، فكان في ذلك أمنية واضحة بالموت.
اقرأ أيضًا: من هو جد الرسول وما هي ملامحه الشخصية؟
حكم تمني الموت في الإسلام
في إطار التعرف إلى إجابة سؤال من هو النبي الذي تمنى الموت، نجد أشخاص تتساءل هل تمني الموت حلالًا أم حرامًا فتأتي الإجابة في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول:” لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به، فإنْ كانَ لا بُدَّ مُتَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أحْيِنِي ما كانَتِ الحَياةُ خَيْرًا لِي، وتَوَفَّنِي إذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْرًا لِي” حديث صحيح، رواه أنس بن مالك.
كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث: “لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بقَبْرِ الرَّجُلِ فيَقولُ: يا لَيْتَنِي مَكانَهُ.” حديث صحيح، رواه أبو هريرة رضي الله عنه.
الحالة الوحيدة التي يمكن أن يتمنى الإنسان الموت فيها هي أن يخاف أن يفتن في الدنيا، ويخشى الخروج من الإسلام، وذلك مثلما حدث مع سيدنا يوسف عليه السلام.
الجدير بالذكر أن الدعاء من الأمور الهامة التي يجب على الإنسان أن يحرص عليها، فالدعاء يرفع البلاء ويرزق الإنسان راحة البال والطمأنينة.
النبي يوسف عليه السلام
هناك الكثير من المعلومات عن سيدنا يوسف عليه السلام، وهذه المعلومات تتمثل في الآتي:
- سيدنا يوسف هو ابن سيدنا يعقوب عليه السلام وجده إسحاق عليه السلام.
- والدة سيدنا يوسف تسمى راحيل وهي أحد الأسباط التي ذكرهم الله عز وجل في سورة البقرة.
- سيدنا يوسف كان أحب الأبناء إلى قلب سيدنا يعقوب، وهذا ما تسبب في حقد إخوته عليه، مما جعلهم يلقونه في غيمات الجب.
- ترتيب سيدنا يوسف بين إخوته هو الثاني عشر، وكان أخوه شقيقه من الأب والأم اسمه بنيامين، وباقي إخوته كانوا غير أشقاء.
- المدينة التي ولد بها يوسف اسمها فدام آرام.
- كان سيدنا يوسف شديد الجمال.
- رأى في منامه عندما كان عمره 12 عام الشمس والقمر يسجدون له بالإضافة إلى 11 كوكب، وهذا ما فسره أباه بأنه سيكون نبي الله وإخوته سيسجدون له، وحذره من أن يروي هذا المنام على إخوته.
- قصة سيدنا يوسف عليه السلام هي القصة الوحيدة التي جاءت كاملة في القرآن الكريم.
- تولى سيدنا يوسف منصب عزيز مصر، وكان مسؤولًا عن خزائن الأرض.
اقرأ أيضًا: قبر الرسول في المدينة المنورة
سمات سيدنا يوسف عليه السلام
هناك الكثير من الصفات التي جاءت عن سيدنا يوسف عليه السلام، وهذه الصفات تتمثل في الآتي:
- كان يتسم بإحسانه حيث إن وصفه الله عز وجل بها.
- الحكمة والحسم فكان قادرًا على إدارة البلاد وحصل على منصب عزيز مصر، وكان جديرًا بذلك.
- الذكاء والفطنة فتمكن من الوصول إلى أعلى منصب في البلاد.
- كانت أكثر صفات النبي وضوحًا هي الصبر فقد صبر على البلاء والسجن.
- عزة النفس والعفة، حيث اتضح ذلك عندما أرادت زوجة فرعون مصر أن تراوده عن نفسها وكانت امرأة تتصف بالجمال والجاه والمال ولكنه رفض وخاف من عقاب الله عز وجل.
- الشفافية والتأمل وذلك ما ظهر في رؤياه للأحد عشر كوكبًا والشمس والقمر.
- الجمال الشديد فيذكر أن سيدنا يوسف عليه السلام كان له نصيب من جمال الدنيا بأكملها.
قصة سيدنا يوسف مع إخوته
يذكر أن سيدنا يوسف عليه السلام كان أحب الأولاد إلى قلب أبيه يعقوب، وكان إخوته يغارون منه، ورأى في منامه ذات يوم أن الشمس والقمر وأحد عشر كوكبًا يسجدون له، فروى منامه إلى أبيه، فنصحه أبيه ألا يقص هذه الرؤيا على إخوته حتى لا يكيدون له.
لكن إخوته دبروا له المكيدة وطلبوا من أبيهم أن يخرج معهم سيدنا يوسف في رحلتهم، ولكن قال لهم أبيهم أنه يخاف أن يغفلوا عنه فيأكله الذئب، فوعدوا أبيهم أنهم سيهتمون به ولن يضيعوه، فوافق سيدنا يعقوب على هذا.
أخذوه معهم في رحلتهم واتفقوا على أن يتركوه في الجبل ليأكله الذئب ولكن اقترح عليهم أحد إخوتهم أن يرموه في الجب، وبالفعل فعلوا ذلك، فالتقطه أحد المارين وأخذه معه، وباعوه في السوق فكان لحكمة الله سبحانه وتعالى وتدابيره أن يشتريه حاكم مصر ويربيه في منزله.
في نفس الوقت عاد الأخوة إلى سيدنا يعقوب بقميص سيدنا يوسف وهو ملطخ بدماء الذئب الكاذبة وأخبروه بأن الذئب أكل سيدنا يوسف.
اقرأ أيضًا: متى يموت الإنسان وهو على قيد الحياة
قصة سيدنا يوسف كحاكم
مرت السنوات وعاش سيدنا يوسف في قصر الحاكم، حتى جاء اليوم الذي راودته فيه زوجة الحاكم عن نفسها، ولكنه رفض ذلك خوفًا من الله عز وجل، فكان سيدنا يوسف ذو عفة بالغة، وعندما رأت هذه المرأة رفض سيدنا يوسف لها، أخبرت حاكم مصر ـ زوجها- بأن يوسف هو من أراد الوقوع بها، مما تتسبب في سجن سيدنا يوسف لسنوات طويلة.
خلال سجن سيدنا يوسف وجد اثنين يريدون تفسير رؤياهم ففسر الرؤى لهم وكان أحدهم تفسير رؤيته أنه سيخرج من السجن قريبًا، فطلب منه سيدنا يوسف أنه عندما يخرج يتذكره ويخبر الحاكم بسجنه، ومرت الأيام وطلب حاكم مصر أن يأتي مفسر ليفسر رؤيته، فتذكر الخادم سيدنا يوسف وذهب إلى السجن وأتى به للحاكم.
فسر سيدنا يوسف الرؤيا للحاكم بعد أن عجز جميع المفسرين عن تأويلها، وبناءً على ذلك ولاه حاكم مصر شئون البلاد وبعد موته تولى هو حكم مصر.
جاءت على البلاد فترة عصيبة وكان الطعام شحيح فلا يأخذون طعامًا إلا من سوق محدد عند حاكم مصر (سيدنا يوسف وقتها) فذهب الإخوة إلى هذا السوق فعرفهم سيدنا يوسف ولكنهم لم يعرفوه فهم يعتقدون أنهم تخلصوا منه منذ زمن.
طلب سيدنا يوسف من إخوته أن يتركوا أخيهم حتى يحصلوا على الطعام الذي يريدونه، ولكنهم خافوا من والدهم فهو لم يعد يأمن لهم بعد أن أضاعوا يوسف قديمًا، ولكن سيدنا يوسف أصر على ذلك فتركوه وعادوا لأبيهم.
عند عودة الأبناء لسيدنا يعقوب – وكانت عينيه ابيضت من كثرة البكاء على سيدنا يوسف – فقال إنه يشم رائحة يوسف، فبلغوه الأبناء بأن حاكم مصر طلب منهم أن يتركوا أخيهم مقابل أن يحصلوا على الطعام، وأخذوا سيدنا يعقوب وعادوا إلى السوق ليتأكد من ذلك، في هذا الوقت التقى يوسف بأبيه وإخوته، وتحققت رؤياه.
سيدنا يوسف هو النبي الذي تمنى الموت، وتعتبر قصة سيدنا يوسف هي القصة الكاملة التي ذكرت عن نبي في القرآن الكريم، والجدير بالذكر أن المرأة التي تمنت الموت هي السيدة مريم عليها السلام.