متى كانت ليلة الإسراء والمعراج
متى كانت ليلة الإسراء والمعراج؟ وما هي قصتها؟ فقد تكون هذه الواقعة من المعجزات التي منحها الله إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فإنها من الوقائع المذكورة في القرآن الكريم ويومها له فضل عظيم عن الله سبحانه وتعالى، فمن خلال منصة وميض سوف نتعرف إلى قصة حدوثها وتاريخها.
متى كانت ليلة الإسراء والمعراج؟
من الجدير بالذكر أنه ليس هناك اختلاف على حدوث الإسراء والمعراج، ولكن كان هناك الكثير من الأقاويل بين العلماء حول وقت حدوثها.
فالبعض منهم أشار إلى أنها حدثت قبل البعض وتلك الآراء كانت شاذة، لكن أغلب العلماء أشاروا إلى وقوعها بعد البعثة، ولم يحدد بالضبط تاريخ حدوثها، وجاءت أقوال العلماء والفقهاء على النحو التالي:
- قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بعام في 27 من ربيع الأول، وهذا ما جاء به الإمام النووي.
- كما قيل إنها حدثت في شهر رجب، وكان من مؤيدي هذا الرأي مقاتل.
- كما أشار البعض إلى أنها حدثت في شهر شوال قبل هجرة النبي بسنة وخمسة أشهر، وقيل أيضًا إنها كانت في رمضان.
اقرأ أيضًا: متى بعث الرسول وكم كان عمره
آراء العلماء حول تاريخ الإسراء والمعراج
يعتبر هذا الحدث من أهم الأحداث في تاريخ الدين الإسلامي مما جعل كبار العلماء ينظرون فيه ويتفقهون في تاريخ حدوثه، وقد جاءت أقوالهم على النحو التالي:
1- رأي الشيخ ابن تيمية
أشار رحمه الله إلى فضل تلك الليلة ومقامها وتميزها عن غيرها من الليالي مثل ليلة القدر، وقد أكد على أن الصحابة لم يذكروا ليلة القدر ولم يخصصونها، مما جعل هناك جهل باليوم الذي حدثت فيه.
2- رأي الشيخ الألباني
أكد على أن الأسلاف لم يكونوا يحتفلون بهذه الليلة مثلما يفعل الناس مؤخرًا، ولكن في يوم محدد في شهر رجب أو غيره من الشهور يتخذونه كعيد بإحياء هذا الحدث، ولم يتم معرفة التاريخ الصحيح لهذا اليوم.
3- رأي الشيخ ابن باز
أوضح أنه لا يوجد حديث شريف يدل على موعد حدوث الإسراء والمعراج، ولا يمكن تحديد اليوم وتخصيصه لعدم ذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم من قبل.
4- رأي الشيخ ابن عثيمين
قال إن الناس يزعمون أن ليلة الإسراء كانت في يوم 27 من شهر رجب، ولكن هذا لم يتم إثباته تاريخيًا، لذلك فإن هذا القول باطل.
قصة الإسراء والمعراج
انطلاقًا من الإجابة عن سؤال متى كانت ليلة الإسراء والمعراج؟ فمن الضروري أن نكون على دراية بقصة حدوث هذه المعجزة العظيمة، فعلى كل مسلم أن يتفقه في قدرة الله سبحانه وتعالى وعظمته.
كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أم هانئ، ثم جاء إليه جبريل عليه السلام ومعه ملكين، ثم شق صدره لكي يغسل قلبه بماء زمزم، وفي هذه المرأة رأى الرسول صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته الحقيقة.
ركب النبي برفقة سيدنا جبريل عليه السلام دابة البراق وذهبا به إلى بيت المقدس، بعدها أقام النبي الصلاة وكان يؤم كل الأنبياء، من ثم عرج إلى السماوات، وفي كل سماء كان يرى نبي من الأنبياء السابقين.
كما كان يلاقوه الملائكة وهم ضاحكين له، إلى أن وصل لسدرة المنتهى وأصبح بين أيدي الله عز وجل، وفي هذا اليوم فرض على المسلمين الصلاة، وبدأت بخمسين فرض في اليوم، وظل النبي يطلب من الله التخفيف على أمته إلى أن وصلت 5 صلوات فقط.
رأى النبي الكثير من نعيم الجنة، والكثير من عذاب النار، ثم أعاده جبريل عليه السلام إلى مكة المكرمة.
اقرأ أيضًا: لماذا لقب أبو بكر الصديق بالصديق
سبب واقعة الإسراء والمعراج
تعرض النبي صلى الله عليه وسلم إلى إعراض وهجوم شديد عندما بدأ الدعوة الإسلامية، فأثناء ما كان يعانيه النبي صلى الله عليه وسلم من أذى، وأثناء ما كان يتحمل من ألم وحزن من كل الأشخاص الذين يحيطون به.
جعل الله تلك الرحلة لكي تسري عن قلبه، فإنها كانت تحمل بشرى وأمارات عديدة تساعده في إثبات قوله عن الدين الإسلامي، وعن وجود الله جل وعلى.
فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الرحلة العظيمة الكثير من الدلالات التي تعبر عن قدرة الله سبحانه وتعالى.
فرأى الأنبياء والملائكة واستطاع أن يعرف ما سوف يحدث لكل من المؤمنين والمشركين، فإن هذه الرحلة زادت اليقين لديه بدعوته.
اقرأ أيضًا: متى كانت رحلة الإسراء والمعراج
الإسراء والمعراج في القرآن
إن سؤال متى كانت ليلة الإسراء والمعراج؟ جعل هناك تساؤلات عن ذكر هذه المعجزة في القرآن الكريم، فمن الجدير بالذكر أن هناك أكثر من آية كريمة ذكر فيها هذه المعجزة العظيمة وفيما يلي سوف نستعرض تلك الآيات:
- }سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ{ ] الإسراء: 1[.
ففي تلك الآية يحدثنا الله سبحانه وتعالى عن إظهار قدرته للنبي صلى الله عليه وسلم في الإسراء به من المسجد الحرام إلى الأقصى.
- }وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى* عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى* عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى* إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى* ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى* لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى{ ] النجم: 13-18[.
في هذه الآية الكريمة كان يحدثنا الله عن رحلة المعراج التي بدأت من المسجد الأقصى إلى سدرة المنتهى في أعلى السماوات بين يدي الله سبحانه وتعالى.
ففي تلك الرحلة رأى النبي كل عجائب قدرة الله سبحانه وتعالى وما سوف يراه المؤمنين من نعيم، وما سوف يلقاه الكافرين من عذاب أليم.
إن التعرف إلى أمور الدين من أهم ما يجب على المسلم فعله، وإن رحلة الإسراء والمعراج من أهم الأحداث الدينية التي لا بد على كل مسلم التفقه فيها، ولكن من الجدير بالذكر أنها غير محددة التاريخ.