ما الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر
ما الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر؟ وهل يخلد المشرك بالله في النار؟ يختلف الشرك الأكبر عن الشرك الأصغر في كثير من الأمور والأفعال التي من الممكن أن يقوم بها العبد دون علمه، فعلى كل مسلم معرفة ما هو الفرق بينهما وأيًا منهم يُخَلِد صاحبه في النار الشرك الأكبر أم الأصغر فإذا كنت مهتمًا بمعرفة ما هو الفرق بين الشرك الأصغر والشرك الأكبر يجب عليك متابعة هذا الموضوع من خلال منصة وميض.
ما الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر
يوجد الكثير من الفروق بين الشرك الأصغر والأكبر والتي يتوجب على المسلم التعرف عليها حتى لا يغضب الله، وهذا ما سوف نتعرف عليه من خلال الفقرات الآتية:
أولًا: الشرك الأكبر
إن الشرك الأكبر من أسوأ الأمور التي يفعلها المسلم تجاه ذاته حيث إنه يعتبر خروج عن الملة لأنه يتنافى مع أصل التوحيد بالله والإيمان بأنه لا يتساوى معه شيء في المكانة، كما توجد أنواع عدة من الشرك الأكبر تختلف باختلاف كيفية الشرك بالله، وهي تتمثل في النقاط التالية:
- يعتبر هذا الشرك من الأمور التي لا يقبل الله المسلم الميت بها، حيث يعتبر من الكافرين والعياذ بالله إلا إذا تاب إلى الله توبة نصوحة قبل موته لا يرجع بها إلى الشرك مرة أخرى.
- يفسد الشرك الأكبر الأعمال حيث إنها لا تقبل من الله مما كان عددها أو حتى أدائها بخشوع تام أو كثرة الصدقات مما يعنى عدم الزيادة في الحسنات.
- يعد المشرك بالله شرك أكبر من الذين ظلموا أنفسهم في الدنيا والآخرة فبشركهم سيخلدون مع الكافرين في النار لا يخرجون منها أبدًا.
على أن للشرك الأكبر عدة أنواع كما أشرنا سلفًا سنذكرها فيما يلي:
1- الشرك بالربوبية
في إطار الإجابة على سؤال ما الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر؟ نذكر أن هذا الشرك هو انساب كل مظاهر الربانية إلى غير الله وهي الأمور التي يختص بها الله دون غيره أو نفياها عن الله وعدم التصديق بكونه هو الفاعل المتصرف في كل أمور الحياة، ونوعيه:
- شرك التعطيل: يقصد به نفي كل المظاهر الربانية مثل: خلق جميع الكائنات الحية مثل: الجن والبشر والحيوانات وغيرها من الكائنات أو الموت والأحياء أو تدبير كل الأمور من حولنا.
- شرك تمثيل: هو أن يصدق الشخص أن هناك إله غير الله معه ونسبه لبعض أو كل الأمور الربانية التي يختص بها الله وحده، أو نسب كل المظاهر الربانية لغير الله.
اقرأ أيضًا: كم مرة هدمت الكعبة وعلى يد من؟
2- شرك جماعة الصائبة
يتمثل اعتقادهم في أن الكواكب التي تدور في الأفلاك هي المسير الأول لأمور الحياة من خلق البشر والكائنات الحية أو إنبات الزوع والأشجار وغيرها من المظاهر الربانية.
3- شرك الألوهية
بعدما تطرقنا إلى سؤال ما الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر؟ يجب معرفة أن شرك الألوهية من أنواع الشرك الأكبر وهو أن يعبد الإنسان إله آخر بمثل عبادته لله أو بعباداته كلها، توجد له عدة أنواع تتمثل فيما يلي:
- شرك الخوف: يقصد به خوف الإنسان بشكل كبير من شخص آخر أو التصديق بأنه سيستطيع نفعه أو ضره بدون الله، وذلك ما نفاه الله -عز وجل- في الآية الكريمة: (فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ).
- شرك الرجاء: يقصد بهذا الشرك أن يقوم الإنسان بالدعاء لشخص آخر مع الله أو أن يدعوه بدون الله كأن يطلب منه الرزق أو الزواج أو غيره، توجد تلك الأفعال في مصر في بعض المناطق الشعبية كالدعاء عند مسجد الحسين وطلب العون منه.
- شرك المحبة: حب إله آخر غير الله وقد ذكرت آية في القرآن تتحدث عن هذا الأمر وهي (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ) أو المساواة في الحب بين الله وبين إله آخر، وذلك يتمثل في قوله سبحانه: (إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ).
4- الشرك في اسم من أسماء الله أو صفة
في سياق سؤال ما الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر؟ نشير إلى أن هذا النوع يقصد به الشرك في صفات الله وتشبيهها بصفة عند الشر أو أن يتم التشبيه بين اسم من أسماء الله باسم من أسماء البشر، كما أن يقول أحدهم إن الله يد أو رجل مثل البشر.
كذلك أن نزول الله إلى السماء الدنيا يشبه نزول البشر، أو أن يتخذ أحدًا ما اسم من أسماء الله أو جزء منه ويسميه باسم آلهة له، مثل أن يُقال العُزة فهي في أصلها اسم من أسماء الله هو العزيز.
اقرأ أيضًا: فوائد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
ثانيًا: الشرك الأصغر
استكمالًا لسؤال ما الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر؟ ننتقل إلى الشق الثاني وهو الشرك الأصغر والذي يعد أقل في الدرجة من الشرك الأكبر حيث إنه لا يُخرج الإنسان عن الملة وتوجد له العديد من الأنواع تتمثل في النقاط التالية:
- يتنافى الشرك الأصغر مع أساليب التوحيد بالله.
- يغفر الله تعالى الشرك الأصغر للإنسان إذا تاب عليه في حياته إما إذا مات وهو مشرك بالله شرك أصغر فهو بذلك تحت مشيئة الله إذا أراد تعذيبه بدخوله النار أدخله، أما إذا أراد أن يغفر له ويدخله الجنة أدخله.
- لا يفسد الشرك الأصغر الأعمال التي يقوم بها الإنسان لوجه الله بل إذا زادت حسنات الشخص الشرك عن سيئاته فهو بذلك سيدخل الجنة.
- لا يخلد المشرك بالله شرك أصغر في النار ولكنه من الممكن أن يعذب بها لفترة.
1- ارتكاب الرياء
بعدما تعرفنا على ما الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر؟ نذكر أن الرياء هو أداء العبادات أو إخراج الصدقات مع عدم إخلاص النية لله وحده أو محاولة الظهور بمظهر الشخص الذي يتقي الله ولكنه في الحقيقة لا يفعل ذلك بل يحاول إثبات ذلك للمحيطين به، وذلك الفعل لا يخرج من الدين الإسلامي كالشرك الأكبر، ولكنه ينقص من أجر تلك الطاعة أو يمحو أجرها كله إذا غلب هذا الإحساس على الشخص.
حيث إن الله لا يعطي ثواب الطاعة إلا إذا كانت خالصة له وحده فقط، والرياء أن يخرج شخص ما صدقة للمحتاجين لوجه الله تعالى وفي أثناء إعطائه الصدقة يحاول أن يظهر ذلك للناس حتى يقولوا إنه شخص يكثر إخراج الصداقات.
يثبت صحة ذلك قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إذا جمعَ اللَّهُ النَّاسَ يومَ القيامةِ ليَومٍ لا رَيبَ فيهِ، نادى مُنادٍ: مِن كانَ أشرَكَ في عَملٍ عملَهُ للَّهِ أحدًا فليطلب ثوابَهُ من عندِ غيرِ اللَّهِ فإنَّ اللَّهَ أَغنى الشُّرَكاءِ عنِ الشِّركِ).
2- سب الزمان
من خلال الحديث عما الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر؟ نشير إلى أن سب الزمان من أنواع الشرك الأصغر ويقصد به سباب العبد للأيام والشهور والسنين مع المعرفة الكاملة أن الله سبحانه هو من يخلقهم ويسيرهم كيفما يشاء، يضر من يشاء في ذلك اليوم وينفع من يشاء به، كقول أحدهم (كان يوم أسود يوم أن جئت للدنيا) أو أن يقول (ذلك اليوم من أسوأ الأيام التي مرت بي في حياتي).
3- الحلفان بغير الله
يعتبر من الشرك الأصغر حيث أمرنا الرسول ألا نحلف بغير الله مثل: أن نحلف بالرسول أو برحمة الأب أو الأم أو بالمصحف الشريف وغيره من الحلفان بأمور غير الله، والدليل على ذلك قول النبي -عليه الصلاة والسلام- في حديث صحيح: (من حلف بغيرِ اللهِ فقد كفرَ أو أشركَ).
4- صفة التشاؤم
يقصد بالشرك الأصغر عن طريق التشاؤم أن يقوم الإنسان بعقد النية لأمر ما ولكن يحدث بعض الأمور السيئة له بعد هذه النية، فيعتقد أن هذا الأمر لن يتم كما رغب به أو أنه سيفسد مثل: أن يمرض أو أن يصاب بأي مكروه، كما قال الرسول: (مَنْ ردَّتْهُ الطِيَرَةُ عن حاجتِهِ فقدْ أشرَكَ، قالوا: يا رسولَ الله وما كفارَةُ ذلِكَ؟ قال: يقولُ: اللهمَّ لا طيرَ إلَّا طيرُكَ، ولَا خيرَ إلَّا خيرُكَ، ولَا إلهَ غيرُكَ).
5- سقية الأرض بالنجوم
يرجع الاعتقاد أن النجوم والكواكب هي من تنزل المطر من اعتقادات أهل الجاهلية القدماء حيث إنهم كان ينسبون نزول أي مطر على الأرض إلى النجوم والكواكب، الأمر الذي نفاه الرسول ونهى عن الاعتقاد به، من خلال قوله:
(أَرْبَعٌ في أُمَّتي مِن أمْرِ الجاهِلِيَّةِ، لا يَتْرُكُونَهُنَّ: الفَخْرُ في الأحْسابِ، والطَّعْنُ في الأنْسابِ، والاسْتِسْقاءُ بالنُّجُومِ، والنِّياحَةُ).
6- صفة التكبر
المقصود بالتكبر هو التعالي على الناس أو الإحساس بالأفضلية عليهم أو في بعض الأحيان الاستهزاء بهم أو بملابسهم ويعد ذلك من أسوأ الأمور التي تؤدي إلى الشرك الأصغر، وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
(لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ قالَ رَجُلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ونَعْلُهُ حَسَنَةً، قالَ: إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْطُ النَّاسِ).
7- جعل شخص ندًا مع الله
لا يجب على الإنسان أن ينسب فضل أي أمر يحدث في حياته إلى غير الله حتى لو أنسبه لشخص ما مع الله، مثل قول (لولا أنت ما حدث ذلك) أو (قول لولا عمل الأب ما أكلنا أو شربنا)، ويثبت ذلك تفسير ابن عباس للآية الكريمة: (فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ).
اقرأ أيضًا: اسرار سورة يس مجربة
8- قول ما شاء الله وشئت
تعتبر هذه المقولة من الأمور التي تؤدي إلى الشرك الأصغر حيث إنه كان يوجد رجل مع الرسول وقال له ما شاء الله وشئت أنت، فاستنكر الرسول ذلك كثيرًا، وقال له: (أجعلتني للهِ نداً؟ قلْ: ما شاءَ اللهُ وحدَه).
يجب على كل مسلم معرفة أمور دينه بشكل سليم حتى لا ينجرف تبعًا لقول الجاهلية أو المشركين بالله أو الفرق التي لا تعرف للإيمان منهاجًا صحيحًا.