الترتيب الصحيح لدورة حياة شجرة التفاح
ما هو الترتيب الصحيح لدورة حياة شجرة التفاح؟ وكيف يمكن العناية بأشجار التفاح؟ هذه الأسئلة ليست مهمة بالنسبة إلى المزارعين فقط، بل هي مهمة جدًا للأشخاص الذين يميلون إلى احتراف زراعة النباتات والعناية بها، لذا سوف نقدم الأجوبة الوافية عنها بشيء من الدقة من خلال منصة وميض، لكي يتثنى للجميع من فهم كل ما يتعلق بهذا الأمر.
الترتيب الصحيح لدورة حياة شجرة التفاح
لكل شيء في هذه الأرض دورة حياة خاصة به، تبدأ بكونه مجرد بذرة ثم تسير دائرة الحياة في طور معين ومحدد لها، حتى يصبح الكيان أو الشيء الماثل أمامنا في طوره النهائي من النمو، وبما في ذلك الأشجار وخاصةً شجرة التفاح التي تسير دورة حياتها وفقًا للمراحل الآتية:
1- المرحلة الأولى: تفتح البراعم
إن المرحلة الأولى من الترتيب الصحيح لدورة حياة شجرة التفاح هي انفتاح براعم التفاح، فبمجرد انتهاء فصل الشتاء ولحاق شهر الربيع به، تخرج شجار التفاح من طور السكون لكي تشرع البراعم الورقية في التفتح.
حيث إن البرعم في بادئ الأمر يأخذ شكل نسيج ذو لون فضي، بعدها يبدأ الطرف الأخضر للوريقة في الظهور، وبعد مرور بضعة أيام تبدأ براعم الزهرة المنغلقة في الظهور.
اقرأ أيضًا: أسماء النباتات البرية بالصور
2- المرحلة الثانية: نمو الأزهار
بعد أن تنمو براعم الأزهار تبدأ بعدها تلك الأزهار في الانفتاح في عناقيد، وأول زهرة تتفتح يطلق عليها اسم النوار الملك، وتلك هي التي تمنح أكبر ثمار التفاح في الحجم فيما بعد، وزهرة شجر التفاح تتألف من الأجزاء التالية:
- السبلات: وهي مكونة من أوراق عددها خمسة ذات لون أخضر تحف الزهرة وتأخذ شكل الكأس.
- البتلات: هي عبارة عن أوراق ذات لون أحمر تتميز برائحتها العطرة التي تجذب إليها النحل لكي يلقح الأنظار.
- السداة: السداة يمكن تعريفها على أنها العضو الذكري في الزهرة، قوامها الذي تتألف منه هو الخيط والمتك.
- المدقة: هي عضو الأنوثة في الزهرة وتكون مؤلَّفة من القلم والميسم والمبيض، الذي يتضمن خمس حجرات وفي كل حجرة منهم بويضتين.
3- المرحلة الثالثة: مرحلة التلقيح والإخصاب
تتميز أشجار التفاح بأنها من ضمن فئة النباتات التي لا تبدو عليها ظاهرة التوافق الذاتي، والسبب وراء ذلك هو أنها من أنواع الأشجار التي لا تقبل حبوب اللقاح التي تنتجها الشجرة ذاتها.
إنما يجب أن يحدث تلقيحًا خلطيًا، وهذا هو السبب الرئيسي في عدم حدوث التلقيح إلا بوجود إحدى أنواع الحشرات مثل النحل، الذي يعمل على نقل حبوب اللقاح من العضو الذكري في شجرة التفاح إلى الأعضاء الأنثوية لشجرة تفاح أخرى.
بمجرد أن تصول حبوب اللقاح إلى العضو الأنثوي في شجرة التفاح يبدأ أنبوب اللقاح في التكون، وهو يستمر في التمدد حتى يبلغ مبيض الزهرة، ثم تتحرك الخلية المذكرة من خلال الأنبوب لكي يتم تخصيب البويضة، لكي تتحول هذه البويضة المخصبة إلى بذرة في النهاية.
4- المرحلة الرابعة: تكون ثمار شجرة التفاح
عقب إتمام عملية الإخصاب يبدأ المبيض في التطور لكي يكون الثمرة، بحيث يشكل الجدار الخارجي للمبيض الجزء اللحمي من الثمرة، أما بالنسبة إلى الجدار الداخلي من المبيض فهو يمثل لب أو قلب التفاحة الذي يحيط بالزهور.
يعمد المزارعون خلال هذه الفترة إلى استعمال بعض أنواع المواد الكيماوية في هيئة رذاذ، والهدف من ذلك هو التخلص من الثمار التي تأخذ شكل العنقود في نموها، لكي يتم التخفيف ومنح فرصة أكبر لسائر الثمار لكي تنمو بطريقة سليمة.
5- المرحلة الخامسة: نضج ثمار التفاح
تبدأ ثمار التفاح في النضج خلال فصل الخريف، ثم تتوقف الأشجار عن مدها الغذاء لكي تبدأ في تخزين السكر بنفسها لتزيد حلاوتها، ومع الوقت تبدأ الشعيرات التي تغطي الثمار في التلاشي، بعدها يتحول لونها ليأخذ اللون الأخضر، ثم يتغير ليصبح أحمر وتكون جاهزة للجني.
اقرأ أيضًا: مراحل نمو شجرة التين
خطوات زراعة شجر التفاح
تعرفنا إلى الترتيب الصحيح لدورة حياة شجرة التفاح، ويدفعنا هذا إلى التعريف بالطريقة التي يتم من خلالها زراعة شجر التفاح من الأساس، وهذا يتم وفقًا لخطوات محددة تسير على النحو التالي:
1- اختيار شتلة مناسبة
يتم ذلك عن طريق انتقاء النوع المراد زراعته من الأشجار والتفاح هنا هو المقصود، بعدها يجب التأكد من صحة الشتلة وهذا يقترن بعمر الشتلة الذي يجب أن يكون متراوحًا فيما بين عام واحد إلى عامين.
كما ويجب ألا يقل ارتفاعها أو طولها عن متر واحد على الأقل، كما ويشترط أن تكون لها ما لا يقل عن رأس واحدة وأربعة فروع متينة موزعة الأوراق.
2- تجهيز الأرض
يتم تحضير أو تجهيز الأرض عن طريق إزالة الأعشاب الضارة، ثم تقليب الأرض بعمق من ستين إلى سبعين سنتيمتر، بعدها تضاف الأسمدة العضوية إلى التربة، ثم يتم حرث الأرض بعمق خمس وعشرين إلى ثلاثين سنتيمتر، ولكن من الأفضل أن يتم تجهيز الأرض خلال نهاية فصل الصيف أو نهاية فصل الخريف.
3- تقسيم الأرض
يتم تقسم الأرض الزراعية وفقًا لنوع الشجرة المراد زراعتها، كما ويتم اختيار المسافات فيما بينها، ولكن مع مراعاة إذا ما كان سوف يتم زراعة نوع واحد من الأشجار فقط في الأرض أو أكثر من نوع.
4- زراعة الشتلة
تتم زراعة الشتلة في الوقت الذي يطلق عليه اسم الركود النباتي، وتلك الفترة هي التي تقع فيما بين شهر أكتوبر وحتى شهر فبراير، ولزراعة الشتلة يجب اتباع الخطوات التالية:
- يوضع الطين على الجذور قبل البدء في زراعة الشتلة، لمساعدته على الوصول إلى التربة والاتصال بها، مع ضرورة اقتصاص الجذور الغير سليمة أو المنكسرة.
- يتم حفر حفرة بعمق عشرين إلى أربعين سنتيمتر لكي يتم وضع الشتلة في داخلها، بحيث يكون الطعم الخاص بالشتلة على ارتفاع خمسة أو عشرة سنتيمترات فوق سطح الأرض وفي عكس اتجاه الريح.
- تغمر الحفرة بأكملها بالتراب شرط ألا يكون التراب مضغوطًا.
- يتم وضع بعض الدعامات لا يقل طولها عن متر ونصف تقريبًا في اتجاه الريح، ويتم ربطها مع جذع الشتلة على مبعدة خمسة سنتيمترات.
- تتم سقاية الشتلة بمقدار خمسة إلى عشرة لترات من الماء، ولا يوضع لها السماد لمدة ستة أشهر.
كيفية العناية بشجر التفاح
بمجرد أن تنمو شجرة التفاح لا يجب التوقف عن رعايتها والعمد إلى إهمالها، والاعتناء بها بعد إتمامها الترتيب الصحيح لدورة شجرة التفاح يتم من خلال الآتي:
1- التقليم
يجب تقليم أغصان الشجرة بصفة مستمرة لكي يتكون هيكل الشجرة، كما ويجب إزالة الأغصان المتشابكة التي تعوق وصول الضوء إلى بقية الشجرة، بالإضافة إلى ضرورة تقصير الفروع الطويلة.
2- التسميد
سوف تبقى الشجرة في حاجة مستمرة إلى الكثير من أنواع العناصر التي لا يمكن أن تحصل عليها من خلال التربة دائمًا، وهنا يجب تسميدها من خلال إضافة السماد العضوي المتخمر إلى التربة، كما ويجب أولًا التأكد من مدى قابلية هذا السماد إلى الذوبان في الماء، وليس من الصحيح الإفراط في كمية السماد عند التسميد.
اقرأ أيضًا: نباتات تمتص ملوحة التربة
3- التعشيب
يجب إزالة الأعشاب الضارة من محيط الشجرة لأنها تنافسها في الغذاء والماء، وفي حال استمرت في الظهور بشكل متكرر يجب استخدام مبيد للأعشاب.
من خلال التعرف إلى الترتيب الصحيح لدورة حياة شجرة التفاح، يجب الإشارة إلى ضرورة انتقاء الوقت المناسب لزراعة شجر التفاح ما بين الشتاء والربيع لتجنب فساد الزرع.