قصائد عن السيدة زينب مكتوبة
لا يعرف كثير من المسلمين من السنة بالذات أن قصائد عن السيدة زينب مكتوبة لا يقصد بها القصائد التي نظمت في السيدة زينب بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، بل تلك التي سطرت في زينب بنت علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء، وسوف نعرض من خلال منصة وميض أجمل هذه القصائد معرفين من لا يعلم من تكون السيدة زينب من هي.
قصائد عن السيدة زينب مكتوبة
إذا بدأنا عرض قصائد عن السيدة زينب مكتوبة فإن هذا العرض لن ينتهي، فأي كلام عن إحدى بنات النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أو حفيداته يحتاج إلى فصول ضخمة ومجلدات عملاقة، فلكل منهم دورها التاريخي في حياة والدها وجدها، ولقد تفنن الكثير من الشعراء بالتغني لبنات وحفيدات الرسول رضي الله عنهن جميعًا، ومن بين أجمل هذه القصائد:
1- قصيدة نسميها زينب
هذه القصيدة من مؤلفات الشاعر السيد عدنان الحمامي العراقي الجنسية، لقب هذا الشاعر باسم شاعر أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول في رائعته الشعرية عن مولد السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهما:
“نُسمِّيـهـا بـزيـنـبَ قـــال طَـــهَ بــذا أمَــــرَ الإلــــهُ وجَـلَّ أمْرا
وأحنى المُصطفى فَرِحاً يناغي ولــيــدةَ حــيــدرٍ والــكــلُّ سُــرَّا
ولم تُحْسِنْ سوى البَسَماتِ رَدَّاً ولـكـنْ كـانت البَـسَـماتُ شِـعْرا
وجــاء الــرُّوحُ والأمـلاكُ جـمعاً يزفُّ لأحـمدَ المـخـتـارِ بُـشـرى
أيا خيرَ البرايا الـكونُ أضحى يضاهي سِحرُهُ الأسحارَ سِحرا
وفـي الجـنَّـاتِ زغــردةٌ وعـيـدٌ تـنــاثــرَ رَوضُـها وَرداً وزَهـرا
أتـيـتُ أزفُّ تهـنـئـةَ التَّـهـاني فَـرَبِّي زادني في القَدْرِ قَدْرا
إلـيـكَ اللهُ حمَّـلَـنـي سـلامــاً يَبُثُّ شَذَاه في الأرواحِ بِشْرا
مُبـاركٌ اسمُهـا طابـت وطبتُـم وطـــاب ولـيُّـكُـم دنيــا وأُخرى
بمـولـدِ زيـنـبَ الـحـوراءِ يحـلـو لأهـــل وَلائـها الـصَّلواتُ جَهرا“
اقرأ أيضًا: أسئلة دينية ومعلومات مفيدة
2- قصيدة وليدة الفجر
قصيدة وليدة الفجر هي واحدة من أشعار أحمد الدر العاملي وهو منشد وشاعر عراقي الجنسية، ولقد نظم هذه القصيدة احتفالًا بمولد السيدة زينب رضي الله عنها وقال فيها:
“أضاءتْ فاستحالَ الليـلُ فَجْـرا وَتَـــمَّ هـــلالُ ذاك الـفَـجْــرِ بـدْرا
وطافَ المسـكُ حـولَ المهـدِ راجٍ إذا ابتسمت تفيضُ عليهِ عِطرا
أدارتْ طَرْفَـهـا فَرَأت شُـمـوساً عَـلَتْ بَسَمـاتُهـا خــــدَّاً وثغــرا
وراحت تَسمعُ الهَمَساتِ تسري ستحيـى فـي جبين الدهرِ فَخْرا
نُسمِّيـهـا بـزيـنـبَ قـــال طَـــهَ بــذا أمَــــرَ الإلــــهُ وجَـلَّ أمْرا
وأحنى المُصطفى فَرِحاً يناغي ولــيــدةَ حــيــدرٍ والــكــلُّ سُــرَّا
ولم تُحْسِنْ سوى البَسَماتِ رَدَّاً ولـكـنْ كـانت البَـسَـماتُ شِـعْرا
وجــاء الــرُّوحُ والأمـلاكُ جـمعاً يزفُّ لأحـمدَ المـخـتـارِ بُـشـرى“
3- قصيدة قائدة الثورة
الشاعر العراقي عمار جبار خضير الشيعي المذهب تناول في قصيدته عن السيدة زينب حفيدة الرسول صلى الله عليه وسلم، دورها القيادي في الثورة التي أشعلها الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قبل استشهاده في معركة كربلاء، فقال عنها في قصيدته:
“هي أكملت بعد الحسين طريقه واستبسلت والظالمون تهيبوا
لاقوا بها داعي الرسالةِ صادعٌ وصداه يقرعُ طيشهم ويؤدبُوا
توعدوا بالقتل خشية أنها للمسلمين ندائها يتسربُ
للجاهلين الغافلين بأمرهم راحت تفندُ حكمهم وتُكذِبُ
فُضِحت أميةُ في بلاغة زينبٍ وغدا يزيدُ بنارها يتعذبُ“
4- قصيدة زينب الكبرى
نظمت هذه القصيدة من قبل الشاعر العراقي جعفر النقدي، وهي عبارة عن ملخص يسرد حياة السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب من زوجته فاطمة الزهراء رضي الله عنهم جميعًا، ومن بين أجمل أبيات هذه القصيدة:
“هي رَبّةُ القَدرِ الرفيعِ رَبيبةُ الخِدرِ المنيعِ وعِصمةُ المستَعصِمِ
مَنْ في أبيها اللهُ شَرّفَ بيتَه وبجَدّها شَرَفُ الحطيمِ وزَمزَمِ
مَنْ بيتُ نشأتِها بهِ نشأ الهدى وبهِ الهداية للصراطِ الأقومِ
ضُربَت مَضاربُ عِزّها فوقَ السُها وسَمَتْ فضائلُها سُموّ المرزمِ
فَضلٌ كشمسِ الأفقِ ضاءَ فلو يشأ أعداؤها كتمانَه لم يُكتَمِ
كانت مَهابتُها مَهابةَ جدّها خيرِ البريّةِ والرسولِ الأعظمِ
كانت بلاغتُها بلاغةُ حيدرِ ال كرّار إن تَخطب وإن تتكلّمِ
قد شابَهَت خيرَ النساءِ بهَديها ووقارِها وتُقىً وحُسنِ تكرّمِ
ومُقيمةَ الأسحارِ في مِحرابها تَدعو وفي الليلِ البَهيمِ المُظلمِ
زَهِدَت بدُنياها وطيبِ نَعيمِها طلَباً لمرضاتِ الكريمِ المُنعمِ
وتَجرّعت رَنقَ الحياةِ وكابَدَت مِن دَهرها عيشاً مريرَ المطعمِ
فأثابها ربُّ السماء كرامةً فيها سوى أمثالها لم يُكرمِ
فلَها كما للشافعينَ شفاعةٌ يومَ الجزاءِ بها نجاةُ المجرمِ“
اقرأ أيضًا: كم كان عمر خديجة عندما تزوجها الرسول
نبذة عن السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب
يدفعنا عرض قصائد عن السيدة زينب مكتوبة إلى ذكر نبذة ملخصة عن حياتها الكريمة رضي الله عنها وأرضاها، السيدة زينب هي ابنة الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخر الخلفاء الراشدين وواحد من العشرة المبشرين بالجنة.
وهي ابنته من السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنه وهي بنت النبي، أما عن جدتها لأمها فهي السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، لقبت السيدة زينب باسم الحوراء ولقد ولدت في المدينة المنورة في العام السادس للهجرة النبوية وبالتحديد في الخامس من شهر جمادى الأولى.
وكانت شقيقة للإمام الحسن والإمام الحسين سيدا شباب الجنة رضي الله عنهما، ولقد لعبت السيدة زينب دورًا تاريخيًا بارزًا جعل من يوم مولدها وذكرى وفاتها أمرًا بالغ الأهمية عند المسلمين الشيعة بالأخص أكثر من المسلمين من أهل السنة.
ذلك لدورها في معركة كربلاء التي كانت ختامًا للثورة التي أشعلها الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما، لكي يطالب بحقه الشرعي والدنيوي في الخلافة من بعد أبيه الذي قتل غدرًا وضاعت الخلافة من بعده هدرًا.
كانت زينب في حياتها زوجة لابن عمها عبد الله بن جعفر بن علي بن أبي طالب ولقد أنجبت منه ثلاثة أولاد وبنت وهم عليّ وعباس وعون الذي قتل مع خاله الحسين يوم كربلاء ثم كان لديها ابنة واحدة وهي أم كلثوم.
بمجرد أن استشهد الحسين في معركة كربلاء تولت هي قيادة مسيرة الثورة الحسينية لتوضح للعالم الإسلامي آنذاك مبادئ هذه الثورة وأبعادها وأهدافها التي تركز على نصرة دين الله ورد الحقوق إلى أصحابها.
أحداث معركة كربلاء
أما عن أحداث الثورة فلقد شهدت خروج الإمام الحسين مع عدد من أصحابه من أجل قتال يزيد بن معاوية بن أبي سفيان وكانت أخته زينب برفقته، ودارت أحداث المعركة التي أسفرت عن مقتل الحسين بن علي يوم عاشوراء ورأت بأم عينها مقتل أبناء بني هاشم ومقتل أولادها وكانت أجسادهم ملقاة أمامها ممثل بها مشوهة ممزقة بفعل السيوف القاطعة.
من حولهم النساء الثكالى والأرامل ومعهم أطفالهم الصغار الذين يبكون شدة العطش والجوع وهول المنظر المحيط بهم والتعدي على حرمة السيدات من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنها وأمام كل ذلك وقفت وصدمت وتقدمت برباطة جأش تصبر من حولها وتشد من أزرهم لتستكمل ما بدأه أوها الحسين ومن قبله الحسن.
لقد تم سبي السيدة زينب ومن معها على يد عبيد الله بن زياد الذي كان في قرارة نفسه كافرًا غير مؤمن برسالة النبي صلى الله عليه وسلم وساعد في مقتل الحسين وتشريد آل بين الرسول.
لقد أخرجها هي والسيدات الأخريات في قافلة إلى الكوفة وقامت وخطبت في الناس وهي على مشارفها قائلة “أتبكون فلا سكنت العبرة ولا هدأت الرنة، وقد أشارت إلى الناس بأنهم هم المسؤولون عن قتل الحسين فقالت: “ويلكم أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم؟ وأي عهد نكثتم؟”
اقرأ أيضًا: كم كان عمر فاطمة الزهراء عند وفاتها
العهد الأخير بالسيدة زينب بنت علي
ثم دار بينها وبين عبيد الله حوارًا طويلًا ملؤه الشماتة والفرحة فيما صارت إليه السيدة الحوراء وآل بيت النبي، وقال لها في غلظة بعد سب وشتم وإهانة “لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك“
هنا تأثرت السيدة زينب رضي الله عنها وبكت وردت عليه قائلة “يا ابن زياد، حسبك ما ارتكبت منا، لقد قتلت كهلي، وقطعت فرعي، واجتثثت أصلي، وابحت حريمنا، وسبيت نساءنا وذرارينا، فإن كان ذلك للاشتفاء فقد اشتفيت“
على إثر تلك الكلمات الحارقة قرر عبيد الله بن زياد أن يفك أسر السيدة زينب ومن معها من آل البيت، وبمرور الأعوام توفيت السيدة زينب رضي الله عنها ولم يتفق المؤرخين على تحديد عام وفاتها، إلا أن فريق كبير منهم يرجح أنها ماتت في العام الثاني والستين من الهجرة النبوية.
إلا أن أجمل قصائد عن السيدة زينب مكتوبة لا تزال تردد حتى هذه الساعة، فتلك الشخصية الإسلامية العظيمة لها وزنها في التاريخ الإسلامي عند كل من المسلمين والشيعة، إلا أن الشيعة يولون اهتمامًا أكبر من أهل السنة لهذه القضية، ويحتفلون بعيد مولدها كل عام كما ويحيون ذكرى وفاتها وسط تمثيل الأحداث المأسوية التي عانتها هذه الشخصية العظيمة.
أي قصائد عن السيدة زينب مكتوبة أو ملقاة بشكل شفهي مهما كثرت سوف تبقى قليلة، لا تكفي ولا توفي هذه الشخصية الإسلامية حقها بين سطور وصفحات التاريخ وفي نفوس المسلمين جميعًا من سنة وشيعة.