حكم الصلاة على الميت في المقبرة بعد الدفن
حكم الصلاة على الميت في المقبرة بعد الدفن من الأحكام الدينية التي يجب أن يتعرف عليها المسلم، كونه من الممكن أن يتعرض لذلك الموقف في يوم من الأيام، حيث لا يدرك صلاة الجنازة ولا يدري ما الذي من الممكن أن يفعله، لذا ومن خلال منصة وميض سوف نتعرف على حكم إقامة صلاة الجنازة على الميت في قبره.
حكم الصلاة على الميت في المقبرة بعد الدفن
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي هريرة:
“أنَّ رجلًا أسودَ أو امرأةً سوداءَ كان يقمُّ المسجدَ فمات فسأل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنه فقالوا مات قال أفلا كنتم آذنتُموني به دُلُّوني على قبرِه أو قال قبرِها فأتَى قبرَه فصلَّى عليه“.
ففي الحديث أكبر دلالة أنه من الممكن أن يقوم المسلم بالصلاة على قبر أخيه المسلم إن لم يدركه الوقت للحاق بصلاة الجنازة، على أن يكون جاهز للصلاة عليه عند القبر.
كذلك بعد أن يفرغ من الصلاة عليه أن يدعو له الله كثيرًا أن يثبته عند السؤال وأن يؤنس وحشته، ويردد دائمًا ” إنا لله وإنا إليه راجعون”.
اقرأ أيضًا: زيارة القبور وهل يشعر بها الميت
موانع الصلاة على القبر بعد الدفن
بعد أن تعرفنا على حكم الصلاة على الميت في المقبرة بعد الدفن نجد أنه هناك بعض الحالات التي يمنع فيها المرء من الصلاة على المسلم في قبره، والتي تتمثل فيما يلي:
1- أن يكون المرء كافرًا
الصلاة ركن من أركان الإسلام، ولا يجب أن يقوم بها غير المسلم، فإن تجمع أهل المتوفى من أجل الصلاة عليه في القبر كونهم لم يؤدوا صلاة الجنازة لأي سبب ما، فإنه في تلك الحالة عليهم استبعاد الكافر، حتى وإن كان الأمر محرجًا بالنسبة إليه أو إلى من سيقوم بقول ذلك له.
فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة الحج، الآية رقم 32:
“ ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ“.
لذا على المسلم دائمًا أن يعظم من أمر دينه، وألا يترك المجال لأي من الطوائف الأخرى الاستهانة به وإقامة أي من شعائره وهم ليسوا من أهله.
اقرأ أيضًا: هل يجوز قراءة الفاتحة على الميت
2- أن يكون المرء جنبًا
في سياق التعرف على حكم الصلاة على الميت في المقبرة بعد الدفن، علينا أن نعرف أن موانع الصلاة المتعارف عليها من شأنها أن تكون موانع لصلاة الرجل أو المرأة على قبر المتوفي، فالحلال أمر معروف وكذلك المحرمات.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” الحَلَالُ بَيِّنٌ، والحَرَامُ بَيِّنٌ، وبيْنَهُما مُشَبَّهَاتٌ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ، ومَن وقَعَ في الشُّبُهَاتِ: كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أنْ يُوَاقِعَهُ، ألَا وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألَا إنَّ حِمَى اللَّهِ في أرْضِهِ مَحَارِمُهُ، ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً: إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألَا وهي القَلْبُ” صحيح رواه النعمان بن البشير.
فإن كان الرجل أو المرأة يحتاجون إلى الاغتسال من الجنابة، فإنهم حتمًا لا يمكنهم أن يقوموا بتلك الصلاة، إلا أن يقوموا بالتطهر، سواء من خلال الاغتسال على النحو الشرعي الذي أمرنا به ديننا الحنيف، أو من خلال التيمم، فقد قال الله عز وجل في محكم التنزيل في سورة المائدة الآية رقم:
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ“.
3- أن يكون الشخص ثملًا
بعد أن تعرفنا على حكم الصلاة على الميت في المقبرة بعد الدفن، نجد أن وجود الشخص في المقابر من شأنه أن يكون سببًا في عظته وخوفه من الله عز وجل، وأن يعد العدة من أجل ذلك اليوم، فإن رسول الله صلى الله عليه قد أفضى إلينا بأنه هناك عذاب في القبر.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية عبد الله بن عباس:
” مَرَّ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ علَى قَبْرَيْنِ فقالَ: أما إنَّهُما لَيُعَذَّبانِ وما يُعَذَّبانِ في كَبِيرٍ، أمَّا أحَدُهُما فَكانَ يَمْشِي بالنَّمِيمَةِ، وأَمَّا الآخَرُ فَكانَ لا يَسْتَتِرُ مِن بَوْلِهِ، قالَ فَدَعا بعَسِيبٍ رَطْبٍ فَشَقَّهُ باثْنَيْنِ ثُمَّ غَرَسَ علَى هذا واحِدًا وعلَى هذا واحِدًا، ثُمَّ قالَ: لَعَلَّهُ أنْ يُخَفَّفُ عنْهما ما لَمْ يَيْبَسا. وفي رواية: وكانَ الآخَرُ لا يَسْتَنْزِهُ عَنِ البَوْلِ، أوْ مِنَ البَوْلِ” (صحيح).
إذا فإنه لا يجوز أن يكون الشخص ثملًا وسكرانًا ويذهب إلى الصلاة على المتوفى في قبره، ففي تلك الحالة تكون صلاته باطلة، فقد قال الله تعالى في محكم التنزيل في سورة النساء الآية رقم 43:
“ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا“.
لذا إن رأى المسلم أنه قد وقع في ذلك الإثم ومن الممكن ألا يدرك ما يقول، فعليه التوبة إلى الله عز وجل، ومن الممكن أن يؤدي تلك الصلاة على المتوفى في أي وقت لاحق.
اقرأ أيضًا: هل يعرف الميت من دعا له
4- المرأة الحائض والنفساء
في بعض الأحيان تضطر المرأة إلى حضور الجنازة والذهاب إلى المقابر، إلا أنه إذا تم دعوتها للصلاة على المتوفى داخل القبور، فمن شأنها أن ترفض حتى وإن كان ذلك وسط الجموع، بدلًا من أن تقوم بأمر قد يحاسبها الله عليه حسابًا شديدًا.
حيث لا يجوز للمرأة في فترة الحيض أو النفاس أن تقوم بالصلاة إلى أن تنتهي تلك الأيام التي يخرج فيها الدم، واتي قال عنها رسول الله صلى عليه وسلم ما يلي:
” لا حيضَ دونَ ثلاثةِ أيامٍ، ولا حيضَ فوقَ عشرةِ أيامٍ: فما زاد على ذلك فهي مُستحاضةٌ، تتوضأُ لكلِّ صلاةٍ، إلا أيامَ أقرائِها، ولا نفاسَ دون أسبوعَين، ولا نفاسَ فوقَ أربعينَ يومًا، فإن رأتِ النُّفَساءُ الطهرَ دون الأربعِين صامَتْ وصلَّتْ، ولا يأتيها زوجُها إلا بعد الأربعِينَ” رواه معاذ بن جبل.
إلى متى يتم الصلاة على القبر؟
من الضروري أن نعرف أن حكم الصلاة على الميت في المقبرة بعد الدفن قد اختلف فيه الكثير من العلماء من حيث الوقت، فمنهم من يرى أنه من الممكن القيام بها يوم الوفاة فقط، ومنهم من يرى أنها من الممكن أن تقام من 3 أيام إلى شهر، ومنهم من رأى أنه مادام هناك رفات فمن الممكن الصلاة على المتوفى.
أما الرأي الراجح فإن الأمر غير مقنن بموعد، وهو يرجع إلى الله عز وجل.
ديننا الحنيف يحتوي على الكثير من الأحكام الدينية الميسرة التي يجب التعرف عليها من حين إلى آخر كما في حكم الصلاة على الميت في المقبرة بعد الدفن.