فضل قراءة سورة النجم 21 مرة
فضل قراءة سورة النجم 21 مرة من الأمور التي تداولت في الفترة الأخيرة، ونحن لا نعلم أهو صحيح أن هناك سر حول قراءتها لعدد مرات معين، أم أن ذلك الأمر ما هو إلا بدعة، هذا ما أراد منصة وميض تسليط الضوء عليه بعد أن أصبح من الأمور الشائعة التي يتبعها الكثير من الأشخاص دون العلم أهي أمور سليمة أم لا، لذا سنتعرف على الأمر بشكل تفصيلي من خلال السطور التالية.
فضل قراءة سورة النجم 21 مرة
لا شك أن ذكر الله عز وجل من الأمور التي تهدئ الروح وتسكن القلب وتشعره بالأمان والطمأنينة، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة الرعد الآية رقم 28:
” الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ“.
إلا أن تلك الآية والكثير من الآيات لم تحدد عدد قراءات معينة لسورة النجم من أجل الحصول على فضلها، فسورة النجم من السور القرآنية التي ورد فيها الكثير من الأحاديث النبوية المطهرة، إلا أنه لم يرد في أحد من تلك الأحاديث أنه يجب أن تتم قراءة سورة النجم 21 مرة من أجل نيل فضلها.
لذا على المسلم أن يعرف أنه لا يوجد ما يسمى بفضل قراءة سورة النجم 21 مرة، وإنما من الممكن أن يقرأها دون عدد معين من أجل نيل الثواب والتقرب بها إلى الله عز وجل، وعلى ذلك فإن أمر القراءة لها لعدد مرات معين يعتبر إحدى البدع التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يلي:
” إنَّه مَن يَعِشْ منكم بعدي، فسيرى اختلافًا كثيرًا؛ فعليكم بسُنَّتي وسُنَّةِ الخلفاءِ الرَّاشدينَ مِن بعدي، تمسَّكوا بها، وعَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ، وإيَّاكم ومُحدَثاتِ الأمورِ؛ فإنَّ كلَّ بدعةٍ ضَلالةٌ” صحيح رواه العرباض بن سارية.
فضل المواظبة على قراءة سورة النجم
بعد أن تعرفنا على حقيقة أمر فضل قراءة سورة النجم 21 مرة علينا أن نعلم أن لقراءة سورة النجم دون تقيد بعدد معين الفضل العظيم على المسلم، والذي من الممكن أن نلخصه من خلال النقاط التالية:
1- نيل الكثير من الحسنات
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية عبد الله بن مسعود:” اقرَؤوا القُرآنَ؛ فإنَّكُم تُؤْجَرون عليه، وكلُّ حَرفٍ عَشْرُ حَسَناتٍ، أمَا إنِّي لا أقولُ: {الم} حَرفٌ، ولكنْ: ألْفُ عَشْرٌ، ولامٌ عَشْرٌ، وميمٌ عَشْرٌ، فتِلكَ ثَلاثون“.
فإنه عندما يقوم الشخص بقراءة سورة النجم، فإن الله عز وجل يعطيه بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها، كما ورد حديث آخر عن قراءة القرآن لمن لا يجيد تلاوته، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“ الْماهِرُ بالقُرْآنِ مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، والذي يَقْرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وهو عليه شاقٌّ، له أجْرانِ. [وفي رواية]: والذي يَقْرَأُ وهو يَشْتَدُّ عليه له أجْرانِ” صحيح.
اقرأ أيضًا: آخر آيتين من سورة البقرة
2- مغفرة الذنوب
بعد أن تأكدنا من أنه لا يوجد في القرآن الكريم ولا السنة النبوية المطهرة ما يفيد بأنه هناك ما يسمى فضل قراءة سورة النجم 21 مرة، علينا أن نعرف أن المؤمن من شأنه أن يقع في الكثير من الذنوب الصغيرة، والتي تسمى اللمم، حينها يحتاج التقرب إلى الله عز وجل من أجل أن يغفر له ذنوبه.
فقد قال الله تعالى في سورة النساء الآية رقم 48:
“ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا“.
لذا فإن من فضل الله علينا أنه من الممكن أن يواظب الإنسان على قراءة سورة النجم ومن خلالها يضمن أن يغفر الله له الكثير من الذنوب على ألا تكون من الكبائر، والتي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف حين قال:
” ذَكَرَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الكَبَائِرَ -أوْ سُئِلَ عَنِ الكَبَائِرِ- فَقالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وقَتْلُ النَّفْسِ، وعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، فَقالَ: ألَا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟ قالَ: قَوْلُ الزُّورِ -أوْ قالَ: شَهَادَةُ الزُّورِ، قالَ شُعْبَةُ: وأَكْثَرُ ظَنِّي أنَّه قالَ: شَهَادَةُ الزُّورِ” رواه أنس بن مالك في صحيح البخاري.
اقرأ أيضًا: سبب نزول سورة الطارق
3- التقرب إلى الله عز وجل
من أجمل النعم التي من الممكن أن يعيشها المسلم أن يتقرب إلى الله عز وجل من خلال قراءة آياته وتدبرها، فتلك الآيات التي من شأنها أن تجعل قلبه يشع نورًا، كما أن التقرب إلى الله عز وجل يجعل المسلم في معيته، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي هريرة:
“ إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شَيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ؛ يَكْرَهُ المَوْتَ، وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ” (صحيح).
4- الابتعاد عن المعاصي
في سياق التأكد من أن أمر فضل قراءة سورة النجم 21 مرة هو بدعة، فإنه على المسلم أن يعلم أنه من فضل قراءة سورة النجم أنها تنأى بالمؤمن عن ارتكاب المعاصي، فإن المسلم إن عرف ربه وعمل على التدبر في محكم آياته، فإن قلبه يخشع للرحمن، ويشعر بالاستحياء من المعصية.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة النجم
5- التدبر في المعجزات الكونية
تحتوي سورة النجم عن الكثير من الآيات التي يجب أن نتدبر فيها لنتعرف على سنة الله عز وجل في الكون، فالتأمل والتدبر من شأنه أن يكون طريقًا للهداية، فعندما يرى الشخص الكثير من المعجزات التي لا يقدر عليها سوى الله عز وجل، فإن من شأنه أن يؤمن ويخشع ويملأ الإيمان قلبه.
كذلك بالتدبر في آيات سورة النجم نجد أن قلب المؤمن من شأنه أن يبتعد عن كل من شكك في قدرة الله عز وجل في خلق كونه أن تنفيذ المعجزات، مما يعلق قلبه بالإيمان أكثر فأكثر.
يجب على المسلم ألا ينساق وراء الأقاويل دون أن يعلم حقيقة الأمر، خاصة إن كان متعلقًا بأي من المفاهيم الدينية التي من الممكن أن تكون سببًا في التأسي بها دون علم مثل فضل قراءة سورة النجم 21 مرة.