حكم زيارة مدائن صالح هيئة كبار العلماء
حكم زيارة مدائن صالح هيئة كبار العلماء يوضح ما إذا كان يجوز التوجه لتلك المدائن التي تمتلك موقعًا استراتيجيًا متميزًا من أجل التنزه أو السياحة أم لا، فمن خلال منصة وميض سوف نوضح لكم بالتفصيل حكم زيارة مدائن صالح هيئة كبار العلماء.
حكم زيارة مدائن صالح هيئة كبار العلماء
مدائن صالح هي المدائن التي كان يعيش فيها قوم ثمود الذين أرسل الله – عز وجل- إليهم سيدنا صالح – عليه السلام- ليدعوهم للإسلام فيم يستجيبوا لدعوته وعقروا الناقة التي بعثها الله لهم فكان مصيرهم العذاب وأخذتهم الصيحة.
تتميز تلك المدائن بأن لها موقع أثرى رائع يتواجد في المملكة العربية السعودية في منطقة تُدعى العلا وهي في الجزء الشمالي الغربي من السعودية، ذلك الموقع يجمع بين دول مصر وبلاد الرافدين وكذلك شبه الجزيرة العربية.
حيث إنه له أهمية تجارية كبيرة، ومن الجدير بالذكر أن هذه المدائن لها تاريخ حضاري عظيم يعود إلى فترة ازدهار الدولة النبطية، كما أنها تضم نحو 153 واجهة صخرية تم نحتها فيها، إلى جانب الكثير من الآثار الإسلامية.
نظرًا لرغبة بعض الأشخاص في التوجه إلى تلك المدائن للتنزه والسياحة، فإنهم قاموا بطرح العديد من الاستفسارات ومن أبرزها ما هو حكم زيارة مدائن صالح هيئة كبار العلماء؟
في حقيقة الأمر لقد صرحت هيئة كبار العلماء السعودية بأنه لا يجوز في الإسلام أن يتم زيارة مدائن صالح للتنزه أو للسياحة، كما أنه في حالة وجود اضطرار للمرور عليها ينبغي المرور سريعًا.
ذلك لأن عبد الله بن عمر روى عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم قائلًا “قَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصْحَابِ الحِجْرِ: لا تَدْخُلُوا علَى هَؤُلَاءِ المُعَذَّبِينَ إلَّا أنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، أنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ ما أصَابَهُمْ”.
إذ نستشف من هذا الحديث أن قصد مدائن صالح للسياحة غير مستحب، ولكن لا بأس بالمرور عليها عند التوجه من السعودية إلى بلاد الشام إن كان في حاجة لذلك وينبغي حينها البكاء خشية من الله وتذكر مصير هؤلاء القوم للعظة.
اقرأ أيضًا: كم كان عمر فاطمة الزهراء عند وفاتها
قصة مدائن صالح
بعد أن تعرفنا إلى حكم زيارة مدائن صالح هيئة كبار العلماء، فإننا سوف نسرد لكم في السطور التالية بالتفصيل قصة مدائن صالح:
فإن قصة مدائن صالح تعود وكما أسلفنا الذكر إلى قوم سيدنا صالح عليه السلام وهو قوم ثمود، حيث إنه سكن معهم في منطقة تُدعى الحجر، ومن الجدير بالذكر أن هؤلاء القوم هم أول من قاموا بحفر البيوت في الحجر.
لقد أرسل الله – عز وجل- نبيه صالح – عليه السلام- لقوم ثمود كي يؤمنوا به ولكنهم رفضوا، فكما قال تعالى (وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ) [هود، 61].
نظرًا لأن قوم ثمود مثلهم مثل الكافرين فإنهم أمروا سيدنا صالح – عليه السلام- أن يأتي لهم بمعجزة حتى يتمكنوا من تصديق رسالته، وقاموا بتحديد تلك المعجزة ألا وهي خروج الناقة من الصخر.
فأخرجها لهم بالفعل بإذن خالقه – عز وجل-، ولكنه امرهم ألا يمسوها بسوء نظرًا لكونها ناقة غير عادية وفي حالة حدوث ذلك سوف يصيبهم العذاب، ويتضح ذلك في قوله تعالى (وَيَا قَوْمِ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ) [هود، 64].
لقد خصص سيدنا صالح – عليه السلام- بئر للناقة لكي تشرب منه، لهذا كرهها قوم ثمود، واتفق جماعة منها على قتلها، وبالفعل قاموا بقتلها واستهزئوا بما أخبرهم صالح من عذاب ربه الموعود في حالة المساس بهذه الناقة.
فبعد مرور نحو ثلاثة أيام لم يحدث أي شيء لهم، ومع فجر اليوم الرابع أرسل الله – عز وجل- صيحة من السماء كانت عظيمة زلزلة ما تحت قوم ثمود وهلكوا جميعًا عدا من آمنوا بالله ونبيه.
فلقد قال الله – تعالى- (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّثَمُودَ) [هود].
اقرأ أيضًا: قبر الرسول في المدينة المنورة
اقرأ أيضًا: متى بعث الرسول وكم كان عمره
لا يستحب زيارة مدائن صالح للسياحة كما أوضحت هيئة كبار العلماء، ولكن لا بأس في حالة إن كان هناك حاجة للمرور بالقرب منها.