حوار بين شخصين قصير عن الاحترام
أثناء جلوسي في المقهى دار حوار بين شخصين قصير عن الاحترام، والجدير بالذكر أن هذين الشخصين من كبار السن، وكانا يتحدثان عن فرق مستوى التعامل في الأيام الخوالي والوقت الحالي، واستطردا في الحديث إلى أن قاطعهم شاب كان يجلس في الجوار وبدأ صراع الأجيال يتجسد في شكل حوار بين شخصين قصير عن الاحترام، وسنعرض لكم فحوى ذلك الحوار عبر منصة وميض.
حوار بين شخصين قصير عن الاحترام
قبل التطرق إلى حوار بين شخصين قصير عن الاحترام وقصه عليكم، لا أجد أجمل من قول أمير المؤمنين ابن عم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الصحابي الجليل علي بن أبي طالب، فقد قال الإمام علي في الاحترام ما يلي:
“الأدب لا يباع ولا يشترى، بل هو طابع في قلب كل من تربى فليس الفقير من فقد الذهب وإنما الفقير من فقد الأخلاق والأدب” وقد صدق الإمام أمير المؤمنين كرم الله وجهه، فلا يكون المرء غنيًا بماله دون أن يغتني بخصاله وأعماله في المقام الأول مترفعًا عن كل الصغائر ومستنقعات انعدام الأخلاق والتربية.
أما عن الحوار الذي كان بشأن الاحترام والذي دار بين الصديقين كبار السن تحول بعد تدخل الشاب الذي بدا عليه أنه في العقد الثالث له إلى حوار بين أحد الصديقين وبين هذا الشاب، والجدير بالذكر أنني استشفيت كون هذا الرجل كبير السن أستاذ لغة عربية متقاعد من كلامه مع خليله قبل تدخل هذا الشاب.
في واقع الأمر لم استغرب ذلك، بل أنني كنت أتوقعه، فقد بدا على هذا الرجل الوقار والاحترام، ناهيك عن كم معلوماته الكبير الذي يُثبت كونه مثقف نهل من العلم نهلًا لعقود توالت أشعلت الشيب في شعره ولحيته، كما أن نظارته ذات الزجاج السميك تُثبت أنه قد قرأ الكثير من الكتب التي أعطته العلم وأخذت من كفاءة بصره.
بدأ الحوار بين شخصين قصير عن الاحترام عندما ضحك الرجل الكبير لشدة انفعال الفتى الشاب وردة فعله الاندفاعية لما سمع، فقال له مُتبسمًا اهدأ يا بُني، وبعدها بدأ الكلام الشيق والحوار بين شخصين قصير عن الاحترام، والذي جاء على الصيغة التالية:
- الرجل الكبير: ما اسمك يا بني.
- الشاب: اسمي كريم.
- الرجل الكبير: اسمٌ جميل، وأظن أن لك من اسمك نصيب، لا أعلم لماذا، ولكن أخالك كريم حقًا.
- كريم: أشكرك، أُحب أن يأخذ الناس انطباعًا أوليًا جيدًا عني، وعلمت من كلامك أنك مدرس للغة العربية، بما تُحب أن أُناديك أُستاذ…؟
- الرجل الكبير: اسمي جمال، يمكنك مناداتي بجمال.
- كريم مبتسمًا، وأعتقد أن لك من اسمك نصيب أستاذ جمال.
ضحك كل من كان يستمع للحوار بين شخصين قصير عن الاحترام الذي يدور بين كريم وأستاذ جمال، والجدير بالذكر أن هذا الحوار استمر لساعة كاملة تقريبًا، وفيما يلي من سطور مقالنا هذا نستكمل لكم هذا الحوار الذي يزداد حرارة وفائدة مع كل تُقال.
اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين قصير جدا
انتقال الطرفين للحديث في صلب الموضوع
بعد أن انتشرت الابتسامات والضحكات التي وصلت إلى حد القهقهة بين البعض عم الصمت فجأة، وكان الأستاذ جمال يرتشف رشفة من فنجان القهوة الخاص به، وأتبع بعدها قائلًا:
- الأستاذ جمال: هل سمعت حديثي من صديقي إبراهيم؟
- كريم: نعم بكل تأكيد يا أستاذ جمال، ولكن لي بعض التعليقات التي أود أن أُعقب بها على هذا الحديث.
- الأستاذ جمال: لمَ؟ وهل استفزك شيءٌ في كلامنا؟ أم أنك تجده غير صحيح من الأساس؟
- كريم: لا بالطبع، لا أظن أنه غير صحيح، لكن هناك بعض الجمل التي يمكنك القول إنها استفزتني بعض الشيء.
- الأستاذ جمال: بدا عليك ذلك بالفعل، فقد غلب على نبرة صوتك الانفعال والامتعاض ربما لما قلناه، وفي الواقع يمكنني تفهم ذلك، فمن المؤكد أن الحديث بشكل سيئ عن الجيل الحالي أثار حفيظتك، أليس كذلك يا بني؟
- كريم: من الممكن أن تصف استيائي أو تذمري بسبب ما سمعت بالانفعال، في الواقع لا أعلم كيف كانت نبرة صوتي فلم أركز على ذلك، أعتذر إن بدا عليَّ قلة الاحترام أو التهذيب، وفي الواقع أوافقك الرأي في أغلب قولك، وكنت مستمتعًا للغاية بما دار في ذلك الحوار عن الاحترام الذي تناولت أطرافه أنت وصديقك.
- أستاذ جمال: ما هو الذي أثار حفيظتك إذن؟
اقرأ أيضًا: حوار بين طالبتين عن النجاح
إعلان كريم عن سبب استيائه من النقاش بين كبيري السن
سكت كريم قليلًا وقام بتعديل وضع نظارته التي كانت قد تدلت على أنفه ثم قال استكمالًا للحوار بين شخصين قصير عن الاحترام الذي استمر بينه وبين أستاذ جمال:
- كريم: التعميم، التعميم أستاذ جمال هو ما أراه غير منصف البتة، أعلم أن آفة الجيل الحالي وربما الأجيال القادمة انعدام الاحترام وتدهور الأخلاق الذي أصبح منتشرًا كالنار في الهشيم، ولكن أعتقد أن كل جيل به الصالح والطالح، فكما يُقال أصابع اليد لا تتشابه.
- أستاذ جمال: لا يمكنني أن أُعبر عن سعادتي بكون التعميم أزعجك، فعديم الاحترام لن ينزعج من نعته بذلك، بل أنه قد يتفاخر بالأمر، وفي الواقع لا أرى أنك من ضمن الذين كنت أتحدث عنهم أنا وأستاذ إبراهيم، وأراك في الواقع شخص على خُلق، ويبدو عليك أنك مُثقف ومُتعلم، وهيئتك مرتبة.
- أتبع أستاذ جمال كلامه: لا أعلمُ إن كُنتَ قد ورِثتَ هذه الخصال الحميدة من أهلك، أم أنها مكتسبة من التجارب الحياتية وفطرتك السليمة، فعلى الرغم من انفعالك إلا أنك كنت محترمًا في ألفاظك التي تتحدث بها وكأنك تختارها بعناية، كما أنك لم تقاطعني على الرغم من أن حديثي طال.
- ثم عقب على كلامه قائلًا: إني لأراك خير الشباب يا كريم، وأجد فيك من الخصال الحميدة الكثير، فمجرد اتفاقك على بعض النقاط ومخالفة غيرها يعني أنك لم تعترض على كلامي لمجرد الاعتراض، وإنصاتك المُغلف بالانتباه والتركيز لما أقول من الخصال التي يفتقدها الكثير من شباب هذا الجيل.
- كريم: على الرغم من أنها ليست عادتي، ولكنني أشعر بالخجل واعتقد أن وجنتاي احمرتا، أستطيع الشعور بحرارتهم.
- وأتبع كريم قائلًا وهو يبتسم: والداي رحمهما الله هما من علماني احترام الكبير، والإنصات لمن يتحدث وعدم مقاطعته، كما أن خفض الصوت حتى حيث الانفعال من الخصال التي ورثتها عن أبي رحمه الله، ولا أستطيع أن أُعبر عن سعادتي لكون الناس ترى أن والداي كانا مُحترمين من خلال تعامل الناس معي، كما أن ديننا الإسلامي الحنيف حثنا دون كلل أو ملل على التحلي بالخصال الحميدة والطيبة، فهذا من صور إرضاء الله تبارك وتعالى أيضًا.
- أستاذ جمال: رحم الله والديك، وثق بي لا يموت مرءٌ ترك في هذه الحياة أثرًا طيبًا، ولا أراك إلا صدقةً جارية تزيد من ثواب والديك أينما حللت وارتحلت، فنعم التربية التي رباك عليها والديك، ونعم الخصال التي تتمتع بها بُني، حفظك الله ورعاك.
اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن التعاون
بعد أن قُمنا باستعراض ما دار من نقاش عن الاحترام، والذي بالمناسبة أصبح كل من كريم وأستاذ جمال أصدقاءً على إثره، وجب علينا أن ننصحكم بالتحلي بالاحترام، حتى في لحظات الغضب الشديدة، فالاختلاف أدب، والتعبير عنه فن، ونعم الغاضبين كاظمين الغيظ.