حكم زيارة القبور للنساء بدون محرم
حكم زيارة القبور للنساء بدون محرم من الأمور التي اختلف عليها أهل العلم، ومن المسائل التي يحدث عليها الاختلاف من الكثير من الشيوخ، ومن خلال منصة وميض سوف نقوم بعرض حكم زيارة القبور للنساء بدون محرم بمختلف الآراء والأدلة التي اعتمد عليها كلًا منهم، مع توضيح رأي دار الإفتاء في هذا الأمر.
حكم زيارة القبور للنساء بدون محرم
ذُكرت الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن زيارة النساء للقبور، ومن تلك الأحاديث “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لَعنَ زوَّاراتِ القبورِ” [الراوي أبو هريرة].
اللعن هو الدعاء على المسلم بطرده من رحمة الله سبحانه وتعالى، وهذا الحديث يوضح أن النساء اللاتي يزرن القبور يطردن من رحمة الله.
فقد أخذ العلماء من هذا الحديث الإثبات على أن زيارة المراة مُحرمة، وبها معصية، فهي لا تُعد مكروهة فحسب، وإنما من الكبائر، ولكن على الرغم من الاعتماد على الحديث الشريف في ذكر حكم زيارة القبور للنساء بدون محرم.
التي تم التوضيح من خلالها أن الأمر غير متوقف على كون وجود محرم أم لا، وإنما متوقفًا على كونه من المعاصي والكبائر التي يمكن أن تفعلها السيدات، إلا أنهم قد اختلفوا في تعدد الأسباب التي تم تحريم زيارة القبور النساء على أساسها، والتي سوف نوضحها لكم في النقاط التالية:
- قال بعض أهل العلم إن النساء لا يمتلكن الصبر الكافي لزيارة شخص متوفي.
- كما أنهم نتيجة لهذا الأمر يحدث منهم الصوات والنياحة على المتوفي، وهي من الأمور المحرم فعلها على الميت.
- كما أن هناك من قال من أهل العلم إن النساء فتنة، وفي زيارتهن للقبور فتنة للرجال، واتباعهن الجنائز أيضًا فتنة للرجال.
لكن على الرغم من تعدد الأسباب والاختلاف الذي يتضح من شخص إلى آخر، إلا أن الاتفاق على كونها من الأمور المحرمة والتي يطرد بها النساء من رحمة الله كان من جميع الأطراف، وفقًا واستنادًا إلى الحديث الشريف السابق ذكره.
اقرأ أيضًا: زيارة القبور وهل يشعر بها الميت
الحكمة من تحريم زيارة النساء للقبور
أكد أهل العلم في أثناء حديثهم عن حكم زيارة القبور للنساء بدون محرم أنه من رحمة الله تعالى أنه جعل زيارة القبور من الأمور المحرمة للنساء.
لأنه بذلك يقي الرجال من فتنة النساء، والنساء من فتنة الرجال، وبهذا الأمر إحسان للرجال، وفي إطار حديثهم عن حكمة الله في ذلك قالوا عن صلاة النساء على الميت لا يوجد بها ضرر، ولا يوجد بها حرمانية.
حيث إن الصلاة لا تتيح فرصة الفتنة، فالنساء يقفن مع بعضهن البعض، ولا يوجد بها مجالًا للنواح على الميت، ولكن في أمر زيارة القبر فلا يصح للمراة فعله، وهذا بتأكيد الجميع.
دار الإفتاء والمذاهب الأربعة
عند ذكر حكم الشريعة الإسلامية في هذا الأمر، يجب أن يتم الاستناد إلى الرأي الذي تم إطلاقه من دار الإفتاء في وزيارة النساء للقبور بدون محرم، أو باصطحاب محرم.
أكدت دار الإفتاء على أن زيارة القبور من الأمور السنية التي يمكن أن يفعلها المسلم، ولكنها للرجال فقط، وذلك باتفاق جميع العلماء، وبها تذكير لهم بالآخرة.
كما أنهم أشاروا فيما تم التصريح به أن روح الميت مرتبطة بالقبر، وتعرف من يزورها وتأنس بها، ولكن فيما يخص المذاهب وزيارة النساء للقبور فقد تجدون الآتي:
في مذهب الأحناف، قالوا إن زيارة القبور جائزة للنساء ولكنها مكروهة، وأكدوا على أن أمر اختلاط النساء بالرجال ليس محرم لذاته، وإنما يتوقف على طبيعة الاجتماع بين الرجل والمرأة إذا كان على أمر به مخالفة للشريعة الإسلامية أم لا، والكراهية هنا تأتي من البكاء والنوح للنساء.
اقرأ أيضًا: هل يجوز زيارة القبور للنساء
تبرير الأحناف لزيارة النساء القبور
استند مذهب الحنفية في جواز زيارة القبور للنساء على أحد الأحاديث النبوية الشريفة، وهو:
” أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَتَى علَى امْرَأَةٍ تَبْكِي علَى صَبِيٍّ لَهَا، فَقالَ لَهَا: اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي، فَقالَتْ: وَما تُبَالِي بمُصِيبَتي فَلَمَّا ذَهَبَ، قيلَ لَهَا: إنَّه رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فأخَذَهَا مِثْلُ المَوْتِ، فأتَتْ بَابَهُ، فَلَمْ تَجِدْ علَى بَابِهِ بَوَّابِينَ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، لَمْ أَعْرِفْكَ، فَقالَ: إنَّما الصَّبْرُ عِنْدَ أَوَّلِ صَدْمَةٍ، أَوْ قالَ: عِنْدَ أَوَّلِ الصَّدْمَةِ.[وفي رواية]: مَرَّ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بامْرَأَةٍ عِنْدَ قَبْرٍ” [الراوي أنس بن مالك].
للمرأة التي تريد زيارة القبور وتتبع مذهب الحنفية يجب أن تكون محتشمة ولا تخالط الرجال، ويكون غرضها من زيارة القبر أخذ الموعظة، وفي حال أن المقبرة بعيدة يجب أن يكون معها محرم، أما إذا كانت قريبة فلا داعي لذلك، وتتجنب الصوات والعويل.