حكم زيارة القبور للنساء الحائض

حكم زيارة القبور للنساء الحائض ترغب النساء في معرفته بشدة، حيث إن عند وجود الميت في دار الحق عند الله تعالى، قد نشتاق إليه ولا يصبرنا على الفراق إلا زيارة القبور، ففي حالة ما كانت المرأة حائض وترغب في زيارة قبر عزيز عليها فما حكم ذلك، انطلاقًا من ذلك ومن خلال منصة وميض نعرض لكم حكم زيارة القبور للنساء الحائض.

 حكم زيارة القبور للنساء الحائض

الموت هو أكثر أنواع الفراق جرحًا، على الرغم من أنه قدر الله تعالى، ولكن أحباء الموتى لا يستطيعون أن يتحملوا مدى الفراق، وبالتالي الحزن على من مات، وما يصبرهم فقط هو زيارة القبر للشعور بروح المتوفى وأنه ما زال موجودًا.

خاصة أن النساء يتميزن بالمشاعر المرهفة والحساسة عند موت أحد، فلا يستطعن أن يخبئن الحزن والدموع على من توفى، ولكن في حالة حيض النساء لا تعلم هل يجوز لها سرعًا زيارة القبور؛ لأنها في تلك الفترة لا تستطيع الصلاة أو الصوم وتؤدي العبادات بالشكل الكامل لها.

بناءً على ذلك فإن حكم زيارة القبور للنساء الحائض يكون جائزًا، حيث إنها فقط تكون مكروهه لبعض الأسباب، فإن تلك المسألة من أشهر المسائل التي عليها خلاف من بين أهل العلم، حيث إنه في مذهب الشافعية يكون مكروهًا لا محرمًا بشكل مطلق، ولا جائزًا بشكل مطلق.

سبب الكراهية هنا لزيارة النساء للقبور سواء حائض أم غير ذلك، هو الخوف على المرأة في أن تتعرض لقلة الصبر والحيرة، والتأثر بشيء يضرها في جسدها أو دينها.

حيث إن الخطيب الشربيني رحمة الله عليه كان يقول إن زيارة النساء للقبور في كراهيته خوفًا من رفع صوتها أو خوفًا من أن تقوم باستحضار البكاء الشديد؛ بسبب رقة قلوبهن، وقلة تحملهن المصائب.

كما أن زيارة القبور للنساء جائزة؛ بسبب أن النبي –صلى الله عليه وسلم- في يوم مر على قبر ورأى امرأة تبكي، فقال لها:” اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي رواه أنس بن مالك، بالتالي فإن زيارة القبور لو كانت محرمة فقد كان عليه –صلى الله عليه وسلم- قام بنهيها.

تلك الأحكام جميعًا في زيارة قبور غير قبر الرسول-صلى الله عليه وسلم-، حيث إن عند زيارة قبره الذي يعتبر من أعظم القربات للنساء والرجال، يجب على النساء أن تنتبه إلى بعض الأمور خلال زيارتها إلى أي قبر التي نوردها في النقاط التالية:

  • عدم مخالطة الرجال.
  • عدم الخروج متعطرة أو متزينة، وتكون في الملابس المستترة المحتشمة.
  • أن يكون الغرض من الزيارة هو الحصول على العظة والنظر إلى المآل.
  • الالتزام بالوقار والسكينة في المقابر، وعدم القيام بالعويل ورفع الصوت.
  • الذهاب مع أحد المحارم في حالة أن القبور في المناطق البعيدة أو موحشة.

لكن يجب على النساء الانتباه، بأنه على الرغم من أن المرأة الحائض تستطيع زيارة القبور، ولكن في حالة أنها في فترة العدة، فلا يمكن الخروج وزيارة القبر على الرغم من أنه قبر زوجها، كما أن الزوجة بشكل عام لا يمكنها الخروج إلا بإذن من زوجها.

اقرأ أيضًا: زيارة القبور وهل يشعر بها الميت

حكم زيارة القبور للنساء الحائض في المالكية

يرى المذهب المالكي أن زيار النساء الحائض للقبور لا يوجد بها مانع، ولكن بشرط ألا تكثر من الزيارات، وتحقيق كافة الشروط الشرعية، مثل: عدم شق الثوب، والقيام بالعويل ولا تقوم بخدش الوجه، وأن تكون في لباسها الشرعي.

على الرغم من قول النبي –صلى الله عليه وسلم- ” لَعنَ اللَّهُ زوَّاراتِ القبورِ” رواه أبو هريرة، وزوارات هنا تأتي في وزن فعالات والتي تشير إلى صيغة المبالغة أي الإكثار من فعل الشيء.

بعد أن قام الرسول الكريم بمنع زيارة القبر، قام بإجازتها فيلا العلة المشتركة بين النساء والرجال، حيث قال –صلى الله عليه وسلم-:” نَهَيْتُكُمْ عن زِيارَةِ القُبُور، فَزُورُوها” رواه بريدة بن الحصيب الأسلمي.

حيث إنه هنا يتم الإشارة إلى التذكير بالآخرة على إنه العلة المشتركة بين النساء والرجال، فهنا المنع يكون لمكثرات الزيارة، والصل للمرأة أن تبقى في بيتها ولا تخرج ولا تكثر من الزيارات.

اقرأ أيضًا: هل يجوز زيارة القبور للنساء

الحكمة من زيارة القبور للجميع

بينما نتناول حكم زيارة القبور للنساء الحائض، نشير إلى الحكمة من أن يقوم الرجال والنساء بزيارة القبور، وذلك في النقاط التالية:

  • الاتعاظ من حال الموتى، والتذكير بالموت، والحصول على العبرة من الحياة الآخرة، وما يتم فيها من وقائع وأحداث.
  • التسليم على أهل القبر من المسلمين، ويجب الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة.
  • قيام العبد بأداء العبادات والأعمال الصالحة بشكل مستمر، وتجنب الفواحش والمنكرات.

اقرأ أيضًا: حكم زيارة القبور للنساء

اشكال زيارة المقابر

في صدد ذكر حكم زيارة القبور للنساء الحائض، نتطرق على عرض أنواع زيارة القبور، وذلك في النقاط التالية:

  • الزيارة الشرعية: هي تلك التي دعانا إليها الرسول –صلى الله عليه وسلم-، والغرض منها الدعاء للميت، والاتعاظ والحصول على الثواب والأجر من الله تعالى.
  • الزيارة الشركية: يقع فيها العبد بالكفر؛ لأن يقوم فيها بالاستغاثة بالموتى من أجل تفريج الكرب والهم، ويعد ذلك الشرك الصريح لله تعالى.
  • الزيارة البدعية: هي التي يقوم فيها المسلم بالدعاء عند القبر؛ لأن في اعتقاده أن الدعاء يقبله الله ويستجاب عند القبر، حيث يقوم بذلك من
    أجل الحصول على البركة من القبر والتمسح به، وهنا تكون زيارة القبر محرمة غير جائزة.

إن زيارة القبور ليست محرمة على النساء الحائض، ولكن عليهن فقط الالتزام بالآداب الشرعية لزيارة القبور وعدم العويل، وإن الأصل في كراهية الزيارة يكون خوفًا على النساء بسبب رقة قلبهن وقلة صبرهن.

شاركنا أفكارك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.