هل يجوز زواج سنية من شيعي
هل يجوز زواج سنية من شيعي؟ وما هي دلالات ذلك؟ كون المرأة المسلمة تعتقد أنه من الممكن أن تتزوج من الرجل طالما أن هويته قد كتب بها أنه مسلم بغض النظر عن المذهب الديني الذي يتبعه، لذا ومن خلال منصة وميض سوف نتعرف على إجابة سؤال هل من الممكن أن تتزوج المسلمة التي تتبع السنة من الرجل الشيعي أم لا.
هل يجوز زواج سنية من شيعي
شرع الله عز وجل أن تتزوج المرأة من الرجل الذي يلتزم بتعاليم الدين الإسلامي وله الخلق القويم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“ إذا جاءكم مَن تَرضَون دينَه وخُلُقَه فأنكِحوه إلَّا تفعَلوا تكُنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ قالوا يا رسولَ اللهِ وإنْ كان فيه قال إذا جاءكم مَن تَرضَون دينَه وخُلُقَه فأنكِحوه ثلاثَ مرَّاتٍ” رواه أبو الحاتم المزني.
إلا أنه من الممكن أن تود المرأة التي تتبع المذهب السني، وهو المذهب القويم الذي يشير إلى أن ديننا الحنيف قائم على تعاليم القرآن وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الزواج من الرجل الشيعي الذي يرى أنه هناك العديد من الأمور التي يجب أن يغيرها في الدين كي يتبعه.
ففي تلك الحالة لا يجوز للمرأة أن تتزوج من هذا الرجل، حتى وإن توفرت فيه كافة الصفات الحسنة، كونه لا يؤمن بالعديد من الأمور التي يجب أن يخضع لها ويؤمن بها من أجل اكتمال إسلامه.
إلا أنه هناك العديد من رجال الدين يرون أنه من الممكن أن يتم تزويج الفتاة السنية من الرجل الشيعي في حالة إن لم يكن متطرفًا، لكن من الأفضل الابتعاد عن تلك الزيجة حتى لا يكون مصيرها الطلاق.
لذا وبعد أن أجبنا على سؤال هل يجوز زواج سنية من شيعي من الضروري أن نعلم أن المذهب الشيعي قد احتوى على العديد من الأصول غير الإسلامية التي كانت سببًا في إجماع أهل العلم على عدم جواز الزواج في تلك الحالة، والتي ينبغي أن نتعرف عليها من خلال ما يلي:
1- التوجه بالعبادة لغير الله عز وجل
في سياق التعرف على جواب سؤال هل يجوز زواج سنية من شيعي نجد أن أهل الشيعة من شأنهم أن يتوجهوا بالكثير من العبادات لغير الله عز وجل، مثل الدعاء والنذر، والحلف وغير ذلك، لما فيه من شرك به جل في علاه، وهو من الكبائر التي حرمها الله عز وجل، فقد قال في كتابه العزيز في سورة النساء الآية رقم 48:
“ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا“.
كذلك قال في سورة لقمان الآية رقم 15:
“ إِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ“.
فعلى الرغم من أنهم موقنون بأنه من يدعونه من دون الله ليس برب لهم، إلا أنهم يتقربون إليه، وهم على يقين بأن معتقدهم غير خاطئ، غير مهتمين بقول رسول الله في رواية أنس بن مالك:
” عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في الكَبائِرِ، قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، وقَتْلُ النَّفْسِ، وقَوْلُ الزُّورِ” (صحيح).
اقرأ أيضًا: هل يجوز للمرأة الزواج بدون ولي
2- الطعن في نبوة رسول الله
كان من الضروري أن نبرهن على عدم جواز الزوج من أحد من أهل الشيعة من خلال ذكر المعتقدات المغلوطة التي من شأنهم أن يتبعونها في إطار التأكد من جواب سؤال هل يجوز زواج سنية من شيعي، فأهل الشيعة من شأنهم أن يطعنون في نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كونه قد تعرض للخيانة والغدر في حياته أثناء قيامه بنشر الدعوة، فكيف يكون نبي الله عز وجل ويحدث معه كل ذلك، فهم يفكرون بالمنطق البشري المغلوط دون النظر إلى آيات الذكر الحكيم التي ذكرت معاناة الكثير من الأنبياء.
كما أن الإيمان بالله عز وجل من شأنه أن يكون مكتملًا من خلال الإيمان برسله أيضًا، فقد قال الله تعالى في محكم التنزيل في سورة البقرة الآية رقم 285:
“آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ“.
كذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أنس بن مالك:
” لا يُؤمِنُ أحدُكُم حتى يكونَ اللهُ ورسولُه أحَبَّ إليه ممَّا سِواهُما، وحتى يُقذَفَ في النَّارِ أحَبَّ إليه مِن أنْ يَعودَ في الكُفرِ، بعدَ إذ نجَّاه اللهُ منه، ولا يُؤمِنُ أحدُكُم حتى أكونَ أحَبَّ إليه مِن وَلَدِه، ووالِدِه والنَّاسِ أجمَعينَ“.
اقرأ أيضًا: هل يجوز مجامعة الزوجة عبر الهاتف
3- الطعن في الصحابة
أيضًا من شأن أهل الشيعة أن يطعنون في بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كونهم يرون أنهم قد قاموا بترك وصيته بعد أن مات وانتقل إلى جوار ربه، فقد استثنوا من ذلك علي بن أبي طالب فقط، وهذا المعتقد أيضًا من شأنه أن يكون سببًا في أن يحملوا أوزارَا كثيرة، فقد قال الله تعالى في محكم التنزيل في سورة الفتح الآية رقم 29:
“ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا“.
4- الاعتقاد الخاطئ بنبوة علي بن أبي طالب
أيضًا من المعتقدات الخاطئة التي ينتمي إليها أهل الشيعة، أنهم يعتقدون أن علي بن أبي طالب من شأنه أن يكون نبيًا، حيث يحلقون باسمه والكثير من الصحابة قول (عليه السلام).
كما أنهم يرون أن أحد أبناء علي بن أبي طالب قد اختبأ في سرداب ولم يظهر كونه سيخرج في آخر الزمان، وهذه الأمور لا أصل لها لا في الكتاب ولا السنة النبوية المطهرة.
الجدير بالذكر أنهم قد ألحقوا به العديد من الصفات التي لا يقدر عليها سوى الله عز وجل، مثل أمور الشفاء من الأمراض والرزق وغير ذلك.
اقرأ أيضًا: الفرق بين السنة والشيعة في الزواج
5- ادعاء تحريف القرآن
هناك بعض الشيعة من شأنهم أن ينكرون قدسية القرآن بأكمله، كونهم يعتقدون أنه قد تم تحريفه، متناسين بذلك قول الله عز وجل في سورة الحجر الآية رقم 9:” إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ“.
فالله عز وجل هو من أنزل القرآن وهو القادر على أن يحفظه إلى يوم القيامة.
لذا من الضروري أن تتنبه المرأة المسلمة قبل أن تقبل على علاقة يكون الطرف الآخر فيها من المذهب الشيعي، فهم لهم من المعتقدات ما قد يكون سببًا حتميًا للانفصال، كما تعرفنا عليها في صدد تناول إجابة سؤال هل يجوز زواج سنية من شيعي.