متى تحرم الزوجة على زوجها إذا هجرها
متى تحرم الزوجة على زوجها إذا هجرها؟ وما هي الأسباب التي تؤدي إلى الهجر؟ فهناك العديد من الأحكام الدينية التي ينبغي أن نتعرف إليها عن كثب من أجل أن نتمكن من التفريق بين الأمور التي أحلها الله عز وجل، والتي حرمها على سائر المسلمين، لذا ومن خلال منصة وميض سوف نتعرف على إجابات تلك الأسئلة بشيء من التفصيل.
متى تحرم الزوجة على زوجها إذا هجرها
يقول الله عز وجل في محكم التنزيل في سورة النساء الآية رقم 34:
” الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا“.
من الآية السابقة نستنتج أن الله عز وجل قد أباح للزوج أن يقوم بمعاقبة زوجته بعدة طرق إن أساءت إليه، إلا أن الهجر ليس في المرتبة الأولى، فلابد أن يسبقه العظة الحسنة، والتي سنتحدث عنها باستفاضة فيما بعد.
بينما فيما يخص الهجر، فإنه ينبغي عليه أن يتراجع عن الأمر إن اعتذرت وعدلت عما كان سببًا للهجران، لكن من الضروري أن نعلم أنه في حالة استطالة مدة الهجر دون داعي فإن المسلم في تلك الحالة يأثم إثمًا عظيمًا كونه لا يعفها، ولا يوفيها حقها الذي تزوجت من أجله.
إلا أنه في تلك الحالة لا يمكن أن تحرم عليه المرأة، فلا يوجد أي نص ديني يفيد أن هناك مدة هجر تعتبر من بعدها المرأة طالقًا من زوجها، حتى وإن بلغ الأمر أكثر من 6 أشهر، ولكن يحق لها أن تطلب الطلاق، ولا تأثم في ذلك.
اقرأ أيضًا: حكم بقاء الزوجة في بيتها بعد الطلاق البائن
أنواع هجر الزوجة
في سياق التعرف على جواب سؤال متى تحرم الزوجة على زوجها إذا هجرها ينبغي أن نعرف أنه هناك نوعين من الهجر قد يمارس الزوج مع الزوجة إحداهما أو كليهما كونها قد أساءت إليه، حيث تمثلا فيما يلي:
1- الهجر في الفراش
هو النوع الذي أحله الله تعالى من أجل أن تراجع المرأة نفسها، وتفكر فيما اقترفت كي تعود إلى صوابها مرة أخرى، ثم تعود إلى زوجها فتعتذر منه، حينها عليه أن يرجع عن الهدر ويعاشرها مرة أخرى.
الجدير بالذكر أن الأمر لا يحكمه مدة معينة، فقد تظل الزوجة ناشزًا مما يكون مدعاة لاستطالة المدة من أجل تأديبها، إلا أنها في حالة العدول عن الأمر الذي تسبب في ذلك، فإن الزوج من شأنه أن يسامحها، ويعاشرها معاشرة الأزواج.
كذلك من الضروري أن يعلم الزوج أن الآية قالت في أمر الهجر أن يأتي بعد أن يكون نصحها في نفس الأمر أكثر من مرة دون جدوى، فهنا يلجأ إلى الهجر في الفراش على ألا يخرج من البيت ويتركها بمفردها، مما يثير في قلبها الخوف.
2- الهجر بشكل كامل
على المسلم أن يعرف أنه يحق له هجر الزوجة في الفراش دون أن يتقيد الأمر بمدة كما رأينا في الإجابة على سؤال متى تحرم الزوجة على زوجها إذا هجرها، إلا أنه في حالة الهجر الكامل، وهو ألا يتحدث معها طوال اليوم من أجل أن تشعر بما اقترفت، فإنه في تلك الحالة لا يجب أن يتجاوز ثلاثة أيام.
ذلك استنادًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية عمر بن الخطاب:” ولا يحِلُّ لك أنْ تهجُرَ أخاك فوقَ ثلاثةِ أيَّامٍ. ومَن أتى ساحرًا أو كاهنًا أو عرَّافًا، فصدَّقَه بما يقولُ؛ فقد كفَرَ بما أُنْزِلَ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ” (صحيح).
اقرأ أيضًا: متى تنفر الزوجة من زوجها
ضوابط هجران الزوجة في الفراش
على الرغم من أن الله قد شرع الهجر في الفراش من أجل تعديل شلوك الزوجة، إلا أنه وضع له الضوابط العدة التي من الضروري التعرف عليها في إطار البحث عن الإجابة المؤكدة لسؤال متى تحرم الزوجة على زوجها إذا هجرها، والتي تتمثل فيما يلي:
1- عدم التوقف عن التحدث معها
يجب على الزوج ألا ينقطع عن محادثة زوجته، فإن ذلك من شأنه أن يتسبب في الجفاء بينه وبينها، ولن تعود الأمور إلى طبيعتها بعد ذلك حتى وإن تصالحا، فإن الهجر في الفراش يكفي لأن تفكر المرأة مرارًا وتكرارًا فيما اقترفت في حق الزوج.
2- عدم التوقف عن الإنفاق عليها
ينبغي على الزوج أن يقوم بالإنفاق على زوجته حتى في حالة الهجر مهما طالت، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية معاوية بن حيدة:
” قلتُ يا نبيَّ اللهِ نساؤُنَا ما نأتي منها وما نَذَرُ قال حرثُكَ ائتِ حرثَكَ أنَّى شئتَ غيرَ ألا تضربَ الوجهَ ولا تُقَبِّحْ ولا تَهْجُرْ إلا في البيتِ وأَطْعِمْ إذا طَعِمْتَ واكْسُ إذا اكتسيتَ كيفَ وقد أفضَى بعضُكم إلى بعضٍ إلا بما حلَّ عليها” (صحيح).
3- عدم ترك المنزل
بالنظر إلى الحديث الشريف السابق، نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن أن يقوم الزوج بهجر البيت، كون المرأة كائن ضعيف من شأنها أن تشعر بالخوف والرعب جراء ذلك.
فدور الرجل أن تشعر المرأة بالأمان من خلال تواجده معها في المنزل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي هريرة:
” مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ وَالْيَومِ الآخِرِ، فَإِذَا شَهِدَ أَمْرًا فَلْيَتَكَلَّمْ بخَيْرٍ، أَوْ لِيَسْكُتْ، وَاسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ، فإنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أَعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، إنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، اسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ خَيْرًا” (صحيح).
4- إتيانها إن انتهى سبب الهجر
على الزوج أن يسامح زوجته إن اعتذرت وانتهت من السبب الذي أدى إلى أن يهجرها، والجدير بالذكر أنه لا يحق أبدًا للزوج أن يقوم بهجرها دون أن يكون هناك سببًا واضحًا لذلك.
اقرأ أيضًا: ماذا تفعل الزوجة عندما يهجرها زوجها
أسباب هجر الزوجة
بعد أن تأكدنا من جواب سؤال متى تحرم الزوجة على زوجها إذا هجرها، نجد أنه هناك عدة أسباب من شأنها أن تكون دافعة لتطبيق الزوج ذلك الحكم على امرأته، والتي تتمثل فيما يلي:
- نشوز الزوجة، وهو أن تكون المرأة متعنتة لا تمتثل إلى أوامر الزوج، ولا تخضع إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية معاذ بن جبل:
” يا رسولَ اللهِ، رَأَيتُ رِجالًا باليَمنِ يَسجُدُ بعضُهم لبعضٍ، أفلا نَسجُدُ لك؟ قال: لو كنتُ آمِرًا بَشَرًا يَسجُدُ لبَشَرٍ، لأمَرتُ المَرأةَ أنْ تَسجُدَ لزَوجِها” (صحيح)، والجدير بالذكر أن ذلك يندرج أسفله الكثير من الأمور التي تعد معصية للزوج مثل الخروج دون إذنه واستقبال من لا يرغب في المنزل.
- الامتناع عن المعاشرة الزوجية دون أن يكون هناك سببًا لذلك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية عبد الله بن عمر: ” أنَّ امرأةً قالَت: يا رسولَ اللهِ ما حَقُّ الزَّوجِ علَى زوجَتِه؟ قالَ: لاتمنعْهُ نَفسَها، وإن كانَت علَى ظهرِ قَتَبٍ ولا تَصومُ إلَّا بإذنِهِ، ولا تخرجُ من بيتِه إلَّا بإذنِه، فإن فعَلتْ لعَنتَها الملائكةُ حتَّى تموتَ، أو تُراجِعَ، قالتْ: يا نبيَّ اللهِ، وإنْ كانَ لها ظالمًا؟ قالَ: وإنْ كانَ لها ظالمًا” (صحيح).
يجدر على المسلم أن يكون ملمًا بكافة الأحكام الدينية، حتى لا يتكبد الكثير من الذنوب كونه قد تجاوز على حكم من التشريعات الإسلامية.