هل يجوز صلاة الاستخارة بعد اتخاذ القرار
هل يجوز صلاة الاستخارة بعد اتخاذ القرار؟ وكيف تتم صلاة الاستخارة؟ فمن الجدير بالذكر أن صلاة الاستخارة يعتمد عليها الكثير من الناس في حالة الحيرة في اتخاذ قرار معين، فمن يكون لديه حيرة يبدأ في التساؤل هل اتخذ القرار ثم أصلى الاستخارة، أم العكس، ففي منصة وميض سوف نتعرف إلى كل تلك المعلومات عن صلاة الاستخارة.
هل يجوز صلاة الاستخارة بعد اتخاذ القرار؟
تعتبر صلاة الاستخارة هي السبيل الأول من أجل تحديد القدوم على اتخاذ القرار أم التراجع عنه، ومن الجدير بالذكر أن صلاة الاستخارة تكون جامعة لنوعين من العبادات.
الدعاء والتذلل إلى الله سبحانه وتعالى، وكذلك الثقة بأنه هو الذي سوف يهدي إلى القرار السليم، وجاءت كلمة الاستخارة في أن العبد يطلب من الله أن يهديه إلى أحد الاختيارين.
فعلى ذلك لا بد من معرفة أن الاستخارة تأتي في بداية مجرد التفكير في الأمر، قبل التفكير في الاختيارات المتاحة له، فإن كنت تنوي على فعل شيء وقمت بأداء صلاة الاستخارة، فما فائدتها في ذلك الوقت؟!
لذلك فإن الإجابة عن سؤال هل يجوز صلاة الاستخارة بعد اتخاذ القرار؟ هي لا، فإن أساس الاستخارة يقوم على معرفة اتخاذ القرار الأصلح في حالة التردد بين قرارين.
اقرأ أيضًا: كيف نعرف نتيجة صلاة الاستخارة؟ وكيفية تأديتها
وقت صلاة الاستخارة
انطلاقًا من الإجابة عن سؤال هل يجوز صلاة الاستخارة بعد اتخاذ القرار، فمن الجدير بالذكر أن صلاة الاستخارة تكون عندما يحتار المرء بين أمرين، ويطلب حينها من الله أن يهديه إلى الأمر الأصلح، والأخير له.
من المعروف أن صلاة الاستخارة تؤدى في أي وقت من أوقات اليوم، ولكن عدا الأوقات التي لا يستحب فيها الصلاة، مثل: الوقت بين صلاة العصر والمغرب، والوقت ما بين صلاة الفجر وطلوع الشمس، وقبل العصر بربع ساعة.
فيما عدا ذلك من الممكن أن يصلي الشخص صلاة الاستخارة في أي وقت وسوف تكون مستجابة بإذن الله.
لكن من الجدير بالذكر أنه في حالة إن كان المرء مضطرًا لصلاة الاستخارة في تلك الأوقات المكروه فيها الصلاة، حيث إنه لا يكون قادر على تأجيلها، فلا بأس في ذلك.
اقرأ أيضًا: كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات
كيفية صلاة الاستخارة
تعتبر صلاة الاستخارة من السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتتم صلاة الاستخارة بعد الوضوء، ثم أداء ركعتين كأي صلاة نافلة.
بعد قراءة الفاتحة يقرأ ما تيسر من آيات القرآن الكريم، ويفضل قراءة سورة الكافرون في الركعة الأولى، وسورة الإخلاص في الركعة الثانية، بعدها يقوم المرء بالتسليم، وبعد التسليم يبدأ في قراءة دعاء الاستخارة الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ يَقُولُ: ((إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي – أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لِي، وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي – أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي به ))، قَالَ: ((وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ)).
فكما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه بعد أن يقرأ الدعاء يقول الأمر الذي هو في حيرة بشأن اتخاذ قرار فيه.
بعض الأمور التي لا بد من معرفتها عن صلاة الاستخارة
بعد أن أجبنا عن سؤال هل يجوز صلاة الاستخارة بعد اتخاذ القرار، وبعد أن تعرفنا إلى الطريقة الصحيحة لصلاة الاستخارة، دعونا نتعرف إلى بعض الأمور التي لا بد من أخذها في الاعتبار وتتمثل تلك الأمور في النقاط التالية:
- من الأفضل للمسلم أن يعود نفسه على صلاة الاستخارة حتى في الأمور الصغيرة.
- لا بد من الإيمان والتيقن بأن الله سبحانه وتعالى سوف يهديه إلى الخيار الصحيح.
- لا يجب الاستخارة بعد أداء الفريضة، فلا بد من أداء صلاة الاستخارة، ومن ثم قراءة الدعاء.
- في حالة الرغبة في الاستخارة بعد ركعتين من النوافل، أو صلاة الضحى، يمكن أن تفعل ذلك، ولكن بشرط أن تحضر النية بالاستخارة قبل الصلاة.
- في حالة إن كان هناك مانع للصلاة، مثل الدورة الشهرية، فلا بد من الانتظار حتى يزول المانع، وإن لزم الأمر، ولا يمكن تأجيل الاستخارة فمن الممكن الاستخارة بالدعاء فقط.
- في حالة عدم حفظ دعاء الاستخارة، من الممكن قراءته من ورقة، أو من كتاب، ولكن الأفضل هو حفظ الدعاء.
- من الممكن قراءة دعاء الاستخارة بعد التسليم، أو قبل التسليم.
- ليس شرطًا أن تأتي نتيجة الاستخارة على هيئة رؤيا في المنام، فبعد الاستخارة افعل ما أردت فعله.
- في حالة عدم القدرة على اتخاذ القرار بعد الاستخارة، لا بد من تكرارها.
- لا يجب الزيادة على دعاء الاستخارة أو الإنقاص منه.
- لا بد أن يكون هناك صدق في طلب الاستخارة، وعدم جعل الأهواء على التي تقودك لاتخاذ القرار.
- في حالة إن كان هناك شك في نية الاستخارة، فلا بد من إكمال الصلاة كنافلة، وإعادة الاستخارة، فإن النية من أهم أركانها.
- في حالة تعدد الأمور التي يحتار فيها المرء، فمن الأفضل أن يكون لكل شيء استخارة منفصلة.
اقرأ أيضًا: هل يجوز قراءة دعاء الاستخارة من الهاتف
علامات قبول صلاة الاستخارة
من الجدير بالذكر أن الشخص الذي يقوم بأداء صلاة الاستخارة، يكون في انتظار أي علامة تشير إلى قبولها، ففي إطار الإجابة عن سؤال هل يجوز صلاة الاستخارة بعد اتخاذ القرار؟
فمن أهم الدلالات التي تشير إلى قبول الاستخارة، انشراح قلب المسلم، أو انقباضه، من ناحية الإقبال على الأمر الذي يستخير فيه.
فإن صلاة الاستخارة تكون بأن يسأل المسلم الله سبحانه وتعالى هل هناك خير في القدوم على اتخاذ هذا القرار أم لا، فإذا شعر المسلم بارتياح نتيجة اتخاذ القرار تجاه هذا الأمر، فإن هذا يكون إجابة من الله سبحانه وتعالى على أن تلك الخطوة فيها خير له.
أما في حالة إن شعر بانقباض في صدره تجاه هذا الأمر وعدم الارتياح في القدوم عليه، فإن تلك إشارة من رب العالمين بأن هذا الأمر قد يكون فيه ضرر له.
كذلك من الأمور الخاطئة عن الاستخارة أن يكون هناك حلم فيه الجواب عن استخارة المرء، ولكن في الواقع أن الأحلام ليست أبدًا من شروط قبول الاستخارة.
فلا يجب أن ينتظر المسلم أن يحلم بالإجابة عن استخارته، بل فقط عليه أن يتبع قلبه وانشراح أو انقباض صدره.
إن صلاة الاستخارة من الأمور التي يعتمد عليها العديد من الناس في اتخاذ القرارات الخاصة بهم في الكثير من الأمور، ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد أمر يمكن الاعتماد عليه أفضل من اختيار الله سبحانه وتعالى.