هل الوشم يمنع الوضوء
هل الوشم يمنع الوضوء؟ وما حكمه في الدين الإسلامي؟ فعلى المسلم أن يتعرف على كافة الأحكام الدينية التي تخص الصلاة والوضوء، حتى لا يقع في حد من حدود الله عز وجل ولا تقبل صلاته دون أن يعلم، لذا من خلال منصة وميض سوف نتعرف على الجواب الصحيح لتلك الأسئلة عبر السطور التالية.
هل الوشم يمنع الوضوء
هناك الكثير من أنواع الوشم، منه ما هو كالحناء أو الملصقات التي يتم وضعها على الطبقة الخارجية للبشرة، وفي تلك الحالة فإن الوشم لا يكون محرمًا إلا أن الأمر يرجع إلى عدة عوامل سنتعرف عليها فيما بعد.
أما بخصوص الجواب على سؤال هل الوشم يمنع الوضوء فإنه في تلك الحالة نجد أن الحناء لا تمنه وصول الماء إلى البشرة، وبالتالي فإنها لا تمنع الوضوء.
أما إن كان الوشم هو عبارة عن المصلقات التي تضعها المرأة من أجل التزين فإنها تغطي الجلد، وفي تلك الحالة فإنها تحول بين البشرة والمياه وتمنع الوضوء.
أما إن كان الوشم الذي حرمه الله عز وجل، وهو الذي يتم عمله تحت الجلد، فإن البشرة تغطيه، وبالتالي فهو لا يمنع الوضوء إلا أن له حكم ديني آخر سوف نتناوله من خلال الفقرات التالية.
اقرأ أيضًا: الفرق بين جهاز كانديلا جنتل برو وكانديلا جنتل ليزر
حكم الوشم في الإسلام
بعد أن تعرفنا على جواب سؤال هل الوشم يمنع الوضوء، نجد أن هناك العديد من أنواع الوشم التي من الضروري أن نتعرف عليها كافتها للتأكد من إجابة السؤال السابق طرحه، وللتعرف على مدى حرمانيته، وذلك من خلال ما يلي:
1- الوشم أسفل الجلد
هو من أشد أنواع الوشم تحريمًا، حيث يتم عن طريق وخز الجلد بإبرة معينة ووضع سائل ملون من شأنه أن يغير لون البشرة من الداخل، ولا يتم إزالته إلا بالمواد الحارقة أو الخضوع لجلسات الليزر، وهنا علينا أن نعلم أن الله عز وجل قد حرم الأمر تحريمًا قطعيًا ولعن من تقوم به.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف، في رواية عبد الله بن مسعود، حيث قال:
” لَعَنَ اللَّهُ الوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ قالَ: فَبَلَغَ ذلكَ امْرَأَةً مِن بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ يَعْقُوبَ وَكَانَتْ تَقْرَأُ القُرْآنَ، فأتَتْهُ فَقالَتْ: ما حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ أنَّكَ لَعَنْتَ الوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ، لِلْحُسْنِ المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ، فَقالَ عبدُ اللهِ: وَما لي لا أَلْعَنُ مَن لَعَنَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ؟ وَهو في كِتَابِ اللهِ فَقالتِ المَرْأَةُ: لقَدْ قَرَأْتُ ما بيْنَ لَوْحَيِ المُصْحَفِ فَما وَجَدْتُهُ فَقالَ: لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لقَدْ وَجَدْتِيهِ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَما آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهَاكُمْ عنْه فَانْتَهُوا} فَقالتِ المَرْأَةُ: فإنِّي أَرَى شيئًا مِن هذا علَى امْرَأَتِكَ الآنَ، قالَ: اذْهَبِي فَانْظُرِي، قالَ: فَدَخَلَتْ علَى امْرَأَةِ عبدِ اللهِ فَلَمْ تَرَ شيئًا، فَجَاءَتْ إلَيْهِ فَقالَتْ: ما رَأَيْتُ شيئًا، فَقالَ: أَما لو كانَ ذلكَ لَمْ نُجَامِعْهَا. غيرَ أنَّ في حَديثِ سُفْيَانَ الوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وفي حَديثِ مُفَضَّلٍ الوَاشِمَاتِ وَالْمَوْشُومَاتِ” (صحيح).
الجدير بالذكر أن هذا النوع من أنواع الوشم على الرغم من أنه لا يمنع الوضوء إلا أنه من الممكن أن ينجس الدم، كون المواد التي تصنع منها الصبغات غير صحية أو آمنة على الجسم، وفي تلك الحالة ينبغي إزالته حتى تقبل الصلاة، ويكون الجسم خاليًا من تلك الأمور التي تغضب الله عز وجل.
اقرأ أيضًا: هل النمص هو إزالة الحاجب كله
2- تاتو الحواجب
في سياق التعرف على الجواب الصحيح على سؤال هل الوشم يمنع الوضوء نجد أنه هناك تقنية مستحدثة تسمى تاتو الحواجب، والتي تعتمد على أن تقوم المرأة برسم حواجبها لدى مركو التجميل من خلال الوخز، ويقال هنا إن هذا الوشم ليس محرمًا كونه لا يستمر طيلة العمر كونه يختفي بعد عامين على الأكثر.
إلا أنه من الأمور التي تتشابه مع الوشم السابق ذكره، وعلى الرغم من أن تلك التقنية لا تمنع الوضوء إلا أنها أقرب للتحريم، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية النعمان بن البشير:
” سمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: وأَهْوَى النُّعْمانُ بإصْبَعَيْهِ إلى أُذُنَيْهِ، إنَّ الحَلالَ بَيِّنٌ، وإنَّ الحَرامَ بَيِّنٌ، وبيْنَهُما مُشْتَبِهاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وعِرْضِهِ، ومَن وقَعَ في الشُّبُهاتِ وقَعَ في الحَرامِ، كالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أنْ يَرْتَعَ فِيهِ، ألا وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألا وإنَّ حِمَى اللهِ مَحارِمُهُ، ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ“. (صحيح).
كذلك إن قامت المرأة بعمل ذلك التاتو، دون أن تكون منتقبة، فهي تتزين لغير المحارم، وفي ذلك إثم عظيم، حيث قال الله تعالى في محكم التنزيل في سورة في سورة النور الآية رقم 31:
“وَقُل لِّلْمُؤْمِنَٰتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَٰرِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَٰنِهِنَّ أَوْ بَنِىٓ إِخْوَٰنِهِنَّ أَوْ بَنِىٓ أَخَوَٰتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُهُنَّ أَوِ ٱلتَّٰبِعِينَ غَيْرِ أُوْلِى ٱلْإِرْبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفْلِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَىٰ عَوْرَٰتِ ٱلنِّسَآءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”.
أما إن أرادت أن تهذب من شكل الحواجب باستعمال مستحضرات التجميل من أجل أن تسر زوجها، فإنها تؤجر على ذلك، إلا أن تلك المنتجات من شأنها أن تحول بين الماء والبشرة أثناء الوضوء فيجدر بها إزالة تلك المستحضرات قبله.
اقرأ أيضًا: هل الوشم حلال أم حرام وهل يختلف تحريمه أو إباحته حسب طريقة رسمه؟
3- الوشم الملصق
هناك نوع من أنواع الوشم من شأنه أن يلصق من خلال تطبيقه على البشرة، وإمرار الماء عليه، وفي تلك الحالة لا يكون محرمًا إن لم يظهر لغير المحارم، بل تؤجر المرأة على وضعه إن كانت نيتها إسعاد الزوج.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية عبد الله بن عباس:” ألا أُخبرُكم بخيرِ ما يَكنِزُ: المرأةُ الصالحةُ إذا نظر إليها سرَّتْه، وإذا غاب عنها حفظَتْه، وإذا أمرَها أطاعتْهُ” (صحيح).
إلا أنه يجب على المرأة أن تقوم إزالته قبل الوضوء كونه من المواد الحائلة لوصول الماء.
على كل مسلم ومسلمة أن يتعرفا على الأحكام الدينية كافتها التي تخص الصلاة من أجل التأكد من أنهما لا يفعلان ما يغضب المولى عز وجل، ويتسبب في عدم قبولها.