هل الزواج قدر مثل الموت
هل الزواج قدر مثل الموت؟ وهل الدعاء يغير قدر الزواج؟ لا شك أن الزواج هو أهم مشروع في حياة الإنسان كلها، فإذا كانت علاقة الشخص بشريك حياته جيدة فهذا يسهل الكثير من الصعاب في الحياة ويهون عليه زلاتها، كما أن التوافق بين الزوجين يساعد على إخراج أبناء أسوياء نفسيًا يساعدون على تطوير المجتمع، لذلك يعد اختيار شريك الحياة هو أمر صعب للغاية، والآن لنتعرف على إجابة هل الزواج قدر مثل الموت؟ من خلال منصة وميض.
هل الزواج قدر مثل الموت؟
للإجابة على سؤال هل الزواج قدر مثل الموت؟ سوف نتطرق إلى قول رسول الله صلى عليه وسلم: (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء) الراوي: عبد الله بن عمرو بن العاص، المصدر: صحيح مسلم.
هنا يتضح أن كل شيء في حياة الفرد هو بتخطيط وتدبير من المولى عز وجل، ولكن في الوقت ذاته فإن الله يضع لنا بعض القواعد التي يجب السير عليها في الدنيا، فمثلًا في حالة الزواج قال الله تعالى:
(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (23)) سورة النساء.
فهذه هي البنود التي وجب علينا كمسلمين اتباعها عند أخذ خطوة الزواج، وغير ذلك فالشخص حر في اختيار من يهواها قلبه، ولكن في بعض الأوقات نجد أن الأمور غير ميسرة في الزواج بشخص معين، ولأسباب تافهة جدًا.
هنا يتضح قضاء الله في أنه يود أن يتزوج الشخص من امرأة مناسبة له أكثر، وأحيانًا يكون خطبته لأخرى ليست سوى تجربة يتعلم منها لتأهله من حسن معاشرة شريكة حياته.
اقرأ أيضًا: هل الزواج نصيب أم سعي
كيف أختار شريك حياتي؟
لقد كانت إجابتنا على سؤال هل الزواج قدر مثل الموت؟ بأنه قدر، وعلى الرغم من ذلك يجب علينا الأخذ بالأسباب عن اختيار شريك الحياة، فكما علينا السعي في العمل والدراسة والنتيجة تكون على الله، كذلك علينا السعي في اختيار شريك الحياة المناسب، والنتيجة تكون على الله.
يجب أن يكون الشخص على علم بأهدافه التي يود الوصول لها في الحياة، بل يجب أن يكون على علم برسالته في الحياة، وبالمبادئ والقواعد الخاصة بطريقة حياته، حتى يبحث عن شريك حياة يتلاءم مع هذا كله، كما يجب أن يكون الشخص مخلص وصادق، ويكن الاحترام لك ولأسرتك.
كما يجب أن تتوفر فيه صفات العفو وقلة التشدد عند وقوع مشكلة ما، ويجب التأكد من حالته عند الغضب فهل تصل إلى السب والإهانة أم لا، يجب التحقق من أن أهداف الشخص في الحياة واهتماماته غير تافهة، وأن الشخص لا يهتم بالمظاهر التي ليس لها نفع.
أهمية الزواج
في سياق الإجابة على سؤال هل الزواج قدر مثل الموت؟ يجب أن تحدث عن أهمية الزواج، وأثره في حياة الفرد الذي يؤدي إلى زيادة التوتر من اختيار شريك الحياة، لقد قال الله تعالى:
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)) سورة الروم، لتسكنوا إليها هنا لها معنى عظيم، وسوف نتحدث عن دور الرجل في حياة المرأة والعكس كلًا على حدِة في السطور الآتية.
اقرأ أيضًا: تجارب الزواج من رجل ستيني
دور المرأة في حياة الرجل
إذا بدأنا بالمرأة سوف نجد أنها السكن لشريك حياتها، هي مهد الحنان فإن وصل الرجل إلى ذروة حنانه لن يصل إلى قطرة في بحر حنان الأنثى، ومنبع البراءة، هي الكائن الضعيف القوي، فهي أضعف من الرجل بدنيًا ولكن بالرغم من ذلك فالرجل شديد الضعف أمام المرأة، ولا يتوقف الأمر على النساء الجميلات فقط.
فكل امرأة جميلة، وليس الشرط أن يكون هذا الجمال خارجي، ومن خلال الإجابة على هل الزواج قدر مثل الموت؟ سوف نذكر أمثلة عظيمة لدور المرأة في حياة الرجل في السطور الآتية:
1ـ السيدة خديجة رضي الله عنها
كم من نساء كانت قادرات على دعم أزواجهم ومساعدتهم على الوصول إلى أهدافهم، ومن أكبر الأمثلة على معنى الانوثة الحقيقي هي السيدة خديجة رضي الله عنها، عندما جاء نبي الله -صلى الله عليه وسلم- من الشق الموجود في الجبل بعد أن نزل له جبريل، دخل على السيدة خديجة قائلًا: (زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي).
فبدأت تهدأ من روعه، وتمده بكامل حنانها وحبها حتى يكون أكثر قوة، وعندما أخبرها نبي الله بما حدث، لم تقل له أنها هواجس، ولم تشك في امره، ولم تشعره بأنه كاذب بل قالت رضي الله عنها: (كَلّا واللَّهِ ما يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوائِبِ الحَقِّ)
كما استمرت في دعمة ومساندته حتى آخر يوم في حياتها، هذه هي الأنثى، فإذا كانت الزوجة تقية بحق فيمكن القول إنها أساس السعادة والبهجة في حياة شريك حياتها، هي من تنظف له مضجعه وتعد له طعامه، وتحضر له الأغراض التي يحتاجها، هي مصدر الدفء في أي منزل.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة يس للزواج
2ـ السيدة عائشة رضي الله عنها
إن المرأة هي الشخص الذي يحب التطوير والتنظيم والإدارة هي منبع الشغف والحماس في الدار، فنجد أنها من يصدر الأفكار الجديدة للتطوير من منزلها، وللتحسين من هيئته، كما أن المرأة هي أساس الذكاء العاطفي الدار.
فكم نجد من رجال يذهبون إلى منازلهم في حالة شديدة من الكرب والهم بسبب خطأ ما قد قام به الرجل في حياته، فنجد أنها تقوم برفع همته عن طريق ذكر ما يفعله من خير، والتفكير معه في طريقة للتغلب على هذا الخطأ، فلا تقوم بتأنيبه أو تقوم بزيادة ما يشعر به من هم.
كما أن معنى الذكاء العاطفي الموجود لدى المرأة يتمثل في قدرتها على الرد على ما يقوله الرجل بشكل آسر لقلبه يسعده، ويشعره بأهميته.
دور الرجل في حياة المرأة
إن الرجل هو الشخص القوام في حياة الأنثى، فهو من يُدلها لطريق الصواب عندما تخطئ، حيث إن من مسؤوليات الرجل أن يسأل شريكة حياته عن أدائها للصلوات وقراءتها للقرآن يوميًا، كما أنه الشخص المسؤول عن إرشادها على لبس الثياب الشرعية.
حيث نجد أن أتقى الرجال هو القادر على غض بصره، وأتقى النساء هي القادرة على عدم إلفات الأنظار إليها، إن المرأة بطبيعتها تحب التزين، تحب أن تظهر جميلة في أعين الآخرين، لديها شهوة جذب الآخرين إليها، فنجد أنها أحيانًا تنحني عن المسار الصحيح.
فتبدأ في لبس الثياب الضيقة والملفتة، هنا تظهر غيرة الرجل التي تعد حماية للمرأة من شهواتها، فيقوم بنصحها ومساعدتها على ترك الطريق الخطأ، كما أن مسؤولية الرجل تتمثل في أن يكون قدوة حسنة لأبنائه، وأن يوفر للمرأة وللأبناء ما تشتهي على حسب مقدرته.
كما أنه يخفف عنها الأوقات التي تشعر فيها بالتعب الجسدي والنفسي نتيجة تغير نسبة الهرمونات الأنثوية في جسدها، ويكون الحامي والداعم لها عند وقوعها في مأزق أو مشكلة ما، وبذلك يكون للرجل القوامة على الأنثى.
اقرأ أيضًا: تجربتي في الزواج من متزوج
دور الزواج في الإسلام
لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تَزَوَّجُوا الوَدُودَ الوَلودَ، فإني مُكَاثِرٌ بكم الأنبياءَ يومَ القيامةِ.)، هنا قد حثنا نبي الله على زيادة أعداد المسلمين ويعد هذا ضمن مهام الزواج، لكن ما فائدة زيادة هذا العدد مع عدم وجود تربية إسلامية صحيحة.
العاتق الأكبر للتربية يقع على أكتاف السيدات، فنجد أن والدة أحد الأئمة كانت توقظه في سن الثلاث سنوات حتى يؤدي قيام الليل، كما كانت والدة أحد الأئمة الآخرين تتوضأ قبل أن تقوم بإرضاع طفلها، وتقرأ ما تيسر لها من القرآن أثناء إرضاعه.
كما أن والد ووالدة محمد ابن سيرين هم الأصل في جعله من كبار العلماء، فمن صغر سنه كانوا يرسلونه إلى مجالس العلم، وعندما يدرس في جميع مجالس العلم الموجودة في البلدة يذهبوا إلى بلدة أخرى حتى يستزيد صبيهم الصغير بالمزيد من العلم.
لذلك نجد أن الزواج هو أساس وجود أشخاص رائعين في هذه الحياة، الذين يتركون الأثر في حياتنا، ويستفيد من علمهم الناس عبر القرون والعصور المختلفة، لكن ليس أي زواج، بل الزواج القائم على العلم والتفاهم، ومعرفة كل شخص لدوره، كما أن الزواج يحمي الرجال والسيدات من الوقوع في خطيئة الزنا.
إن اختيار شريك الحياة هو أمر غير سهل، لكن يجب الثقة في كرم الله، والسعي من أجل التحقق من أن الطرف الآخر يصلح كزوج أم لا، ثم التأكيد بصلاة الاستخارة.