أسرار سورة البقرة الروحانية وفضل قراءتها في قيام الليل
أسرار سورة البقرة الروحانية متعددة، فهي كباقي سور القرآن الكريم شفاء ورحمة وحسنات مضاعفة عند قراءة كل حرف، ولِسورة البقرة مكانة عظيمة داخل نفوس المسلمين وذلك لعظم قدرها بين سور القرآن الكريم من حيث كونها أكبر وأطول السور، والأولى في ترتيب المصحف، كما تشتمل على أعظم آية قرآنية وهَى آية الكرسي، وأطول آية وهَى آية الدين، كما لخوَاتيمها فضل عظيم، لذا دعونا نتعرف أسرار سورة البقرة الروحانية في السطور التالية على وميض.
معلومة عن سورة البقرة
- يبلغ عدد الآيات بها مئتان وستة وثمانون آية.
- مكان نزَلها المدينة المنوّرة، حيث تُعد من أوائل السور التي نزلت بالمدينة المنورة.
- بدء نزول آياتها منذ أوّل الهجرة، واستمر حتى السنة العاشرة منها.
- نص الآية رقم(281) من سورة البقرة (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)، هي آخر آية نزلت من القرآن الكريم، وكان ذلك في يوم النحر أثناء حَجّة الوداع بالعام العاشر من الهجرة.
تابع معنا معلومات عن سورة الكهف وسبب تسميتها بهذا الاسم
أسرار سورة البقرة الروحانية
تشتمل سورة البقرة على عدد كبير من الأسرار الروحانية الخاصة بها نذكر منها الآتي:
تقي من إضلال وإغواء الشيطان
يحدث ذلك من خلال قراءتها باستمرار داخل البيت، فهي أحد الأسباب طرد الشيطان من البيت، وحرمانه من تحقيق أهدافه في تضليل البشر وإفسادهم، والدليل على ذلك من السنة النبوية الشريفة رواية صحيح مسلم، أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم – قال:(إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَة).
سبب في نيل البركة
نتيجة لما يتَحصل عليه المسلم عند قراءتها، أو حفظ آياتها، أو حتي مجرد الاستماع إليها، من حسنات لا تعد ولا تحصى والتبرك بها في الوقت والجهد والمال.
تشفع لقارئها يوم القيامة
تُعد قراءة كل من سورة البقرة وسورة آل عمران بمثابة الشفاعة لصاحبهما يوم القيامة.
حيث وصف النبي-صلى الله عليه وسلم- سورتي البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان عظيمتان لونهما أسود ولكن يدخل النور من خلالها، يقومان بتظليل العبد والشفاعة له بسبب كثرة قراءته لهما والعمل بما جاء بهما.
تكفى العبد وتحفظه
هى الكافية والمحافظة للعبد من بين يديه ومن خلفه، تحفَظه من شر ما خلق الله سبحانه وتعالى من مخلوقات الجن والإنس.
فقط القراءة لآية الكرسي تعمل على حفظ العبد آناء الليل والنهار، وخلال نومه حتى يستيقظ.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( فإنَّ أَخْذَها بركةٌ، وتركَها حسرةٌ، ولا يستطيعُها البَطَلَةُ)، فالبَركة هنا تشمل جميع حياة المسلم من دينه ونفسه وماله وأهله، حيث يشمله حفظ وكفاية من الله سبحانه وتعالى ولا يصبح لأحد عليه من سلطان حتى السحرة.
تابع معنا سبب نزول سورة النصر وتفسيرها
سر احتوائها على اسم الله الأعظم
يقال أن آية الكرسي تكمن عظمتها وأسرارها في احتوائها على اسم الله الأعظم، الذي إذا دَعي به العبد استجاب الله سبحانه وتعالى، كما تحتوي على عدد كبير من صفات التوحيد والقدرة لله سبحانه وتعالى ومنها، الحي القيوم، القادر العليم، لا إله إلا هو، وبين عدد من الأحاديث النبوية الشريفة أسرار سورة البقرة الروحانية في كونها تشتمل على آية الكرسي والتي لها من الفضائل والأسرار ما تم ذكره في التالي:
- سر كونها تدخل قارئها الجنة إذا ما تمت تلاوتها بعد الانتهاء من الصلوات المفروضة، وذلك ثابت بقول النبي-صلى الله عليه وسلم-(مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ، إِلا الْمَوْتُ).
- سر أنها تحفظ من يقرأها من شيطان الجن إذا تمت تلاوتها مع أذكار الصباح والمساء، كما جاء في الحديث النبوي الشريف الذي رواه أبي بن كعب وفيه يقول على لسان أحد شياطين الجن(هذه الآيةُ التِي في سورةِ البقرةِ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هو الْحَيُّ الْقَيُّومُ مَنْ قالَها حِينَ يُمسِي أُجِيرَ مِنَّا حتَى يُصْبِحَ، ومَن قالَها حينَ يصبحُ أُجِيرَ مِنَّا حتى يُمسِي).
- كما ثبت في صحيح مسلم عن فضلها عندما سأل النبي أبا المُنْذِرِ عن أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ هي أعْظَمُ؟ قالَ أية الكرسي، فأثبت عليه النبي ذاك.
تابع معنا أسرع سورة لقضاء الحاجة المتعسرة عن أهل البيت
أسرار خواتيم آيات سورة البقرة
خواتيم آيات سورة البقرة لها من الأسرار والفضائل ما تنفرد به عن باقي السورة وحتى عن باقي سور القرآن الكريم أجمع، وبعض هذه الأسرار التي ذكرت في السنة النبوية هي الآتي:
نورٌ للعبد
كما جاء في صحيح مسلم، عن رواية ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّه قال على لسان جبريل للنبي-صلى الله عليه وسلم-(قالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ).
فهي هداية للعبد للطريق المستقيم في الحياة الدنيا، كما توصله إلى الصراط المستقيم في الحياة الأخرة.
تكفى العبد ليلته
كما جاء في صحيح الإمام البخاري، ما رواه عقبة بن عمرو عن النبي-صلى الله عليه وسلم-أنه قال(مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ)، والكفاية هنا قد تعني أنها تُغني عن قيام العبد بصلاة الليل، أو قد تعني أنها تُغني عن الأذكار والأدعية ما قبل النوم، أو الأصح أنها تكفى العبد من الإصابة بأي مكروه، يل وتضمن له الكفاية من خير الدنيا والاخرة.
رحمة بالعباد
عند نزول الآية رقم(284) من سورة البقرة والتي تشير لحساب الله سبحانه وتعالى للعباد على كل ما يخفوه أو يُعلنوه، خشي كل مؤمن علي نفسه من شدة ذلك الحساب.
طمأن النبي-صلى الله عليه وسلم- أصحابه حتى يبين الله لهم المقصد من تلك الآية، فكانت البشرى بنزول خواتيم سورة البقرة بداية من قوله تعالى(آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ) وحتى قوله تعالى(لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)، حيث تتضمن هذه الآيات استجابة لدعاء المؤمنين بعدم تكليفهم بما لا يستطيعون حمله، فجاءت هذه الخواتيم ورحمة ورفق بحالهم.
أسرار حفظ سورة البقرة
إنها ترفع مقام حافظها في الدنيا والآخرة، فقد كان صحابة الرسول-صلى الله عليه وسلم- يوقّرون حفظة سورة البقرة ويعظّمونهم غاية التعظيم، وقد روى عن أنس بن مالك أنّ أحد كتاب الوحي عن رسول الله قد فاز بهذه المنزلة فقط بحفظه سورة البقرة.
صحّ عن النبي-صلى الله عليه وسلم- حديثان في فضل تقديم من حفظ سورتي البقرة وآل عمران، أولهما ما رُواه الصحابي عثمان بن أبي العاص أنّ النبي استعمله من ضمن من وفد ثقيف لحفظه سورة البقرة، وثانيهما ما رواه أنس بن مالك في الحديث (كان الرجُلُ إذا قرَأَ البقرةَ وآلَ عِمرانَ يُعَدُّ فينا عظيمًا).
فضل قيام الليل بسورة البقرة
القيام لصلاة الليل له من الفضل العظيم والقدر الرفيع ما يجعل كل عبد حريص على أدائه وكأنه الفريضة السادسة من الصلاة، ويُعد قيام الليل بسورة البقرة هو أعظم أجرًا وأحْرص على تحصيل كل أسرار وفضائل هذه السورة المباركة.
يثبت ذلك فيما رواه عبدالله بن عمرو عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من قامَ بعشرِ آياتٍ لم يُكتب منَ الغافلينَ ومن قامَ بمائةِ آيةٍ كتبَ منَ القانتينَ ومن قامَ بألفِ آيةٍ كتبَ منَ المقنطرينَ)، ويشمل ذلك أي من آيات القرآن الحكيم.
أسرار سورة البقرة الروحانية تجدها دائمًا عند تلاوتك لآيات السورة الكريمة، حيث تزداد روحك نقاءًا وتمتلئ نفسك بالصفاء والهدوء، وتحدث لكل البركة في جميع أحوالك، وتصيب بها خير الدنيا والآخرة.