ماذا يفعل المسلم إذا سب الدين
ماذا يفعل المسلم إذا سب الدين؟ وهل الزوجة محرمة على الزوج الذي يسب الدين؟ سب الدين أو سب الأشخاص في العموم كبيرة من الكبائر التي نهانا عنها الإسلام، ويختلف حكم من سب الدين قاصدًا دين الله وأحكامه وضوابطه عمن سب الدين قاصدًا الشخص ذاته، لذلك سوف نقوم بذكر أقوال الفقهاء في مسألة ماذا يفعل المسلم إذا سب الدين في كافة الأحوال من خلال منصة وميض.
ماذا يفعل المسلم إذا سب الدين؟
مما لا شك فيه أن سب الدين من الأفعال المحرمة عند الله والتي تُعد من الكبائر، ويعتقد البعض أن من يسب الدين فقد خرج عن الإسلام، ولكن في الحقيقة هذه المسألة تختلف باختلاف مقصد المتلفظ بسب الدين.
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن من يقوم بسب الدين قاصدًا الشخص ذاته من حيث طريقة كلامه أو أخلاقه فلا يُعد ذلك كافرًا بل يكون أثم فقط ويتصف بالفسوق ولا يمكن القول بأنه كافر.
أما الشخص الذي يسب بالدين قاصدًا دين الله يكون بذلك كافرًا مرتدًا عن الإسلام مع العلم أن الشخص الذي يشتم دين الإسلام فقط يجب التريث في أمره وعدم الحكم عليه بالكفر.
قال الفقهاء في مسألة ماذا يفعل المسلم إذا سب الدين أنه يجب عليه التوبة النصوحة على الفور والتذلل إلى الله بالرحمة والمغفرة واليقين التام أنه يغفر الذنوب ويقبل التوبة مثلما جاء في قوله تعالى في سورة الزمر الآية 53:
“قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ“، وقال بعض الفقهاء أنه يجب عليه الاغتسال ونطق الشهادتين، وفى كلا الأحوال يوجد شروط لقبول التوبة تتمثل في الآتي:
- الندم على ما فعل: أن يرى الله من قلب العبد الندم الشديد عما بدر منه في حقه سبحانه وتعالى والشعور بأنه ارتكب ذنبًا عظيمًا.
- النية على عدم تكرار ذلك الفعل: استكمالًا لموضوع ماذا يفعل المسلم إذا سب الدين يجب أن يرى الله منك صدق النية بأنك لا تريد ارتكاب مثل هذا الذنب مرة أخرى مهما حدث.
- الإخلاص في التوبة لله تعالى: من أهم شروط التوبة النصوحة أن تكون النية خالصة لوجه الله في التوبة من هذا الفعل وابتغاء رضا الله وثوابه وألا تكون خوفًا من أحد أو حتى يراه أحد أو تكون من أجل نيل أمر من أمور الدنيا.
- الإسراع في التوبة: يجب أن يسرع العبد في التوبة عن هذا الفعل وألا ينتظر حتى يحين أجله أو أن تظهر علامات الساعة الكبرى مثلما جاء في قوله تعالى في سورة الأنعام الآية 158: “هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ“.
اقرأ أيضًا: هل كل المسلمين يدخلون الجنة
حكم سب الدين في حالة الغضب الشديد
استكمالًا لموضوع ماذا يفعل المسلم إذا سب الدين؟ يرى الفقهاء في هذه الحالة أن الشخص الذي يقوم بسب الدين وهو غاضب غضبًا شديدًا يتمثل حكمه في حالة تذكره لِما فعل من عدمه.
فإذا تذكر ما قاله وأعترف يجرى عليه حكم المرتد عن الإسلام وعليه التوبة النصوحة كما ذكرنا، أما في حالة سؤاله عما حدث وعدم تذكره لِما قاله ففي هذه الحالة يدخل تحت حكم المدهوش ولا يؤخذ عليه شيئًا.
اقرأ أيضًا: قضاء الصلاة الفائتة إذا دخل وقت الأخرى
هل تكون الزوجة محرمة على زوجها الذي يسب الدين؟
نعم، تكون الزوجة محرمة على زوجها الذي يسب الدين فقد أجمع الفقهاء على أن الزوج الذي يسب الدين قاصدًا متعمدًا دين الله يكون في حكم المرتد عن الإسلام وتطلق منه زوجته على الفور ولا تحل له والعكس صحيح بالنسبة للزوجة التي تسب الدين فإن الطلاق بسبب الردة عن دين الله مجاز شرعًا ولا يجب فيه انتظار حكم القضاء.
مع العلم أن من يتوب إلى الله عن هذا الفعل من كلا الزوجين وينوي على عدم فعل هذا الذنب مرة أخرى يمكنهما الاجتماع ثانيًا مع عدم دفع مهر جديد للزوجة أو كتابة عقد إذا لم تنقضي شهور العدة بعد، أما في حالة انتهاء شهور العدة يجب على الزوج دفع مهر جديد وكتابة عقد جديد.
اقرأ أيضًا: ماذا يحدث لجسد الميت بعد 40 يوم من وفاته
هل يكفر من سب الدين مازحًا؟
نعم، يكفر من سب الدين مازحًا وقد أكد على ذلك ابن عثيمين في كتاب فتاوى نور على الدرب حيث قال إن من يسب الدين سواء كان مازحًا أو جادًا فهو كافر إذا كان قاصدًا لما يقول، أما من كان يريد مدح الدين وقام بسب الدين غير متعمدًا أو قاصدًا فلا يؤخذ عليه شيء مستدلًا على ذلك بقصة الرجل الذي فقد ناقته وكان عليها ياقوته.
فأصابه اليأس واستلقى تحت ظل شجرة متيقنًا بأنه سوف يموت ومن ثم جاءت إليه ناقته فلما رآها فرح فرحًا شديدًا وأخطأ في كلامه فقال: “اللهم أنت عبدي وأنا ربك” فلم يؤخذ عليه شيئًا حينها لأنه لم يقصد ما يقول.
تطرق ابن قدامة أيضًا في هذه المسألة حيث قال إن من يسب الله تعالي أو يستهزأ بآياته ورسله سواء كان يمزح أم لا فإنه كافر لا جدال في ذلك مستندًا بقول الله تعالى في سورة التوبة الآية 65:66:
“ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ“.
لا شك أن سب الدين كبيرة من الكبائر التي يجب ألا يفعلها المسلم مهما حدث، ويلزم لها التوبة النصوحة إذا كان المسلم قاصدًا دين الله أو قاصدًا الشخص ذاته.