هل مكتوب لي من سأتزوج
هل مكتوب لي من سأتزوج؟ ماذا يفعل من تأخر زواجه؟ يصيب اليأس والحزن قلوب الأشخاص الذين يتأخر زواجهم وقد يفعلون أشياء خاطئة من أجل الزواج سواء كان شاب أو فتاة، بل ويتساءلون كثيرًا عن كون الزواج قضاء وقدر أم هو اختيار منا ونحن المسؤولون عنه، لذلك سوف نتعرف على إجابة سؤال هل مكتوب لي من سأتزوج وعلى كل الأشياء الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية في مسألة الزواج من خلال منصة وميض.
هل مكتوب لي من سأتزوج
يتساءل الكثيرون وخاصةً هؤلاء الذين تأخر زواجهم بأن الزواج قدر مكتوب في اللوح المحفوظ عند الله أم هو سعى واختيار من أنفسنا؟ في الحقيقة نجد الشقين مرتبطين ببعضهما أي أن كل واحد منا مكتوب له في اللوح المحفوظ من سيتزوج ومتى يقابله وكيف يقابله وكل هذه الأشياء ولا أحد يعلم كل هذا إلا الله سبحانه وتعالى.
مع العلم أن اختيار شريك الحياة يتطلب سعى منا للحصول على رزق الزواج من خلال تقوى الله واتباع أوامره ونواهيه في عدم الاختلاط بين الشباب والبنات وعدم التحدث فيما بينهم إلا للضرورة، وألا تتزين الفتيات من أجل إعجاب الشباب بهن وغض البصر وما إلى ذلك.
كل هذه الأمور لا ترضى الله تعالى وقد يتأخر رزق الزواج بسببها أو يبتلي الله الإنسان بسبب ذنوبه تلك، بالإضافة إلى أن علينا حسن اختيار شريك الحياة وفق معايير الإسلام مع التسليم التام لقضاء الله في إتمام هذا الأمر من عدمه.
إذًا فإن الإجابة على سؤال هل مكتوب لي من سأتزوج هي نعم، كل واحد منا مكتوب له شريك حياته الذي يرافقه في الحياة قبل أن يولد حتى ومكتوب له كل أرزاقه في الدنيا من عمل ومال وصحة وذرية وكل شيء، والدليل على ذلك ما ورد في الحديث الشريف عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- قال: “كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء” رواه مسلم.
بالإضافة إلى أن هذا الأمر يتطلب تقوى الله والأخذ بالأسباب والإيمان التام بقدرة الله في أنه الوحيد الذي يستطيع منحك هذا الرزق مثلما قال تعالى في سورة الطلاق:
“وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3).
اقرأ أيضًا: معرفة موعد الزواج من الاسم وتاريخ الميلاد
ماذا يفعل من تأخر زواجه؟
نستكمل موضوع هل مكتوب لي من سأتزوج في معرفة الأشياء التي يجب أن يفعلها كل شاب وفتاة تأخر زواجهم حيث إن هذا الأمر يؤرق الكثير من الأشخاص ويكون صعبًا على نفسية كلًا منهما خاصةً إذا تعدى سن الثلاثين من عمره ولم يجد شريك حياته حتى الآن.
يمكننا القول في هذه المسألة إن الله تعالى قد وضع حلًا لها في سورة النور الآية 33 عندما قال: “وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ” حيث إن الآية الكريمة توضح أن الله يأمرنا بالاستعفاف عن كل ما هو محرم والإكثار من فعل الطاعات خاصةً الصوم عندما يتعثر علينا الزواج لأي سبب من الأسباب رجل كان أو امرأة.
كما توضح الآية وعد الله لنا بالإغناء من فضله في رزق الزواج سواء كان العائق مالًا أو عملًا أو حتى الابتلاء بالشهوة، فإن الاستعفاف والتقوى يجعل الله يرزقنا ويغنينا في أمر الزواج.
ليس فقط ذلك بل إن الدعاء لله والتوسل إليه بأن يرزقنا الزواج من أهم الأمور التي يجب أن يفعلها كل مسلم تأخر زواجه لأن الدعاء يرد القدر مثلما جاء في الحديث الشريف: “لا يردُّ القضاءَ إلَّا الدُّعاءُ، ولا يزيدُ في العمرِ إلَّا البرُّ“ أي أن المسلم المبتلى بتأخر الزواج عند كثرة الدعاء والإلحاح على الله من شأنه أن يرفع هذا البلاء ويرزقه الله بالزواج.
ينصح بعض العلماء الأشخاص الذين تأخر زواجهم بأن يرددوا دعاء سيدنا موسى -عليه السلام- عندما خرج من قومه لا يملك أي شيء بين يديه ورأى فتاتين يقفان عند بئر لملء الماء منتظرين أن تذهب الرجال.
فجاء سيدنا موسي وسقا لهم الماء وتركهم وذهب يجلس تحت ظل شجرة يدعو الله فقال في سورة القصص: “فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24)، أي أن سيدنا موسي يقول لله أنه فقير إلى أي خير يسوقه إليه لأنه لا يملك مال ولا عمل ولا زواج ولا كل هذه الأمور.
فاستجاب الله لدعاء سيدنا موسي وكانت الإجابة في قوله تعالى: “فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ” وعندما ذهب سيدنا موسى إلى أبيها وقص عليه ما حدث معه طلبت الفتاة من أبيها أن يزوجها لسيدنا موسي كما جاء في قوله تعالي:
“قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26) قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27)“.
تبين الآيات استجابة الله لدعاء سيدنا موسى وجلب الرزق إليه عندما دعا الله بتذلل وطلب منه الرزق في أمور الدنيا فكانت الإجابة بالعمل الذي يجنى منه المال والزواج أيضًا، لذلك فمن الجيد أن يردد الأشخاص دعاء سيدنا موسى في سورة القصص والدعاء بالزواج في العموم مع اليقين التام بأن الله سوف يمنّ علينا بهذه النعمة.
لا ننسي أيضًا كثرة الاستغفار مع الدعاء فإنها من أسباب جلب الرزق في الدنيا والآخرة مثلما قال تعالى في سورة نوح:
“فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا“.
استكمالًا لموضوع هل مكتوب لي من سأتزوج فيجب ألا نيأس عندما يتأخر أمر الزواج علينا فإن الله يعلم ما هو خير لنا في الدنيا ولعله منع عنا هذا الأمر في التوقيت الذي نريده لأنه يعلم بأنه ليس مناسب لنا وإن الخير كل الخير في تأخير الله لشيء نريده بشدة ولا نناله.
لعل الله أخّر علينا هذا الأمر لأنه يعلم بالضرر الذي يقع علينا عندما يأتي ونقول حينها ليته لم يأتي، لذلك فإن الأخذ بأسباب الرزق التي ذكرناها مع التسليم التام لحكمة الله تعالى في الأمور تولد الرضا بقضاء الله وقدره والطمأنينة في قلوبنا، فهذا من الإيمان بالله تعالى وهو أحد أركان الإسلام.
اقرأ أيضًا: سورة الكوثر للزواج في أسبوع
اقرأ أيضًا: فضل سورة البقرة في استجابة الدعاء
الزواج نعمة من الله يرزق بها من يشاء من عباده فقد تتأخر على البعض وقد يناله البعض في سن مبكر، ولكن يجب ألا نيأس ونأخذ بأسباب الرزق حتى يمنّ الله علينا بها.