هل من حق الزوجة معرفة كل شيء عن زوجها
هل من حق الزوجة معرفة كل شيء عن زوجها؟ وما هي الحقوق التي يجب أن تحصل عليها منه حسب الشريعة الإسلامية؟ فديننا الحنيف لم يترك للزوجة مجالًا أن تشعر بأن ليس لها حق كما أن عليها الكثير من الواجبات تجاه زوجها، لذا ومن خلال منصة وميض سوف نتعرف على إجابات تلك الأسئلة بشيء من التفصيل.
هل من حق الزوجة معرفة كل شيء عن زوجها
شرع الله للرجل والمرأة أن يتزوجا على أن يكون الأمر مبني على المودة والرحمة من أجل ضمان استمرار تلك العلاقة، فقد قال الله تعالى في محكم التنزيل في سورة الروم الآية رقم 21:
“وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ“.
كما شرع أن يكون للزوجة العديد من الحقوق على الزوج ووضع أيضًا الفروقات بين الرجل والمرأة في تلك العلاقة، حيث أتت إجابة سؤال هل من حق الزوجة معرفة كل شيء عن زوجها، بأنه لا يحق لها ذلك.
كون الرجل له العديد من الأمور التي يحب أن يشعر من خلالها بالخصوصية، إلا أن ذلك لا يحرم عليها إن سألته من أجل الخوف عليه من الوقوع في معصية الله -عز وجل- عن طريق أصدقاء السوء أو غيره، فالأصل في المعاشرة الزوجية أن تكون بالمعروف.
كما أحل الشرع للرجل أن يكذب على امرأته في بعض الأمور إن كان لا ضرر عليها جراء ذلك، حيث أتى الأمر استنادًا لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية أم كلثوم بنت عقبة:
“ما سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يرخصُ في شيءٍ من الكذبِ إلا في ثلاثٍ كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: لا أعدُّه كاذبًا الرجلُ يصلحُ بين الناسِ يقولُ القولَ ولا يريدُ به إلا الإصلاحَ، والرجلُ يقولُ في الحربِ، والرجلُ يحدثُ امرأتَه، والمرأةُ تحدثُ زوجَها” (صحيح).
اقرأ أيضًا: هل يغفر الله لمن خانت زوجها
حقوق المرأة على زوجها
في سياق التعرف على جواب سؤال هل من حق الزوجة معرفة كل شيء عن زوجها، ينبغي علينا أن نتعرف على كافة حقوق المرأة على زوجها من ناحية الدين الإسلامي بشيء من التفصيل، وذلك عبر ما يلي:
1- الإحسان في المعاشرة
النساء هن وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال نبينا الكريم -صلوات الله عليه- في رواية أبي هريرة:
“مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ وَالْيَومِ الآخِرِ، فَإِذَا شَهِدَ أَمْرًا فَلْيَتَكَلَّمْ بخَيْرٍ، أَوْ لِيَسْكُتْ، وَاسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ، فإنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أَعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، إنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، اسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ خَيْرًا” (صحيح).
لذا على المسلم أن يتقي الله في زوجته وأن يعاملها بإحسان وأن يكون لها الأهل بعد أن أخذها من بيتهم، حتى تكون له السكن والأمان، فما أجمل البيت المسلم إن تمتع بالاستقرار الأسري، فعلى الرجل أن يوفي المرأة حقها من خلال احترام مشاعرها، والعمل على إكرامها وأن يحنو عليها ويمدها بالعاطفة التي تحتاجها منه.
كذلك على المسلم أن يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كان يمرح مع زوجاته ويداعبهن ولا يعبث أمامهن ولا يعمل على إهانة أي منهن، بل كان يساعد في الأعمال المنزلية، فقد روي عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت:
“ما كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ يعملُ في بيتِهِ؟ قالت: يخصِفُ نعلَهُ، ويعملُ ما يعملُ الرَّجلُ في بيتِهِ، وفي روايةٍ: قالت: ما يصنَعُ أحدُكُم في بيتِهِ: يخصِفُ النَّعلَ، ويَرْقَعُ الثَّوبَ، ويَخِيطُ” (صحيح).
2- الإنفاق عليها
من أهم حقوق الزوجة على زوجها أن يكون منفقًا عليها من كافة الجوانب، حيث المأكل، المشرب والملبس، فقد قال الله تعالى في محكم التنزيل سورة النساء الآية رقم 34:
“الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا“.
كذلك عليه أن يقوم بالإنفاق على أولاده منذ يومهم الأول، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة البقرة الآية رقم 233:
“وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ“.
لكن الجدير بالذكر أنه على الزوجة أن تراعي الحالة المادية للزوج، فلا تشق عليه أو ترهق بكثرة الطلبات، وعليه أن ينفق على قدر استطاعته، استنادًا إلى قول الله تعالى في سورة الطلاق الآية رقم 7:
“لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا“.
اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الزوجة الناشز
3- التواصل مع الزوجة
كذلك ينبغي على الزوج أن يكون متواصلًا مع زوجته، ويعمل على إقامة العلاقة الحميمة معها من أجل أن يعفها، وهو من أعظم حقوقها عليه، كما أن تلك العلاقة من شأنها أن تكون سببًا في توطيد المشاعر العاطفية.
إلا أنه هناك بعض الأمور المحرمة التي منعها الله عز وجل في تلك العلاقة، وهي ممارسة الجماع أثناء فترة الحيض، وذلك استنادًا لقول الله تعالى في سورة البقرة الآية رقم 222:
“وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ“.
اقرأ أيضًا: 10 علامات تدل على خيانة الزوجة
4- الإصلاح من شأنها
أيضًا بعد التعرف على الجواب الصحيح على سؤال هل من حق الزوجة معرفة كل شيء عن زوجها، يجب على الرجل أن يعلم أنه من شأنه أن يعاقبها إن أخطأت في حقه من أجل الإصلاح من شأنها، وذلك من خلال الوعظ الحسن في البداية.
فإن لم تستجب، فمم الممكن أن يهجرها في المضجع، ولا يعاشرها إلا أن تعدل عن السبب الذي أدى بهما إلى ذلك، فإن لم ترضخ لأوامره في تلك الحالة أيضًا، فقد أجاز له الشرع أن يقوم بضربها، لكن لا يكون الضرب مبرحًا ولا يشعرها بالذل أو الإهانة، فهو من أجل التأديب فقط.
يجب على كلًا من الزوجة والزوج أن يعلما أن دين الإسلام دين يسر وليس عسر، وأن الله -عز وجل- ما فرض من أحكام دينية إلا لتكون في صالح العبد المسلم لذا عليه الالتزام بها حتى يسعد في عيشته في الدارين.