هل الدعاء مستجاب في قيام الليل
هل الدعاء مستجاب في قيام الليل؟ وما فضائل قيام الليل؟ حيث يتم قيام الليل في الثلث الأخير من الليل، وذلك من أجل مناجاة الله – عز وجل – وطلب منه الخير في الأيام القادمة أو طلب الشفاء من مرض ما، ومن خلال منصة وميض سنوضح لكم هل الدعاء مستجاب في قيام الليل.
هل الدعاء مستجاب في قيام الليل؟
قيام الليل من العبادات التي لها أجر وثواب كبير عند الله – سبحانه وتعالى – لئلا يستطيع الكثير من المؤمنين بصلاة قيام الليل؛ لأن الليل للنوم والراحة فيجد البعض صعوبة في النهوض في هذا الليل للصلاة، وورد عن رسول الله – صلٍ الله عليه وسلم – أنه كان يداوم على قيام الليل.
حيث قالت عائشة – رضي الله عنها – لأحد رجال المسلمين: “لاَ تدع قيامَ اللَّيلِ فإنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ لاَ يدعُهُ وَكانَ إذا مرضَ أو كسلَ صلَّى قاعدًا” (رواه الألباني).
قال الله – سبحانه وتعالى – عن المستيقظين لقيام الليل: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) [الزمر: 9].
يعد وقت قيام الليل من الأوقات المحببة للدعاء، ويوجد احتمال كبير في استجابة الدعاء في قيام الليل، حيث إن القيام في الثلث الأخير من الليل أقرب إلى استجابة الدعاء، كما قال رسول الله – صلٍ الله عليه وسلم –: ” يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له” (صحيح البخاري).
كذلك يعد وقت قيام الليل من أفضل الأوقات للصلاة؛ ويرجع ذلك إلى الإطالة في الصلاة وتلاوة القرآن الكريم وهذا نتيجة عدم وجود مُسببات للإزعاج أو للانشغال بها في الليل، ويكون قلب المؤمن خاشع وخاضع لله – عز وجل – وتكون قراءة القرآن أكثر تدبرًا، حيث قال الله – سبحانه وتعالى –:
(إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا) [المزمل: 6].
في وقت الثلث الأخير من الليل يكون رب العالمين أقرب إلى عباده، وتفتح أبواب السماء في هذا الوقت، وتستجاب دعوات المؤمنين، وبهذا تكون إجابة سؤال هل الدعاء مستجاب في قيام الليل هي نعم بإذن الله.
اقرأ أيضًا: هل دعاء المرأة الحائض مستجاب
دعاء مستجاب في قيام الليل
بعد معرفة إجابة سؤال هل الدعاء مستجاب في قيام الليل، نوضح لكم أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان دؤوب على قيام الليل، ويختار الأدعية الشاملة لأمور الحياة الدنيا والأخرة من أجل الدعاء بها، ويوجد بعض الأدعية التي كان يدعو بها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومنها الآتي:
- عن عبد الله بن عباس قال إن رسول الله – صلٍ الله عليه وسلم – إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل يقول: “اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والارض ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن أنت الحق وقولك الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وأليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وأخرت وأسررت وأعلنت أنت إلهي لا إله إلا أنت”.
- هناك دعاء آخر عن رسول الله – صلٍ الله عليه وسلم – “اللهم اجعلْ في قلبي نورًا، وفي سمعي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن يساري نورًا، وفوقي نورًا، وتحتي نورًا، وأمامي نورًا، وخلفي نورًا، وأعظِمْ لي نورًا اللهم اجعلْ لي نورًا في قلبي، واجعلْ لي نورًا في سمعي، واجعلْ لي نورًا في بصري، واجعلْ لي نورًا عن يميني، ونورًا عن شمالي، واجعلْ لي نورًا من بين يديَّ، ونورًا من خلفي، وزِدْني نورًا، وزِدْني نورًا، وزِدْني نورًا” (رواه الألباني).
اقرأ أيضًا: الدعاء يوم عرفة لغير الحاج
وقت قيام الليل
يعد وقت قيام الليل من الأوقات المباركة، ويبدأ من بعد صلاة العشاء من الليل حتى طلوع الفجر، وهذا من رحمة الله – عز وجل – ولطفه على كافة عباده، ويستطيع المؤمنون مناجاة الله – سبحانه وتعالى – في هذا الوقت وطلب الخير والتوفيق في الحياة الدنيا والمغفرة والرحمة في الحياة الآخرة، ويستغل العديد من المؤمنين هذا الوقت في الاستغفار والدعاء، مع الإيمان الشديد بأن الله – عز وجل – سوف يستجيب لدعائهم في أقرب وقت، وتتم صلاة قيام الليل مَثني مَثني.
كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يحذر من ترك قيام الليل، حيث قال لعمرو بن العاص – رضي الله عنه -: “يَا عَبْدَ اللهِ، لا تَكُنْ بمِثْلِ فُلَانٍ كانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ” (رواه مسلم).
فضل قيام الثلث الأخير من الليل
يعد قيام الليل فيه خير للمؤمن ومن أفضل الأوقات للصلاة والخلوة مع الله – عز وجل –، بالإضافة إلى أن الثلث الأخير من الليل هو أفضل الأوقات؛ إذا يتجلى الله في هذا الوقت على السماء الدنيا.
أسباب تعين على قيام الليل
لا يستطيع كافة المؤمنين النهوض من أجل قيام الليل، إنما قيام الليل يحتاج إلى جهد وإصرار وعزيمة على القيام به يوميًا، ويوجد أسباب قد تعين وتحفز المؤمن على قيام الليل، ومنها الآتي:
- التقليل من الأكل والشراب، حيث يساعد ذلك على تجنب ارتكاب المعاصي والذنوب، والتعود على أخذ قيلولة النهار.
- يساعد النوم المبكر في الاستيقاظ بصورة نشيطة لأداء صلاة قيام الليل، ويقوم المؤمن باتباع سنن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في هذا الأمر، وقراءة أذكار النوم وقراءة آية الكرسي.
- عند قيام الليل يعرف المسلم فضل القيام ومنزلته وبركته عند الله – عز وجل – والاطلاع على وعد الله – تعالى – لمقيمين صلاة قيام الليل في الحياة الدنيا والآخرة.
- تقوية ثقة العبد بربه، والإخلاص في أداء الطاعة.
- استعانة المؤمن بالله – سبحانه وتعالى – على الشيطان، والشيطان يجلس في طريق ابن آدم ليجعله يتكاسل عن أداء طاعات الله.
اقرأ أيضًا: دعاء التعار من الليل مستجاب
كيفية قيام الليل
قيام الليل من صلوات النوافل، وورد في أحاديث أن أفضل وقت لقيام الليل هو في الثلث الأخير من الليل، ويستطيع المؤمن أن يُصلي قيام الليل في أي وقت من بعد صلاة العشاء حتى طلوع الفجر وينال أجر السنة بإذن الله تعالى، وتعد عدد ركعات قيام الليل غير محددة، والسنة الاقتصار على 11 ركعة أو 13 ركعة وذلك ورد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في أداء قيام الليل.
يعد وقت قيام الليل من الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء، مثل وقت الشرب من ماء زمزم، ووقت الدعاء بين الأذان والإقامة، ومن الأوقات المباركة حيث يتجلى الله –عز وجل – إلى السماء الدنيا.