هل تقبل توبة الزاني المتزوج
هل تقبل توبة الزاني المتزوج؟ وما هو حد الزنا للمحصن؟ فإن الزنا من الكبائر التي حذر الله تعالى ورسوله الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ من الوقوع فيها.
كما قد أمرنا نبينا محمد أن نلتزم ببعض التعاليم لكي يتم قبول توبة الزنا والشروط الواجب توافرها في تلك التوبة لتقبل عند الله عز وجل، وفيما يلي سوف نوضح كل تلك الأمور من خلال الإجابة عن سؤال هل تقبل توبة الزاني المتزوج عبر منصة وميض.
هل تقبل توبة الزاني المتزوج؟
الزنا من ضمن الكبائر التي أوضح لنا الله تعالى عقوبتها وأن من يفعلها قد تخطى حدوده مع الله عز وجل، لكن على الصعيد الآخر فإن الله تعالى غفور رحيم، ويقبل توبة العبد ما إن يشعر بالذنب والرغبة في التقرب من طريقه، فمن مشى إلى الله خطوة قد شده إليه عدة خطوات.
لكن في أمور الكبائر والزنا أقاويل مختلفة، فمن الفقهاء من يخطب في أن الزاني لا تُقبل له توبة ولا يغفر الله له دون أن يقع عليه الحد والعقوبة التي تم توضيحها في آياته الكريمة لكي يتم التكفير عن ذلك الذنب.
بينما هناك بعض من الفقهاء يقولون إن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، ويكفي أن يشعر الشخص بالندم ولا يجب أن يتم الحكم على الناس مكان الله تعالى، والبعض يقولون إن التكفير عن عقوبة الزنا الأمثل هو الزواج من الفتاة.
الاختلاف في تلك الآراء يجعل من المسلم غير قادر على اتخاذ القرار السليم بخصوص شئون حياته، أي قد لا يتوب من أذنب، ولا يتزوج ممن زنا معها أو يستمر العاصي في عصيانه نتيجة للتشتت.
إلا أن الفصل في هذا الأمر هو إجابتنا عن سؤال هل تقبل توبة الزاني المتزوج، فإن فقهاء دار الإفتاء والأئمة قد أوضحوا أن الله تعالى يقبل التوبة ما إن تم توافر فيها الشروط اللازمة للقبول، والتي سوف نتناولها فيما يلي.
حيث إن المحصن ـ الرجل المتزوج ـ إن زنى تكون العقوبة الخاصة به أكبر من الرجل الأعزب، فمن دخل بزوجته وزنى مع غيرها فعليه أن يتوب توبة نصوحة، أي أن الإجابة عن سؤال هل تقبل توبة الزاني المتزوج هي نعم يقبل الله تعالى بها بإذن الله.
اقرأ أيضًا: حكم ومواعظ دينية مكتوبة قصيره
هل يلزم الزواج ممن زنيت معها؟
قد أوضح الفقهاء أثناء الحديث عن إجابة سؤال هل تقبل توبة الزاني المتزوج، أنه لا يلزم الزواج ممن زنا معها الشخص المحصن لكي يتم قبول توبته لدى الله تعالى، حيث إن الشرط الأول لقبول التوبة هو الإقلاع عن هذا الذنب الكبير.
كما من الضروري أن تكون النية صادقة بالتوبة النصوح، ويستتر الشخص مما فعله ولا يقوله لأحد، لكن الزواج من المرأة التي تم الزنا معها فيه أمر أخلاقي ورجولي فقط لا غير.
حد زنا المتزوج
قد قال الله تعالى في كتابه الكريم: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ) [سورة النور الآية 2].
قد أوضح الله تعالى حدوده في كتابه الكريم ومن تأمل في عقوبة الزنا لا يمكنه ارتكاب مثل ذلك الفعل الشنيع، لكن نفس الإنسان ضعيفة بطبعها وقد لا يتمكن ضعفاء الإيمان من تحصين أنفسهم من ارتكاب الخطأ.
فالزنا من الكبائر خاصةً إن كان الرجل متزوجًا، فقد اختلف الفقهاء في عقوبته والحد الواجب وضعه عليه، فذهب الحنابلة إلى أن عقوبة المتزوج الزاني هي الرجم فقط حتى الموت، بينما رأى الإمام أحمد أن العقوبة الخاصة بالزاني المتزوج هي الجلد ثم الرجم.
التستر من الزنا
قد أوضح الفقهاء كذلك بالإجابة عن سؤال هل تقبل توبة الزنا للمتزوج أمر بالغ الأهمية، فقد أشادوا بأن المتزوج الذي يرتكب كبيرة الزنا يجب أن يستتر وألا يخبر أحد عن ذلك الفعل، ويتوب إلى الله تعالى ولا يكرره.
أي يبقى ما بين الزاني بينه وبين ربه، حيث إنه ما إن يظهر إلى الناس يقيموا عليه الحد الذي وضعه الله تعالى في كتابه الكريم، ولا تهاون في ذلك، واستدلوا على هذا بحديث الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ.
فعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: “اجتنبوا هذه القاذوراتِ التي نهى اللهُ عزَّ وجلَّ عنها، فمن ألمَّ فليستتِرْ بسترِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فإنَّهُ من يُبْدِ لنا صفحتَه نُقِمْ عليه كتابَ اللهِ” [حديث حسن السلسلة الصحيحة].
اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة التوبة
هل يستوجب زنا المتزوج الكفارة؟
من الجدير بالذكر أثناء الحديث عن إجابة سؤال هل تقبل توبة الزنا للمتزوج، العلم أن الفقهاء قد أوضحوا أن ذلك الفعل لا يستوجب أن يتم إخراج كفارة عنه.
فيكفي للمرء أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحة خالية من التخاذل أو التهاون، فالله تعالى يفرح بعودة عبده إلى طريق الحق ويساعده في ذلك كذلك بأن يسخر له قلبه وعقله والناس لمساعدته.
كيفية التوبة من الزنا
لا شك أن ما نتج من فعل ارتكاب مثل تلك الكبيرة أنك كنت تتهاون في تعاملك مع النساء أو ضعف إيمانك، لذا وجب عليك أن تستتر من ذلك الفعل ما إن لم يتم رفعه إلى الحاكم أو القاضي، وأن تحاول التقرب من الله تعالى بالأعمال الصالحة لكي تنعم بقبول التوبة، كذلك عليك أن تحاول الجمع ما بين كل شروط التوبة لكي يتم قبولها، وتتمثل تلك الشروط فيما يلي:
- يجب أن تكون نيتك خالصة لله تعالى بأنك ترغب في التوبة صدقًا.
- من الهام أن تحاول التستر وألا تخبر أحدًا عن ذلك الذنب، فإن الناس تُعيّر ولا تُغيّر.
- تقرب من الله تعالى بالأعمال الصالحة وحاول أن تزيد منها لكي تحاول تغطية سيئاتك وتخفف حسابك مع الله تعالى.
- يجب أن يتم العزم على عدم العودة لمثل ذلك الذنب الكبير مرة أخرى.
- من الهام أن يتم تضييق التعامل مع النساء، وأن يتم الالتزام بحدود الله تعالى.
- عليك أن تقطع صلتك بكل من يجذبك لذلك الطريق البعيد عن الله تعالى والأخلاق والمبادئ.
- ابتعد عن الخلوات والأماكن التي قد تجمعك بما يجعلك ترتكب مثل ذلك الذب مرة أخرى.
- اقتنع أن الله تعالى مُطلع على ما يدور في قلبك وعقلك قبل ما تفعله في الدنيا.
اقرأ أيضًا: هل يقبل الله التوبة من الكبائر
دعاء التوبة من الزنا للمتزوج
هنا نتطرق إلى الحديث عن الدعاء المأثور عن التوبة من الزنا للمتزوج أو غير المتزوج، فمن الهام أن يتقرب العبد من الله بالتضرع لكي ينعم برضا الله عنه وأن يغفر له، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: “وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لو لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لهمْ.” [حديث صحيح مسلم].
الدعاء الواجب أن يلتزم به المتزوج المرتكب لذنب الزنا هو الاستغفار، وأن يداوم على طلب المغفرة من الله تعالى فكثرة الطلب تأتي بالإجابة بإذن الله، وعليه أن يدعو بصدق ويذكر الله تعالى طيلة اليوم.
كفارة الزنا للمتزوج تكمن في أن يتوب توبة صادقة من قلبه، وأن يقلع عن كل ما يفعله من ذنوب ويحاول التقرب من الله بالأعمال الصالحة، وهي مقبولة بإذن الله، أما الزواج من المرأة فهي مسألة أخلاقية لا علاقة لها بشرط قبول التوبة.