كيف أعبد ربي وأنا حائض
كيف أعبد ربي وأنا حائض؟ وهل يمكن قراءة القرآن وأنا حائض؟ فمن الحدود الشرعية للمرأة في فترة الحيض أنها تكون نجسة أو لا يمكنها أن تمسّ القرآن كما تمنع من الصلاة، إذًا كيف يمكن للحائض ألا تقطع صلتها مع ربها في تلك الأيام؟ ذلك ما سنتناوله عبر منصة وميض في إجابتنا عن سؤال كيف أعبد ربي وأنا حائض.
كيف أعبد ربي وأنا حائض
من المعتقدات الشائعة عن المرأة الحائض أن علاقتها بربها تنقطع في تلك الأيام من فترة حيضها، وهذا خطأ شائع وشنيع فإن صلة العبد بربه لا تنقطع مهما مر بظروف مختلفة سواء كانت مرض أو ظروف طبيعية من الله كالحيض.
فالأمر الوحيد الذي يُمنع على المرأة في فترة حيضها هو أن تصلي لربها وتؤدي العبادات، وذلك فيه حكمة طبية قد أثبتها العلم بالإضافة إلى أنه يوافي شرط من شروط الصلاة وهو الطهارة.
ما دون ذلك كله من العبادات مسموح للمرأة في فترة حيضها، وذلك ما يجعلنا نتطرق إلى عرض الإجابة عن سؤال كيف أعبد ربي في فترة الحيض فيما يلي بالتفصيل:
1ـ قراءة القرآن
من الجدير بالذكر أثناء الحديث عن إجابة سؤال كيف أعبد ربي وأنا حائض، التنويه على قراءة القرآن كأول عبادة يمكنك التقرب بها من ربك، حيث إنه من المعتقدات الخاطئة والتي تتداول على ألسنة شيوخ للأسف أن المرأة الحائض لا يجب عليها أن تقرأ القرآن.
ذلك غير صحيح حيث إن المانع الوحيد عليك هو مسّ صفحات الآيات القرآنية بيديك فالله تعالى يحمي كتابه ومن آداب وتعاليم قراءة القرآن الشرعية هو الطهارة والوضوء، لكن يمكنك قراءة القرآن من أية تطبيقات إلكترونية على الهاتف.
كما أنه بوسعك أن تقومي بترتيل القرآن الكريم كما تشائين من محفوظك أو وردك، وقد أوضح فقهاء دار الإفتاء كذلك أنه يمكن للمرأة الحائض أن تقرأ القرآن الكريم على أن يكون بينها وبين المصحف حائل، كأن ترتدي قفاز أو ما شابه.
اقرأ أيضًا: هل يجوز استقبال القبلة والدعاء وأنا حائض
2ـ ذكر الله
عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: “ألا أنبئكُم بخيرِ أعمالِكُم وأزْكاهَا عند مليكِكُم، وأرفعُها في درجاتكُم ، وخيرٌ من إعطاءِ الذهبِ والورقِ، وأن تلقَوا عدوكُم، فتضرِبوا أعناقهُم ، ويضربوا أعناقكُم؟ قالوا : وما ذاكَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: ذكرُ اللهِ” [حديث حسن شرح السنة].
قد أوضح فقهاء دار الإفتاء في الإجابة عن سؤال كيف أعبد ربي في فترة الحيض، أن الحائض مثلها كغيرها من العباد يجوز لهم التسبيح، التهليل والتكبير وغيرها من الأذكار التي تقرب العبد من ربه وتحفظه من الوقوع في الخطأ.
ذلك ما يعني أنه بإمكانك في فترة الحيض أن تذكري الله بقلبك وبلسانك كيفما تشائين فحيضك لا يجعلك نجسة أو ما شابه، كما يمكنك أن تسمعي دروس الفقه والعلم.
فاحرصي على أذكار الصباح والمساء في وقت الحيض ولا تقطعي لسانك عن ذكر الله تلك الأيام، حتى لا يصاب قلبك بالفتور في العبادة بعد انتهاء فترة حيضك.
3ـ الاستماع لدروس الفقه
بعض النساء يعتقدن أن التواجد في حلقات العلم أثناء فترة الحيض من الأمور المحرمة عليهن وذلك غير صحيح، حيث يمكن للمرأة أن تستمع لدروس الفقه كما تشاء، وتشارك بالحديث في تلك الجلسات وترتل القرآن الكريم كذلك، لكن ما لا يجب عليها هو الجلوس في المسجد وهي حائض فإن كانت تلك الجلسات بالمساجد فتخلي عنها بعض الوقت حتى تطهري.
4ـ التصدق
من ضمن الإجابات عن سؤال كيف أعبد ربي وأنا حائض، هو أنه بإمكانك عبادة الله من خلال الصدقة في فترة الحيض إن كنت تشعرين أنك بعيدة عن ربك، حيث إن الصدقة تساهم في أن يلين قلبك ويشعر بالتقرب من الله تعالى كما تسخر لك الخير في حياتك.
5ـ قراءة كتب التفسير
إحدى الطرق التي يتضمنها إجابتنا عن سؤال كيف أعبد ربي في فترة الحيض، هو أنه بإمكانك قراءة كتب التفسير أو الكتب الدينية، ولا يقع عليك أية إثم لذلك فإن كنت تحفظين القرآن الكريم بإمكانك البحث والتدبر في معاني الآيات دون أية مشكلة سواء كانت تلك الكتب تحتوي على الآيات القرآنية أم لا.
6ـ الحج
عن عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: ” ……. افْعَلِي ما يَفْعَلُ الحَاجُّ غيرَ أَنْ لا تَطُوفي بالبَيْتِ حتَّى تَطْهُرِي ..” [حديث صحيح مسلم].
أي أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قد ترك وصية هامة لفتيات أمته، ألا وهي أن المرأة بإمكانها فعل كل الأمور التي تخص عبادات الله تعالى حتى الحج عدا أن تطوف بالبيت الحرام فقط، وهذا ما يؤكد أن كل الطرق السابقة حلال ولا يقع على المرأة إثم بفعلها.
اقرأ أيضًا: دعاء التعار من الليل مستجاب
العبادات الممنوعة على الحائض
بعد التعرف على إجابة سؤال كيف أعبد ربي في فترة الحيض، فمن الجدير بالذكر التنويه أن الحائض يمكنها عبادة ربها كيفما تشاء فما هو غير جائز عليها فقط يكمن في ثلاثة أمور وهي الصلاة، الصيام ومسّ المصحف الشريف، أي إن رغبت في أن تقومي بأية عبادات أخرى فلا يقع عليك إثم.
اقرأ أيضًا: هل دعاء الحائض مستجاب يوم عرفة
نصائح للمسلمة فترة الحيض
بعد الإلمام بإجابة سؤال كيف أعبد ربي في فترة الحيض، والعلم أنه بإمكانك القيام بكل العبادات المتاحة لك دون وقوع أي إثم، فمن الجدير بالذكر العلم أن هناك بعض النصائح الذهبية لك في تلك الفترة:
- اعلمي أن كل ألم تمرين به له ثواب كبير عند الله سبحانه وتعالى.
- تفكيرك في أن تحافظي على صلتك بربك في تلك الفترة له جزاء كبير عنده سبحانه وتعالى.
- فترة الحيض لا تجعل من منزلتك قليلة، فاعلمي أنه أمر طبيعي وأحله الله تعالى ولا تحزني أنك لا تقومي ببعض العبادات كالصلاة أو الصيام.
- قد كلّفك الله تعالى بمهمة عظيمة وهي ما ينتج عنها فترة الحيض، ألا وهي الحفاظ على استمرار البشرية وتعمير الأرض فلا تحزني لذلك.
- احرصي على أن تقوي علاقتك بربك في فترة الحيض وألا تنقطع صلتك بالعبادات، فحاولي الاستماع لجلسات العلم والفقه أو تعلم الأمور الجديدة والمواهب.
- حاولي الحفاظ على أذكار الصباح والمساء في فترة الحيض حتى لا يفتر قلبك، وتعودي للعبادات وتكون ثقيلة على نفسك.
- عليك العلم أنه في فترة حيضك تأخذي الثواب الكامل لك، أي لا يقع عليك أي إثم أو يقل ثوابك الخاص بقراءة القرآن أو الذكر.
الحيض من الأمور الطبيعية التي تحدث في جسم المرأة وقد رأف الله تعالى بحال السيدات في تلك الفترة فرفع من عليها واجب أداء الصلاة والصيام، وما دون ذلك من عبادات يمكن للمرأة أدائها ولا يقع عليها إثم.