هل تقبل توبة الزاني دون إقامة الحد
هل تقبل توبة الزاني دون إقامة الحد؟ وما هي شروط قبول توبة الزاني؟ حيث إنه يوجد الكثير من الأشخاص الذين يستمعون لما يوسوس به الشياطين من كلمات تبعد العبد عن ربه وتجعله غير واثق في رحمته، ولكن هل بالفعل ما يدور حول الإجابة بالسلب عن سؤال هل تقبل توبة الزاني دون إقامة الحد من وساوس الشيطان أم أنها لا تُقبل بالفعل؟ هذا ما سوف نوضحه لكم من خلال منصة وميض.
هل تقبل توبة الزاني دون إقامة الحد؟
رحمة الله سبحانه وتعالى وسعت كل شيئ، فكيف للعبد أن يشك بها، أو يكون لديه ظنون بخلافها، لا شك أن إقامة الحد على الذنوب التي يفعلها الإنسان تتسبب في المغفرة، وتمحو ما حدث خلفها من آثام.
لكن هذا الأمر لا يعني أن يفضح العبد نفسه ويفشي عما ستر به الله عليه ويُقر بأنه زاني من أجل أن يُقام عليه الحد.
الإجابة التي أوضحها شيوخ دار الإفتاء في تلك المسألة أنه نعم تُقبل توبة الزاني دون أن يُقام عليه الحد، فالتوبة الصادقة كافية لتكفير الذنوب وتمحو ما سبقها من إثم، كما أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
أكدوا على هذا الحديث استرشادًا بقول الله تعالى: (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً . يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً . إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيماً . ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متاباً) [سورة الفرقان، الآيات 68 ـ 71].
اقرأ أيضًا: هل يعاقبنا الله بعد التوبة
دليل السُنة على قبول توبة الزاني دون إقامة الحد
في جميع الأمور الدينية تجد أن الأدلة القرآنية تتفق مع الأحاديث النبوية، وهذا ما يؤكد على صدق الإجابات التي تُذكر في الإجابات عن المسائل الدينية، فإذا لا تشتمل الإجابة على دليل ديني لم يكن لها أساسًا من الصحة، وهذا ما سوف نؤكده لكم في الإجابة عن السؤال هل تقبل توبة الزاني دون إقامة الحد.
فيما يخص الإجابة عن هل تقبل توبة الزاني دون إقامة الحد فقد قمنا بتقديم الدليل القرآني الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، أما عن الدليل السني فسوف نوضح لكم الآتي:
عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كُنَّا عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مَجْلِسٍ، فَقَالَ: بَايِعُونِي علَى أنْ لا تُشْرِكُوا باللَّهِ شيئًا، ولَا تَسْرِقُوا، ولَا تَزْنُوا – وقَرَأَ هذِه الآيَةَ كُلَّهَا – فمَن وفَى مِنكُم فأجْرُهُ علَى اللَّهِ، ومَن أصَابَ مِن ذلكَ شيئًا فَعُوقِبَ به فَهو كَفَّارَتُهُ، ومَن أصَابَ مِن ذلكَ شيئًا فَسَتَرَهُ اللَّهُ عليه، إنْ شَاءَ غَفَرَ له، وإنْ شَاءَ عَذَّبَهُ”
عند جميع الحديث النبوي الشريف مع الآية الكريمة التي قُمنا بذكرها نجد أن الله سبحانه وتعالى لا يُعذب العبد ما دام تاب إليه توبته النصوحة عن فعل ذنبه فطالما تاب غفر الله له وإن لم يتب يعذبه وهذا الأمر يكون بينه وبين الله ما دام ستر عليه الله.
فلم يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه ضرورة أن يفشي المستور عن ذنبه لكي يلقى الحد، ولكن يمكن أن ينال المغفرة بتوبته الصادقة.
اقرأ أيضًا: هل يقبل الله التوبة من الكبائر
شروط قبول التوبة
في إطار ما ذكرنا من إجابة عن هل تقبل توبة الزاني دون إقامة الحد نجد أن الشرط الذي تناولناه في عرضنا هذه المقالة هو أن تكون صادقة، ولكن هناك بعض الشروط الأخرى التي يجب أن تتوافر في التوبة من أجل أن يتخلص المسلم من ذنبه ويعود إلى الله نقيًا نظيفًا، وفي أمر الزنا تكون:
- يجب أن تكون التوبة خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى، وتكون من أجل النيل من رضاه لا من أجل الحصول على مصلحة ما أو الرغبة في وقوفه بجانبك في شيء ما ثم تعود إلى الذنب مرة أخرى.
- يجب أن يأخذ الزاني عهد على نفسه بألا يعود لهذا الفعل مرة أخرى على الإطلاق وأن يكف عنه نهائيًا ولا يكون له مكانًا بحياته مهما حدث.
- عند التوبة يجب أن يشعر بالندم عما فعل، ولا تكون تحصيل حاصل، بل يجب أن يندم عما فعل من ذنب ويجب العلم بأن الله يعلم ما في القلوب.
- لا تُقبل التوبة في لحظة الموت، يجب أن تكون قبل أن يقع الموت بالمذنب.
- عندما يتذكر المذنب ذنبه يشع بالضيق والحزن على ما فعل ويكون هذا الأمر هو الاثبات الوحيد له بأنه بالفعل كره ما فعل ويشعر بالندم عنه.
- تعويض ما فعله من ذنوب بفعل الخير والأعمال الصالحة والاستمرار في العبادة والصوم والزكاة.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة التوبة
إن الله سبحانه وتعالى يفتح أبوابه دائمًا للعاصي المذنب حتى وإن كان زانيًا مُنتظر عودته إليه، وإذا كانت توبته خالصة سوف يرى ما يُثبت له من الله بأنه بالفعل قد غفر له، ولكن احذر حينها بأن تعود للذنب ثانية.