علامات التوبة من الخيانة
علامات التوبة من الخيانة من شأنها أن تخبر من المسلم أن الله عز وجل قد قبل توبته وغفر له ذنبه، حتى يهنأ في عيشته ويطمئن قلبه، لذا ومن خلال منصة وميض سوف نتعرف على تلك الدلالات التي تبشر المسلم بقبول توبته من إثم الخيانة على الرغم من عظمة، وذلك عبر السطور التالية.
علامات التوبة من الخيانة
قال الله عز وجل في محكم التنزيل في سورة النساء في الآية رقم 48: “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا“، معنى ذلك أن الله عز وجل من شأنه أن يغفر الخيانة على الرغم من عظم إثمها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية عبد الله بن مسعود:
” اللهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ من عِلْمٍ لا يَنْفَعُ وقَلْبٍ لا يَخْشَعُ ودُعَاءٍ لا يُسْمَعُ ونَفْسٍ لا تَشْبَعُ وأعوذُ بِكَ مِنَ الجُوعِ فإنَّهُ بئسَ الضَّجِيعُ ومِنَ الخِيانَةِ فإنَّها بئسَتِ البِطَانَةُ ومِنَ الكَسَلِ والبُخْلِ والجُبنِ والهَرَمِ ومِنْ أنْ أُرَدَّ إلى أَرْذَلِ العُمُرِ ومِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ وعذابِ القبرِ ومِنْ َفِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ اللهمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ قُلوبًا أَوَّاهَةً مُخبِتَةً مُنِيبَةً في سَبيلِكَ اللهمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ عَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ وموجباتِ رحمتِكَ والسلامَةَ من كلِّ إِثْمٍ والغَنِيمَةَ من كلِّ بِرٍّ والفَوْزَ بِالجنةِ والنَّجَاةَ مِنَ النارِ” (صحيح).
لذا على المسلم أو المسلمة إن وقع أيٍ منهما في ذنب الخيانة أن يتوب إلى الله التوبة النصوح، علمًا بأن هناك علامات من شأنها أن تخبر المسلم أن الله عز وجل قد قبل توبته وتغمده في رحمته، حيث تمثلت علامات التوبة من الخيانة فيما يلي:
1- محاولة إصلاح العلاقة مع شريك الحياة
على الرغم من أن الخيانة أمر لا يمكن الاستهانة بقدره، حيث إنه من الذنوب التي تستوجب أن يقوم مرتبكها بالتوبة النصوح، إلا أن أول علامات التوبة من الخيانة أن يحاول الطرف المذنب البحث عن الخلل في العلاقة الزوجية ومحاولة إصلاحه.
بالرغم من أن ذلك لا يعتبر مبرر لكونه خائنًا، سواء أكان القائم بالأمر الزوج أو الزوجة، لذا فإن وجد الخائن نفسه محاولًا العمل على إصلاح ما ببيته من مشكلات والتغافل عن الكثير من الأمور البسيطة كي يسعد بما أحل الله له، فليعلم بأن الله عز وجل قد قبل توبته ووضعه على بداية الطريق الصحيح.
كذلك من شأن من أخطأ في حق شريك حياته من خلال الخيانة أن يشعر برغبته الجامحة في أن يعوضه عما بدر منه، وذلك عبر التفاني في معاملته بالحسنى وجلب الهدايا، حتى يشعر أنه يوفي حقه عليه، كما يسلط الضوء على الإيجابيات ليتأكد من أنه كان مخطئًا حين فكر في الأمر.
اقرأ أيضًا: حكم خيانة الزوجة لزوجها بالهاتف
2- الندم على الخيانة
الندم على معصية الله عز وجل بعد ارتكاب أي من الذنوب والعمل على الاستغفار بشكل دائم، يعتبر من الأمور الدالة على أن الله عز وجل قد أيقظ ضمير التائب، وقبل توبته، فالنفس اللوامة من شأنها أن تخبر الشخص أن حبل الله له ما زال ممدودًا، وأنه لن يتركه دون أن يتوب عليه ما دام يرغب في ذلك.
اقرأ أيضًا: تفسير رؤية القطط في المنام للحامل لابن سيرين
3- الابتعاد عن الشخص الذي كانت الخيانة معه
في بعض الأحيان نجد أن الرجل بعد أن أنهى علاقة مع امرأة كان يخون زوجته عبر محادثتها، قد ظهرت مرة أخرى، وتطلب التودد للزوج ثانية، إلا أنه من أهم علامات التوبة من الخيانة أن يقوم الرجل بغلق كافة السبل أمام تلك الشخصيات.
الأمر كذلك للمرأة التي قامت بخيانة زوجها، فإن من أهم علامات توبتها أن ترى أن من قامت بالأمر معه إن حاول التواصل معها مجددًا، فإنها لا تطيق إلا أن تغلق كافة الأبواب أمامه، حتى لا تبطل توبتها وتقع في معصية الله عز وجل مرة أخرى.
4- التقرب إلى الله عز وجل
كذلك إن رأى المسلم أنه يسعى في التقرب إلى الله عز وجل، فإنه في تلك الحالة عليه أن يستبشر خيرًا أن الله جل في علاه قد قبل توبته، كذلك عليه أن يتضرع إلى الله كلما استطاع حتى يغفر له ذنبه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية عقبة بن عامر:
“قلتُ يا رسولَ اللهِ ما النَّجاةُ قال أمسِكْ عليكَ لسانَكَ، وليسعْكَ بيتُك، وابكِ على خطيئتِكَ” (صحيح).
كذلك ينبغي على المسلم أن يكون حريصًا على عدم الوقوع في ذلك الإثم مجددًا، حتى لا يكون مستهزئ بربه والعياذ بالله، وفي تلك الحالة عليه أن يعلم أن الله لم يقبل توبته، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية عبد الله بن عباس:
“التائبُ من الذنبِ كمن لا ذنبَ له والمستغفرُ من الذنبِ وهو مقيمٌ عليه كالمستهزئِ بربِّهِ ومن آذَى مسلِمًا كان عليه من الإثمِ مثلَ كذا وكذا“.
اقرأ أيضًا: تفسير حلم القرد في المنام
متى لا يقبل الله التوبة؟
في سياق التعرف على علامات التوبة من الخيانة، ينبغي على المسلم أن يعرف أن هناك حالتين لا يقبل الله فيهما توبة المسلم، حتى وإن كان قد قام بكافة شروطها على أكمل وجه.
الحالة الأولى وهي العودة مجددًا للخيانة سواء مع نفس الشخص أو شخص آخر، وهو ما ذكرناه مسبقًا، لِما فيه من عدم استحياء من المولى عز وجل.
أما الحالة الثانية هي المجاهرة بالخيانة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي هريرة:
” كُلُّ أُمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرِينَ، وإنَّ مِنَ المُجاهَرَةِ أنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ باللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وقدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عليه، فَيَقُولَ: يا فُلانُ، عَمِلْتُ البارِحَةَ كَذا وكَذا، وقدْ باتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، ويُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عنْه” (صحيح).
لذا على المسلم إن أراد أن يقبل الله توبته ألا يقوم بأي من الحالتين السابقتين، حتى لا يقع في ذلك المأزق الذي لا مفر فيه من غضب الرحمن.
على الزوج والزوجة أن يتقيا الله في أنفسهما، وألا يخضعا لأي من الأشخاص الذين يحاولون الإيقاع بهما في الآثام، حتى لا تكون العاقبة خسرانًا مبينًا.