قصة عن بر الوالدين للأطفال
تقديم قصة عن بر الوالدين للأطفال أمر لا يمكن الجدال حول مدى أهميته بالنسبة إلى الأطفال، حيث إن تلك القصص لها تأثير كبير على الطفل وأهم ما يميزها هو تقديم عبرة وعظة للطفل بطريقة تتناسب مع مستوى إدراكه العقلي في هذا العمر.
لذا سنقدم لكم من خلال منصة وميض أفضل قصة عن بر الوالدين للأطفال لكي يتثنى للآباء والأمهات أن يلقنوا أبنائهم دروس الحياة، ويعرفوهم مدى تأثير بر الوالدين الإيجابي على حياتهم.
قصة عن بر الوالدين للأطفال
من حين لآخر يجب على الآباء والأمهات أن يقوموا بحكي قصة عن بر الوالدين للأطفال، لكي يتمكنوا من تنشئة أبنائهم تنشئة سليمة صحيحة قويمة ويغرسوا فيهم قيمة بر الوالدين وتعريفهم بفضله عند الله لهم في الدنيا وفي الآخرة، وهناك أكثر من قصة عن بر الوالدين للأطفال نذكر منهم ما يلي:
1- قصة أمير وعمران
كان أمير وعمران أخوان باران بأمهما وأبيهما حيث كانا يهتمان بتحقيق السعادة لهما والحفاظ على راحتهما، فكانا يقومان بترتيب غرفتهما ويجمعان لعبهما بعد الانتهاء من اللعب ووضعها في الصندوق المخصص لها، كما كان كل منهما يحرص على عدم إصدار أي صوت عندما تكون والدتهم نائمة أو متعبة.
كما كان عمران وأمير يشاركان أمهما في ترتيب البيت وتنظيفه وفي الصباح يساعدانها في إعداد طعام الإفطار، ويرتبان أطباق الطعام على المائدة وعند البدء في تناول الطعام يقومان بتسمية الله وبعد الانتهاء يقولان الحمد لله، كما كانا يقدران تعب ومجهود والدتهما في ترتيب المنزل وإعداد الطعام فيشكرانها على ذلك.
لقد كان الأخوان عمران وأمير مجتهدين في دراستهما فكانا يخصصان وقتًا محددًا للاستذكار كل يوم، ويحرصان على أداء الواجب المدرسي ولا يتعبان والدتهما عند مذاكرتها لهما، وكانا لا يقومان باللهو واللعب إلا بعد الانتهاء من أداء الواجب المدرسي وأثناء اللعب لم يكن أحد منهما يلحق الأذى بالقول أو الفعل للآخر.
عمران كان هو الأخ الأكبر لأمير الذي كان يصغره بثلاثة أعوام ولقد أوصته والدته بأخيه الأصغر خيرًا فلا يؤذيه بقول أو فعل، وكان عندما يحل المساء يذهبان في هدوء ومن دون جدال مع أمهما إلى الفراش، وقبلها يقومان بتقبيل والدهم ووالدتهم ثم ينامان ويستيقظا في هدوء بنشاط على صوت المنبه للذهاب إلى المدرسة.
بالرغم من حداثة سن أمير وعمران إلا أنهما كانا يقدران جدًا ما يبذله والدهما من مجهود ومشقة خلال يومه المتعب في العمل، من أجل ألا يقصر في متطلباتهم وحاجاتهم فكان عندما يرجع إلى المنزل يهرعان إليه ويحملا عنه الأغراض الثقيلة الكثيرة التي ابتاعها للمنزل، ويقبلان يديه ويشكرانه على ما يبذله من أجلهم ولا يصدران أي ضجة حرًا على أن يأخذ والدهم قسطًا من الراحة.
هذا يعلم الأطفال ويبين لهما مدى عظم الدور الذي يلعبه الوالدين في حياتهم، وكم يعانون من أجلهم ويتحملون مشقة ومتاعب الحياة الصعبة دون أن يبدوا لهم أي تذمر أو تأفف من الوضع، ويكرسون وقتهم وصحتهم وطاقتهم النفسية والجسدية فقط من أجل إسعادهم وتحقيق أفضل مستوى من الرفاهية لهم.
اقرأ أيضًا: قصة سيدنا إبراهيم للأطفال
2- قصة الابن الأصغر وكنز بر الأب
هذه القصة تصنف من ضمن أفضل قصة عن بر الوالدين للأطفال حيث تبين مصير وجزاء من يبر أبويه في حياتهما، وتسير أحداث هذه القصة في الإطار التالي:
“في زمان بعيد كان هناك رجل كبير في العمر يعيش برفقة أولاده الثلاثة في منزل واحد تخيم عليه السعادة والفرحة والهدوء، وذات مرة مرض الوالد مرضًا شديدًا وكانت حالته تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، إلا أن أولاده الثلاثة كانوا يقومون برعايته بأفضل الطرق والوسائل ولم يقصر أحد منهم في حقه.
بينا كان الأب يدنو من مثواه الأخير طلب الابن الأصغر له أن يأخذ والده لكي يقيم معه في منزله مع زوجته، ليتولى كل منهما رعايته؛ لأن الأبناء الثلاثة كان لكل منهم بيتًا وأسرة بمفرده ولم يكن من الصواب التناوب على رعاية الأب المريض، بل كان يحتاج إلى من يكون معه بصفة مستمرة ليطمئن عليه طيلة الوقت.
إلا أن سائر الإخوة لم يوافقوا على مطلب أخيهم ورفضوه رفضًا قاطعًا ولكن الابن الأصغر أصرّ على رأيه، وفي للنهاية وافق إخوته بعد أن قال لهم الأخ الأصغر أنه متنازل على حقه الشرعي في ميراث والده ولا يريد سوى الاعتناء به في أيامه الأخيرة لينال الأجر والثواب عند الله.
بالفعل اصطحب الابن الأصغر والده إلى بيته وقام برعايته هو وزوجته خير مراعاة إلى أن توفاه الله، وبعد فترة وجيزة من موت الأب كان الابن الأصغر مستغرقًا في نومه فأتاه والده في الحلم، وأخبره بأنه يخبئ كنزًا له في مكان بعيد ووصف لابنه المكان بالتحديد.
حينما استيقظ الابن من نومه قرر أن يذهب إلى المكان الذي حدده له والده في الحلم ووجد فيه صندوقًا مليئًا بالمجوهرات والمال، فأخذ الابن هذا الصندوق وذهب به إلى إخوته وقص عليهم ما حدث بالضبط، وكان رد إخوته بأنه قد تنازل لهم عن نصيبه في ميراث أبيه أي أن هذا الكنز لهم وليس له فيه من شيء.
بمرور فترة قصيرة رأى الابن الأصغر منامًا قريب الشبه إلى الحلم الذي سبق ورآه لوالده من قبل، وحينما استيقظ من نومه ذهب إلى المكان الذي حدده له والده في المنام فوجد هناك صندوقًا آخر مليئًا بالذهب، فذهب به إلى إخوته من باب الأمانة وأخبرهم بما حدث هذه المرة أيضًا، إلا أنهم فعلوا معه مثلما فعلوا المرة السابقة وأخذوا منه المال.
اقرأ أيضًا: قصة يوسف عليه السلام للأطفال
نهاية قصة الابن الأصغر وكنز بر الأب
ابتئس الابن الأصغر وحزن كثيرًا لما يفعله معه إخوته حتى شاهد منامًا آخر ولقد أتاه والده وأخبره بأنه قد وضع دينارًا في الحقل الخاص بهم في جرة من الماء، وما أن استيقظ حتى أخبر إخوته بالحلم الذي رآه ولكنهم سخروا منه وأمروه بأن يأخذ هذا لدينار لنفسه إذا وجده أصلًا.
عثر الابن على الدينار الذي أخبره والده بمكانه وهو في طريقه للعودة لقي صيادًا يبيع سمكتين بسعر دينار واحد فاشتراهما منه وأعطاه الدينار، وعندما عاد الابن إلى بيته أعطى السمكتين إلى زوجته لكي تحضر لهما الطعام، وبينما كانت تقوم بتنظيف السمك وجدت شيئًا غريبًا في بطن السمكة يشع منه البريق واللمعان.
توترت الزوجة ونادت على زوجها وقاما بإخراج الشيء اللامع من بطن السمكة فإذا به جوهرة كبيرة الحجم، ثم قاما بفتح بطن السمكة الثانية فوجدا فيها جوهرة أكبر من الأولى بمرات، وذاع هذا النبأ بين الناس حتى وصل إلى مسامع ملك البلاد فأمر بإحضار هذا الرجل ومعه الجوهرتين.
مثل الابن الأصغر أمام الملك وبحوزته الجوهرتين فقال له المالك بأنه يبحث عن هاتين الجوهرتين منذ أعوام، حيث إن هذه الجواهر ترجع ملكيتها إلى العائلة الملكية ولقد فقدوهما في البحر منذ سنوات عديدة، ولد نذر نذرًا لله تعالى أنه إذا ما عثر عليهم أي شخص سوف يهبه مكافأة كبيرة إزاء إرجاعهما له.
أعطى الملك هذا الرجل البار مبلغ ضخم جدًا من المال أصبح به تاجرًا ثريًا بل من أغنى التجار في بلده، وبذلك يكون الله تعالى قد عوضه عما حرمه إخوته لأنه كان في يوم من الأيام بارًا بأبيه وأمينًا مع إخوته حتى وإن كانوا لا يستحقون ذلك، ولم يأدوا له حقه الذي أوصاهم الله به ولم يراعوا صلة الأرحام التي أمرهم الله بوصلها.
بمرور الوقت ضاعت أموال إخوة هذا الرجل البار التقي الصالح الأمين وكانوا يخجلون من أخيهم الذي أصبح ثريًا، وأدركوا أن ما حل بهم هو نتيجة الجحود والجور على حق أخيهم الصغير الذي أوصاهم والدهم به خيرًا، ولم يقدروا على الذهاب إلى أخيهم بعد ما فعلوه به لكي يعينهم في مصيبتهم تلك.
عندما عرف الأخ الأصغر بما حل بإخوته الكبار لم يطاوعه قلبه أن يتركهم وعيالهم فقراء جوعى مثلما فعلوا معه من قبل، وأسلم نيته وأتى الله بقلب سليم وذهب لإخوته وأعطاهم مبالغ كبيرة من المال صالحة لإقامة مشاريع صغيرة يتكسبون منها أجرًا مناسبًا، كما اشترى لأولادهم ملابس كثير وألعاب وقراطيس وأقلام للكتابة من أجل إتمام التعليم.
3- قصة خالد وماهر
قصة خالد وماهر تعد أجمل قصة عن بر الوالدين للأطفال وهي توضح كثيرًا ما هي عاقبة من يبر والديه وعاقبة من يسيء إليهما، وتدور أحداث القصة كالتالي:
كانت هناك عائلة بسيطة الحال تعيش في الغابة وكان الأب يعمل حطابًا بينما كانت الأم ربة منزل، وكان للحطاب وزوجته ولدان هما خالد وماهر وكان الأب عندما يخرج للعمل كل يوم ويرجع ومعه ما يحبه ولداه، فكان خالد يحب الحلوى فكان والده يشتري له الحلوى يوميًا بعد العمل، بينما كان ماهر يحب الألعاب فكان والده يشتري له الألعاب الخشبية.
في إحدى الأيام مرض الأب مرضًا شديدًا اضطره إلى البقاء في المنزل وجعله طريح الفراش، ولقد نفد المال من المنزل ولم يعد لدى هذه الأسرة الفقيرة ما يكفلها ويسد حاجاتها، فاضطرت الأم أن تحل محل الأب وأن تقوم بأداء عمله الشاق فكانت تقوم بتقطيع أخشاب الأشجار باستخدام الفأس ثقيل الوزن.
كان العمل شاقًا عليها بحق وهي كانت ذات جسد ضعيف نحيل لا يقوى على تحمل هذا المجهود إلى جانب رعاية الأب المريض والمنزل والأولاد، ولم تكن قادرة على تقطيع نفس كمية الأخشاب التي كان يستطيع الزوج تقطيعها، مما جعل الدخل العائد لهم ليس كما كان يجنيه الأب وبالتالي لم تستطع أن تحضر لأولادها الألعاب والحلوى كما كان يفعل الأب.
بالكاد كانت الأم تستطيع أن تشتري الطعام وتعده لهم وتحضر الدواء للأب المريض وبدلًا من أن يشكروا والدتهم على مجهودها، بدأوا في التذمر وكانوا يرفعون أصواتهم على الأم ويعنفونها ويقولون بأنهم لا يحبونها لأنها لا تشتري لهم من الألعاب والحلوى مثل والدهم.
حزنت الأم لما فعله وقاله أولادها كثيرًا وأخذت تبكي بشدة لقسوة ما قاله أولادها من كلام مقابل تعبها من أجلهم، فهي غير قادرة على رفع يديها التي صارت تؤلمها بشدة طيلة الوقت نتيجة تقطيع الأخشاب بالفأس، وترجع للمنزل لترتبه وتنظفه وتعد لهم الطعام وتسهر على راحة الأب المريض.
نظر الأب للأولاد في حزن وأسى شديد وقال لهم بأنهم لا يقدرون ما تقوم به أمهم المسكينة من أجلهم، وأنها تتولى هذا العمل الشاق بدلًا عنه من أجلهم إلى أن يتعافى فكيف يكون هذا الجحود جزاؤها، هي تقوم بذلك كله من أجل ألا يجوعوا ويتشردوا أو حتى يضطروا إلى الخروج للعمل في سن صغيرة.
شعر الأطفال بالحزن والندم على ما قالوه وما فعلوه وأخذوا يبكون وتأثروا كثيرًا، فذهبوا إلى والدتهم وعانقوها واعتذروا وأقروا بخطئهم ووعدوها بألا يتكرر، وشكروها على ما تفعله من أجلهم وقبلا يديها وأخذا يساعدها من بعدها في رعاية والدهم وتنظيف المنزل، وبقي الوضع على هذا الحال حتى استرد الأب صحته وعاد إلى عمله مرة أخرى.
اقرأ أيضًا: قصص أطفال جديدة مكتوبة
4- قصة الطفل أحمد وطاعة الوالدين
قصة الطفل أحمد وأثر طاعته لوالديه هي قصة عن بر الوالدين للأطفال مميزة بسيطة وتتناسب مع عقلية الطفل ويسهل عليه استيعابها، وتسير تلك القصة في إطار الأحداث الآتية:
كان أحمد طفلًا في الثامنة من العمر ولقد اعتاد من حين لآخر أن يساعد والده في الاهتمام بحديقة المنزل الخاصة بهم، كما كان يساعد والدته أحيانًا في ترتيب المنزل وتنظيفه وترتيب غرفته، وفي مرة كان والده يعاني من آلام قوية في ظهره لأنه قد أصيب بالغضروف، وكانت الحديثة في حالة سيئة وتحتاج إلى تنظيف وتحتاج الأشجار إلى التنسيق.
طلب الوالد من ابنه أحمد أن يساعده من أجل القيام بهذه الأعمال إلا أن أحمد احتج وتذمر، وقال إنه لن يقوم بمساعدة والده أو والدته في مثل هذه الأمور مرة أخرى لأنه لا يزال صغيرًا، ويفضل أن يشاهد التلفاز ويلعب وليس من شأنه القيام بأعمال الكبار، ولقد قال تلك الكلمات اللاذعة لوالده بنبرة مسيئة فيها تجاوز لحدود الأدب.
تعمد الأب أن ينتهي من أعماله بسرعة لكي يلقن ابنه درسًا لا ينساه طيلة حياته ولكي يعلمه لأبنائه فيما بعد، ولقد تعمد الأب أيضًا ألا يطلب من ابنه القيام بأي مهمة كذلك طلب من الأم بألا تقوم بالأعمال التي كان يقوم بها أحمد، وبمرور بضعة أيام أتى أحمد لوالده وسأله في ملل وفتور: أبي هل تريد أن نقلم الأشجار وننظف الحديقة ونسقي الأزهار؟
أجابه الأب بأنه لم يجد من يعينه على ذلك فقام به لوحده، ثم ذهب إلى والدته وشكا لها من أن غرفته غير منظمة ولقد ضاعت الكثير من أقلامه الملونة نتيجة هذه الفوضى، فقالت له بأن يذهب لانتظارها في الصالون إلى أن تعد له مشروبه المفضل لأنها تريد أن تتحدث معه.
جلست الأم والأب مع أحمد وسألته لماذا لم يعد يريد أو يقبل أن يساعد والده ووالدته في أعمالهما المنزلية مثل السابق، فأجابهما أحمد بأنه لم يرد تفويت المباريات التي تأتي على التلفاز لكي يتعلم لأنه يرغب في أن يكون لاعب كرة قدم ناجح ومعروف في المستقبل.
قالت له الأم: أولا تعلم بأن برك وطاعتك لوالديك سوف تعينك على تحقيق كل أهداف حياتك وتنولك ما تسعى إليه، وتجعلك ناجحًا وموفقًا وتصبح لاعب كرة قدم مشهور فيما بعد!
سأل أحمد كيف يحدث ذلك وما دخل أمر القيام بأعمال البيت مع والديه في أن يصبح لاعبًا لكرة القدم، فأجابه والده بان الله سوف يرضى عنه ويوفقه لأنه أعان والديه على أداء أعمالهم وأزال عنهما التعب والمشقة في أداء واجباتهم المنزلية، لذا كان الله ونصره في النهاية حليفه ودعوة الأبوين لابنهما البار بهما مجابة لا ترد.
نهض أحمد دون نقاش وهو في حالة من الحماسة يرتب وينظف غرفته وينظف الحديقة، وكان ذلك إلى جانب أنه كان يتمرن على لعب كرة القدم واستمر على ذلك الوضع لسنوات طويلة حتى أصبح لاعب كرة قدم معروف.
من خلال عرض قصة عن بر الوالدين للأطفال يجدر بنا القول بأن تلك القصص، من شأنها أن تؤثر تأثيرًا إيجابيًا جذريًا في نفوس أطفالنا، وتعلمهم الكثير من القيم والأخلاقيات الحميدة.