أول شهيد في غزوة أحد
أول شهيد في غزوة أحد يعد من أعظم الشهداء الذين يمكن الامتثال بهم، حيث إن هذه الغزوة حدثت في يوم السبت من السنة الثالثة للهجرة والسابع من شوال، وقال الله – عز وجل – (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [آل عمران: 121]، ومن خلال منصة وميض نطلع على أول شهيد في غزوة أحد.
أول شهيد في غزوة أحد
تعد غزوة أحد من الغزوات ذات حدث عظيم في التاريخ الإسلامي، ويوجد بها الكثير من المواقف التي يستطيع الجميع الاستفادة منها، وعند بدء غزوة أحد أول من استشهد بها هو عبد الله بن عمرو بن حرام بن الخزرج، الأنصاري السلمي، الملقب بأبي جابر، وهو من شهداء غزوة أحد والذي أظلّته الملائكة في جنازته بعد استشهاده، وكلّمه الله – سبحانه وتعالى – بعد موته، ولم يتغير جسده بعد دفنه.
كذلك عن جابر- رضي الله عنه – قال: (لما حضر أُحُدٌ دعاني أبي من الليل فقال: ما أراني إلا مقتولا في أول من يُقتل من أصحاب النبي رضي الله عنهم، قال جابر: فكان أول قتيل، ودفن معه آخر في قبر) رواه البخاري.
قال ابن حجر: “والرجل الآخر هو عمرو بن الجموح رضي الله عنه، وكان صديق والد جابر”.
في رواية أخرى للبخاري قال جابر: (فكفن أبي وعمي (كأن جابرا سمَّى عمرو عمه تعظيما) في نمرة (بردة من صوف) واحدة).
قال ابن حجر: “فإن ثبت حمل على أن النمرة الواحدة شقت بينهما نصفين“.
اقرأ أيضًا: من هو سيف الله المسلول
نبذة عن غزوة أحد
تم تسمية غزوة أحد بهذا الاسم نسبةً إلى جبل أحد الموجود في جنوب المدينة المنورة، ووقعت هذه الغزوة بعد غزوة بدر، ولقد ذكرت غزوة أحد في القرآن الكريم في سورة آل عمران، حيث قال الله – سبحانه وتعالى –: (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [آل عمران: 121]، واستمر التحدث عنها في 60 آية بعد هذه الآية.
تعد غزوة أحد من الغزوات التي تحتوي على دروس تستفيد منها الأمة الإسلامية على مر الزمن، كما أن هذه الغزوة كانت نكسة كبيرة للمسلمين في عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم –، وحدث تلك النكسة بسبب مخالفة أوامر رسول الله – صلى الله عليه وسلم –.
كانت غاية قريش من غزوة أحد هي إزالة المسلمين والتأمين على طريق التجارة إلى الشام، وحتى عند هزيمة المسلمين لم تحقق قريش غايتها.
أحداث غزوة أحد
حدثت معركة أحد بعد إلحاق الهزيمة بقريش في معركة بدر التي قُتل فيها العديد من كبارهم، وسعى المشركون واليهود بكافة السُبل للإيقاع بين أهل مكة المكرمة؛ وذلك بهدف الانتقام لقتلاهم من النبي – صلى الله عليه وسلم -والمسلمين، وقد اتخذ القرشيون بتسريع قرار بغزو المدينة المنورة؛ وذلك لغايتهم في تأمين طريق التجارة إلى الشام.
حيث بدأت المعركة باصطفاف المسلمين والمشركين في منطقة أحد، وكانت راية بداية المعركة في يد طلحة بن أبي طلحة العبدري والذي يعد من أقوى وأشجع فرسان قريش، ولقب بكبش الكتيبة.
تم قتل 6 أفراد من بيت أبي طلحة العبدري، وهم عثمان بن أبي طلحة العبدري شقيق كبش الكتيبة الذي قُتل على يد حمزة بن عبد المطلب – رضي الله عنه -، وتم قتل أبو سعدة على يد سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه -، بعد ذلك خرج مسافع بن طلحة بن أبي طلحة وتم قتله، وبعده كلاب بن طلحة بن أبي طلحة وقُتل، ثم الجلاس بن طلحة بن أبي طلحة وتم قتله أيضًا من المسلمين.
اقرأ أيضًا: معلومات عن سيدنا عمر بن الخطاب
عدد شهداء غزوة أحد
يعد شهداء المسلمين في معركة أحد 70 مقاتلًا من الأنصار والمهاجرين أيضًا، وروى البراء بن عازب عن رسول الله – صلٍ الله عليه وسلم – قال: “جَعَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى الرُّماةِ يَومَ أُحُدٍ عَبْدَ اللَّهِ بنَ جُبَيْرٍ، فأصابُوا مِنَّا سَبْعِينَ، وكانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَصْحابُهُ أصابُوا مِنَ المُشْرِكِينَ يَومَ بَدْرٍ أرْبَعِينَ ومِئَةً، سَبْعِينَ أسِيرًا، وسَبْعِينَ قَتِيلًا قالَ أبو سُفْيانَ: يَوْمٌ بيَومِ بَدْرٍ والحَرْبُ سِجالٌ” (صحيح البخاري).
شهداء غزوة أحد من المهاجرين
قد ذكر ابن إسحاق في كتابه “المغازي” أن عدد الشهداء من المهاجرين 4 رجال وهم: (حمزة بن عبد المطلب، وشماس بن عثمان، ومصعب بن عمير، وعبد الله بن جحش)، والشهداء الآخرين من الأنصار.
اقرأ أيضًا: متى وقعت غزوة أحد وما هي الدروس المستفادة منها؟
شهداء غزوة أحد من الأنصار
يوجد عدد كبير من الأنصاريين تم استشهادهم في غزوة أحد، ومنهم: (عبد الله بن عمرو بن حرام ويعد هذا أول شهيد في غزوة أحد من أنصار المسلمين، وعمرو بن الجموح، وسعد بن الربيع، وأنس بن النضر، وحنظلة بن أبي عامر) وغيرهم من أنصار المسلمين.
تعد غزوة أحد من أهم الغزوات التي يستفيد منها التشريع الإسلامي، حيث إنها وردت في سورة آل عمران، وتم التحدث عنها في عدد من آيات تلك السورة، التي تتحدث عن المشاكل والمصاعب التي واجهت المسلمين في هذه الغزوة.