هل ندم السلطان سليمان على قتله لابنه مصطفى
هل ندم السلطان سليمان على قتله لابنه مصطفى؟ وما موقف الشعب من مقتله؟ حيث يوجد العديد من الأقاويل التي يتم تداولها في الكتب العربية والتركية والغربية وغيرهم من الكتب التي تحدثت عن مقتل الأمير مصطفى وردة فعل الشعب، ومن خلال منصة وميض نتحدث في إطار هل ندم السلطان سليمان على قتله لابنه مصطفى.
هل ندم السلطان سليمان على قتله لابنه مصطفى؟
السلطان سليمان القانوني ابن السلطان سليم الأول، أحد أقوى سلاطين الدولة العثمانية، حيث بدأت ولاية السلطان سليمان القانوني للدولة العسكرية في عام 1520م، حتى يوم 5 من شهر سبتمبر في عام 1566م، كما أن في عهد السلطان سليمان تمتعت الدولة العثمانية بمراتب عسكرية وثقافية عُليا.
حيث تمتع السلطان سليمان القانوني بمهارات عسكرية فائقة، بالإضافة إلى مشاركته في العديد من الحروب الكبيرة، ذلك إلى جانب أعماله العسكرية من أجل السيطرة على مدينة بلغراد التي تكون عاصمة الصرب.
بعد ذلك سيطر السلطان سليمان على كافة حصون دولة المجر، حيث انتصر السلطان عليهم وهزمهم بشكل ساحق في موقعة موهاكر، بجانب القضاء على نفوذ الصفويين في بلاد العراق، وبعد ذلك ضم بغداد إلى الإمبراطورية العثمانية.
موقف السلطان سليمان تجاه ابنه بعد إعدامه من الناحية الأبوية نعم شعر بالندم بعد معرفته حقيقة الاتهامات التي كانت منسوبة إلى ابنه، أما من ناحية موقف كسلطان لم يشعر بالندم تجاه قتل ابنه؛ وذلك بسبب تذكره لما حدث في الماضي بين جده وأبيه.
كما قام السلطان سليمان بقتل ابنه بسبب خوفه من حدوث نفس الأمر بينه وبين ابنه، حيث إن الأمير سليم والد السلطان سليمان بخلع والده أبا يزيد الثاني من على عرش الدولة العثمانية.
اقرأ أيضًا: من هو محمد الفاتح
العلاقة بين السلطان سليمان القانوني وابنه مصطفى
بعد التحدث في إطار الإجابة عن السؤال هل ندم السلطان سليمان على قتله لابنه مصطفى، ها نحن نطلع على علاقة الأمير مصطفى بأبيه السلطان، حيث يعد الأمير مصطفى هو أكبر أبناء السلطان سليمان القانوني، وهو ولي العهد الأول من بعد أبيه، والأمير مصطفى ابن السلطان من زوجته الأولى ماهي دوران (مهدفران سلطان).
قد ولد الأمير مصطفى في عام 1515م وتم إعدامه في عام 1553م، كما كان الأمير مصطفى هو ولي العهد للدولة العثمانية؛ لأنه أكبر أبناء السلطان سليمان القانوني.
يعتبر الأمير مصطفى من أقوى وأشجع الفرسان في الدولة العثمانية، وحظى بتأييد من أغلب الشعب العثماني، كما أن علاقة الأمير مصطفى بأبيه السلطان سليمان كانت قوية وذلك قبل تدخل الأخرين بينهما، حيث تم إفساد العلاقة بينهما ونتج عن هذا مقتل الأمير مصطفى تنفيذًا لحكم والده.
دور بعض الأشخاص في مقتل الأمير مصطفى
بعد التحدث حول سؤال هل ندم السلطان سليمان على قتله لابنه مصطفى، نتحدث عن دور زوجة السلطان سليمان القانوني التي ساهمت في الإيقاع بين السلطان وابنه الأمير مصطفى؛ لأنها تريد التخلص من الأمير مصطفى بأي شكل من الأشكال ليتم تولي أكبر أبناء السلطان سليمان من زوجته “خرَّم سلطان”، وحادثة اعدام الأمير مصطفى قد هزت عرش الإمبراطورية العثمانية.
حيث قامت زوجة السلطان سليمان بإقناع السلطان سليمان بنقل الأمير مصطفى من ولاية مانيسا التي توجد بالقرب من عاصمة الدولة العثمانية إلى ولاية أماسيا والتي تكون بعيدًا جدًا عن العاصمة.
بعد نقل الأمير مصطفى إلى ولاية أماسيا، تم تسليم الحكم في ولاية مانيسا إلى الأمير محمد ابن السلطانة خُرَّم، وقد تم هذا الأمر بمساعدة بعض رجال السلطان القريبين منه.
يوجد العديد من المصادر العربية منها والتركية والغربية وغيرهم بالكتابة عن حادثة إعدام الأمير مصطفى، ومن أبرز وأهم هذه الكتب كتاب “تاريخ بجوي” للمؤرخ العثماني إبراهيم بجوي.
كتاب “كُنه الأخبار” للكاتب مصطفى عالي العثماني، والعديد من الكتابات الفارسية والأوروبية، بالإضافة إلى تحول بعض الكتب الموثوق منها إلى عروض مسرحية، ويعد أول عرض مسرحي عن مقتل الأمير مصطفى كان في إيطاليا عام 1631م.
اقرأ أيضًا: من هو أمين سر الرسول
تنافس الأبناء على ولاية الإمبراطورية العثماني
في الطبيعي يتم تربية الابن الأكبر الذي سيتولى العهد بعد والده على كونه السلطان القادم، لذلك تمت تربية الأمير مصطفى على هذا الأمر، كما رأي في نفسه أنه سيكون قائد عظيم للإمبراطورية العثمانية.
كان يوجد داعمين ومؤيدين من كبار رجال الدولة للأمير مصطفى، الذي كان من الواضح أنه سيتولى الحكم بعد تقدم أبيه في السن، ولكن كانت تسعى زوجة السلطان سليمان “خُرَّم سلطان” إلى التخلص من الأمير مصطفى؛ ليتولى ابنها حكم الإمبراطورية العثمانية.
عند نجاح خطتها في إبعاد الأمير مصطفى عن ولاية مانيسا وإعطاء الولاية لابنها الأمير محمد، اعتبرت أن هذه هي أول خطوة لإفساح المجال للأمير محمد لتولى العهد بعد وفاة السلطان سليمان القانوني، وساعدها في هذا الأمر رستم باشا.
توفى الأمير محمد بشكل مفاجئ، ورغم ذلك لم تتخلى زوجة السلطان سليمان في تولى أحد أبنائها عرش الإمبراطورية العثمانية، حيث قامت بالعديد من الخطط بمساعدة رستم باشا لإزاحة الأمير مصطفى بعيدًا عن تولى العرش بعد وفاة السلطان سليمان.
الإيقاع بين السلطان سليمان القانوني والأمير مصطفى
كذلك في إطار تحدثنا عن إجابة السؤال هل ندم السلطان سليمان على قتله لابنه مصطفى، نجد أنه انتشرت الكثير من الخطط لهز وإضعاف الثقة بين الأمير مصطفى وأبيه السلطان سليمان، وتلك الخطط الغاية منها كانت تسهيل إبعاد وإزاحة الأمير مصطفى عن العرش.
قام رستم باشا بتشوية صورة الأمير مصطفى أمام السلطان سليمان، كما قام رستم باشا بإعاقة وخلق العقبات في طريق تحقيق الانتصارات الأمير مصطفى، حيث ساعد رستم باشا في عدم تلبية طلب الأمير مصطفى عند طلبه الدعم في مواجهة الجورجيين في عامي 1550-1549م.
ساهم رستم باشا في تزوير ختم الأمير مصطفى واستخدم هذا الختم في التواصل مع شاه إيران الذي يعد من أعداء السلطان سليمان؛ من أجل تشويه صورة الأمير مصطفى أمام القانوني، فيتم اعتبار هذا خيانة في حق الأمير مصطفى أمام السلطان سليمان، وقد عرف السلطان سليمان أن الختم كان مزور بعد قتل الأمير مصطفى.
محاولة الأمير مصطفى لتولى عرش الإمبراطورية العثمانية
بعد الاطلاع على إجابة سؤال هل ندم السلطان سليمان على قتله لابنه مصطفى، نجد أن الأمير مصطفى حاول الوصول إلى عرش الدولة العثمانية، وذلك عند معرفته لما يدبرون كل من رستم باشا وزوجة السلطان سليمان “خرَّم سلطان” من محاولا وخطط لإبعاده عن الوصول وتولى العرش.
لذلك لجأ الأمير مصطفى بتدعيم موقفه في الدولة العثمانية من خلال تشكيل جبهة من الأعوان التي ستكون سند له عند وفاة السلطان سليمان، وطلب الأمير مصطفى التأييد من أياس باشا وأرضروم، وقام أياس باشا بقبول طلب تأييده، وكان الأمير لا يوجد في نيته التخلص أو الانقلاب على أبيه السلطان سليمان.
بالإضافة إلى إرسال طلب الدعم الدولي والمُساندة من الخارج، كطلب التأييد من سفير البندقية المتواجد في إسطنبول، ولكن قد انتشر في البندقية أن الأمير مصطفى يرغب في عقد صفقة ليكون له التدريب على الأسلحة والأساليب الحديثة التي تستخدم في الحروب عند وصله لعرش الدولة العثمانية ومقابل هذا التدريب يعاد إليهم حصن المورة.
اقرأ أيضًا: من هو سيف الله المسلول
مقدمات مقتل الأمير مصطفى
بعد التحدث حول إطار هل ندم السلطان سليمان على قتله لابنه مصطفى، نتعرف على ما حدث قبل قتل الأمير مصطفى، حيث كان الشعب العثماني واثق في تولى الأمير مصطفى الحكم بعد وفاة السلطان سليمان القانوني، ولم تتواجد فكرة تولى العرش لأي أحد آخر.
حيث كان الأمير مصطفى يُصغي وينفذ جميع قرارات السلطان سليمان، ولكن كثرت الإشاعات والأقاويل التي شوهت صورة الأمير مصطفى والتشكيك في ولائه لأبيه السلطان سليمان، بالإضافة إلى مساعدة رستم باشا في أضعاف موقف الأمير أمام أبيه القانوني.
كما تعتبر آخر الأحداث التي كانت السبب في حكم إعدام الأمير مصطفى هي الحملة العسكرية التي قام بها وترأسها رستم باشا، وهذه المواجهة كانت بأمر من السلطان سليمان إلى دولة صفوية؛ وذلك من أجل رد الاعتداء على الدولة العثمانية.
حدثت هذه الحملة العسكرية في ولاية قونيا التي تقع بوسط الأناضول، وعند حدوثها كثرت الإشاعات عن رغبة الأمير مصطفى في ترأس الجيش بدلًا عن رستم باشا؛ ذلك لأنه حان الوقت لقيام الأمير بتولي قيادة الجيوش والحملات الكبيرة، ولكن الأمير كان لا يريد تولى قيادة هذه الحملة ورغبته في عدم الخروج عن أوامر السلطان سليمان القانوني.
مقتل الأمير مصطفى
عند الاطلاع على إجابة سؤال هل ندم السلطان سليمان على قتله لابنه مصطفى، نوضح كيفية قتل الأمير مصطفى، وذلك بأمر السلطان سليمان بعد أن أمر بحضور الأمير مصطفى إليه، بعد وصول الجيش إلى أرغلي.
فلم يبدي الأمير مصطفى أي اهتمام للآراء التي تقول له لا تذهب إلى السلطان سليمان بسبب الأقاويل التي نشرها رستم باشا، وقام بتلبية طلب حضوره وذهب إلى أبيه السلطان سليمان.
ذهب الأمير مصطفى إلى السلطان سليمان بكامل شجاعته، ووصل إلى الخيمة التي يتواجد بها السلطان القانوني، ودخل إليه منحنيًا لمكانته العظيمة، إلا أنه تم قتله على الفور دون إعطاءه فرصة ليدافع عن نفسه، وقد توفى الأمير مصطفى عام 1553م على يد أبيه السلطان سليمان القانوني.
اقرأ أيضًا: من هو قاتل علي بن أبي طالب وما هي قصة قتله؟
موقف الشعب من مقتل الأمير مصطفى
قد أثار مقتل الأمير مصطفى غضب الشعب والإنكشاريين بجانب الجيش أيضًا، واتهموا رستم باشا بكافة الاتهامات التي كانت موجهه نحو الأمير مصطفى وأنه السبب في مقتل الأمير، وعند انتشار هذه الاتهامات وليقوم السلطان بتهدئة غضب الشعب عن طريق عزل رستم باشا وتولية قارا باشا في منصبه.
بعد عودة السلطان سليمان من حملته في عام 1555م قام بإعادة رستم باشا إلى منصبه مرة أخرى، فلم تهدأ ردة الفعل الشعبية، وظهر شخص أدعى أنه الأمير مصطفى بسبب وجود شبه كبير بينه وبين الأمير، وطالب بتوليه حكم الإمبراطورية العثمانية، ولكن تم القبض عليه في أسرع وقت وإرساله إلى إسطنبول لتنفيذ حكم إعدامه.
كما قام العديد من الشعراء احتجاجًا على مقتل الأمير مصطفى بكتابة هجاء لرستم باشا وزوجة السلطان سليمان “خُرَّم سلطان” اللذين كانا السبب في مقتل الأمير مصطفى على يد أبيه السلطان سليمان القانوني.
عند الاطلاع على حادثة مقتل الأمير مصطفى على يد أبيه السلطان سليمان، ومعرفة أن رستم باشا هو الذي ساعد زوجة السلطان على التخلص من الأمير مصطفى، نعرف إجابة سؤال هل ندم السلطان سليمان على قتله لابنه مصطفى.